عقيلة صالح في الأردن لبحث إعادة الإعمار الليبي

رئيس مجلس النواب الليبي التقى العاهل الأردني وعدداً من الساسة في عمان

عقيلة صالح
عقيلة صالح
TT

عقيلة صالح في الأردن لبحث إعادة الإعمار الليبي

عقيلة صالح
عقيلة صالح

وصل إلى العاصمة الأردنية عمّان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، الذي يزور الأردن حالياً في زيارة التقى خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وتناولت الزيارة بحث تطورات الأوضاع السياسية الليبية، والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب.
من جهته، أكد العاهل الأردني على دعم بلاده للجهود الرامية إلى توحيد الصف الليبي، والتوصل إلى حل سياسي في ليبيا يعيد الأمن والاستقرار لشعبها، ويساهم في بناء المؤسسات فيها.
بدوره، أعرب رئيس مجلس النواب الليبي عن تطلعه للدعم من الأردن، وذلك لتحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات على الساحة الليبية.
في الوقت ذاته، أجرى رئيس مجلس النواب الليبي مباحثات رسمية مع نظيره الأردني عاطف الطراونة، وأشار صالح إلى الدعم المقدم إلى بلاده، وعبر عن تطلعه لمساهمة الأردن في إعادة إعمار ليبيا، مؤكداً على أهمية التواصل بين البلدين خاصة البرلمانيين للاستفادة من الخبرات الأردنية.
وأشار صالح إلى ضرورة دعم الشرعية الليبية لتمكين بلاده من تجاوز المحن والتحديات واستعرض المشكلات والمعوقات التي واجهت ليبيا، واستعرض الجهود المبذولة للقضاء على التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي حاولت السيطرة على البلاد.
في هذه الأثناء، أكد رئيس مجلس النواب الأردني أن البرلمان يولي اهتماما بالأزمة الليبية، ويتطلع لعودة ليبيا آمنة مستقرة، وذلك حتى تتمكن من العودة إلى محيطها العربي. وقال، خلال جلسة المباحثات، إن عمان تتابع التطورات على الساحة الليبية، حتى استعادة الأمن والسلم لهذا البلد العربي العريق، في إشارة إلى تطلعه ليصل الليبيون إلى نتائج ملموسة للحل السياسي تمكنهم من استئناف عمل المؤسسات واستعادة دورها.
وأضاف الطراونة أن الأمن الليبي والعمل على الحل السياسي التوافقي بين جميع الأطراف وضمان وحدة الأراضي الليبية هي جوهر المصالح الليبية والتي على الجميع دعمها وتمكين الشعب الليبي من الوصول لأهدافه بالسرعة المطلوبة.
وجدد الطراونة على دعم مجلس النواب الأردني لأي جهود ليبية، والقيام بأي دور لخدمة القضايا الليبية، لأن بلاده تشدد على أهمية الحلول السياسية للأزمة في ليبيا، والاستفادة من فرص استعادة الأمن والسلم الداخلي.
وأوضح الطراونة أن الأردن مستعد لتقديم كل أشكال الدعم والإسناد لجهود إعادة إعمار ليبيا، وتطويع الخبرات عبر مساعدة الليبيين في شتى المجالات والقطاعات.
وأعرب رئيس مجلس النواب الأردني عن أن الواقع العربي اليوم مشحون بالخلافات العربية العربية، وهو ما يدفع إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في دول الجوار، ويستنزف الموارد الاقتصادية والبنى التحتية.
وكان رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي قد استقبل رئيس مجلس النواب الليبي، حيث أكد الملقي على دعم بلاده للشعب الليبي، كما أكد أيضاً على أن ما تعرضت له ليبيا كان بمثابة هزة كبيرة، وأن تمكين لغة الحوار والعقل هو السبيل للخروج من أزمتها الحالية.



الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت مواقع في صنعاء وثلاث محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات، التي قال إنها طالت 15 هدفاً للجماعة، في سياق الحد من قدراتها الهجومية ضد السفن.

وتشن واشنطن ضربات على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضد الجماعة الحوثية، وشاركتها بريطانيا في 4 مرات على الأقل، رداً على الهجمات التي تنفذها الجماعة ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس»، أن قواتها نفذت ضربات على 15 هدفاً حوثياً في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

وشملت هذه الأهداف -بحسب البيان- قدرات عسكرية هجومية للحوثيين، إذ اتخذت هذه الإجراءات (الضربات) لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمناً وأماناً للسفن الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية.

وكانت الجماعة الحوثية أقرت، الجمعة، بسلسلة من الغارات وصفتها بـ«الأميركية - البريطانية»، وقالت إنها استهدفت «معسكر الصيانة» في صنعاء، وموقعاً في جنوبي ذمار، ومواقع في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء، فضلاً عن ضربات استهدفت مواقع عسكرية في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، ومناطق المطار والجبانة والكثيب.

ولم يشر الحوثيون إلى حجم خسائرهم جراء هذه الضربات التي استهدفت مواقع سبق استهدافها خلال الأشهر الماضية، في حين رجح مراقبون أن الغارات استبقت هجمات كانت تعد لها الجماعة ضد السفن.

وتشن الجماعة هجماتها ضد السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدعي محاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية.

دخان يتصاعد في صنعاء بعد ضربات أميركية استهدفت مواقع حوثية (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير الماضي، بمشاركة بريطانيا.

وتلقّت الجماعة الحوثية نحو 720 غارة غربية في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت، في مجملها، إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ضربات غير مجدية

تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ووجدت الجماعة المدعومة من إيران في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية، إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (أ.ف.ب)

وبخلاف ما تزعمه الجماعة الحوثية من مساندة للفلسطينيين، ترى الحكومة اليمنية أن الجماعة تزايد بالقضية الفلسطينية في مسعى لتبييض جرائمها بحق اليمنيين خلال العشر سنوات الماضية مستغلة العاطفة الشعبية.

وأقر عبد الملك الحوثي في خطاب حديث بأن جماعته نجحت خلال أشهر التصعيد البحري من تجنيد وتعبئة نحو 500 ألف شخص، وسط مخاوف في الشارع اليمني من استغلال هذه التعبئة الواسعة لمهاجمة المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية.

وتبنت الجماعة الحوثية إطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر العشرة الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها في شقة بتل أبيب في 19 يونيو (حزيران) الماضي.

واستدعت الهجمات الحوثية إسرائيل للرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر بزورق مسيّر (إ.ب.أ)

ومِن بين نحو 188 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم، في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.