غيلفي سيغوردسون... لاعب متكامل يستحق الانتظار

اللاعب الآيسلندي رحل عن سوانزي وانضم لإيفرتون بعد مفاوضات ماراثونية مضنية

سيغوردسون يحتفل بهدفه أمام مانشستر سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - سيغوردسون (يمين) أمام منتخب كرواتيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم (أ.ف.ب) - روني وسيغوردسون سيلعبان معاً لصالح إيفرتون («الشرق الأوسط») - سيغوردسون لحظة تقديمه إلى جماهير إيفرتون (رويترز)
سيغوردسون يحتفل بهدفه أمام مانشستر سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - سيغوردسون (يمين) أمام منتخب كرواتيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم (أ.ف.ب) - روني وسيغوردسون سيلعبان معاً لصالح إيفرتون («الشرق الأوسط») - سيغوردسون لحظة تقديمه إلى جماهير إيفرتون (رويترز)
TT

غيلفي سيغوردسون... لاعب متكامل يستحق الانتظار

سيغوردسون يحتفل بهدفه أمام مانشستر سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - سيغوردسون (يمين) أمام منتخب كرواتيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم (أ.ف.ب) - روني وسيغوردسون سيلعبان معاً لصالح إيفرتون («الشرق الأوسط») - سيغوردسون لحظة تقديمه إلى جماهير إيفرتون (رويترز)
سيغوردسون يحتفل بهدفه أمام مانشستر سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - سيغوردسون (يمين) أمام منتخب كرواتيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم (أ.ف.ب) - روني وسيغوردسون سيلعبان معاً لصالح إيفرتون («الشرق الأوسط») - سيغوردسون لحظة تقديمه إلى جماهير إيفرتون (رويترز)

استغرقت صفقة انتقال اللاعب الآيسلندي غيلفي سيغوردسون من سوانزي سيتي لإيفرتون وقتا طويلا للغاية للدرجة التي أصابت المسؤولين في الناديين بالملل بسبب الوتيرة البطيئة للمفاوضات، لكن الصفقة تمت في نهاية المطاف مساء الثلاثاء الماضي وانتقل سيغوردسون لإيفرتون مقابل 45 مليون جنيه إسترليني.
وقد أدى مرور هذا الوقت الطويل من المفاوضات - أكثر من شهر - إلى شعور أحد طرفي الصفقة بالملل في حين أصيب الطرف الآخر بالإحباط، ففي حين سئم جمهور إيفرتون من الانتظار وبدأ يتساءل في بعض الأحيان عما إذا كان هذا اللاعب يستحق كل هذا العناء وهذا المبلغ الكبير، تبدل الحال في سوانزي سيتي بمجرد معرفة النادي برغبة سيغوردسون في الرحيل وأنه لا يمكن للنادي إبرام أية صفقات جديدة حتى يحصل على القسط الأول من أكبر صفقة يعقدها النادي في تاريخه.
أما بالنسبة لسيغوردسون، الذي كان أكثر اللاعبين ركضا في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي بـ433 كيلومتر، فلم يشارك في بداية الموسم الجديد ولم يلعب أية مباراة منذ أن ارتدى شارة القيادة في مباراة فريقه الودية أمام بارنت في الثاني عشر من يوليو (تموز) الماضي، عندما كان سوانزي سيتي يعتقد أن سيغوردسون سوف يسافر مع النادي إلى الولايات المتحدة في اليوم التالي للدخول في معسكره التدريبي استعدادا للموسم الجديد، لكن اللاعب كان لديه رأي آخر وأخبر مسؤولي النادي في فندق الفريق في العاصمة البريطانية لندن قبل وقت قصير من توجه اللاعبين للمطار بأنه لن يسافر معهم وسيظل في منزله.
وقد أثار هذا القرار دهشة المدير الفني لسوانزي سيتي بول كليمنت وأصاب جمهور النادي بالإحباط. قد يكون من السذاجة أن نعتقد أن سيغوردسون قد قام بذلك من تلقاء نفسه، لأن الآليات المتبعة في عقد الصفقات أكثر تعقيدا من ذلك بكثير. ومن المؤكد أن عددا كبيرا من اللاعبين قد اتبع نفس الأسلوب للضغط على أنديتهم للسماح لهم بالرحيل. لكن الوضع كان أكثر صعوبة بالنسبة لسوانزي سيتي عندما تعلق الأمر بلاعب مثل سيغوردسون، لأنه لاعب يتسم بالهدوء في غرفة خلع الملابس وكان مثالا يحتذى به كلاعب محترف بكل ما تحمل الكلمة من معنى وكان مصدر إلهام للاعبين الآخرين من حوله بأدائه الرائع واحترامه للاعبين والمسؤولين بالنادي وتفانيه في التدريب ومجهوده الوافر في المباريات. لقد كان سيغوردسون بمثابة بطل في سوانزي سيتي، كما كان يحظى بتقدير كبير من زملائه بالفريق، وهو ما ظهر جليا في اليوم الأخير من الموسم الماضي عندما التف زملاؤه بالفريق حوله في الوقت الذي كان فيه جمهور النادي يتغنى باسمه. وقبل ذلك بأربعة أيام، كان سيغوردسون قد استحوذ على معظم الجوائز التي يقدمها الفريق في نهاية الموسم، حيث حصل على جائزة أفضل لاعب في النادي حسب رأي لاعبي الفريق للعام الثاني على التوالي، وجائزة أفضل لاعب في الفريق حسب رأي الجمهور. وفي نهاية هذا المساء، كانت علامات الحرج تبدو واضحة على وجهه بسبب وقوفه لوقت طويل على المنصة لاستلام الجوائز.
وقد رأى كيف جونز، منظم حفلات ومشجع متعصب لسوانزي سيتي، أن كل مقابلة على المسرح يجب أن تُستغل لإقناع سيغوردسون بالبقاء في النادي، وسأل اللاعب عن وصفه السابق لسوانزي سيتي بأنه «نادٍ استثنائي». ورد سيغوردسون: «أنت تعرف جيدا أنه ليس مثل أي مكان آخر». وتبادل سيغوردسون الضحكات مع بقية الضيوف، لكن معظم مسؤولي النادي أدركوا في هذه الليلة أن أيام اللاعب في النادي باتت معدودة.
وربما أدرك عدد كبير من لاعبي الفريق أيضاً هذا الأمر بعدما قدم اللاعب موسما رائعا يضاف إلى ما حققه على مدى المواسم الثلاثة الماضية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن اللاعب قد اشترك بصورة مباشرة في إحراز 53 هدفا بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ موسم 2014 / 2015، وهو ما لم يحققه أي لاعب وسط آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز باستثناء لاعب توتنهام هوتسبر كريستيان إريكسن. ولكي نضع الصورة في إطار أوسع يجب أن نشير إلى أنه تفوق في تلك الإحصائية على لاعبين كبار، حيث جاء من بعده كل من مهاجم آرسنال الألماني مسعود أوزيل وجناح تشيلسي البلجيكي إيدين هازارد ولاعب خط وسط تشيلسي الإسباني سيسك فابريغاس وجناح ليفربول السنغالي ساديو ماني وجناح ليستر سيتي الجزائري رياض محرز وجناح توتنهام الإنجليزي ديلي آلي ومهاجم مانشستر سيتي الإسباني ديفيد سيلفا وجناح ليفربول البرازيلي فيليبي كوتينيو. وجاء لاعب خط وسط إيفرتون روس باركلي - الذي تعاقد إيفرتون في الأساس مع سيغوردسون لكي يحل محله في تشكيلة الفريق - في المركز الثالث عشر في تلك الإحصائية بـ20 هدفاً أقل من الأهداف التي شارك فيها سيغوردسون بصورة مباشرة خلال تلك الفترة في مسابقة الدوري.
ويجب أن نضع في الحسبان الآن حقيقة أن سيغوردسون قد أحرز وصنع كل هذه الأهداف في فريق قضى الموسمين الماضيين وهو يصارع من أجل تجنب الهبوط لدوري الدرجة الأولى، ولذا من المفهوم أن يطلب سوانزي سيتي 50 مليون جنيه إسترليني من أجل التخلي عن خدمات اللاعب، خاصة في ضوء الأسعار التي نسمع عنها خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تُدفع للاعبين أقل كثيرا من سيغوردسون من حيث القدرات والإمكانيات. وثمة اعتقاد خاطئ بأن سيغوردسون لا يجيد سوى الضربات الثابتة. بالطبع يمتلك اللاعب الآيسلندي قدرة فائقة على تنفيذ الركلات الحرة بكل مهارة وكان يمثل خطورة شديدة على مرمى الفرق المنافسة عندما يحصل فريقه على أي ركلة حرة بالقرب من منطقة الجزاء، وتظهر الإحصائيات خلال السنوات الثلاث الماضية أنه يأتي في صدارة اللاعبين الأكثر صناعة للفرص من الضربات الثابتة (106 فرصة، أي أكثر من ضعف الفرص التي صنعها أي لاعب آخر في إيفرتون من الضربات الثابتة). لكن سيغوردسون، البالغ من العمر 27 عاما، يتفوق في جوانب أخرى كثيرة في كرة القدم، وليس الضربات الثابتة فحسب.
ويتميز سيغوردسون بأنه لاعب ذكي يحب التحرك بالكرة ويجيد ربط خطوط فريقه المختلفة، ويظهر في أفضل حالاته عندما يجد المساحة المناسبة للتحرك وخلخلة دفاعات الفريق المنافس من خلال تمرير الكرة من اللمسة الأولى. هذا الذكاء الكبير يعوض عدم سرعة اللاعب، الذي يعترف بنفسه بأنه «ليس من نوعية اللاعبين الذين يحصلون على الكرة ويركضون خلف ظهراء الجنب». ولهذا السبب يفضل أن يلعب سيغوردسون في وسط الملعب كصانع ألعاب، وهو المركز الذي يمكنه من أن يظهر قدراته بشكل كامل.
وعندما كان في توتنهام هوتسبير، الذي لعب له لموسمين بعد انتقاله من هوفنهايم الألماني عام 2012، شعر سيغوردسون بالإحباط بسبب الفترة الكبيرة التي قضاها إما في اللعب في مركز الجناح الأيسر أو في الجلوس على مقاعد البدلاء. وشارك سيغوردسون في 58 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسمين اللذين لعب خلالها لتوتنهام هوتسبير، لكنه لم يبق في الملعب من بداية المباراة لنهايتها إلا في تسع مباريات فقط خلال تلك الفترة.
لكن هذا الإخفاق مع توتنهام هوتسبير تحول إلى نجاح باهر مع سوانزي سيتي، كما اعترف المدير الفني لتوتنهام هوتسبير الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينيو الموسم الماضي. وقال بوكيتينيو إن سيغوردسون كان سيصبح «لاعبا مثاليا» معه في توتنهام هوتسبير، لكن بوكيتينيو لم يعمل مع سيغوردسون مطلقا، حيث كان اللاعب الآيسلندي ضمن قائمة توتنهام لخوض المباراة الودية أمام الفريق الأميركي سياتل ساوندرز استعدادا للموسم الجديد، لكن صفقة رحيله عن النادي اكتملت قبل بداية المباراة بـ40 دقيقة فقط، وتلقى بوكيتينيو، الذي كان قد تولى قيادة الفريق للتو، مكالمة هاتفية من مجلس إدارة توتنهام هوتسبير يخبره فيها بأن النادي قد تعاقد مع الظهير الأيسر الويلزي بين ديفيز من سوانزي سيتي وأن سيغوردسون سوف يرحل عن توتنهام هوتسبير لسوانزي سيتي.
وعلى خلفية التعاقد مع سيغوردسون على سبيل الإعارة منذ بضعة مواسم، كان سوانزي سيتي يعرف جيدا بقدرات اللاعب، الذي نال إعجاب المديرين الفنيين واللاعبين بسبب تفانيه في التدريبات وإحرازه للأهداف وصناعة الفرص في المباريات. ويحكي زملاؤه بالفريق عن تفانيه في التدريب وكيف أنه كان يتدرب بعد انتهاء التدريبات على التسديد على المرمى، وكان يطلب من مدرب حراس المرمى بالنادي أن يبقى بعد انتهاء الحصة التدريبية من أجل القيام بمزيد من التدريبات على المرمى.
وكان سيغوردسون يفضل القيام بذلك بعد انصراف لاعبي الفريق حتى لا يشتتوا انتباهه وتركيزه. وكان يقضي ساعات يتدرب فيها على تصويب الكرة من على حافة منطقة الجزاء بكلتا قدميه. ويمتلك سيغوردسون قدما يمنى قوية للغاية، كما أحرز أهدافا رائعة بقدمه اليسرى. وقال لاعب خط وسط سوانزي سيتي السابق جاك كورك - الذي انضم إلى فريق بيرنلي هذا الموسم - في نهاية الموسم الماضي: «لا يوجد أي حظ في الأمر»، في إشارة إلى الهدف الرائع الذي أحرزه سيغوردسون من ركلة حرة مباشرة في مرمى مانشستر يونايتد والتي ساعدت فريقه على حصد نقطة التعادل مع «الشياطين الحمر» في أبريل (نيسان) الماضي. وأضاف: «غيلفي يقضي وقتا كبيرا في التدريب على ذلك. إنه يعمل بكل جدية».
في الحقيقة، كان الأمر مفاجئا عندما نجح سوانزي سيتي في تجديد عقد اللاعب لمدة أربع سنوات قبل 12 شهرا. ومع ذلك، يشعر قطاع كبير من جمهور سوانزي سيتي بالإحباط بسبب ما حدث بعد مباراة فريق الدرجة الثانية بارنت الودية الشهر الماضي وإخبار اللاعب للنادي بأنه يعتزم الرحيل. ومن حق جمهور سوانزي سيتي أن يغضب لرحيل لاعب بمثل هذه القدرات وفي ظل ما قدمه للنادي، رغم أن الحديث عن الماضي لن يفيد. وفي حين يركز إيفرتون على الحصول على خدمات سيغوردسون، الذي يعد أغلى صفقة في تاريخ النادي، في أسرع وقت ممكن حتى يساعد الفريق على مواصلة النتائج الجيدة بعد البداية الإيجابية في الموسم الحالي، يحتاج سوانزي سيتي للتحرك سريعا لإعادة استثمار قيمة هذه الصفقة بكل حكمة. وستثبت الأيام القادمة ما إذا كانت هذه الصفقة تستحق كل الضجيج الذي أثير حولها أم لا.
وأقر سيغوردسون أغلى لاعب في تاريخ نادي إيفرتون بأنه ربما لا يكون جاهزا لخوض مباراة كاملة لكنه عبر عن أمله في المشاركة في جزء من مباراة غدا في ضيافة مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وأكمل لاعب وسط منتخب آيسلندا، الذي قاد بلاده لدور الثمانية في بطولة أوروبا في فرنسا 2016 وساعد نادي سوانزي سيتي على تفادي الهبوط الموسم الماضي، صفقة الانتقال بعد مفاوضات ماراثونية مضنية.
وقال في مؤتمر صحافي الجمعة رغم أنه كان «يتدرب جيدا» على مدار الأسابيع الخمسة أو الستة الماضية «ربما لا أكون جاهزا لخوض 90 دقيقة كاملة».
وقال رونالد كومان مدرب إيفرتون إنه يتوقع أن يعزز سيغوردسون الخيارات الهجومية لإيفرتون. ولعب سيغوردسون (27 عاما)، دورا كبيرا في إفلات سوانزي من شبح الهبوط الموسم الماضي حيث سجل تسعة أهداف إضافة لإرساله 13 تمريرة حاسمة. وقال كومان: «عملنا لفترة طويلة لإبرام هذه الصفقة وهو من اللاعبين الرئيسيين الذين قمنا بضمهم. «ندرك أننا فقدنا (روميلو) لوكاكو هذا الموسم ونحتاج للاعبين يمكنهم أن يضيفوا المزيد للفريق». وانتقل لوكاكو إلى مانشستر يونايتد الشهر الماضي في صفقة قدرت بنحو 75 مليون جنيه إسترليني.
وقال كومان إن سيغوردسون «يمثل نوعية من اللاعبين من أصحاب التأثير الكبير. من وجهة نظري، فإنه يمثل أحد أفضل اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز». ويمثل سيغوردسون ثامن صفقة يبرمها إيفرتون عقب نهاية الموسم الحالي ويسعى لاعب منتخب آيسلندا لإثبات مدى أحقيته في ثقة كومان به.
وقال سيغوردسون: «يحدوني الأمل أن أواصل صناعة وتسجيل الأهداف مع الفريق والمساهمة في نوعية النجاحات التي نبتغيها مع النادي». وأضاف «إنه من الأندية الطموحة للغاية ومن الواضح أننا نسير في الاتجاه الصحيح».
وقال رونالد كومان إنه كان يفكر في الحصول على خدمات اللاعب الآيسلندي منذ فترة طويلة. وأضاف: «من بداية الموسم الماضي وأنا أضعه على قائمتي للاعبين الذين أرغب في التعاقد معهم».
وقال سيغوردسون عن ناديه الجديد: «إيفرتون ناد كبير وعريق في إنجلترا. هو من الأندية التي يصعب مواجهتها». وأضاف أنه لا يشغل باله كثيرا بمبلغ الصفقة القياسية. وقال: «هذا الأمر لا يخصني. أضغط على نفسي لتقديم عروض طيبة»



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».