الحكومة اليمنية تتهم الحوثي وصالح بارتكاب مجزرة في تعز

اتهمت الحكومة اليمنية ميليشيات الحوثي وصالح بأنهم يضعون المدنيين في تعز «أهدافاً دائمة». وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن «4 شهداء، و7 جرحى، وقعوا جرّاء مجزرة بير باشا، في القصف العشوائي لميليشيات الحوثي صالح؛ إن هذه العصابة تضع المدنيين في تعز أهدافاً دائمة للانتقام».
وتساءل المخلافي، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ما هو رأي مؤيدي الميليشيا الذين يتاجرون بدماء الضحايا المدنيين لأهداف سياسية في مجزرة اليوم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي في بير باشا في تعز».
إلى ذلك، قال القيادي في الحراك التهامي ركن التوجيه المعنوي في لواء تهامة أيمن جرمش لـ«الشرق الأوسط» إن «لواء تهامة تمكن في عملية استخباراتية نوعية من تفكيك عصابة انقلابية متخصصة بزرع الألغام والمتفجرات في طرقات مدينة المخا الساحلية وريفها، غرب تعز، التي زرعت لاستهداف المواطنين والجيش الوطني والمقاومة الشعبية».
وأضاف جرمش أنه «وبحسب المعلومات التي حصل عليها المحققون التابعون من زعيم العصابة المتخصصة في زراعة الألغام، الذي قبض عليه من قبل لواء تهامة الثلاثاء الماضي، تمكنت وحدة خاصة من اللواء التهامي من اعتقال 5 انقلابيين شرق قرية يختل، التابعة لمديرية المخا».
وأكد القيادي أن اللواء حصل على معلومات «تحركت على ضوئها سرية خاصة إلى أوكار الانقلابيين، شمال منطقة الرويس التابعة للمخا، وإلى مزرعة مختار سهيل التي كانت الميليشيات الانقلابية تتخذ منها معملاً لتجهيز العبوات الناسفة والألغام. وفي التفاف وهجوم مباغت، تمكنت القوة التابعة للواء من قتل 18 انقلابياً، وتدمير 5 صواريخ (بي إم 21)، وتدمير 3 أطقم تابعة للميليشيات الانقلابية، فيما قتل جنديان، وجرح 5 آخرون ينتمون للواء تهامة».
جاء ذلك في الوقت الذي نفذت فيه قوات الجيش الوطني من المنطقة العسكرية الخامسة، بإسناد من قوات التحالف، عملية هجوم على ما تبقى من مواقع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في الجبهة الشرقية لمدينة ميدي، بمحافظة حجة المحاذية للسعودية.
وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش الوطني تقترب من استكمال تطهير الأحياء الشرقية لمدينة ميدي، بعد حصارها للانقلابيين لأشهر. خلال الساعات القادمة، سيتم الإعلان عن تطهير أحياء ميدي الشرقية بالكامل، وذلك بعد هجوم مباغت شنته على الانقلابيين، وسيطرت على أجزاء واسعة، ولم يتبقَ إلا القليل (حتى إعداد هذه القصة، في الخامسة بتوقيت غرينيتش)».
وأكد المصدر أنه «سقط العشرات من الانقلابيين بين قتيل وجريح في مواجهات الأحياء الشرقية لميدي. وبتطهير الجهة الشرقية، بما فيها الميناء والحافية والقلعة والكتف والخزان والتباب، ستنتقل المعارك إلى مديرية حيران. ولم تعد تسيطر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية سوى على الأحياء الغربية باتجاه الساحل، والعمليات العسكرية مستمرة حتى السيطرة بشكل كامل على ميدي».
كما سقط ما لا يقل عن 10 انقلابيين قتلى وجرحى، إثر مواجهات بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية، شهدتها جبهة مريس، شمال محافظة الضالع الجنوبية، بحسب ما ذكره موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت».
وبالعودة إلى تعز، عاودت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية قصفها للمدنيين في تعز، وبشكل ممنهج ومدروس، بارتكاب أكبر قدر ممكن من الجرائم الإنسانية والانتهاكات بحق المواطنين، خصوصاً قبل عيد الأضحى بأيام.
وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية ارتكبت مجزرة جديدة كعادتها قبل أيام العيد المبارك، من قبل قصفها الأسواق أو الأماكن المكتظة، حيث إن القذائف لا تتوقف على أحياء مدينة تعز، وآخرها قصفها على حي برباشا، شرق تعز، الذي راح ضحيته 4 قتلى من المدنيين، وأصيب ما لا يقل عن 7 آخرين».
وتزامن ذلك مع استمرار المعارك في الجبهات الغربية والجنوبية في مديرية الصلو الريفية، وسقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين في محاولة فاشلة منهم للتقدم واستعادة مواقع تسيطر عليها قوات الجيش الوطني في الصلو، وهجمات الجيش المستمرة على مواقع الانقلابيين في الجبهة الغربية.
ونفت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» الأخبار التي تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية التي يديرها الانقلابيون حول انسحاب قوات الجيش من قرية الصيار، في مديرية الصلو، دون أي مواجهات.
وأكدت المصادر أن ما يجري «هو شن الميليشيات الانقلابية هجماتها المستمرة على مواقع الجيش الوطني، بعد الدفع بتعزيزات عسكرية باتجاه مديرية الصلو، واستحداثها معسكراً تدريبياً في عزلة الضبة، مع طلب المشايخ الموالين لهم الدفع بأبنائهم وأبناء القرى للقتال بصفوفها إلى ذلك المعسكر، ومن ثم إرسالهم إلى جبهات الصلو وحيفان».
من جهة أخرى، دعا اللواء 22 ميكا، في تعز، المواطنين إلى أن «يكونوا سنداً للجيش الوطني، ومعيناً لهم في الدفاع عن أمن تعز، من خلال الإبلاغ عن أي جماعات أو أفراد خارجين عن القانون، والتعاون معنا للقبض عليهم»، ووسائل الإعلام والناشطين إلى أن يكونوا «سنداً وعوناً ورافداً قوياً لأفراد اللواء والجيش الوطني والمقاومة الشعبية لرفع معنوياتهم».
وقال اللواء، في بيان، إنه شارك في الحملة الأمنية التي نفذتها قيادة المحور، بمشاركة جميع الألوية، وإشراف اللجنة الأمنية، لتعقب وملاحقة الجماعات والخلايا الخارجة عن القانون، المتسببة في الاغتيالات ونشر الفوضى. وقد أسفرت الحملة في مراحلها الأولى عن إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم في اغتيال أفراد من اللواء 22 ميكا والجيش الوطني، وسيتم التحقيق معهم، ومطاردة جميع الخارجين على القانون.
وأضاف اللواء أن «الحملة الأمنية لن تتوقف حتى يتم القبض على كل الخارجين عن القانون، وكل من تسول له نفسه تقويض دور الجيش الوطني والمقاومة بالدفاع عن تعز وردع المعتدين، وأن عمليات الاغتيالات لأفراد اللواء والمواطنين الأبرياء لن تستمر، وأن الوقت قد حان للضرب بيد من حديد وبكل قوة على كل العابثين بدماء أبناء تعز».
وأكد اللواء 22 ميكا أن «الدفاع عن تعز، وتحريرها من الانقلابيين، وملاحقة جميع الخارجين عن القانون في المدينة، مستمر، ولن تقر الأعين حتى يتم الاقتصاص لكل من اغتالته أيدي الغدر والخيانة».