تدمير كنيسة في الرقة... وانشقاق لـ«قوات النخبة» عن «سوريا الديمقراطية»

استمرت الاشتباكات في الرقة، أمس، حيث أعلن عن تدمير كنيسة «سيدة البشارة» في المدينة وسقوط عدد من القتلى نتيجة قصف التحالف الدولي.
أتى ذلك في وقت أعلن فيه عن خلافات بين «قوات النخبة» التابعة لـ«تيار الغد» الذي يرأسه أحمد الجربا والمشارك في معركة الرقة، وانضمام مئات العناصر إلى «مجلس دير الزور العسكري».
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن نحو 300 عنصر ومقاتل مما يعرف بـ«تجمع شباب البكَارة»، بقيادة ياسر الدحلة، غادروا صفوف «قوات النخبة» في جنوب الحسكة. ونقل عن مصادر قولها إن ذلك حصل بعد فصل الدحلة مع 157 من المقاتلين التابعين له، بسبب تبعيتهم السابقة لـ«حركة أحرار الشام» وقيامهم بإجراء مفاوضات مع «مجلس دير الزور العسكري» المنضوي في «قوات سوريا الديمقراطية»، للانضمام إليهم، في حين قالت مصادر مقربة من «تجمع شباب البكَارة» الذي انضم قبل نحو شهرين إلى «قوات النخبة السورية»، إن سبب الانشقاق يعود إلى «الفساد المستشري في صفوف (قوات النخبة) واستغلال تضحيات المقاتلين لتحقيق مكاسب سياسية، ورفض التجمع التوجه للمشاركة في معركة الرقة لأن الأولوية هي لمعركة تحرير دير الزور التي يتحدرون منها».
وأكد «المرصد» وصول الدحلة ومقاتليه إلى مناطق وجود «مجلس دير الزور العسكري» قبل نحو أسبوع، حيث يجري التنسيق بين الجانبين من أجل البدء بعمليات عسكرية متزامنة، يبدأها كل من «مجلس دير الزور» و«تجمع شباب البكَارة» من ريف دير الزور الشمالي الغربي، وريف الحسكة الجنوبي باتجاه شمال دير الزور، وأكدت المصادر أن هذا التقسيم في نطاق العمليات جاء بناء على تكوين المنطقة من الناحية العشائرية؛ إذ سيبدأ «مجلس دير الزور العسكري» من مناطق وجود عشيرته، فيما سيبدأ «تجمع شباب البكَارة» من المنطقة التي توجد فيها أكبر نسبة من العشيرة التي يتحدر منها مقاتلو «التجمع».
من جهته، استمر تنظيم داعش في الاعتقالات التي كان قد بدأها في دير الزور تنفيذا لقرار «النفير الإلزامي» الذي أصدره قبل أيام، وتحديدا بعد أسبوع من دخول قوات النظام إلى الحدود الإدارية لدير الزور، قادمة من ريف الرقة الشرقي، وتوغلها في ريف المحافظة الغربي.
وأفاد موقع «فرات بوست» أن التنظيم نفّذ حملة واسعة في بلدتي الطوب والبوليل من أجل فرض «التجنيد الإجباري» ونشر أكثر من 10 حواجز على مداخل ومخارج المنطقة بالتزامن مع تفتيش وتدقيق للمارة.
وأشار «المرصد» إلى أن «داعش» اعتقل العشرات في أسواق وأفران ومطاعم مدينة الميادين، التي تعد عاصمة «ولاية الخير»، مؤكدا اعتقال التنظيم فتيانا ورجالا أعمارهم دون وفوق السن التي حددها للالتحاق، وسط استياء يسود المدينة ومناطق أخرى في الريف الشرقي لدير الزور.
وفي الرقة؛ حيث تتركز العمليات العسكرية على جميع محاور المدينة، خصوصا من الجهتين؛ الجنوبية والجنوبية الشرقية، وسط هجمات معاكسة من التنظيم لكسر الخناق المفروض عليه، أعلنت حملة «الرقة تذبح بصمت» أن «كنيسة (سيدة البشارة) في حي الثكنة دمرت تماماً، جراء الضربات الجوية من قبل طيران التحالف العالمي»، مشيرة إلى غارات جوية مكثّفة على أحياء مدينة الرقة السكنية أدت إلى وقوع عشرات الضحايا من المدنيين خلال الأيام الماضية.
ووثق «المرصد» مقتل 17 مدنيا؛ بينهم 5 أطفال، وإصابة نحو 30 آخرين، جراء القصف من قبل طائرات التحالف الدولي على أحياء المدينة القديمة ومناطق أخرى في وسط المدينة، ليرتفع إلى 38 على الأقل عدد القتلى الذين قضوا خلال الـ48 ساعة الماضية.