حجاج قطر في السعودية بعد ساعات من فتح الحدود

أعلنت السلطات السعودية، أمس، بدء تدفق الحجاج القطريين عبر منفذ سلوى الحدودي، تمهيداً لوصولهم إلى الأماكن المقدسة، بعد ساعات من توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بفتح المنفذ البري أمام المواطنين القطريين الراغبين بالحج، واستضافتهم على نفقته الخاصة، وإرسال طائرات إلى الدوحة لنقل أعداد منهم إلى غرب السعودية، وإعفائهم من الحصول على التصاريح الإلكترونية اللازمة.
وحتى ظهر أمس، عبر منفذ سلوى الحدودي نحو 120 حاجاً قدموا بحافلات أو عبر سياراتهم الخاصة، وفق إيضاحات قدمتها «الجوازات السعودية» لـ«الشرق الأوسط».
ورحّب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس، بفتح الحدود مع السعودية لإتاحة المجال أمام الحجاج القطريين للتوجه إلى مكة.
كما رحبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، أمس، بقرار فتح الحدود البرية أمام الحجاج القطريين وإرسال طائرات إلى الدوحة لنقل أعداد منهم إلى السعودية.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وَجَّه بالسماح بدخول الحجاج القطريين إلى السعودية عبر المنفذ البري لأداء مناسك الحج، كما أمر بإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لإركاب جميع الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة، واستضافتهم بالكامل على نفقته.
وجاء ذلك بعدما استقبل نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وسيطاً قطرياً، هو الشيخ عبد الله بن علي بن عبد الله بن جاسم آل ثاني، للسماح لجميع المواطنين قطريي الجنسية الذين يرغبون في الدخول لأداء مناسك الحج من دون التصاريح الإلكترونية.
وأوضح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني، أن قرار خادم الحرمين الشريفين بتسهيل أمور حجاج قطر إلى أبعد حد، هي خطوات لم تحصل عليها أي دولة إسلامية من قبل حتى في الظروف العادية، مشيراً إلى أن رعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، للحجاج ومصالحهم، مسؤولية تاريخية كبرى تولتها السعودية لجميع الشعوب، و«لا يطعن فيها إلا ناكر».
وقال الشيخ آل خليفة، خلال تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «رعاية خادم الحرمين الشريفين لحجاج العالم أجمع لا يسيء إليها ويرفضها إلا من انتهج الكذب والإساءة ومعاداة الإسلام».
في حين أشار الدكتور أنور محمد قرقاش، عضو مجلس الوزراء الإماراتي وزير الدولة للشؤون الخارجية، خلال تغريدة على «تويتر»، إلى أن «السعودية تثبت كل يوم كم هي كبيرة. ولغط قطر، وتسييسها للحج، يجب أن ينتهي بعد مبادرة الملك سلمان بن عبد العزيز الحليمة والكريمة، وأن هناك أموراً أسمى من السياسة».
يُذكَر أن سلطات الحج السعودية وفَّرَت في وقت مبكر مخيمات كافية في المشاعر المقدسة لإيواء الحجاج القطريين، أسوة بما تخصصه كل عام للحجاج القطريين وبقية حجاج العالم الإسلامي الذين يتوافدون لأداء الفريضة، وتقع مخيمات الحجاج القطريين في مشعر منى على امتداد شارع سوق العرب القريب من موقع الجمرات.
وقال العقيد معلا مرزوق العتيبي الناطق الإعلامي لجوازات المنطقة الشرقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن سلطات المنافذ السعودية، بدأت، منذ يوم أمس، استقبال الحجاج القطريين القادمين برّاً عبر جوازات منفذ سلوى «دون مطالبتهم بتصاريح الحج الإلكترونية».
وكان العتيبي ذكر، أمس، أن نحو 120 حاجاً قطرياً عبروا منفذ الحدود البري الوحيد الذي يربط قطر بالسعودية، متجهين نحو الأماكن المقدسة.
في حين أكد فهد العتيبي رئيس منفذ سلوى لـ«الشرق الأوسط» أن كل المسؤولين والقطاعات الحكومية على أتم الاستعداد لاستقبال الحجاج القطريين، الذين بدأوا بالتوافد منذ يوم أمس.
وأضاف: «بعض الحجاج القطريين دخلوا بسياراتهم الخاصة، وآخرين عبر حافلات، حيث توجهوا إلى مطاري الملك فهد بالدمام، ومطار الأحساء، لنقلهم عبر طائرات إلى مطار الملك عبد العزيز في جدة»، متابعاً: «جرى تسخير جميع الخدمات والتجهيزات اللازمة، لدخولهم الأراضي السعودية عبر منفذ سلوى، واستقبالهم وتذليل كل العقبات المتعلقة بخدمتهم، وذلك امتثالاً لقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، باستضافة الحجاج القطريين على نفقته الخاصة».
من ناحيته، أوضح أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم أن الأمانة أنهت التجهيزات الإجرائية والتنفيذية لمدينة الحجاج الواقعة بطريق سلوى لاستقبال حجاج بيت الله الحرام القادمين من دولة قطر، وشمل ذلك تجهيز مقرات الإدارات الحكومية لتمكين ممثليها من تنفيذ مهامهم في خدمية الحجيج، وتخصيص عيادة طبية، وجناح للنشر يتبع وزارة الثقافة والإعلام، وتأمين المطويات والكتب التوعوية عن مناسك الحج، وتجهيز مقار للشرطة والدوريات الأمنية والدفاع المدني للإشراف على سلامة وأمن الحجاج.
إلى ذلك، أفاد أحد الحجاج القطريين، بعد عبوره منفذ سلوى الحدودي، بأن الإجراءات الذي قدمتها الجهات المعنية في السعودية، سهلة جداً ولم تكن معقدة، وقال: «قدموا لنا الخدمات حتى وصلنا إلى الأراضي السعودية بكل احترام وتقدير، وأخذت منا الإجراءات نحو 20 دقيقة».
وقال الحاج القطري وفقاً لما نقلته قناة «الإخبارية» السعودية: «إن العاملين في المنفذ قاموا بتوجيهنا فور وصولنا إلى الأراضي السعودية بالتوجه إلى أحد المطارين؛ إما مطار الملك فهد الدولي بالدمام، أو مطار الأحساء الإقليمي».