الخرطوم تستقبل رئيس وزراء تشاد وتنتظر نائب رئيس وزراء الصين

المباحثات تتضمن جمع السلاح في دارفور ومجالات الاستثمار

TT

الخرطوم تستقبل رئيس وزراء تشاد وتنتظر نائب رئيس وزراء الصين

يبدأ رئيس الوزراء التشادي زيارة رسمية للسودان تستغرق 3 أيام، يرافقه خلالها وفد من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى، تلبية لدعوة من نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن، فيما ينتظر وصول نائب رئيس الدولة الصيني للبلاد بعد أيام، وذلك بعد أيام قليلة من قيام رئيس الوزراء الإثيوبي بزيارة مثيلة للسودان، وكان قد سبقهما إلى الخرطوم رئيس الوزراء الأردني.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية قريب الله خضر في تصريحات أمس، إن زيارة المسؤول التشادي تأتي رداً على زيارة قام بها نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن للعاصمة التشادية أنجمينا، على رأس وفد مجموعة «جياد الصناعية»، وأقيم خلاله معرض للمصنوعات السودانية حضره الرئيس التشادي إدريس ديبي أتنو. ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء التشادي باهيمي باداكي البير الرئيس عمر البشير ونائبه الأول، إضافة إلى عقد لقاءات مع رجال أعمال ومستثمرين سودانيين لتنويرهم بفرص الاستثمار في تشاد، كما يتضمن برنامج الزيارة جولات ميدانية في مجموعة «جياد الصناعية»، وعدد من المصانع والشركات السودانية التي تصدر منتجاتها إلى تشاد.
يشار إلى أن الخرطوم استقبلت الأسبوعين الماضيين مجموعة من المسؤولين العرب والأفارقة وتنتظر زيارة مسؤولين أجانب، وبحثت معهم قضايا ذات اهتمام مشترك. وبدأت سلسلة الزيارات برئيس الوزراء الأردني هاني الملقي الذي زار الخرطوم ليوم في العاشر من الشهر الحالي، وأعقبه رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين في الخرطوم الأسبوع الماضي لـ3 أيام، فيما ينتظر السودان زيارة نائب رئيس الوزراء الصيني في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، وعلى هامش تلك الزيارات توقف بمطار الخرطوم أمس الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو في طريق عودته لبلاده قادماً من مصر.
والتقى المسؤولون الضيوف نظراءهم المضيفين، وعلى رأسهم الرئيس البشير، وبحثوا معهم قضايا ثنائية ودولية، وهي زيارات قال عنها وزير الخارجية إبراهيم غندور في تصريحات سابقة، إنها تأتي في إطار علاقات السودان الخارجية ودوره في محيطه. ونقلت وكالة الأنباء السودانية «سونا» عن السفير التشادي في الخرطوم صلاح حامد شقيرة قوله إن زيارة رئيس وزراء بلاده باهيمي باداكي البير تلبية لدعوة رسمية من نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، وتهدف لترقية وتعزيز العلاقات بين البلدين.
وأوضح السفير شقيرة أن رئيس وزرائه ووفده سيقفون على التجربة الصناعية السودانية، ونقلها لتشاد، لا سيما أن «السودان خطى خطوات كبيرة في الصناعات التحويلية»، وزيارة المناطق المهمة والبحث عن فرص استثمارية. وأشار الدبلوماسي التشادي إلى دور «القوات المشتركة» بين البلدين، في الاستقرار في المنطقة، وقال: «أصبحت مثلاً يضرب على المستوى الإقليمي ونجاح مهمتها رغم التحديات»، وتابع: «هنالك مشاريع مشتركة بين الرئيسين يمكن مناقشتها، وهي مشروع توصيل السكة الحديد من بورتسودان إلى أنجمينا وربط الطرق البرية بين البلدين».
وأعلن السفير شقيرة ترحيب حكومته بقرار السودان بجمع السلاح في دارفور، ووصفه بأنه «مبادرة عظيمة جداً»، وتابع: «انتشار السلاح في دارفور كان محل قلق بالنسبة لتشاد، وأسهم في انتعاش تجارة السلاح، وتنقله في أيدي المجموعات المتفلتة». وقطع بأن بلاده ستدعم القرار متى ما طلب السودان منها، باعتبارها تملك «خبرة في جمع السلاح»، وقال: «تشاد لديها خبرة في جمع السلاح، وخاضت التجربة وحققت نجاحات كبيرة، وأسهمت في الاستقرار والأمن التشادي».
وحمل شقيرة الصراع المسلح في ليبيا المحاذية للدولتين المسؤولية عن انتشار السلاح، ودعا لتكثيف الجهود المشتركة لحماية الحدود المشتركة معها، ومراقبة تنقل الأسلحة، ومحاربة أنواع التهريب المختلفة، إلى جانب الاهتمام بالقضايا التنموية وسلامة الشعوب. وأعلن السفير شقيرة عن قرب عقد اجتماع حدودي بين رئيسي البلدين البشير وديبي لمواصلة التعاون من أجل استتباب الأمن والمصالحة بين القبائل، لا سيما أن عدداً من المجموعات القبلية تملك امتدادات في الدولتين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».