انفراجة في العلاقات الأميركية - الصينية

بكين تعلق عقوبات ورسوماً... وواشنطن تجمّد إجراءات تجارية

تُظهر هذه الصورة الجوية حاويات في ميناء شنغهاي الدولي بالصين (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة الجوية حاويات في ميناء شنغهاي الدولي بالصين (أ.ف.ب)
TT

انفراجة في العلاقات الأميركية - الصينية

تُظهر هذه الصورة الجوية حاويات في ميناء شنغهاي الدولي بالصين (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة الجوية حاويات في ميناء شنغهاي الدولي بالصين (أ.ف.ب)

في تطور يُعدّ من أبرز مؤشرات التهدئة الاقتصادية والدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة منذ عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، أعلنت بكين سلسلة من القرارات المفاجئة شملت تعليق عقوبات على شركات أجنبية مرتبطة بأميركا، وتجميد رسوم المواني على السفن الأميركية، في وقت كشفت فيه واشنطن عن تعليق تحقيقاتها التجارية ضد قطاع بناء السفن الصيني لمدة عام.

ويأتي هذا التقارب بعد قمة الشهر الماضي بين الرئيسين شي جينبينغ ودونالد ترمب، التي نتج عنها اتفاق واسع حول ملفات الفنتانيل والتجارة والمعادن النادرة، وسط محاولات من الجانبين لوقف التدهور الذي طبع العلاقات خلال الأعوام الأخيرة.

• الصين تُعلّق عقوبات ورسوماً

أعلنت وزارة التجارة الصينية، الاثنين، تعليق العقوبات المفروضة على الشركات التابعة لشركة «هانوا أوشن» الكورية الجنوبية، والمرتبطة بالولايات المتحدة، لمدة عام كامل.

وأوضحت الوزارة في بيانها، أن القرار يسري فوراً ويشمل العقوبات التي فُرضت في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على خلفية ارتباط فروع الشركة بأنشطة أميركية في قطاع الدفاع البحري.

وفي خطوة موازية، أعلنت وزارة النقل الصينية تعليق رسوم المواني المفروضة على السفن المرتبطة بالولايات المتحدة لمدة عام، على أن يبدأ سريان القرار الساعة 13:01 بالتوقيت المحلي (05:01 بتوقيت غرينيتش).

وقالت الوزارة إن القرار «يهدف إلى تهيئة بيئة بحرية منفتحة ومستقرة للتجارة الدولية»، في إشارة واضحة إلى مسعى بكين لتخفيف حدة التوترات التجارية.

ورحّبت شركة «هانوا أوشن» بقرار الصين، ووصفت الخطوة بأنها «مؤشر إيجابي لتطوير العلاقات مع الشركاء الصينيين»، مضيفة في بيان من سيول: «نأمل في أن تسهم هذه الخطوة في توسيع التعاون بمجالات بناء السفن والتكنولوجيا البحرية خلال المرحلة المقبلة».

• واشنطن ترد بالمثل

من جانبها، أعلن مكتب الممثل التجاري الأميركي مساء الأحد، أن واشنطن ستُعلّق لمدة عام أي إجراءات في تحقيقاتها بموجب المادة 301 المتعلقة بادعاءات استهداف الصين لقطاعات النقل البحري واللوجيستيات وبناء السفن للهيمنة العالمية.

وذكر البيان أن التعليق سيدخل حيز التنفيذ عند منتصف ليل 10 نوفمبر (تشرين الثاني) بالتوقيت الشرقي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات مباشرة مع الصين لحل القضايا المثارة في التحقيق.

ويُعد هذا الإعلان أول خطوة عملية لتجميد المواجهة التجارية بين الجانبين منذ عام 2021، إذ يُنظر إليه بوصفه إشارة إلى استعداد إدارة ترمب لتخفيف القيود مقابل التزام صيني بفتح الأسواق، وإعادة التوازن في سلاسل التوريد البحرية.

• زيارة سرّية

تزامنت القرارات الاقتصادية مع زيارة غير معلنة لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، كاش باتيل، إلى الصين الأسبوع الماضي، كشفت عنها وكالة «رويترز» يوم الاثنين.

ووفقاً لمصادر مطلعة، وصل باتيل إلى بكين يوم الجمعة، وأجرى محادثات مع مسؤولين صينيين حول قضايا الفنتانيل وإنفاذ القانون، بعد قمة شي - ترمب التي شهدت اتفاقاً على إنشاء آلية تعاون جديدة للحد من تهريب المواد الأفيونية القاتلة إلى الولايات المتحدة.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها ستُعدّل قائمة المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الفنتانيل، وتُلزم بتراخيص تصدير إلى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في خطوة لاقت ترحيباً حذراً في واشنطن.

• تقارب مدروس بعد أشهر من التوتر

تُشير الخطوات المتبادلة إلى مرحلة جديدة من الانفراج الحذر بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد أشهر من التصعيد في ملفات حساسة شملت الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة وسلاسل التوريد والمعادن النادرة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن في أكتوبر الماضي، خفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية من 20 إلى 10 في المائة، بعد التوصل إلى تفاهم مع الرئيس الصيني شي جينبينغ حول التعاون في مكافحة تهريب الفنتانيل واستئناف مشتريات فول الصويا الأميركي.

وفي المقابل، وافقت بكين على تعليق القيود على تصدير المعادن النادرة التي تُعدّ حيوية لصناعات التكنولوجيا والدفاع. ويرى محللون أن القرارات الأخيرة - من تعليق العقوبات إلى تجميد الرسوم والتحقيقات - تمثل خطوات تمهيدية لإعادة بناء الثقة بين واشنطن وبكين، في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تباطؤ وتوترات جيوسياسية مزدادة.

وقال خبير العلاقات الدولية في جامعة تسينغهوا، وانغ جيانغ، لصحيفة «غلوبال تايمز» الصينية: «الجانبان أدركا أن استمرار التصعيد المتبادل لم يعد مجدياً، وأن العودة إلى مسار التفاوض هي الخيار الوحيد لحماية المصالح الاقتصادية».

وتظهر التحركات المتزامنة بين بكين وواشنطن أن البلدين يسعيان لتجنب جولة جديدة من الحروب التجارية، بعد سنوات من التوتر. ومع أن الخطوات الحالية مؤقتة وتمتد لعام واحد فقط، فإنها قد تمثل بداية مرحلة «هدنة اقتصادية ودبلوماسية» تمهّد لتفاهمات أوسع حول التجارة والأمن والطاقة والمواد النادرة، في عالم بات أكثر ترابطاً وأقل تسامحاً مع المواجهات الكبرى.


مقالات ذات صلة

«نيكي» يتراجع مع تحول التركيز إلى بنك اليابان و«الفيدرالي»

الاقتصاد مشاة في وسط العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)

«نيكي» يتراجع مع تحول التركيز إلى بنك اليابان و«الفيدرالي»

تراجع مؤشر نيكي الياباني يوم الجمعة، متخلياً عن موجة الارتفاع الأخير، حيث أثرت توقعات رفع أسعار الفائدة المحلية سلباً في معنويات المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد ختم بنك الاحتياطي الهندي على بوابة خارج مقره في مومباي (رويترز)

«المركزي» الهندي يخفض الفائدة ويعزز السيولة بـ 16 مليار دولار

خفّض بنك الاحتياطي الهندي يوم الجمعة سعر إعادة الشراء الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس، مع إبقاء الباب مفتوحاً لمزيد من التيسير النقدي.

«الشرق الأوسط» (مومباي )
الاقتصاد سبائك ذهبية في متجر بلندن (رويترز)

الذهب يستقر قبيل بيانات أميركية حاسمة

استقرت أسعار الذهب يوم الجمعة، إذ عوّض ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية تأثير تراجع الدولار، بينما يترقب المستثمرون بيانات تضخم محورية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

قال وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، إن «صندوق النقد الدولي» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة وفرض ضرائب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

لليوم الثالث على التوالي… ترمب يضع ضمادة على يده… ويبدو ناعساً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

لليوم الثالث على التوالي… ترمب يضع ضمادة على يده… ويبدو ناعساً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

سلط موقع «ديلي بيست» الأميركي الضوء على ظهور الرئيس دونالد ترمب الخميس وهو يضع ضمادة على يده اليمنى المُصابة بجروح لليوم الثالث على التوالي.

وأضاف الموقع أن ترمب، البالغ من العمر 79 عاماً، كان يخفي يديه خلف المنصة أثناء إلقائه كلمته الافتتاحية في حفل توقيع اتفاق سلام بين رئيسي رواندا والكونغو، في معهد السلام بواشنطن، الذي سُمي باسمه هذا الأسبوع.

والأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية أنها أعادت تسمية معهد السلام السابق «ليعكس أعظم صانع صفقات في تاريخ أمتنا»، أشاد ترمب بتغيير الاسم في حفل التوقيع يوم الخميس، وقال ترمب: «هذا مبنى جميل، لا بد لي من إخباركم بذلك. لذا، فهذه مناسبة خاصة لأسباب عديدة، أولها أنها أول مناسبة لنا في هذا المبنى نستخدمه من أجل السلام، وهو في جوهره سلام».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

وعندما وقف الرئيس الأميركي بجانب المنصة بينما كان المسؤولون الآخرون يُلقون خطاباتهم، كانت الضمادة ظاهرة على يده اليمنى بوضوح، على الرغم من تغطيتها بيده الأخرى أحياناً خلال الحدث.

وتواصل موقع «ديلي بيست» مع البيت الأبيض للتعليق.

وكانت الضمادات رُصدت لأول مرة هذا الأسبوع عندما كان ترمب يضع ضمادتين طبيتين على يده خلال اجتماع وزاري الثلاثاء، حيث أبقى يديه مخفيتين تحت المكتب حتى التقطه مصور وهو يلمس وجهه، والأربعاء، وضع ترمب ضمادة واحدة كبيرة على يده.

وعند التواصل مع البيت الأبيض بشأن سبب وضع الضمادات قدم رداً مُعداً مسبقاً استُخدم عدة مرات في الماضي، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: «الرئيس ترمب رجل من الشعب، ويلتقي أميركيين ويصافحهم يومياً أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ».

ولفت الموقع إلى أن ترمب بدا ناعساً في حفل التوقيع يوم الخميس، حيث كان يُغمض عينيه أثناء إلقاء الخطب، وشوهد أيضاً بعينين متدليتين خلال اجتماع مجلس الوزراء، وبدا وكأنه يغفو أحياناً، ويومها، أصرت ليفيت على أن ترمب كان منخرطاً تماماً خلال الاجتماع وقالت لـ«ديلي بيست» في بيان: «كان الرئيس ترمب يستمع باهتمام ويدير اجتماع مجلس الوزراء الذي استمر ثلاث ساعات».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ودأب البيت الأبيض على تجنب الأسئلة المتعلقة بالكدمات بالإشارة إلى تقرير طبي صدر في 17 يوليو (تموز)، والذي أفاد بتشخيص إصابة الرئيس بقصور وريدي مزمن، أي إن أوردة الساق لا تعيد الدم إلى القلب كما ينبغي.

وقال البيت الأبيض إنها «حالة حميدة وشائعة» تُلاحظ عادةً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً، وأشار إلى أن ترمب يتناول الأسبرين كجزء من نظامه الغذائي.


«نيكي» يتراجع مع تحول التركيز إلى بنك اليابان و«الفيدرالي»

مشاة في وسط العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)
مشاة في وسط العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)
TT

«نيكي» يتراجع مع تحول التركيز إلى بنك اليابان و«الفيدرالي»

مشاة في وسط العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)
مشاة في وسط العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)

تراجع مؤشر نيكي الياباني يوم الجمعة، متخلياً عن موجة الارتفاع الأخير، حيث أثرت توقعات رفع أسعار الفائدة المحلية سلباً على معنويات المستثمرين.

وانخفض مؤشر نيكي بنسبة 1 في المائة ليغلق عند 50,491.87 نقطة، مقلصاً مكاسبه الأسبوعية إلى 0.5 في المائة. وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 1.1 في المائة. وأشار ماكي ساوادا، الخبير الاستراتيجي في شركة «نومورا» للأوراق المالية، إلى أن ذروة عوائد سندات الحكومة اليابانية القياسية في 18 عاماً قد أثرت سلباً على الأسهم بعد ارتفاع استمر 3 أيام، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون قرارات السياسة النقدية من بنك اليابان ولجنة السوق المفتوحة الفيدرالية الأميركية.

وقال ساوادا: «فيما يتعلق بارتفاع عائد السندات لأجل 10 سنوات، فإن أحد العوامل هو تزايد التكهنات بأن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة في اجتماعه في ديسمبر (كانون الأول)». وأضاف: «مع اقتراب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأسبوع المقبل، أعتقد أن سوق الأسهم اليابانية من المرجح أن تواجه بعض ضغوط البيع».

ومن المرجح أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة هذا الشهر، ومن المتوقع أن تتسامح الحكومة مع مثل هذا القرار، وفقاً لما أوردته «رويترز» يوم الخميس.

وفي الوقت نفسه، يُقدّر المتداولون احتمالات خفض سعر الفائدة من قِبَل «الاحتياطي الفيدرالي» يوم الأربعاء المقبل، بنحو 86 في المائة، واحتمال إجراء تخفيضين أو 3 تخفيضات أخرى العام المقبل، وفقاً لبيانات جمعتها بورصة لندن للأوراق المالية.

وشهد مؤشر نيكي ارتفاع 42 سهماً مقابل انخفاض 181 سهماً. وكان أكبر الخاسرين في المؤشر شركة «تريند مايكرو»، بانخفاض 8.9 في المائة، تلتها شركة «بريدجستون» لتصنيع الإطارات، بانخفاض 4.7 في المائة.

وكان أكبر الرابحين شركة «إيبيدن»، المُصنّعة للمكونات الإلكترونية، بارتفاع 6.9 في المائة، تلتها مجموعة «سوفت بنك»، وهي مستثمر رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي، بارتفاع 6 في المائة.

• ذروة لعوائد السندات

ومن جانبها، واصلت سندات الحكومة اليابانية القياسية انخفاضها يوم الجمعة، مما دفع عوائدها إلى أعلى مستوى لها في 18 عاماً، مع تزايد التوقعات برفع أسعار الفائدة من قِبَل بنك اليابان المركزي.

وارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 1.5 نقطة أساس ليصل إلى 1.95 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو (تموز) 2007. ويتجه عائد السندات نحو تحقيق ارتفاع قدره 14.5 نقطة أساس هذا الأسبوع، مسجلاً أكبر ارتفاع له في 5 أيام منذ مارس (آذار). وتتحرك العوائد عكسياً مع أسعار السندات.

وشهدت السندات اليابانية طويلة الأجل انخفاضاً حاداً عقب إعلان رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي عن خطة إنفاق ضخمة، سيتم تمويلها بشكل كبير من خلال اقتراض جديد. كما انخفضت السندات قصيرة الأجل، الأكثر حساسية لسياسة البنك المركزي، وسط مؤشرات على استعداد بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة.

وقالت سكاي ماسترز، رئيسة أبحاث الأسواق ببنك أستراليا الوطني، في بودكاست: «نشهد ارتفاعاً في عوائد سندات الحكومة اليابانية وسط توقعات بتشديد السياسة النقدية في بنك اليابان».

وأضافت ماسترز أن المزاد القوي لسندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً يوم الخميس، دليل على أن ارتفاع العوائد يجذب المشترين مجدداً إلى السوق. وأضافت: «المستثمرون لا يترددون بالضرورة في اتخاذ خطوة رفع العوائد؛ بل يستغلونها فرصةً للشراء».

وارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل عامين بمقدار 3 نقاط أساس ليصل إلى 1.05 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو 2007. وارتفع عائد سندات الخمس سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس ليصل إلى 1.435 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ يونيو (حزيران) 2008. وانخفض عائد سندات الثلاثين عاماً بمقدار 3 نقاط أساس ليصل إلى 3.360 في المائة، متراجعاً عن مستواه القياسي الذي سجله يوم الخميس.

وانخفض عائد سندات العشرين عاماً بمقدار 0.5 نقطة أساس ليصل إلى 2.920 في المائة. ومن المرجح أن يرفع بنك اليابان المركزي أسعار الفائدة في اجتماعه هذا الشهر، ومن المتوقع أن تتقبل الحكومة هذا القرار، وفقاً لما أوردته «رويترز» يوم الخميس. وأكد وزير المالية ساتسوكي كاتاياما يوم الجمعة، أن المسؤولين يراقبون تحركات السوق من كثب، وسيتبعون سياسات مناسبة لإدارة الديون.


«المركزي» الهندي يخفض الفائدة ويعزز السيولة بـ 16 مليار دولار

ختم بنك الاحتياطي الهندي على بوابة خارج مقره في مومباي (رويترز)
ختم بنك الاحتياطي الهندي على بوابة خارج مقره في مومباي (رويترز)
TT

«المركزي» الهندي يخفض الفائدة ويعزز السيولة بـ 16 مليار دولار

ختم بنك الاحتياطي الهندي على بوابة خارج مقره في مومباي (رويترز)
ختم بنك الاحتياطي الهندي على بوابة خارج مقره في مومباي (رويترز)

خفّض بنك الاحتياطي الهندي يوم الجمعة سعر إعادة الشراء الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس، مع إبقاء الباب مفتوحاً لمزيد من التيسير النقدي، في الوقت الذي اتخذ فيه خطوات لزيادة السيولة في القطاع المصرفي بما يصل إلى 16 مليار دولار لدعم اقتصاد وصفه بأنه «مثالي».

ويواجه خامس أكبر اقتصاد في العالم ضغوطاً متزايدة بفعل الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي أسهمت في اتساع العجز التجاري ودفع الروبية إلى مستويات قياسية منخفضة، وفق «رويترز».

وفي ظل هذه التحديات، كثّفت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي جهودها لتعزيز وتيرة الإصلاحات الاقتصادية، بما يشمل خفض ضرائب الاستهلاك، وتعديل قوانين العمل، وتخفيف القيود التنظيمية على القطاع المالي. وصوّتت لجنة السياسة النقدية المكوّنة من ستة أعضاء بالإجماع على خفض سعر إعادة الشراء إلى 5.25 في المائة، مع الحفاظ على موقف «محايد»، بما يشير إلى وجود مساحة إضافية لخفض أسعار الفائدة.

ومنذ فبراير (شباط) 2025، خفّض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 125 نقطة أساس، وهي أكبر حملة تيسير نقدي منذ عام 2019، بعدما أبقى الأسعار دون تغيير في اجتماعي أغسطس (آب) وأكتوبر (تشرين الأول).

وقال محافظ البنك، سانجاي مالهوترا، في كلمة مصوّرة، إن الاقتصاد الهندي يعيش «مرحلة نادرة من الاستقرار الاقتصادي». وأوضح أنه منذ أكتوبر شهدت الهند تراجعاً سريعاً في التضخم بما تجاوز الحد الأدنى المستهدف للبنك المركزي، بينما بقي النمو قوياً.

وأضاف مالهوترا أنه في ظل هذه الظروف تتوفر «مساحة للسياسات» لدعم النمو، قائلاً خلال مؤتمر صحافي عقب الإعلان: «نتوقع مستويات فائدة منخفضة مع استمرار اعتدال التضخم».

وتتوقع جاريما كابور، كبيرة الاقتصاديين في «إيلارا للأوراق المالية» في مومباي، خفضاً إضافياً لأسعار الفائدة، قائلة إنه «لا توجد مؤشرات على ضغوط تضخمية قوية». وأضافت: «لا يزال هناك مجال لخفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس خلال هذه الدورة، مع بقاء التضخم ضمن مستويات مريحة».

كما أعلن البنك إجراء عمليات سوق مفتوحة بقيمة تريليون روبية (11.14 مليار دولار) لشراء السندات خلال الشهر، إضافة إلى 5 مليارات دولار من مقايضات العملات الأجنبية لتعزيز السيولة وتسريع انتقال أثر خفض أسعار الفائدة.

وتراجع العائد على السندات الهندية القياسية لأجل 10 سنوات بنحو 5 نقاط أساس بعد إعلان الخطوات، لكنه عاد ليستقر عند 6.4841 في المائة. كما انخفضت الروبية بشكل طفيف، في حين ارتفعت المؤشرات الرئيسية للأسهم بنسبة 0.4 في المائة.

نمو أقوى... وتضخم أقل

رفع البنك المركزي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي خلال العام إلى 7.3 في المائة مقارنةً بتقديراته السابقة البالغة 6.8 في المائة، فيما خفّض توقعات التضخم إلى 2 في المائة بدلاً من 2.6 في المائة في أكتوبر. وكان اقتصاد جنوب آسيا قد سجل نمواً فاق التوقعات بنسبة 8.2 في المائة خلال الربع الثاني، لكنه مرشح للتباطؤ مع تأثر الصادرات وعدد من القطاعات - من المنسوجات إلى المواد الكيميائية - بالرسوم الأميركية التي تبلغ 50 في المائة.

ونبّه مالهوترا إلى أن حالة عدم اليقين العالمي قد تشكّل «مخاطر سلبية» على النمو.

وسجّل تضخم أسعار التجزئة أدنى مستوى له على الإطلاق عند 0.25 في المائة في أكتوبر، مع توقعات ببقائه منخفضاً خلال الأشهر المقبلة. ويستهدف البنك معدل تضخم عند 4 في المائة ضمن نطاق تسامح ±2 في المائة.

وقال مالهوترا: «ضغوط التضخم الأساسية أقل من ذلك»، مشيراً إلى «تراجع عام» في مستويات الأسعار. وعند سؤاله عن احتمال ارتباط انخفاض التضخم بضعف الطلب المحلي وزيادة الواردات الصينية الأرخص، قال إن «عوامل العرض والطلب معاً تقف وراء تراجع التضخم».

وقال أوباسنا بهاردواج، كبير الاقتصاديين في «بنك كوتاك ماهيندرا»، إن استمرار موقف التيسير لدى البنك المركزي يعني أن خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس يظل ممكناً، مع استقرار الفائدة النهائية عند 5 في المائة ثم الدخول في فترة طويلة من التثبيت.

التمويل الخارجي... وتراجع الروبية

وأكد مالهوترا أن القطاع الخارجي للهند لا يزال «مرناً»، وأن احتياجات التمويل الخارجي ستُلبّى «بشكل مريح». وقد أدى القلق بشأن تباطؤ تدفقات الدولار في ظل اتساع العجز التجاري إلى دفع الروبية لتسجل أدنى مستوى لها على الإطلاق.

ونقلت «رويترز» يوم الخميس أن البنك المركزي سيتسامح مع ضعف العملة، ولن يتدخل إلا لكبح المضاربة. وشدد مالهوترا على أن بنك الاحتياطي الهندي سيسمح للسوق بتحديد مستويات الصرف، مع التركيز فقط على الحد من «التقلبات غير المبررة».

واختتم بالإشارة إلى أن احتياطيات النقد الأجنبي - البالغة 686.2 مليار دولار - توفر للهند غطاءً وارداتياً يتجاوز 11 شهراً، وهو مستوى يُعتبر مريحاً وقوياً.