المشنوق يكشف تفاصيل إحباط تفجير طائرة إماراتية تقلّ 400 راكب

العملية الفاشلة نفذها 4 أستراليين من أصل لبناني لصالح «داعش»

نهاد المشنوق
نهاد المشنوق
TT

المشنوق يكشف تفاصيل إحباط تفجير طائرة إماراتية تقلّ 400 راكب

نهاد المشنوق
نهاد المشنوق

كشف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، عن «إحباط عملية إرهابية، كانت ترمي لتفجير طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الإماراتية، قادمة من سيدني - أستراليا إلى أبوظبي، وعلى متنها 400 راكب، بينهم 120 لبنانياً»، مؤكداً أن «أبطال العملية أربعة أشقاء أستراليين من أصل لبناني، كانوا بصدد تنفيذ العملية لصالح تنظيم داعش». وأعلن المشنوق في مؤتمر صحافي عقده في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، أن «شعبة المعلومات في الأمن الداخلي، هي التي كشفت خيوط العملية، ونسّقت مع السلطات الأسترالية»، لافتاً إلى أن «أربعة أشقاء أستراليين من أصل لبناني من عائلة خياط، ينتمون إلى تنظيم داعش، هم من تولى التخطيط للعملية، والشروع في تنفيذها لصالح التنظيم قبل إحباطها».
وأشار وزير الداخلية، إلى أن «الشقيق الأكبر للإخوة يدعي طارق خياط، انتقل من أستراليا إلى سوريا، والتحق بقيادة (داعش) في الرقة، وخلال وجوده هناك جنّد أشقاءه الثلاثة في التنظيم، وتمّ الاتفاق على تنفيذ عملية إرهابية كبيرة جداً، تقضي بتفجير طائرة ركاب إماراتية، حيث تولى عامر خياط تنفيذ العملية، بمساعدة شقيقيه خالد ومحمود».
وقال المشنوق في 17 يوليو (تموز) الماضي، حاول عامر خياط السفر من سيدني إلى بيروت عن طريق أبوظبي، وأحضر معه لعبة (باربي) محشوة بالمتفجرات، وماكينة معدنية لفرم اللحوم محشوة أيضاً بالمتفجرات أيضاً، ووضعهما في حقيبة اليد (هاند باغ) لإدخالهما إلى مقصورة الركاب، وكان المخطط يقضي بتفجير الطائرة بعد 20 دقيقة من إقلاعها من مطار سيدني، وساعده صديق أسترالي، يعمل في موقع تفتيش الحقائب من تمرير الحقيبة، لكن لدى وصوله إلى مكان فحص الوزن، تبين أن وزن الحقيبة يفوق الكمية المسموح بها، فلم يسمح له بإدخالها إلى مقصورة القيادة، وجرى إعادة الحقيبة إلى الشقيقين خالد ومحمود، حسب العنوان الذي أعطاه عامر. ولدى وصول المنفذ المحتمل إلى بيروت، أوقفته شعبة المعلومات، بناء على شبهات أمنية بحقه، وبناء لمعلومات لديها عن تواصله الدائم مع شقيقه طارق في الرقة، وخلال التوسّع بالتحقيق معه، اعترف بتفاصيل المخطط، فجرى مخاطبة السلطات الأسترالية، التي أوقفت الشقيقين خالد ومحمود، وضبطت العبوتين اللتين احتفظ بها الشقيقان، لاستخدامهما في عملية أخرى مشابهة.
وأفاد المشنوق الذي كشف تفاصيل هذه العملية بوجود المدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ورئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود، أن «التحقيق مستمر مع الموقوف عامر خياط، لمعرفة ما إذا كان ثمة مخطط لتنفيذ أعمال إرهابية أخرى سواء في لبنان أو خارجه».
واعتبر وزير الداخلية اللبناني، أن «شعبة المعلومات، أثبتت أنها الأقدر على مكافحة شبكات الإرهاب، باعتراف عالمي، وبات لها دور دولي في إحباط أخطر العمليات، واستطاعت أن تنقل لبنان إلى مصافي الدول القوية في محاربة الإرهاب». وأبدى أسفه لأن قوى الأمن الداخلي «تتعرض لحصار مالي غير عاقل وغير منطقي، رغم الإنجازات الأمنية التي تحققها، والمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها».
من جهتها نفت طيران الإمارات نفياً قاطعاً ما تردد من أنباء حول تعرض إحدى طائراتها لمخطط تفجير كما ذكر اليوم، وأكدت «أن هذه الأنباء عارية تماماً عن الصحة». وكانت شركة «الاتحاد الإماراتية» للطيران قالت بداية أغسطس (آب) الحالي إنها تساعد الشرطة الاتحادية في أستراليا في تحقيق بشأن مخطط مرتبط بالتشدد الإسلامي لإسقاط طائرة أدى لتشديد إجراءات الفحص الأمني في مطارات أستراليا.
وقالت «الاتحاد» في بيان لها صدر في ذلك الوقت: «يساعد فريق أمن الطيران في الاتحاد للطيران الشرطة الفيدرالية الأسترالية في التحقيقات ولا يزال الأمر مستمرا»، وأكدت «تمتثل تماماً للإجراءات الأمنية المعززة في المطارات بأستراليا ونتابع الموقف عن كثب وتبقى السلامة على قمة أولويات الشركة».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».