الحكومة التركية تعيد تقييم سلامة المناجم بعد وقوع الكارثة

الانفجار أودى بحياة 301 على الأقل من العمال

الحكومة التركية تعيد تقييم سلامة المناجم بعد وقوع الكارثة
TT

الحكومة التركية تعيد تقييم سلامة المناجم بعد وقوع الكارثة

الحكومة التركية تعيد تقييم سلامة المناجم بعد وقوع الكارثة

تعقد الحكومة والبرلمان في تركيا اجتماعات منفصلة اليوم (الثلاثاء) لمناقشة تدابير السلامة في المناجم، وذلك بعد أسبوع من وقوع أسوأ كارثة تعدين في تاريخ الدولة.
وأسفر حادث منجم سوما للفحم عن مقتل 301 عامل على الأقل، ولا يزال التحقيق متواصلا بشأن الحادث.
وتطرح في البرلمان عدة مقترحات من قبل "حزب العدالة والتنمية" الحاكم وأحزاب المعارضة، تدعو إلى عمل مراجعات بشأن الحادث الذي وقع في 13 من هذا الشهر.
يذكر أن حزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "حزب العدالة والتنمية" كان رفض الشهر الماضي مقترحا من "حزب الشعب الجمهوري" (يسار الوسط) لعمل مراجعة بشأن تدابير السلامة في منجم سوما.
ويقول "حزب العدالة والتنمية" إنه سوف يؤيد عمل مراجعة، فيما يدفع مجلس الوزراء بتدابير جديدة لحماية العمال في مناجم الفحم.
ومن بين المقترحات المقدمة في البرلمان تشكيل لجنة تكلف بالتحقيق فيما إذا كان الإهمال يقف وراء المأساة.
من جانبها، ذكرت وكالة "الأناضول" للأنباء، أنه لا يزال هناك ثمانية أشخاص على الأقل قيد الاعتقال فيما يتعلق بكارثة سوما.



بكين تندد بـ«استفزاز» أميركي بعد حادثة طيران فوق بحر الصين الجنوبي

سفن حربية وطائرات مقاتِلة تابعة للجيش الصيني تشارك في عرض عسكري في بحر الصين الجنوبي (أرشيفية - رويترز)
سفن حربية وطائرات مقاتِلة تابعة للجيش الصيني تشارك في عرض عسكري في بحر الصين الجنوبي (أرشيفية - رويترز)
TT

بكين تندد بـ«استفزاز» أميركي بعد حادثة طيران فوق بحر الصين الجنوبي

سفن حربية وطائرات مقاتِلة تابعة للجيش الصيني تشارك في عرض عسكري في بحر الصين الجنوبي (أرشيفية - رويترز)
سفن حربية وطائرات مقاتِلة تابعة للجيش الصيني تشارك في عرض عسكري في بحر الصين الجنوبي (أرشيفية - رويترز)

ندَّدت الحكومة الصينية، اليوم الأربعاء، بـ«الاستفزاز» الأميركي، بعد حادثة بين طائرة مقاتِلة صينية وطائرة استطلاع عسكرية أميركية كانت تحلِّق فوق بحر الصين الجنوبي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إن «هذه المناورات الاستفزازية والخطيرة هي مصدر مشكلات للأمن البحري»، مؤكداً أنه «يتعيّن على الولايات المتحدة أن تتوقف عن هذه الاستفزازات الخطيرة، على الفور».

وكان الجيش الاميركي قد أعلن، الثلاثاء، أن طياراً صينياً قام «بمناورة عدوانية غير مبررة» بالقرب من طائرة استطلاع عسكرية اميركية تعمل فوق بحر الصين الجنوبي.
يأتي ذلك في وقت تشهد العلاقات بين بكين وواشنطن بالفعل توترات شديدة بشأن قضايا مثل تايوان وتحليق منطاد صيني فوق الولايات المتحدة في أواخر عام 2022.


الرئيس الصيني يدعو لتعزيز الأمن الوطني

الرئيس الصيني شي جينبينغ (إ.ب.أ)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (إ.ب.أ)
TT

الرئيس الصيني يدعو لتعزيز الأمن الوطني

الرئيس الصيني شي جينبينغ (إ.ب.أ)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (إ.ب.أ)

طالب الرئيس الصيني شي جينبينغ المسؤولين بتسريع الدفاعات الأمنية للصين، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد مخاطر متزايدة «ملحوظة»، وذلك ضمن أحدث دعوة من أجل تشديد بكين قبضتها على شبكات المعلومات في البلاد، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وذكرت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء أن الرئيس الصيني قال، في أول اجتماع للجنة الأمن الوطني، منذ أن فاز بفترة ولاية ثالثة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «قضايا الأمن الوطني الحالية التي نواجهها أصبحت أكثر تعقيداً وصعوبة».

وأوضح المسؤولون الحاضرون أنه يتعيّن على الصين تعزيز القواعد المتعلقة ببيانات الإنترنت والذكاء الاصطناعي، وفقاً لما قاله التلفزيون الصيني المركزي.

كما وافق الاجتماع على عدد من الوثائق المرتبطة ببناء «نظام التحذير المبكِّر، ومراقبة مخاطر الأمن القومي»، وذلك دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وذكرت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، اليوم الأربعاء، أن مثل هذا النظام سوف يتيح للصين مراقبة مخاطر الأمن القومي في الوقت الحقيقي، ومجالات مثل القطاعات المتعلقة بالمال، والطاقة، والأمن العسكري.


زلزال بقوة 6.2 درجة قبالة الساحل الجنوبي لنيوزيلندا

زلزال بقوة 6.2 درجة قبالة الساحل الجنوبي لنيوزيلندا
TT

زلزال بقوة 6.2 درجة قبالة الساحل الجنوبي لنيوزيلندا

زلزال بقوة 6.2 درجة قبالة الساحل الجنوبي لنيوزيلندا

ضرب زلزال بقوة 6.2 درجة، الأربعاء، المحيط الهادئ قبالة الساحل الجنوبي لنيوزيلندا، حسبما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

وقالت الهيئة إنّ الزلزال وقع في الساعة 02:21 ت.غ، على عُمق 33 كيلومتراً قرب جزر أوكلاند، الأرخبيل الصغير غير المأهول عملياً، والواقع على بُعد 450 كيلومتراً من جزيرة الجنوب النيوزيلندية.

من جهتها، لم تُصدر السلطات النيوزيلندية أي تحذير من خطر حدوث تسونامي، كما لم تعلن عن تسجيل أضرار في الحال، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

وفي إنفركارجيل، أقرب مدينة كبيرة لموقع الزلزال، قال مسؤول في مجلس بلدية المدينة، إنّه لم ترد أي تقارير عن شعور أي من السكّان بالزلزال، أو عن أي أضرار لحقت بالبنية التحتية.


كوريا الشمالية تعلن فشل محاولتها إطلاق قمر صناعي عسكري

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال زيارته موقعا لإطلاق الأقمار الصناعية (ا.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال زيارته موقعا لإطلاق الأقمار الصناعية (ا.ب)
TT

كوريا الشمالية تعلن فشل محاولتها إطلاق قمر صناعي عسكري

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال زيارته موقعا لإطلاق الأقمار الصناعية (ا.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال زيارته موقعا لإطلاق الأقمار الصناعية (ا.ب)

أعلنت كوريال الشمالية، صباح اليوم (الأربعاء)، فشل محاولتها لإطلاق قمر صناعي، مشيرة إلى أنها ستعيد المحاولة «في أقرب وقت ممكن».

وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، أن الصاروخ الذي يحمل «قمر الاستطلاع العسكري» تحطم قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية بعد أن «فقد قوة الدفع بسبب بدء التشغيل غير الطبيعي» لمحركالمرحلة الثانية.

وأضاف البيان، أن الفشل كان بسبب «انخفاض الموثوقية والاستقرار» لنظام المحرك الجديد. وأوضح أن العلماء يدرسون سبب الفشل، وسيتم إطلاق ثان «في أقرب وقت ممكن».

 

شاشة بمحطة في سيول تبث خبر إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الفضائي (إ.ب.أ)

 

وندد البيت الأبيض بإطلاق بالخطوة الكورية الشمالية، محذّراً من أنّ هذه الخطوة «تزيد التوتّرات».

وقال آدم هودج المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إنّ الصاروخ الذي أطلقته بيونغ يانغ في عملية تستخدم «تكنولوجيا الصواريخ البالستية (...) يهدّد بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة وما بعدها».

وأضاف: «إطلاق هذا الصاروخ الفضائي المزعوم يستخدم تقنيات مرتبطة مباشرة بالبرنامج الكوري الشمالي للصواريخ البالستية العابرة للقارّات».

وتابع المتحدّث الأميركي: «نحن لا نغلق الباب أمام الدبلوماسية، لكن يتعيّن على بيونغ يانغ أن توقف فوراً استفزازاتها وأن تختار الحوار».

ودعا هودج «كلّ الدول» إلى إدانة عملية إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، مؤكّداً أنّ الولايات المتّحدة «ستتّخذ كلّ الإجراءات اللازمة لضمان أمن الأراضي الأميركية وأمن حليفتيها كوريا الجنوبية واليابان».

وكان الجيش الكوري الجنوبي، قد أعلن أنّ كوريا الشمالية أطلقت ما وصفته بـ«صاروخ فضائي»، في خطوة دفعت بسلطات سيول إلى إطلاق دعوة لسكّان العاصمة للاستعداد لإخلاء منازلهم.

وقالت هيئة الأركان المشتركة في سيول، إنّ بيونغ يانغ أطلقت باتّجاه الجنوب «ما تقول إنّها مركبة إطلاق فضائية»، في حين أصدرت سلطات العاصمة تحذيراً للسكّان عبر رسالة نصّية قصيرة على هواتفهم النقّالة جاء فيها «أيّها المواطنون، يرجى الاستعداد للإخلاء والسماح للأطفال وكبار السنّ بالإخلاء أولاً»، بينما دوّت في وسط سيول صفّارات الإنذار.

كما أطلقت اليابان تحذيراً لسكّان منطقة أوكيناوا الجنوبية، وقال مكتب رئيس الوزراء في تحذير على «تويتر» بثّته محطة «إن إتش كي» التلفزيونية العامّة: «إطلاق صاروخ. إطلاق صاروخ. كوريا الشمالية أطلقت على ما يبدو صاروخاً. من فضلكم احتموا داخل المباني أو تحت الأرض».


واشنطن: مقاتلة صينية نفذت مناورة «عدوانية» قرب طائرة عسكرية أميركية

اقتراب مقاتلة صينية من طائرة عسكرية أميركية في ديسمبر الماضي (رويترز)
اقتراب مقاتلة صينية من طائرة عسكرية أميركية في ديسمبر الماضي (رويترز)
TT

واشنطن: مقاتلة صينية نفذت مناورة «عدوانية» قرب طائرة عسكرية أميركية

اقتراب مقاتلة صينية من طائرة عسكرية أميركية في ديسمبر الماضي (رويترز)
اقتراب مقاتلة صينية من طائرة عسكرية أميركية في ديسمبر الماضي (رويترز)

قالت الولايات المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، إن طائرة مقاتلة صينية نفذت مناورة «عدوانية بلا داعِ» بالقرب من طائرة عسكرية أميركية فوق بحر الصين الجنوبي في المجال الجوي الدولي.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، في بيان، إن الطائرة الصينية من طراز «جيه 16» نفذت مناورة الأسبوع الماضي، وأجبرت طائرة أميركية من طراز «آر سي 135» على التحليق في وضع اضطراب ناتج عن خلخلة الهواء.

وتحدث هذه الحالات من الاعتراض في بعض الأحيان. ففي ديسمبر (كانون الثاني)، اقتربت طائرة عسكرية صينية بفاصل 3 أمتار من طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية، وأجبرتها على تنفيذ مناورات لتفادي الاصطدام بها في المجال الجوي الدولي.

 

 

 

 

 


إيلون ماسك يلتقي وزير الخارجية الصيني في بكين

إيلون ماسك يلتقي وزير الخارجية الصيني تشين غانغ في بكين 30 مايو 2023 (رويترز)
إيلون ماسك يلتقي وزير الخارجية الصيني تشين غانغ في بكين 30 مايو 2023 (رويترز)
TT

إيلون ماسك يلتقي وزير الخارجية الصيني في بكين

إيلون ماسك يلتقي وزير الخارجية الصيني تشين غانغ في بكين 30 مايو 2023 (رويترز)
إيلون ماسك يلتقي وزير الخارجية الصيني تشين غانغ في بكين 30 مايو 2023 (رويترز)

التقى إيلون ماسك وزير الخارجية الصيني تشين غانغ، في بكين، الثلاثاء، حسبما أعلنت الوزارة، في أول زيارة للرئيس التنفيذي لـ«تيسلا» إلى هذا البلد منذ تفشي جائحة «كوفيد».

ووفقاً لـ«الصحافة الفرنسية»، تعد الصين أكبر أسواق السيارات الكهربائية في العالم، وقد أعلنت «تيسلا» في أبريل (نيسان) نيتها بناء مصنع كبير ثانٍ في شنغهاي.

وقال تشين لماسك، إن الصين «متمسكة بخلق بيئة أعمال ذات توجه أفضل نحو السوق، وقائمة على سيادة القانون، ومعروفة في أنحاء العالم» للشركات الأجنبية، حسبما جاء على الموقع الإلكتروني لوزارته.

ونقل البيان عن ماسك قوله إن «(تيسلا) تعارض (فك وكسر قيود) وعلى استعداد لمواصلة توسيع أعمالها في الصين».

وأثارت علاقة ماسك بالصين علامات استفهام في واشنطن، وقال الرئيس جو بايدن في نوفمبر (تشرين الثاني) إن علاقات ماسك بدول أجنبية «تستحق» التدقيق.

وناقش تشين وماسك العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وقال تشين إنه ينبغي للبلدين «تشغيل المكابح في الوقت المناسب لتجنب القيادة الخطرة» بحسب نص البيان.

وسيكون مصنع البطاريات الذي أعلن عنه في أبريل ثاني مصنع لـ«تيسلا» في شنغهاي إلى جانب «غيغا فاكتوري» الذي بدأ العمل في 2019.

وبعد سنوات من تكبدها خسائر، بدأت «تيسلا» تخطو خطوات ثابتة، مسجلة سلسلة من العائدات القياسية اللافتة، مع زيادة عدد مصانعها وتعزيز الإنتاج.

«فهم الصين»

ولعبت «تيسلا» دوراً كبيراً محفزاً لثورة في قطاع النقل، مع ابتعاد نسبة كبيرة من جهود الابتكار في قطاع السيارات عن محركات الاحتراق الداخلي لصالح السيارات الكهربائية.

وحتى مع ذلك النجاح، أخفق ماسك في تحقيق بعض من أهدافه الكبيرة.

وأعلنت «تيسلا» عن تراجع عائداتها في الربع الأول من العام، إثر تخفيضها الأسعار وسط منافسة من مُصنِّعي سيارات آخرين.

وتبدأ أسعار السيارات الأقل ثمناً -وهي «موديل 3»- عند أكثر من 40 ألف دولار في الولايات المتحدة، وهو ما يعد باهظاً لعديد من المستهلكين، رغم طرح هذه السيارة في السوق المتاحة لأكبر عدد من الزبائن.

وأخفق ماسك أيضاً في إنتاج سيارة ذاتية القيادة بالكامل في المواعيد التي حددها بنفسه، بعد أن أثارت تكنولوجيا «تيسلا» الخاصة بالقيادة الذاتية تحقيقاً من الجهات المنظمة الأميركية.

وبينما لا تزال «تيسلا» تسجل أكبر مبيعات للسيارات الكهربائية في العالم، ازدادت شعبية المركبات الصينية في السنوات القليلة الماضية.

وسجلت أرباح «بي واي دي» أكبر العلامات التجارية تلك، ارتفاعاً بـ5 أضعاف في الربع الأول، بفضل ازدياد الطلب العالمي على سياراتها وحافلاتها.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الثلاثاء، إن بلادها ترحب بزيارات مدراء عالميين من أجل «فهم الصين بشكل أفضل، وتعزيز التعاون من أجل المصلحة المتبادلة».


كوريا الشمالية تؤكد نيتها إطلاق قمر صناعي للتجسس

كوريون جنوبيون يتابعون تغطية إخبارية لإطلاق صاروخ كوري شمالي عبر شاشة تلفزيونية في محطة للسكك الحديدية في سيول الإثنين (أ.ب)
كوريون جنوبيون يتابعون تغطية إخبارية لإطلاق صاروخ كوري شمالي عبر شاشة تلفزيونية في محطة للسكك الحديدية في سيول الإثنين (أ.ب)
TT

كوريا الشمالية تؤكد نيتها إطلاق قمر صناعي للتجسس

كوريون جنوبيون يتابعون تغطية إخبارية لإطلاق صاروخ كوري شمالي عبر شاشة تلفزيونية في محطة للسكك الحديدية في سيول الإثنين (أ.ب)
كوريون جنوبيون يتابعون تغطية إخبارية لإطلاق صاروخ كوري شمالي عبر شاشة تلفزيونية في محطة للسكك الحديدية في سيول الإثنين (أ.ب)

أكدت كوريا الشمالية، الثلاثاء، أنها تعتزم إطلاق قمر صناعي لأغراض التجسس العسكري في يونيو (حزيران) لـ«مواجهة التحركات العسكرية الخطرة للولايات المتّحدة»، في حين تشتبه اليابان بأنها عملية مموّهة لإطلاق صاروخ. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن ري بيونغ شول، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الحزب الحاكم، قوله إنّ «قمر الاستطلاع العسكري الرقم 1» سوف «يُطلق في يونيو (حزيران)» بهدف «مواجهة التحركات العسكرية الخطرة للولايات المتّحدة وأتباعها».

كذلك، اتّهم المسؤول الكوري الشمالي الولايات المتّحدة بالقيام بـ«أنشطة تجسّس جوّي معادية في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها». وكان مسؤولون يابانيون أعلنوا الاثنين أنّ بيونغ يانغ أبلغتهم بأنّها ستطلق قمراً صناعياً اعتباراً من هذا الأسبوع، محذّرين من أنّهم يعتقدون أنّ نظام كيم جونغ - أون يعتزم في الواقع اختبار صاروخ باليستي في تحدٍّ للعقوبات الدولية المفروضة عليه. وقالت طوكيو إنّ بيونغ يانغ أبلغت خفر السواحل اليابانية بأنّها ستطلق الصاروخ بين 31 مايو (أيار) و11 يونيو (حزيران)، وأنّ المياه الواقعة قرب البحر الأصفر وبحر شرق الصين وشرق جزيرة لوزون في الفلبين تعدّ تالياً مناطق خطرة.

وإذ اتّهم المسؤول الكوري الشمالي كلاً من الولايات المتّحدة وكوريا الجنوبية بتنفيذ أعمال «طائشة»، أوضح أنّ بلاده شعرت «بالحاجة إلى توسيع وسائل الاستطلاع والمعلومات وتحسين مختلف الأسلحة الدفاعية والهجومية» في محاولة منها لتعزيز جهوزيتها العسكرية. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا «حتى لو وصّف على أنّه قمر اصطناعي، فإنّ الإطلاق باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية يشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ومشكلة خطرة تهدّد سلامة الناس».

وأصدرت وزارة الدفاع اليابانية تعليمات إلى سلاح الجو بتدمير أيّ صاروخ باليستي يتأكّد أنّه سيسقط في مياه اليابان أو على أراضيها. وقالت الوزارة إنها ستسمح لقواتها باستخدام صواريخ «إس إم 3» وصواريخ «باتريوت باك-3» لإسقاط صواريخ على علوّ متوسط.

مسيّرات كورية جنوبية خلال مناورات مشتركة مع قوات أميركية في 25 مايو الحالي (أ.ب)

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الكورية في بيان إنّ «إطلاق كوريا الشمالية المزعوم لـقمر صناعي يشكّل انتهاكاً خطراً لقرارات مجلس الأمن التي تحظر كل عمليات الإطلاق باستخدام تكنولوجيا صواريخ باليستية، وهو بوضوح عمل غير قانوني لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة». وقد تكون استراتيجية التواصل التي تعتمدها بيونغ يانغ وتقوم على إبلاغ اليابان فقط من دون كوريا الجنوبية، بعمليات الإطلاق المقبلة مرتبطة بتدريبات مشتركة واسعة النطاق بين سيول وواشنطن بوشرت الخميس الماضي على بعد 25 كيلومتراً فقط جنوب الحدود بين الكوريتين، على ما قال لوكالة الصحافة الفرنسية المحلل تشونغ سيونغ - تشانغ من مركز الدراسات الكورية الشمالية في معهد سيجونغ. بالإضافة إلى ذلك، لفت تشونغ إلى أنّ سيول «وصفت كوريا الشمالية بأنّها (عدوّ) في وثيقة دفاعية في فبراير (شباط). كوريا الشمالية لا تحبّ اليابان، لكن الآن لديها أسباباً إضافية لتكره سيول».

ومنذ أسابيع، تعمل سيول وطوكيو على إصلاح علاقاتهما المتوترة والتركيز على تعزيز تعاونهما في مواجهة التهديدات العسكرية الكورية الشمالية. إلا أن رئيس وزراء اليابان جدّد التأكيد الاثنين على أنه منفتح على أيّ محادثات مع بيونغ يانغ التي ذكرت وسيلة اعلامية كورية شمالية رسمية أنها تبدو موافقة على نهج تصالحي للعلاقات مع اليابان وهو موقف غير اعتيادي في هذا البلد المنطوي على نفسه.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتابع عملية إطلاق صاروخ في 13 أبريل الماضي (أ.ب)

وأجرت كوريا الشمالية تجارب على صواريخ باليستية في 2012 ثم في 2016، في عمليات وصفتها يومها بأنّها تجارب على إطلاق أقمار صناعية. ويومها حلّقت الصواريخ فوق مقاطعة أوكيناوا في جنوب اليابان. وقال يانغ مو - جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن بوينغ يانغ «تبرر الإطلاق المقبل لقمر صناعي للاستطلاع العسكري وتضفي عليه شرعية، من خلال الإشارة إلى المناورات (العسكرية) المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية». ولفت إلى أن الأقمار الصناعية والصواريخ الباليستية تستخدم التكنولوجيا نفسها حتى ولو أنها لا تستخدم للأغراض نفسها. وأكد «في حال أطلقت كوريا الشمالية قمراً صناعيا سيشكل ذلك انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تمنع أي عمليات إطلاق تستخدم تكنولوجيا الصواريخ البالستية». ويندرج تطوير قمر صناعي تجسّسي في إطار خطط بيونغ يانغ الدفاعية الرئيسية التي أعلنها الزعيم كيم جونغ أون العام الماضي. وتفقّد الزعيم الكوري الشمالي في 16 مايو (أيار) مشغلاً يصنع فيه هذا القمر صناعي وأعطى الضوء الأخضر لـ«خطة التحرك المستقبلية» بشأنه.


هل تدعم الصين قدرات كوريا الشمالية النووية لضرب نفوذ الولايات المتحدة؟

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارة لبيونغ يانغ في يونيو 2019 (أرشيفية - وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية - رويترز)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارة لبيونغ يانغ في يونيو 2019 (أرشيفية - وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية - رويترز)
TT

هل تدعم الصين قدرات كوريا الشمالية النووية لضرب نفوذ الولايات المتحدة؟

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارة لبيونغ يانغ في يونيو 2019 (أرشيفية - وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية - رويترز)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارة لبيونغ يانغ في يونيو 2019 (أرشيفية - وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية - رويترز)

يفرض البرنامج النووي لكوريا الشمالية نفسه على دوائر الفكر الاستراتيجي وصناعة القرار في الولايات المتحدة، رغم وجود كثير من الملفات الأشد سخونة على الصعيدين الخارجي والداخلي، بدءاً من الحرب الروسية ضد أوكرانيا وانتهاء بأزمة سقف الدين الأميركي.

وفي تحليل نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، يكشف بيتر هوسي كبير محللي شؤون الدفاع في معهد هدسون الأميركي، عن الدور الصيني المهم في بناء القدرات النووية الكورية الشمالية ودوافعه.

ويشير هوسي إلى أن القدرات النووية لكوريا الشمالية تمثل تهديداً خطيراً لجارتها كوريا الجنوبية للدرجة التي تجعل أغلبية الكوريين الجنوبيين، بحسب استطلاعات الرأي، يطالبون حكومة بلادهم بامتلاك أسلحة نووية، وهو أمر محظور عليها وفقاً لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

وكبديل لهذا السيناريو، اقترح الرئيس الكوري الجنوبي سون سوك يول، على الولايات المتحدة نشر أسلحة نووية على أراضي بلاده، مع تعزيز التخطيط والتعاون العسكري المشترك بين سيول وواشنطن. وفي حين رفض الأميركيون الاقتراح الأول، فإنهم ينفذون الاقتراح الثاني. لكن كل هذا لا يمس جوهر المشكلة، وهو ما احتمالات تراجع القدرات النووية لكوريا الشمالية؟

ما زال كثير من المحللين يعتقدون أن كوريا الشمالية طورت برنامجها النووي لحمايتها من «السياسة العدائية» الأميركية ضدها، وأن استمرار الوجود العسكري في كوريا الجنوبية والتدريبات العسكرية السنوية التي تنفذها الدولتان داخل وحول شبه الجزيرة الكورية يمثلان مبرراً لدى كوريا الشمالية لتعزيز ترسانتها النووية. كما أن بيونغ يانغ ترى أن التعاون العسكري بين اليابان وكوريا الجنوبية دليل على جهد مشترك من الدولتين للإضرار بها.

ويرى أصحاب هذا الرأي أن خفض الوجود العسكري الأميركي في كوريا الجنوبية يمكن أن يسهل الحصول على تنازلات من كوريا الشمالية. لكن المحلل الاستراتيجي الأميركي بيتر هوسي مدير إدارة دراسات الردع النووي في معهد ميتشل للدراسات الفضائية، ورئيس ومؤسس شركة جيوستراتيجيك أنالاسيز للاستشارات، قال إن البرنامج النووي الكوري الشمالي جزء من استراتيجية تستهدف إخراج الولايات المتحدة من منطقة آسيا والمحيط الهادي، وهي مبادرة أطلقتها الصين عام 1982 كجزء من خطتها لتصبح أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم خلال 100 عام.

وفي كتابه «نظرة ثاقبة على البرنامج النووي لكوريا الشمالية»، يطرح سيجفريد هيكر ادعاءين؛ الأول أنه كان يمكن التوصل إلى اتفاق لتفكيك البرنامج النووي لبيونغ يانغ، لكن إصرار الصقور في واشنطن على تغيير نظام الحكم الكوري الشمالي كان السبب في أخطاء عرقلت الوصول إلى هذا الاتفاق المحتمل. كما قال هيكر مثل مراقبين آخرين، إن الصين لم تكن مسؤولة عن البرامج النووية الكورية الشمالية ولا تستطيع البحث عن حل للمشكلة.

لكن هوسي يرى أن هذين الادعاءين غير صحيحين، وأن فهم خطأ الادعاء الثاني الذي ينفي دور الصين في تطوير الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، يوضح سبب خطأ الادعاء الأول أيضاً. ويضيف هوسي في تحليله، أن الحكومة الصينية قررت منذ أوائل الثمانينات، توفير تكنولوجيا السلاح النووي لعدد من حلفائها أبرزهم كوريا الشمالية، وهو ما يتم سراً بسبب تعارضه مع التزاماتها وفق معاهدة منع الانتشار النووي.

ويرى هوسي أن الدافع الرئيسي وراء الدعم الصيني للبرنامج النووي لكوريا الشمالية، رغبتها في إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من منطقة غرب المحيط الهادي بشكل خاص، لأن تحقيق حلم القوة العسكرية المسيطرة على العالم للصين كما عرضه المحلل ميشال يلسبوري في كتابه «ماراثون المائة عام» يتطلب خروج أميركا من المنطقة.

ويستهدف تعزيز القدرات النووية الكورية الشمالية إحداث خلافات وانقسامات داخل التحالف الأميركي الكوري الجنوبي، حيث يمكن إثارة شكوك قطاعات من الكوريين الجنوبيين في مدى استعداد واشنطن للتعامل مع الخطر المزداد في المنطقة. وإذا نجحت الصين في إثارة شكوك حكومة كوريا الجنوبية فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى على التزامها الرادع بحمايتها، فإن الولايات المتحدة قد تقرر عدم محاولة إثبات ذلك، أو تحاول سيول تطوير قدراتها العسكرية الذاتية لتحقيق الردع في مواجهة جارتها الشمالية.

-سحب القوات... خطوة على طريق «فك الضغط»

وبالفعل، التقط بعض المراقبين الأميركيين مثل دوغ باندو من معهد «كاتو إنستيتيوت» الطعم الذي اقترح سحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية، حتى لا تتورط الولايات المتحدة في أي حرب محتملة في شبه الجزيرة الكورية.

ويرى أصحاب هذه النظرية أن وجود القوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية يجعل بيونغ يانغ حريصة على امتلاك أسلحة قادرة على الوصول إلى مدن أميركية لضمان قطع الطريق على أي دعم أميركي لسيول في حال نشوب حرب، خوفاً من رد كوري شمالي باستهداف المدن الأميركية.

ويقول هوسي إن هناك أدلة دامغة على أن برنامج الأسلحة النووية الكورية الشمالية، عبارة عن برنامج تعاون مشترك مع الصين بدأ منذ عقود عديدة لتسهيل إنتاج قنبلة نووية كورية شمالية.

وبحسب المحلل الأميركي هوسي، فإن استراتيجية الصين في هذا السياق واضحة: البداية بتقويض الضمانات الأمنية الأميركية لحلفائها في المحيط الهادي، مع الأمل في بدء عملية شاملة لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.

-نتائج عكسية؟

ويذكر التقرير أن استراتيجية الصين جاءت بنتائج معاكسة. فطوال سنوات حكم الإدارات الأميركية الأخيرة المتعاقبة، تعزز التحالف العسكري بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. كما زادت الأخيرتان إنفاقهما لعسكري مع تطوير التكنولوجيا العسكرية المتقدمة لديهما. ونظراً لآن حصول كوريا الجنوبية واليابان على قدرات نووية سيهدد طموحات الهيمنة الصينية، فقد تضغط بكين على بيونغ يانغ للتخلي عن برنامجها النووي لقطع الطريق على مثل هذا السيناريو. إذن الشيء الذي لا تريده الصين هو وجود دول عديدة نووية في منطقة غرب المحيط الهادي، وهو أمر يمكن أن يحدث بسبب خطأ حسابات بكين بشأن التهديد النووي الكوري الشمالي.

أخيراً، فإن انضمام دول أخرى إلى النادي النووي في المنطقة الذي يضم حالياً روسيا والصين والولايات المتحدة وكوريا الشمالية، يزيد بشكل استثنائي فرص استخدام السلاح النووي سواء بشكل غير مقصود أو لخطأ في الحسابات، مع ما لذلك من تداعيات كارثية بشرية واقتصادية.


كوريا الشمالية تستعد لإطلاق قمر صناعي للتجسّس على الولايات المتحدة

عملية إطلاق قمر صناعي كوري شمالي سابقة (أ.ب)
عملية إطلاق قمر صناعي كوري شمالي سابقة (أ.ب)
TT

كوريا الشمالية تستعد لإطلاق قمر صناعي للتجسّس على الولايات المتحدة

عملية إطلاق قمر صناعي كوري شمالي سابقة (أ.ب)
عملية إطلاق قمر صناعي كوري شمالي سابقة (أ.ب)

نقلت وسائل إعلام رسمية في بيونغ يانغ، يوم الثلاثاء، عن مسؤول كوري شمالي كبير قوله إنّ بلاده تعتزم إطلاق قمر صناعي تجسّسي في يونيو (حزيران) لمراقبة التحرّكات العسكرية للولايات المتحدة وشركائها.

وكان مسؤولون يابانيون أعلنوا، أمس الاثنين، أنّ بيونغ يانغ أبلغتهم بأنّها ستطلق قمراً صناعياً اعتباراً من هذا الأسبوع، محذّرين من أنّهم يعتقدون أنّ نظام كيم جونغ-أون يعتزم في الواقع اختبار صاروخ باليستي في تحدٍِّ للعقوبات الدولية المفروضة عليه.

والثلاثاء، نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن ري بيونغ شول، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الحزب الحاكم، قوله إنّ «قمر الاستطلاع العسكري الرقم 1» سوف «يُطلق في يونيو/حزيران» بهدف «التعامل مع الأعمال العسكرية الخطيرة للولايات المتّحدة وأتباعها»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وإذ اتّهم المسؤول الكوري الشمالي كلاً من الولايات المتّحدة وكوريا الجنوبية بتنفيذ أعمال «طائشة»، أوضح أنّ بلاده شعرت «بالحاجة إلى توسيع وسائل الاستطلاع والمعلومات وتحسين مختلف الأسلحة الدفاعية والهجومية» في محاولة منها لتعزيز جهوزيتها العسكرية.

كما اتّهم المسؤول الكوري الشمالي الولايات المتّحدة بالقيام «بأنشطة تجسّس جوّي معادية في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها».

ووفقاً لطوكيو فإنّ بيونغ يانغ أبلغت خفر السواحل اليابانية بأنّها ستطلق الصاروخ بين 31 مايو (أيار) و11 يونيو (حزيران) وأنّ المياه الواقعة قرب البحر الأصفر وبحر شرق الصين وشرق جزيرة لوزون في الفيليبين تعتبر تالياً مناطق خطرة.

ويعني هذا التحذير في العادة أنّ حطاماً من الصاروخ أو بعضاً من طبقاته قد يسقط في هذه المياه.


إردوغان يعكف على تشكيلة حكومته المرتقبة... وكليتشدار أوغلو يواجه ضغوطاً

مندوب يعرض ورقة تصويت لمصلحة إردوغان في مركز اقتراع بإسطنبول الاثنين (أ.ب)
مندوب يعرض ورقة تصويت لمصلحة إردوغان في مركز اقتراع بإسطنبول الاثنين (أ.ب)
TT

إردوغان يعكف على تشكيلة حكومته المرتقبة... وكليتشدار أوغلو يواجه ضغوطاً

مندوب يعرض ورقة تصويت لمصلحة إردوغان في مركز اقتراع بإسطنبول الاثنين (أ.ب)
مندوب يعرض ورقة تصويت لمصلحة إردوغان في مركز اقتراع بإسطنبول الاثنين (أ.ب)

أسدل الستار على أصعب انتخابات شهدتها تركيا في تاريخها الحديث. فاز الرئيس رجب طيب إردوغان بولاية ثالثة مدتها 5 سنوات، لكنه فوز محفوف بالتحديات الداخلية والخارجية مع معارضة نجحت، رغم عدم قدرتها على التغلب عليه، في صنع طريق جديدة، وأثبتت للمرة الأولى قدرتها على التماسك وضيقت كثيراً هامش فوزه.

في مقدمة التحديات التي تواجه إردوغان داخلياً الوضع الاقتصادي، وقد كشف عن ذلك بنفسه، عندما تعهد في خطابه أمام أنصاره في أنقرة ليل الأحد - الاثنين بحل مشكلات زيادة الأسعار الناجمة عن التضخم، وتحقيق نهضة اقتصادية، وأن تسخر حكومته جميع إمكاناتها في الفترة المقبلة لنهضة الاقتصاد وإعمار وتأهيل المناطق التي ضربها زلزالا 6 فبراير (شباط) الماضي.

تحدي الاقتصاد

ويعكف إردوغان حالياً بعد الانتهاء من ماراثون الانتخابات المرهق على إعداد تصور عن حكومته الجديدة، التي سيعلن تشكيلها بعد انتهاء نظر الطعون الخاصة بالانتخابات البرلمانية والتئام البرلمان في دورته الجديدة الـ28، وهناك 16 وزيراً يمارسون عملهم الآن بشكل مؤقت حتى أداء القسم بالبرلمان.

ويواجه إردوغان مشكلة في الاسم الذي سيسند إليه ملف الاقتصاد، المعني به وزير الخزانة والمالية، والذي سجل إخفاقات حادة منذ عام 2918 حتى الآن، ما دفع إردوغان لمحاولة الاستعانة بنائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية السابق محمد شيمشك، الذي واصل كتابة قصة نجاح الاقتصاد التركي التي أسس لها قبله علي باباجان، الذي أصبح الآن في صفوف المعارضة بعد أن أسس حزبه «الديمقراطية والتقدم».

ولم يبد شيمشك حماساً للعودة إلى حكومة إردوغان، وقال إنه على استعداد لتقديم الدعم والمشورة لكنه لا يرغب في العودة إلى السياسة، حيث يعمل حالياً في لندن في مجال الاستشارات الاقتصادية.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في مقابلة تلفزيونية، الاثنين، أن موقف شيمشك ليس معروفاً حتى الآن وأنه عرض عليه تولي حقيبة الاقتصاد لكنه لا يرغب بالعودة إلى السياسة.

ويعتقد كثير من المحللين في تركيا أن على إردوغان أن يجد حلاً للأوضاع المعيشية، التي تثقل كاهل المواطنين، وألا ينسى أن هناك نحو نصف الناخبين لم يصوتوا له، وأن عليه أن يحتضن الجميع لأن الانتخابات والصراعات مع المعارضة انتهت.

السياسة الخارجية

ولا يعد ملف الاقتصاد هو الملف المؤرق الوحيد لإردوغان، فهناك العديد من الملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية تحوي نقاطاً خلافية معقدة، لا سيما مع الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري لتركيا، الذي سيزداد موقفه تصلباً في مواجهة إردوغان في ولايته الجديدة.

وقد عبر عن ذلك، زعيم كتلة حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط) وهي الكتلة الأكبر داخل البرلمان الأوروبي، الذي طالب بإنهاء التعامل مع عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بعد فوز إردوغان بالرئاسة مجدداً.

وقال السياسي الألماني مانفريد فيبر في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم الاثنين: «لقد أظهرت السنوات القليلة الماضية أن الشراكة الوثيقة مهمة، لكن لا أحد يريد أن تصبح تركيا عضواً كاملاً في الاتحاد الأوروبي، لا تركيا ولا الاتحاد الأوروبي... يتعين علينا تأجيل هذه العملية لأنها تعيق تحسين العلاقات أكثر مما تدعمها».

ولفت فيبر إلى أن التوقعات بعد فوز إردوغان في الانتخابات واضحة، خصوصاً فيما يتعلق بهدف السلام بين أوكرانيا وروسيا وسياسة الهجرة والتحديث الاقتصادي وقضية قبرص، قائلاً: «نحن بحاجة إلى التعاون. يجب أن يوافق إردوغان الآن على الفور على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (ناتو)».

باستثناء ذلك، فإن حكومة إردوغان الجديدة ستواصل عملها على محاولة حلحلة الملفات العالقة مع الولايات المتحدة، التي تتلخص في الخلاف على دعم المقاتلين الأكراد في سوريا، وموقف الولايات المتحدة من حركة غولن، وملف مقاتلات «إف 16».

ومن الوضح من خلال متابعة خطابات إردوغان خلال حملته الانتخابية أنه سيولي في الفترة المقبلة عناية كبيرة لمزيد من ترسيخ العلاقات مع روسيا، وما يعرف بالجمهوريات التركية أو «العالم التركي»، مع مزيد من الانفتاح على الصين ومواصلة العلاقات الجيدة مع إيران، وزيادة الانفتاح على دول الخليج، واستكمال تطبيع العلاقات مع مصر، واستمرار مسار التطبيع مع سوريا.

مستقبل المعارضة

وإذا كان الوضع بالنسبة لإردوغان حافلاً بالتحديات، فإن المعارضة التركية باتت في خضم تبعات تفرض عليها التفكير في المستقبل. ويسود ترقب لمصير تحالف «الأمة» المعارض المؤلف من «طاولة الستة» وهل سيواصل طريقه موحدة أم ستتفكك، وكذلك مصير مرشح التحالف الخاسر في الانتخابات الرئاسية، كمال كليتشدار أوغلو، وموقف حزبه منه في ظل تصاعد الضغوط عليه للاستقالة، وترك موقعه لقيادة جديدة، يرجح الكثيرون أن المؤهل لها هو رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

وأعطى كليتشدار أوغلو رسالة على التمسك بالبقاء في موقعه، في خطابه بعد ظهور نتائج جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة حيث تعهد بمواصلة «النضال»، مشيراً إلى الانتخابات المحلية التي ستجرى في مارس (آذار) 2024.

ودعت رئيسة حزب «الجيد»، ميرال أكشنار، إلى فهم رسالة الناخبين والقيام بما هو ضروري، وقالت إن التطورات ساخنة جداً في الوقت الحالي، ولا يمكنها الحديث عن استمرار تحالف «الأمة» من عدمه.

واجتمع قادة «تحالف الأمة» بعد الكشف عن النتائج في مقر حزب «الشعب الجمهوري» في أنقرة، مساء الأحد، لكن لم يصدر بيان عن الاجتماع.

وعزز من احتمالات تفرق التحالف دعوة رئيس حزب «المستقبل»، أحمد داود أوغلو، أحزاب الديمقراطية والتقدم، والسعادة والديمقراطي، إلى تشكيل مجموعة برلمانية واحدة مع حزبه بعد فوزها جميعاً بـ38 مقعداً في البرلمان.

تركية تمشي بجوار ملصق ضخم لمرشح المعارضة الخاسر كمال كليتشدار أوغلو في إسطنبول الاثنين (أ.ب)

ضغوط على كليتشدار أوغلو

وتحدث رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، في مقطع فيديو عبر «تويتر» قائلاً: «لن نتوقع أبداً نتيجة مختلفة بفعل الشيء نفسه»، مشيراً إلى ضرورة «إجراء تغيير»، في عبارة قرأها صحافيون ومحللون على أنها مطالبة بالتغيير في قيادة الحزب.

وقال الصحافي المعارض، إسماعيل سايماز، على «تويتر» الاثنين، إن «بإمكان إمام أوغلو أن يدعو لإشعال نار التغيير والنضال عند ظهوره في مهرجان بلدية إسطنبول إحياء للذكرى 570 لفتح إسطنبول (مساء الاثنين)».

وكان إمام أوغلو دعا إلى عدم الإحباط، قائلاً إنه في 2018 فاز إردوغان بالانتخابات وبعد 9 أشهر تمكنت المعارضة من انتزاع إسطنبول وأنقرة والمدن الكبرى في الانتخابات المحلية في مارس (آذار) 2019.

وتوقع المحلل السياسي، إنغين أوزار، أن يكون إمام أوغلو هو الزعيم الجديد لكتلة المعارضة، التي قد تكون خطوتها الأولى هي تقديم مرشح جديد، ربما يكون إمام أوغلو، الأصغر سناً والأكثر شعبية ونجاحاً، ليحل محل كليتشدار أوغلو كزعيم لها بتصريحات قومية لا تصريحات موالية للغرب.

ولفت إلى أن الورقة الرابحة الوحيدة المتبقية في يد المعارضة هي مشاكل الاقتصاد واللاجئين، متوقعاً أن تظهر هذه المشاكل في كثير من الأحيان في الفترة المقبلة.

ورأى الكاتب المحلل السياسي، مراد صابونجو، أن كليتشدار أوغلو خاض معركة غير متكافئة، استخدمت الحكومة فيها كل الإمكانيات من وسائل الإعلام إلى سلطة الدولة، وأظهرته كما لو كانوا جنباً إلى جنب مع الإرهابيين بمقاطع فيديو مفبركة، وحرمانه حتى من الحق في الوصول إلى الناخبين عبر الرسائل القصيرة على الهاتف.

وذهب صابونجو إلى أن تركيا تعاني حالياً من زيادة الاستقطاب، وأشار إلى أن تركيا اتبعت الأجندة العالمية الشعبوية اليمينية المنتشرة من إيطاليا إلى المجر إلى روسيا، وبينما كانت الحكومة تتحدث عن حماية الأسرة واستهداف مجتمع الميم، استخدمت المعارضة قضية اللاجئين وترحيلهم على الفور.

ورأى أن نسبة 48 في المائة من الأصوات التي حصل عليها كليتشدار أوغلو ليست أقل من الواقع، وقدر رأى إردوغان ذلك، ورأته المعارضة، لذلك بدأت العمل على الفور على الانتخابات المحلية لعام 2024.