هجوم لقوات النظام على مناطق هدنة الغوطة الشرقية

تعرض حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، يوم أمس، لقصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا، هو الأول بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بين «فيلق الرحمن» وروسيا، الأسبوع الماضي، وانضمام المنطقة لاتفاق خفض التصعيد.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، أن نحو 15 من مقاتلي فيلق الرحمن أصيبوا بحالات اختناق، جراء القصف من قبل قوات النظام، على مناطق في أطراف بلدة عين ترما الواقعة في الأطراف الغربية لغوطة دمشق الشرقية. وأكدت مصادر طبية في الغوطة الشرقية كذلك، أن حالات الاختناق ناجمة عن القصف والغبار الناجم عنه في مكان سقوط هذه القذائف.
وأشارت وكالة قاسيون، أن الهجوم العنيف تشنّه قوات النظام مدعومة بالفرقة الرابعة على البلدة، وسط قصف مدفعي وصاروخي مكثف على الأحياء السكنية فيها.
ونقلت شبكة شام عن ناشطين في المنطقة، أن قوات الأسد استهدفت بلدة عين ترما بالغازات السامة «أدت لوقوع حالات اختناق بين الثوار والمدنيين تم نقلهم إلى المشافي الميدانية، كما تعرضت البلدة وحي جوبر لقصف بأكثر من 20 صاروخ أرض أرض نوع (فيل) شديد التدمير ترافقت مع قصف بعشرات من قذائف المدفعية والهاون خلف عددا من الجرحى بين المدنيين ودمارا في المناطق المستهدفة».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر صباح أمس، أنه بعد نحو أسبوع من عمليات القصف المتقطعة من قبل قوات النظام، بقذائف المدفعية وقذائف الهاون والدبابات، والقصف بالصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، على شرق دمشق وغوطتها الشرقية، والهدوء الطويل الذي تخللها، مترافقاً مع خروقات لهذا الهدوء، من خلال استهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية ومناطق في حي جوبر، وإطلاق النار المتبادل على محاور التماس بين قوات النظام وفيلق الرحمن، عاودت قوات النظام صباح الأحد، استهدافها المكثف لأطراف العاصمة والغوطة، إذ استهدفتها قوات النظام بـ15 صاروخا يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، ترافقت مع اشتباكات هي الأعنف منذ نحو أسبوع، بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب، ومقاتلي فيلق الرحمن من جانب آخر، على محور المتحلق الجنوبي من جهة عين ترما.
وبرّرت قاعدة حميميم الروسية هذا الهجوم، معتبرة أنه «لم تنفذ مجموعات المعارضة المسلحة المعتدلة شرق العاصمة دمشق تعهداتها بطرد الجماعات المتطرفة، الأمر الذي من شأنه زيادة وتيرة العنف من جديد في منطقة خفض التوتر في الغوطة الشرقية».
يشار إلى أن القصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام على مناطق الغوطة الشرقية، لم يتوقف منذ توقيع الاتفاق، إلا أن هذا الهجوم البري هو الأول منذ الاتفاق على التهدئة في 18 من الشهر الجاري.
في السياق، أوضح «فيلق الرحمن» في بيان، أن قوات النظام تخرق اتفاق «تخفيف التصعيد» مجددا، عبر محاولة عناصر «الفرقة الرابعة» التابعة لها مدعومة بالدبابات، اقتحام عين ترما.
من جهتها، علقت منظمة البشائر الإنسانية العاملة في الغوطة الشرقية، نشاط جميع مراكزها وخدماتها الإنسانية في القطاع الأوسط، اعتبارا من أمس حتى إعادة المواد الإغاثية التي سيطر عليها فيلق الرحمن إلى مستودعاتها.
وطالبت المنظمة عبر بيان قيادة فيلق الرحمن بتقديم الوعد بعدم المساس بمقدرات وأموال المنظمة، وحماية مستودعاتها ومنشآتها في القطاع، مهيبة بالعلماء في الهيئة الشرعية لدمشق وريفها، وقيادة الشرطة، وجميع الوجهاء والفعاليات المدنية، أن يضغطوا على قيادة الفيلق لعدم تكرار مثل هذا الفعل.