الجيش الإسرائيلي يهدد بدو «إي 1» وينوي هدم منازلهم

TT

الجيش الإسرائيلي يهدد بدو «إي 1» وينوي هدم منازلهم

يخطط رئيس «الإدارة المدنية» التابعة للاحتلال الإسرائيلي، لهدم منازل للبدو شرق مدينة القدس، في المنطقة المعروفة بـ«إي 1»، على الرغم من قرارٍ من المحكمة العليا الذي يقضي بمنع هدمها. وقد هددت الإدارة المدنية السكان فعلا، وطالبتهم بالرحيل فورا.
ويدور الحديث، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن منازل وخيم للفلسطينيين البدو بالقرب من مستوطنة «معالية أدوميم»، في المنطقة التي صدر قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية، بمنع هدم المنازل فيها إلى حين إجراء تسوية بين السكان و«الإدارة المدنية».
ولجأ أهالي المنطقة، نهاية الأسبوع الماضي، مرة ثانية، إلى المحكمة، وقدموا التماسا بعد التهديد الجديد.
وطالب محامي الدفاع عنهم، بفرض منع قاطع على «الإدارة المدنية» بهدم المنازل، تطبيقاً لقرار المحكمة العليا، التي طلبت من الدولة الرد على هذه القضية حتى الثالث من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
وكانت إسرائيل نجحت في سنوات سابقة، في هدم أكثر من 48 بيتا في المنطقة نفسها، وقد أعاد السكان بناءها مرة ثانية.
ويعيش في المكان نحو 300 شخص، نصفهم من الأطفال، تحت هاجس الترحيل والتشريد.
وتخطط إسرائيل لتوسيع مستوطنة معالية أدوميم، إحدى كبريات مستوطنات الضفة الغربية، عبر البناء في منطقة «إي 1» التي يعيش فيها البدو. وتريد سلطات الاحتلال ضم المنطقة إلى إسرائيل، لكن اعتراضات دولية أجلت ذلك.
ويعني ضم معالية أدوميم مع «إي 1» إلى القدس، فصل الضفة الغربية إلى نصفين: شمال وجنوب، ومنع أي تواصل جغرافي بينهما، إضافة إلى عزل القدس بشقيها الشرقي والغربي عن الضفة، وإحاطتها بحزام استيطاني كبير، ناهيك برفع أعداد المستوطنين في الضفة والقدس.
وتقول السلطة الفلسطينية، إنها لن تسمح أبدا بتحويل خطط «إي 1» إلى واقع، لأن ذلك ينسف حل الدولتين ويمنع إقامة دولة فلسطينية. وطالما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) «إي 1» بالمشروع الأخطر على الدولة الفلسطينية، وقال إنه سيواجهه بكل الطرق.
وتبلغ مساحة «إي 1» نحو 12 كم مربع، أما معالية أدوميم فتقدر مساحتها بـ35 ألف دونم.
وقالت الرئاسة الفلسطينية مرارا، إن أي قرار إسرائيلي بشأن ضم مستوطنة «معالية أدوميم، سينهي أي علاقة بالمسيرة السلمية.
ومنع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التصويت على اقتراحات سابقة في الكنيست لضم معالية أدوميم.
وتفكر إسرائيل في إعطاء السلطة أراضٍ بديلة للمستوطنة ومستوطنات أخرى في حال اتفاق سلام نهائي، على أن تضم هذه المستوطنات إلى إسرائيل.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.