د. ياسر عبد العزيز
في السطور التالية سيمكنك أن تقرأ وقائع مقابلة مفترضة بين ممول يستعد لامتلاك وسيلة إعلام تقليدية، وبين مرشح لمنصب رئيس التحرير؛ وهي وقائع أمكنني استلهامها عبر حضور عدد من الاجتماعات التمهيدية لإطلاق وسائل إعلام جديدة، في دول عربية عدة. الممول: هل يمكن أن توضح لي مفهومك لدورك كرئيس تحرير؟ المُرشح: أنا أفهم دوري ببساطة، على أنه يتلخص في ضمان استدامة الوسيلة وازدهارها، عبر توفير المتطلبات اللازمة لذلك من الناحية الفنية. الممول: بداية غير مشجعة. مطلوب أن أنفق كل هذه الأموال لكي أحصل فقط على استدامة عمل الوسيلة وازدهارها. ليس هذا هو العائد الذي خططت للحصول عليه.
عند رصد اتجاهات إنتاج المحتوى الإعلامي وتوزيعه، ومراجعة بحوث قياس أثر الرسائل الإعلامية، ومعدلات الإنفاق الإعلاني، يتضح أن الإعلام الذي اجتهدت البحوث الاجتماعية على مدى العقود الفائتة في تعيين دوره المفترض إزاء المجتمع بات إعلامين: الإعلام النظامي، والإعلام غير النظامي. يمكن وصف الإعلام النظامي بأنه «إعلام تقليدي»؛ وهو الإعلام الذي يتجسد في وسائل الإعلام التي عرفتها البشرية، ونشطت بقوة في القرن العشرين تحديداً أو ما قبله. وعلى الصعيد القانوني، فإنه يمكن قصر تعريف الإعلام النظامي على هذا الإعلام الذي يصدر عن مؤسسات إعلامية مُسجلة، وخاضعة في أدائها لنمط من أنماط المحاسبة والمساءلة العمومية، ويمك
في 18 يونيو (حزيران) الفائت، تلقى المراهق البولندي ميخال شيفجوك حكماً بالسجن لمدة أربع سنوات وثلاثة شهور، بعدما أدانته محكمة بريطانية بتهمة «تشجيع الإرهاب، وترويج معتقدات متطرفة، وحض الآخرين على القيام بأفعال خسيسة». كان شيفجوك، الذي يؤيد النازية الجديدة، قد نشر صورة لدوق ساسكس، الأمير هاري، مع بندقية مصوبة نحو رأسه، وكتب تحتها تعليقاً من خمس كلمات على هذا النحو: «أراك لاحقاً يا خائن العرق». يعتبر شيفجوك أن الأمير البريطاني خان عرقه (الأبيض) لأنه تزوج من ميغان ماركل، التي ولدت لأب قوقازي وأم أميركية من أصل أفريقي، ببشرة ليست بيضاء.
لا يكاد يمر يوم من دون أن نشهد اتهامات وانتقادات تطال عدداً من وسائل الإعلام في مناطق مختلفة من العالم، ومن بين أكثر الانتقادات التي تتكرر في ذلك الصدد تلك التي تتعلق بتوصيف ما يقع من أحداث العنف السياسي، وما إذا كانت تلك الأحداث يجب أن توصم بـ«الإرهاب» من عدمه. في هذا الإطار، سنجد بعض الغربيين ناقمين لأن «إرهاب 11 سبتمبر (أيلول)» يوصف في عدد من وسائل الإعلام الدولية المرموقة بأنه «هجمات»، وأن «الإرهابي» أسامة بن لادن يُقدم بوصفه «زعيم تنظيم القاعدة»، وأن تنظيم «داعش» الذي يجب أن يوصف بأنه «متوحش وهمجي» يُقدم على أنه «تنظيم داعش». وفي المقابل، لا يعدم الشرقيون أسباباً لكيل الانتقادات لتلك الوس
تفيد دراسة حديثة أجرتها جامعة أوريغون Oregon الأميركية عن مؤشرات مواقع التواصل الاجتماعي، قام بإعدادها الباحثان داميان رادكليف، وبايتون بروني، بأن ثلثي الشباب العربي (63 في المائة تقريباً) يقولون إنهم يتجهون إلى «فيسبوك» و«تويتر» أولاً للحصول على الأخبار، ونصف تلك النسبة تتركز بين الشريحة العمرية من 18 إلى 24 عاماَ. تؤكد شواهد موضوعية كثيرة هذا الاتجاه، الذي يكرس وسائط التواصل الاجتماعي باعتبارها المصدر الأكثر نفاذاً وانتشاراً للتزود بالأخبار، وما يصاحبها بالطبع من تحليلات وصور وانطباعات وآراء. يقودنا هذا التغيير الجوهري في آليات التلقي إلى واقع جديد لا يشبه الأساليب التي اعتمدنا عليها في بث ا
بمجرد أن تقرأ العنوان أعلاه، سيتبادر إلى ذهنك على الفور عدد من الأسماء التي يتم تداولها عادة في قوائم النفوذ والتأثير المرموقة، والتي لن تخرج عادة عن أسماء مثل بوتين، أو ترمب، أو شي جينبينغ. ولم لا، ألا يمتلك هؤلاء القادة سلطات واسعة، ويقودون دولاً عظمى، ويؤثرون بقراراتهم في حياة مئات الملايين حول العالم؟ ألا يتحكمون في ترسانات نووية، وأساطيل ضخمة، وآلاف الطائرات والصواريخ عابرة القارات؟ من جانبي، لا أجد أن أياً منهم امتلك القدر المكافئ للقوة التي يمتلكها شاب سيبلغ عمره غداً 35 سنة، وقد استهل وجوده الطاغي على المسرح الدولي عام 2004، حين طوّر فكرة، ستصبح لاحقاً ديوان العالم الأهم والأشهر...
ظهر مصطلح «ميديا قراطيا» Mediacracy للمرة الأولى عام 1974، عندما أصدر الكاتب الأميركي كيفين فيليبس كتاباً بعنوان: «ميديا كراسي: الأحزاب والسياسات الأميركية في عصر الاتصالات»، ومنذ ذلك اليوم يُستخدم المصطلح في مراكز البحث والدوريات الرصينة للإشارة إلى نمط الحكم الذي يعتمد على الإعلام بصورة أساسية في صيانة وجوده وحماية مصالحه. ويمكن تعريف الميديا قراطيا ببساطة بأنها «حكم الميديا ووسائلها»، أو هي «الحكم غير المباشر بوسائل الإعلام الجماهيرية، في ظل غياب الديمقراطية، وهي نظام يتوقف فيه الساسة ورجال السلطة عن التفكير في البدائل والسياسات الناجعة، ويكتفون باستخدام وسائل الإعلام لكي تضفي شرعية على حكم
لم يخبرنا أحد ما الذي خططت له الفتاة السودانية آلاء صلاح، وما الذي فعلته، قبل أن تصعد فوق سيارة، وسط جموع المتظاهرين في الخرطوم، وتغني فيهم الأشعار الحماسية، بينما توزع اهتمامها على الجميع، وتحثهم وتحمسهم على مواصلة الاحتجاج، في ثوبها التقليدي الأخاذ. لكن ما بتنا نعرفه جميعاً، أن تلك الفتاة استطاعت أن تسجل «صورة أيقونية خالدة»، قد تظل لسنوات طويلة عامل تفسير وإلهام.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
