السعودية... بوابة الاستثمار الآمن والمنصة الأكثر جاذبية

نتائج الشركات المحلية تثبت قوة الاقتصاد... والاتفاقيات مع الصين مؤشر ثقة

السعودية... بوابة الاستثمار الآمن والمنصة الأكثر جاذبية
TT

السعودية... بوابة الاستثمار الآمن والمنصة الأكثر جاذبية

السعودية... بوابة الاستثمار الآمن والمنصة الأكثر جاذبية

في الوقت الذي بدأت تتخذ فيه السعودية خطوات جديدة نحو فتح آفاق الاستثمار أمام رؤوس الأموال أجنبية، وتسهيل إجراءات الاستثمار أمام رؤوس الأموال المحلية، باتت المملكة اليوم واحدة من أكثر دول العالم جاذبية للاستثمارات، وهو ما تؤكده الاتفاقيات الضخمة التي أبرمتها السعودية مساء أول من أمس مع الصين.
وتعتبر أسواق المال في العالم أجمع، مرآة تعكس مدى جدوى الاستثمار في أي اقتصاد في العالم من عدمه، حيث تكشف الأرقام أن الشركات السعودية المدرجة في تعاملات السوق المحلية نجحت في تعزيز مستوى أرباحها التشغيلية خلال النصف الأول من هذا العام بنسبة 10 في المائة، بالمقارنة مع النتائج المحققة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، ويأتي ذلك على الرغم من استمرار انخفاض أسعار النفط.
وتقف سوق الأسهم السعودية اليوم عند مكررات ربحية يبلغ حجمها نحو 15.7 مكرر (في حال استثناء الشركات الخاسرة)، وهو المكرر الذي يأتي أكثر جاذبية بالمقارنة مع أسواق المال في المنطقة، كما أنه يأتي ضمن أكثر أسواق العالم الناشئة من حيث الجاذبية.
وتعتبر الإصلاحات الاقتصادية الضخمة التي تعمل عليها السعودية سببا مهما في تحسين المناخ الاستثماري في البلاد أمام رؤوس الأموال الأجنبية، كما أنه تعتبر الخطوة الإيجابية التي أعلن عنها مؤشر «إم إس سي آي» MSCI، والتي تختص ببدء مراقبة سوق الأسهم السعودية، تمهيداً لضم المؤشر السعودي ضمن قائمة المؤشرات العالمية الناشئة، خطوة قوية من شأنها تعزيز مكانة سوق المال السعودية بين بقية الأسواق العالمية.
ولم تتوقف السعودية عند تخفيف قيود الاستثمار أمام رؤوس الأموال الأجنبية في سوق الأسهم، بل إنها خففت من قيود الاستثمار في مختلف القطاعات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يساهم في نقل التقنية، وتوطين الصناعة، وزيادة حجم فرص التوظيف، ورفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي.
وكانت الهيئة العامة للاستثمار في السعودية، قد منحت أول من أمس تراخيص استثمار لأربع شراكات صينية، وذلك على هامش المنتدى الاستثماري السعودي - الصيني، الذي عُقد بمدينة جدة، وتنظمه وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، بمشاركة من وزارة التجارة والاستثمار.
وسلّم المهندس إبراهيم العمر، محافظ الهيئة العامة للاستثمار، أول من أمس، الرخص الاستثمارية لكل من: شركة ريزيل كاتاليستس السعودية المحدودة؛ ذات نشاط صناعي لمواد الكاتاليستس، وشركة عبر آسيا السعودية؛ ذات نشاط صناعي مواد تيريفثاليك، وفرع شركة سولو التكنولوجيا المحدودة؛ التي يتمحور نشاطها في تقديم الخدمات الفنية والعلمية لوكلاء الشركة وموزعي ومستهلكي منتجاتها من الأدوات والمعدات الإلكترونية، وفرع شركة جيانغسو نانتونغ سانجيان المحدودة؛ ويتمحور نشاطها حول أعمال المباني وأعمال الطرق والأعمال الكهربائية وأعمال المياه والأعمال الصناعية.
وتعكس هذه الزيارة مدى عمق العلاقات بين البلدين في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية والاستثمارية. حيث تأتي جمهورية الصين الشعبية في المرتبة الأولى من بين الدول المرخص لها بالاستثمار من قبل الهيئة خلال هذا العام بحصة بلغت 254 مليون ريال (67.7 مليون دولار).
في هذا الشأن، تضمنت خطوات السعودية نحو تخفيف القيود على الملكية الأجنبية في السنوات الماضية فتح قطاعات الجملة والتجزئة في 2015، وفي الشهر الحالي، قررت المملكة السماح بالملكية الأجنبية الكاملة لشركات الخدمات الهندسية، في وقت تدرس فيه البلاد فتح الاستثمار بالكامل أمام رؤوس الأموال الأجنبية في قطاعات أخرى، يأتي على رأسها القطاع الصحي.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي اتخذت فيه السعودية خلال الفترة الماضية مجموعة من الخطوات المهمة نحو تطوير السوق المالية، وزيادة فرص إدراجها ضمن مؤشرات الأسواق العالمية؛ إذ قررت في وقت سابق تخفيف القيود أمام رؤوس الأموال الأجنبية، إضافة إلى تطبيق معايير المحاسبة الدولية على قوائم الشركات.
كما اتخذت السعودية قرارات أخرى ذات طابع مهم لرفع مستوى مواكبة سوقها المالية للأسواق العالمية، يأتي ذلك عبر إطلاق سوق الأسهم الموازية «نمو»، التي تتعلق بأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وإلغاء إدراج الشركات التي تزيد خسائرها على 50 في المائة من رأس المال؛ الأمر الذي فرض على إدارات الشركات حيوية أكبر، ورغبة أعلى نحو تحقيق الربحية، والبعد عن شبح الخسائر؛ مما أسهم بالتالي في زيادة ربحية الشركات خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 38 في المائة، مقارنة بما كانت عليه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
ويُحسب لهيئة السوق المالية السعودية أنها تعمل بشكل متقارب مع المستثمرين الأفراد، والصناديق الاستثمارية، في السوق المحلية، حيث تطرح هيئة السوق مسودة قراراتها الجديدة وأنظمتها التي تنوي العمل بها أمام المستثمرين للتصويت وإبداء الرأي؛ الأمر الذي جعل القرارات الجديدة ذات قبول ملحوظ لدى أوساط المستثمرين.
في هذا الخصوص، بات برنامج تطوير القطاع المالي، الذي أعلنت عنه السعودية ضمن البرامج المحققة لـ«رؤية المملكة 2030»، خطوة مهمة نحو تطوير سوق المال المحلية، ووضعها ضمن قائمة أكبر 10 أسواق مالية في العالم.
ويعمل برنامج تطوير القطاع المالي على رفع حجم وعمق وتطور أسواق رأس المال السعودية، وتحسين تجربة المشغلين والمستخدمين، ومكانة أسواق رأس المال السعودية على الصعيد الإقليمي «بأن تصبح سوق المال السعودية السوق الرئيسية في الشرق الأوسط»، وعلى الصعيد العالمي «بأن تصبح السوق السعودية من أهم 10 أسواق عالمية»، وأن تكون سوقاً متقدمة وجاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي، بما يمكنها من القيام بدور محوري في تنمية الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر دخله، ويشمل كذلك تطوير المؤسسات المالية (صناديق التمويل العامة والخاصة، والبنوك وشركات التأمين)، لتعزيز دورها في دعم نمو القطاع الخاص.


مقالات ذات صلة

عملاء «بنان» يطلعون على تقدم أعمال إنشاء المشروع بشمال شرقي الرياض

عالم الاعمال عملاء «بنان» يطلعون على تقدم أعمال إنشاء المشروع بشمال شرقي الرياض

عملاء «بنان» يطلعون على تقدم أعمال إنشاء المشروع بشمال شرقي الرياض

استقبلت «مجموعة طلعت مصطفى - السعودية» عدداً من عملاء مشروع «بنان» في مركز مبيعات المشروع شمال شرقي الرياض أواخر شهر فبراير (شباط) 2025.

الاقتصاد شعار «أرامكو»... (رويترز)

«أرامكو» تدفع توزيعات أرباح بقيمة 21 مليار دولار رغم تراجع أرباحها في 2024

حققت شركة «أرامكو السعودية» ربحاً صافياً عام 2024 بقيمة 106.2 مليار دولار، بتراجع نسبته 12.39 في المائة عن عام 2023 (121.3 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال توقيع مذكرة التفاهم بين «السيادي» السعودي و«غولدمان ساكس» (صندوق الاستثمارات)

تفاهم بين «السيادي» السعودي و«غولدمان ساكس» لتعزيز الاستثمار في المملكة والخليج

أعلن «صندوق الاستثمارات العامة»، وشركة «غولدمان ساكس» توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة، لتعزيز الاستثمار في المملكة ودول الخليج

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

مطار الملك خالد بالرياض يتصدر قائمة الالتزام في الرحلات الدولية

أشار تقرير حديث صادر في نسخته الأولى عن شهر يناير (كانون الثاني) المنصرم، إلى تصدر كل من مطار الملك خالد الدولي بالرياض، والملك فهد الدولي بالدمام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب إحدى أسواق الخضراوات والفاكهة إنتاجها محلي (واس)

السعودية تؤكد على دور المنتجات المحلية في تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الأمن الغذائي

أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية أهمية شراء المنتجات المحلية، مشيرةً إلى دورها المحوري في تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية، وتعزيز الأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نشاط الخدمات في اليابان يسجل أسرع نمو في 6 أشهر

الجماهير تشاهد سباقاً للقوارب السريعة في نهر بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
الجماهير تشاهد سباقاً للقوارب السريعة في نهر بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

نشاط الخدمات في اليابان يسجل أسرع نمو في 6 أشهر

الجماهير تشاهد سباقاً للقوارب السريعة في نهر بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
الجماهير تشاهد سباقاً للقوارب السريعة في نهر بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

أظهر مسح للقطاع الخاص، الأربعاء، أن نشاط الخدمات في اليابان سجل في فبراير (شباط) الماضي، أسرع نمو في ستة أشهر، بدعم من المبيعات القوية وأعمال التصدير الجديدة.

وكان قطاع الخدمات القوة الدافعة وراء النمو الاقتصادي الأخير في البلاد، مما ساعد في تعويض التراجع في التصنيع الناجم عن ضعف الطلب العالمي.

وأظهر المسح الذي أعدته شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، أن مؤشر نشاط أعمال الخدمات في اليابان التابع لبنك أو جيبون ارتفع إلى 53.7 نقطة في فبراير من 53.0 نقطة في يناير (كانون الثاني). وكان ذلك أفضل من القراءة الأولية البالغة 53.1، وظل فوق عتبة 50.0 نقطة التي تفصل التوسع عن الانكماش للشهر الرابع على التوالي.

وقال أسامة بهاتي، الخبير الاقتصادي في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»: «تحسن أداء قطاع الخدمات الياباني بشكل أكبر في فبراير». وأظهر المسح أن الأعمال الجديدة استمرت في النمو، وإن كان بوتيرة أبطأ قليلاً. وسجلت أعمال التصدير الجديدة أقوى نمو منذ مايو (أيار) الماضي، بفضل الطلب المرتفع من تايوان وفيتنام.

وفي حين كانت الشركات واثقة من استدامة زخم النمو بفضل تحسن التوظيف والمتأخرات، قال بهاتي إن التفاؤل العام ضعف بسبب نقص العمالة. وأظهر المسح أن التضخم في تكاليف المدخلات تراجع عن يناير، لكنه ظل مرتفعاً بسبب زيادة تكاليف العمالة والوقود والمواد الخام. كما تباطأ التضخم في الأسعار المشحونة إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر.

وتوسع مؤشر مديري المشتريات المركب لبنك أو جيبون الياباني، الذي يجمع بين نشاط قطاعي التصنيع والخدمات، إلى 52.0 نقطة في فبراير إلى 51.1 في يناير. وقال بهاتي إن الثقة العامة بالأداء المستقبلي للقطاع الخاص ككل ارتفعت بأبطأ وتيرة منذ يناير 2021 بسبب نقص العمالة ومخاوف السياسة التجارية الأميركية.

وفي الأسواق، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني، الأربعاء، على ارتفاع طفيف بعد جلسة تداولات متقلبة حتى رغم تراجع شهية المخاطرة بسبب مخاوف من حرب تجارية محتملة بعد فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية، وتبعات ذلك على الاقتصاد العالمي.

وأنهى «نيكي» التعاملات على زيادة نسبتها 0.2 في المائة مسجلاً 37418.24 نقطة، كما ارتفع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.3 في المائة مسجلاً 2718.21 نقطة. وصعد «نيكي» لفترة وجيزة بنسبة وصلت إلى 0.7 في المائة بعد أن ألقى الرئيس الأميركي أول خطاب أمام الكونغرس منذ عودته للبيت الأبيض.

وقال ماساهيرو إيتشيكاوا، كبير محللي السوق في سوميتومو ميتسوي لإدارة الأصول، إن المكاسب تقلصت بعد الظهيرة مع تحول الاهتمام إلى الغموض الذي يكتنف تبعات فرض الرسوم الجمركية. وأضاف: «الرسوم الجمركية مثل تلك التي أعلنت بالفعل ستستمر في التواتر على الأرجح، وبالتالي سيبقى الشعور العام بوجوب توخي الحذر».

وقال إيتشيكاوا إن من الصعب على الأرجح وجود عمليات شراء قوية في الأسهم اليابانية، في وقت لم يتضح فيه بعد الموقف النهائي للولايات المتحدة فيما يتعلق بسياسة الرسوم الجمركية.

وتعافت أسهم شركات السيارات بقوة مع هبوط الين قليلاً بعد أن وصل إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر مقابل الدولار في الجلسة السابقة. وأنهى سهم «تويوتا موتور» التعاملات على ارتفاع 3.5 في المائة، و«هوندا موتور» 2.1 في المائة.

كما زاد سهم فاست رتيلينغ المالكة لعلامة يونيكلو التجارية 1.7 في المائة، ليمنح «نيكي» أكبر دفعة، كما قفز سهم فوجيكورا المصنعة لكابلات مراكز البيانات 7.4 في المائة مسجلاً أكبر مكاسب بالنسبة المئوية على المؤشر.

وتباين أداء أسهم شركات التكنولوجيا؛ إذ هبط سهم أدفانتست لمعدات اختبار الرقائق 0.3 في المائة بعد أن محا مكاسبه، لكن سهم مجموعة «سوفت بنك» التي تركز على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ارتفع 0.8 في المائة، بينما تراجع سهم طوكيو إلكترون بما يقارب اثنين في المائة.