نداء أبوعلي
«لا نرغب في أي شيء غريب عنا، ومع ذلك تستحوذ علينا الأشياء الغريبة بسطوة لا تقاوم. إنها تشدنا وتفزعنا في الوقت نفسه». يتّضح هنا مبلغ التناقض والكذب حتى على الذات في رواية «كل الناس كاذبون» للكاتب والروائي الأرجنتيني ألبرتو مانغويل، الذي ذاع صيته من خلال أعماله التي كرّست غالبيتها لتأريخ القراءة، وقد اشتهر كتابه «تاريخ القراءة» الذي ترجم إلى اللغة العربية في العالم العربي، إضافة إلى أعمال أخرى تحمل النسق ذاته كـ«يوميات القراءة» و«المكتبة في الليل» و«فن القراءة». يظهر مدى افتتان مانغويل في القراءة من خلال العمل الروائي الأخير وتطرقه إلى كثير من أدبيات أميركا اللاتينية.
أثارت الهجمات التي شنها تنظيم داعش على مقر البرلمان الإيراني وضريح الخميني، وأسفرت عن مقتل 12 شخصاً وجرح 42 آخرين، الكثير من التساؤلات حول سبب استهداف التنظيم إيران الآن بعد أن تجاهلتها الهجمات منذ بدء تأسيس «داعش». الأمر الذي قد يشي بنقلة استراتيجية للتنظيم باستهدافها المباشر للكيانات السياسية والدينية لإيران، وإلغاء وصاية تنظيم القاعدة بحرصه على عدم المساس بإيران. بالأخص بعد أن تراجع نفوذ «داعش» في كل من العراق وسوريا واستحالت هجماته إلى عشوائية تستهدف كل بقاع العالم.
يتعرض تنظيم داعش لهزّة قوية تسببت في إرباك لاستراتيجياته التي شكلت هويته منذ بداية ظهوره كتنظيم متطرف، هدفه اتضح من خلال اسمه «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وحمل أملاً ينبع للمتطرفين عبر انعدام الأمن واستفحال حالة العنف وسط الارتباك، لتتغير التسمية فيما بعد إلى «الدولة الإسلامية» فحسب منذ إعلان التنظيم ذلك في 29 يونيو (حزيران) عام 2014 بطموحٍ مبالغ فيه لإقامة خلافة عالمية. ذلك الطموح بدأ في التقهقر منذ بدء استهداف قوات التحالف بغاراتها مناطق قوى التنظيم.
تتناثر المسلسلات الخليجية لشهر رمضان هذا العام، لتحمل في جوفها استنكاراً للحالة الكارثية التي وصل إليها العالم العربي. تتسلّل كآبة الأحداث ويتسلط الغضب على التطرف «ليشيطن» عوالمه التي تحيل الآخرين إلى كفرة هم عرضة للنسف والإبادة.
«هنا تكونت من كل شيء، من الرق والعتق، من الماء والملح، من الذل والحرية، من الشمس والتراب، من الجوع والظمأ، من الارتواء والشبع، من نظافة بنغازي وقذارتها، من جفائها وحنانها، من دمعها ودلالها». تختصر هذه العبارة المقتبسة من رواية «زرايب العبيد»، - دار الساقي - للروائية الليبية نجوى بن شتوان المقيمة في إيطاليا، الآلام المختبئة في ثنايا شخوص الرواية المرسومة من خلال التركيز على التناقضات. وفي هذه العبارة أيضاً وصف لشخصية عتيقة تظهر في مستهل وختام العمل الروائي كابنة ناتجة عن علاقة حب بين سيد وجارية.
هناك ملامح مشتركة في كل الأعمال التي ينتجها روائي ما. وهذا ما يتضح في روايات الروائي السعودي محمد حسن علوان بدءاً بروايته الأولى «سقف الكفاية» التي نشرت عام 2002، حتى الوصول إلى عمله الأخير «موت صغير» لعام 2016، وهي من ضمن الروايات الست التي ترشحت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية لهذا العام.
عاشت بعض الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وهولندا وألمانيا وغيرها، في الآونة الأخيرة، ارتفاعًا لافتًا للأصوات اليمينية المتطرفة المناهضة للأجانب والمؤمنة بفوقية الرجل الأبيض. كذلك، تتعالى في بعض الدول في آسيا وأفريقيا أصوات الجماعات المتطرفة باسم الدين، بالأخص في مناطق الصراع والاضطراب السياسي. وفي المقابل، لا تزال جماعات متطرفة ترفع شعارات إسلامية كـ«داعش» و«بوكو حرام» تكتسب الكثير من المؤيدين، على الرغم من مشاهد العنف والوحشية والقتل.
«في غرفة صغيرة في مكان مجهول، ثمة شخص يتلصص من ثقب الباب على شخص كان يتلصص على شخص آخر في الغرفة المجاورة له». يشي مدخل رواية الإماراتي سلطان العميمي «غرفة واحدة لا تكفي» بذلك الشعور الذي يداهمك في حالة الاحتباس في مكان ضيق، مما يغمرك باختناق وقلق لا سبيل من الخلاص منه.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
