كوريا الشمالية تطلق صواريخ وترفع من حالة التوتر مجدداً

تدريبات لقوات كورية شمالية أول من أمس (إ.ب.أ)
تدريبات لقوات كورية شمالية أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

كوريا الشمالية تطلق صواريخ وترفع من حالة التوتر مجدداً

تدريبات لقوات كورية شمالية أول من أمس (إ.ب.أ)
تدريبات لقوات كورية شمالية أول من أمس (إ.ب.أ)

عادت بيونغ يانغ بإطلاق صواريخها لترفع من جديد حالة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، حيث يجري الجيشان الأميركي والكوري الجنوبي مناورات عسكرية دأبت كوريا الشمالية على وصفها بأنها استفزاز واستعداد لغزوها.
وأطلقت الصواريخ في وقت مبكر من صباح أمس (السبت) على بحر اليابان، حسبما أكدت القيادة الأميركية في المحيط الهادي، حيث فشلت عملية إطلاق صاروخين بينما انفجر صاروخ بعد وقت قصير من إطلاقه. وأشارت التقديرات الأولية إلى أن 3 صواريخ قصيرة المدى أطلقت من منطقة كيت ديه ريونغ بإقليم كانغ وون الشرقي. وأوضحت القيادة المشتركة أن الصاروخين الأول والثالث «فشلا في التحليق»، بينما يبدو أن الصاروخ الثاني «قد انفجر على الفور تقريباً».
وأوضح ديف بينهام المتحدث باسم قيادة العمليات الأميركية في منطقة المحيط الهادي، أن الصواريخ التي أطلقت لم تشكل أي تهديد للولايات المتحدة أو جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادي. وأضاف أن «الصاروخين الأول والثالث (...) تعطلا أثناء تحليقهما، أما الصاروخ الثاني (...) فيبدو أنه انفجر تقريباً فور إطلاقه»، مشيراً إلى أن عملية إطلاق الصواريخ الثلاثة استغرقت نحو نصف ساعة.
ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن هيئة الأركان المشتركة في سيول قولها إن الصواريخ حلقت لمسافة أكثر من 250 كلم شمال شرقي البلاد. وفي أعقاب التجارب الجديدة، قرر المسؤولون الكوريون الجنوبيون «مواصلة التدريبات الحالية بشكل كامل»، حسبما نقلت «يونهاب» عن سكرتير رئاسي رفيع المستوى. وتستمر تلك المناورات حتى 31 أغسطس (آب).
وقالت قيادة الجيش الأميركي في المحيط الهادي إن الصواريخ لم تشكل تهديداً على البر الرئيسي الأميركي أو غوام في المحيط الهادي التي هددت كوريا الشمالية هذا الشهر بإحاطتها ببحر من النار. وقال يوشيهيد سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني إن الصواريخ لم تصل إلى اليابان أو منطقتها الاقتصادية الخالصة، ولم تشكل أي تهديد على سلامة الأراضي اليابانية. وأوضح سوجا: «نؤكد أنه لم يسقط أي صاروخ باليستي على أراضي بلادنا ولا في منطقتها الاقتصادية الخاصة» في البحر. وأضاف وزير الدفاع الياباني ايتسونوري أونوديرا: «قد يكون الأمر صواريخ باليستية أو عادية. نحن بصدد القيام بتحاليل». ورأى أن انفجار أحد الصواريخ يمكن أن يعني أن كوريا الشمالية اختبرت تكنولوجيا جديدة. وأضاف: «عادة تطلق صواريخ غير مجربة سابقاً من الساحل باتجاه البحر لتفادي أن تسقط» في أراضٍ مأهولة.
وكان آخر اختبار صاروخي تجريه كوريا الشمالية في 28 يوليو (تموز) عندما أطلقت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات ومصمماً ليقطع مسافة 10 كيلومترات، ويعني ذلك أنه قد يصل إلى بعض مناطق البر الرئيسي الأميركي، مما أثار مخاوف من نشوب صراع جديد على شبه الجزيرة الكورية.
وقالت سارا ساندرز المكلفة الاتصال في البيت الأبيض إنه «تم إبلاغ» الرئيس دونالد ترمب بالأمر، و«نحن نتابع عن كثب الوضع». وكان ترمب أكد الأربعاء أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ - أون بدا «يحترم» واشنطن.
يذكر أن الخلاف بين واشنطن وبيونغ يانغ حول البرنامج الصاروخي والنووي الكوري الشمالي تصاعدت حدته بشدة أخيراً، بعدما أعلنت الأخيرة أن جميع الأراضي الأميركية تقع في مرمى ضرباتها الصاروخية. وحذرت من أنها تدرس توجيه ضربة وقائية إلى جزيرة «غوام» الأميركية غرب المحيط الهادي. ورداً على ذلك، حذر الرئيس الأميركي ترمب من أن تهديدات بيونغ يانغ بتوجيه ضربة صاروخية سَتُواجه بـ«نار وغضب».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».