«الجيش الحر» يسقط «ميغ 21» للنظام بريف السويداء ويأسر قائدها

مصدر لـ «الشرق الأوسط» : قائد الطائرة لا يزال حياً وسنحقق معه

حطام الطائرة الحربية التي أسقطها {الجيش الحر} في ريف السويداء الشرقي (أسود الشرقية)
حطام الطائرة الحربية التي أسقطها {الجيش الحر} في ريف السويداء الشرقي (أسود الشرقية)
TT

«الجيش الحر» يسقط «ميغ 21» للنظام بريف السويداء ويأسر قائدها

حطام الطائرة الحربية التي أسقطها {الجيش الحر} في ريف السويداء الشرقي (أسود الشرقية)
حطام الطائرة الحربية التي أسقطها {الجيش الحر} في ريف السويداء الشرقي (أسود الشرقية)

أسقطت فصائل الجيش السوري الحر العاملة في البادية السورية، طائرة حربية للنظام، خلال تنفيذها غارات على محاور الاشتباك في منطقة وادي محمود بريف السويداء الشرقي، في حين سجّل سقوط أكثر من 15 قتيلا وجريحا نتيجة قذائف استهدفت مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام.
ويأتي ذلك بالتزامن مع المعارك التي تخوضها فصائل المعارضة على جبهات القتال في البادية، حيث يتقدم فيها النظام مستفيداً من الغطاء الجوي الكثيف.
وقال المسؤول الإعلامي في «جيش أسود الشرقية» سعد الحاج لـ«الشرق الأوسط»، إن «الطائرة التي أسقطت، هي من طراز (ميغ 21)، بعد رصدها واستهدافها بواسطة مضادات أرضية من عيار (14.5) و(23.5) تمتلكها القطعات العسكرية الموجودة في مناطق الاشتباك بين الجيش الحرّ وقوات النظام في البادية السورية».
وأكد سعد الحاج، أن «قائد الطائرة لا يزال حيّاً، وهو بات أسيراً لدى الجيش الحرّ، بعدما سقط بواسطة مظلته، في منطقة وجود الثوار، وعلى مسافة قريبة من المكان الذي سقطت وتحطمت فيه طائرته». وقال: «بعد أن يستجوبه الثوار ويحصلون منه على المعلومات المطلوبة، ومعرفة اسمه ورتبته ودوره، سيصدر بيان بكل التفاصيل».
بدورها، نقلت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة، عن مصادر في الجيش الحرّ، أن «قوات الشهيد أحمد العبدو» و«جيش أسود الشرقية»، استهدفا الطائرة بمضادات «23 ملم»، وتمكنا من إصابتها وتم رصد اشتعال النيران فيها، خلال تنفيذها غارات على أطراف مخيم الرويشد في البادية. وهذه الطائرة هي الثانية التي يتمكن الجيش الحرّ من إسقاطها في البادية السورية خلال أقل من شهرين، حيث تمكن من إسقاط طائرة حربية في 5 يونيو (حزيران) الماضي وقتل طيارها.
وتشهد المنطقة معارك عنيفة بين الجيش الحرّ، وقوات النظام والميليشيات الموالية له، التي تتقدم بدعم جوي مكثف، وقصف مركز على محاور عدة من البادية السورية، منها محروثة والفكة بعمق البادية وفي ريف السويداء الشرقي عبر محور سد الزلف ومحيطه، وأفاد ناشطون بأن «قوات النظام والميليشيات الإيرانية، يحاولون التقدم في المنطقة وتضييق الخناق على فصائل الجيش الحر، خصوصاً بعد سيطرتها على نقطة (المخفر الحدودي 154) ونقطة (المخفر الحدودي 143)، ونقاط واسعة في ريف السويداء الجنوبي الشرقي على الحدود الأردنية - السورية».
ميدانياً أيضاً، استهدف الطيران الحربي التابع للنظام، مخيم رويشد بالقرب من الحدود السورية - الأردنية، الذي يضمّ 8 آلاف نازح من المناطق المحيطة، ولم ترد معلومات عن وقوع إصابات، وسط تخوف من أن يرتكب النظام مجازر بحق المدنيين. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «اشتباكات عنيفة دارت على عدة محاور في بادية السويداء الشرقية، بين (قوات أحمد العبدو) و(جيش أسود الشرقية) من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، وسط قصف جوي وصاروخي استهدف محاور القتال»، مؤكداً أن المعارك «أسفرت عن خسائر بشرية بين طرفي القتال».
أما في ريف حمص الشرقي، فتتواصل المعارك بين قوات النظام وميليشياته من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، على محاور في بادية السخنة ومحيط حقل شاعر وجبهات أخرى بريف حمص الشرقي، وترافقت الاشتباكات مع قصف جوي وصاروخي، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين.
وليس بعيدا عن ريف حمص، كثّفت الطائرات الحربية والمروحية قصفها على مناطق واسعة في الريف الشرقي لحماة الخاضعة لسيطرة المعارضة، واستهدفت الغارات الجوية، قرى حمادة عمر، وجب المزاريع، والدكيلة، وجنى العلباوي، وقليب الثور وصلبا، كما استهدف القصف الجوي مناطق أخرى في ناحية عقيربات الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.