قصف جوي على تلعفر تمهيداً لإطلاق معركة تحريرها

قيادة العمليات تنتظر أوامر العبادي لبدء الهجوم

جنديان عراقيان يحرسان جسرا على طريق يؤدي إلى تلعفر أول من أمس (أ.ب)
جنديان عراقيان يحرسان جسرا على طريق يؤدي إلى تلعفر أول من أمس (أ.ب)
TT

قصف جوي على تلعفر تمهيداً لإطلاق معركة تحريرها

جنديان عراقيان يحرسان جسرا على طريق يؤدي إلى تلعفر أول من أمس (أ.ب)
جنديان عراقيان يحرسان جسرا على طريق يؤدي إلى تلعفر أول من أمس (أ.ب)

تواصل القوات العراقية شن ضربات جوية على مواقع تنظيم داعش في مدينة تلعفر تحضيرا لانطلاق عمليات استعادة آخر أكبر مواقع التنظيم في محافظة نينوى بشمال العراق، وفق ما أفادت قيادة العمليات المشتركة أمس.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العميد يحيى رسول لوكالة الصحافة الفرنسية إن «فكرة العمليات رسمت في قيادة العمليات المشتركة والخطط العسكرية أيضا». وأضاف: «هناك استحضارات تجري بانتظار أوامر السيد القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء حيدر العبادي) بعد الاطلاع على الخطط وتحديد الساعة الصفر لتنطلق العمليات العسكرية وسنعلن عن ذلك بشكل رسمي».
وأشار رسول في بيان إلى أن «العمليات لم تبدأ بعد»، مضيفا أن «القطعات العسكرية تجري الاستحضارات وهناك ضربات استنزافية وتجريدية لقدرات عناصر التنظيم الإرهابي باستهداف» مقراته ومواقعه. ولفت إلى أن «الضربات تجري وفق معلومات استخباراتية من خلال القوة الجوية العراقية وهي مستمرة منذ فترة».
وجاء بيان رسول بعدما أقال وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي، أمس، المتحدث باسم الوزارة عقب تصريحات أعلن فيها انطلاق عمليات استعادة مدينة تلعفر. وأصدرت قيادة العمليات المشتركة العراقية بيانا أشارت فيه إلى أن الحيالي أصدر أمرا بإقالة العميد محمد الخضري من منصبه. وقال مسؤول في قيادة العمليات المشتركة إن الخضري أعيد إلى «المحاربين بعد تصريحه الذي أعلن فيه بدء معركة تلعفر».
وكان الحشد الشعبي أعلن أول من أمس عن قرب انطلاق عمليات «تحرير» مدينة تلعفر، بمشاركة فصائله التي تدعم إيران بعضها. وتحاصر تلك القوات التي استعادت عشرات القرى جنوب تلعفر المدينة التي تسكنها غالبية من التركمان، وكانت آخر المناطق التي سقطت بيد تنظيم داعش في محافظة نينوى.
من جهته، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن رائد شاكر جودت «وصول طلائع قوات الشرطة الاتحادية من الفرقة الخامسة والثالثة وأفواج القناصين والطائرات المسيرة وعشرات الآليات المدرعة إلى مشارف تلعفر واستكمال كافة التحضيرات اللوجيستية لمعركة تحرير تلعفر». ونقل بيان عن جودت قوله إن قوات الشرطة الاتحادية «تصل إلى مشارف تلعفر»، لافتا إلى «استكمال كافة التحضيرات اللوجيستية» لمعركة استعادة المدينة.
بدوره، بين نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى، هاشم البريفكاني لـ«الشرق الأوسط» أن الغارات الجوية ستتواصل خلال الأيام المقبلة، وستستهدف كافة مقرات ومواقع التنظيم، لافتا إلى أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى وجود نحو 2000 مسلح من التنظيم داخل المدينة المحاصرة منذ نحو تسعة أشهر من قبل القوات العراقية. وتابع: «القوات الأمنية اتخذت كافة استعداداتها، وقد تكون هناك مشاركة للحشد الشعبي في محيط القضاء».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.