رئيس الوزراء الياباني بصدد طلب «حزمة تحفيز»

«البنك المركزي» يلمّح إلى رفع الفائدة ويركّز على حالة عدم اليقين العالمية

رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا (يمين) والأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي هيروشي مورياما في اجتماع للحزب بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا (يمين) والأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي هيروشي مورياما في اجتماع للحزب بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

رئيس الوزراء الياباني بصدد طلب «حزمة تحفيز»

رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا (يمين) والأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي هيروشي مورياما في اجتماع للحزب بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا (يمين) والأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي هيروشي مورياما في اجتماع للحزب بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «سانكي» اليابانية، يوم الثلاثاء، نقلاً عن مصادر حكومية، أن رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، يعتزم طلب حزمة تحفيز اقتصادي من الوزراء هذا الأسبوع، لمعالجة التضخم ورسوم إدارة ترمب الجمركية.

وأوضحت الصحيفة أن الخطة تأتي عقب اجتماع عُقد، يوم الثلاثاء، بين الأمينَيْن العامَّيْن للحزب الليبرالي الديمقراطي وشريكه في الائتلاف حزب «كوميتو»؛ إذ اتفقا على الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير سريعة لمساعدة الأسر على مواجهة التضخم. وأضافت «سانكي» أن الحزبَيْن أكدا أيضاً أنهما سينظران في تقديم مساعدات نقدية بوصفه جزءاً من جهود تخفيف التضخم.

وفي سياق منفصل، ذكرت صحيفة «يوميوري» أن الحزبَيْن يأملان في إقرار ميزانية تكميلية لتمويل الحزمة الاقتصادية خلال الدورة البرلمانية الاستثنائية هذا الخريف. وأضافت أن الحزمة ستشمل تدابير لمواجهة ارتفاع الأسعار ودعم الشركات المحلية المتضررة من الرسوم الجمركية الأميركية. وعقد الحزب الليبرالي الديمقراطي، يوم الثلاثاء، اجتماعاً عاماً مشتركاً لمجلسي البرلمان لتقييم هزيمته الأخيرة في انتخابات مجلس الشيوخ. وعقب الاجتماع، قد يبدأ الحزب إجراءاته لاتخاذ قرار بشأن تقديم موعد انتخابات القيادة.

وأفادت صحيفة «سانكي» بأنه باقتراح حزمة اقتصادية يبدو أن رئيس الوزراء يُعيد تأكيد التزامه بالبقاء في منصبه، ويُواجه دعوات داخل الحزب إلى تقديم موعد انتخابات القيادة.

«بنك اليابان» مطالب برفع الفائدة

وفي سياق منفصل، قال نائب محافظ «بنك اليابان»، ريوزو هيمينو، يوم الثلاثاء، إن البنك المركزي ينبغي أن يواصل رفع أسعار الفائدة، لكنه حذّر من أن حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي لا تزال مرتفعة، مشيراً إلى أنه ليس في عجلة من أمره لرفع تكاليف الاقتراض التي لا تزال منخفضة.

وعلى الرغم من أن اتفاقية التجارة بين اليابان والولايات المتحدة تُسهم في تخفيف حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد، فإن التأثير الدقيق للرسوم الجمركية الأميركية لا يزال غير معروف حتى الآن، على حد قوله.

وقال هيمينو، في خطاب ألقاه أمام قادة الأعمال في كوشيرو، شمال اليابان: «في الوقت الحالي، قد يستحق خطر حدوث تأثير أكبر من المتوقع اهتماماً أكبر». وأضاف: «بشكل عام، لا يزال الاقتصاد العالمي يواجه مستويات عالية من عدم اليقين».

وأشار هيمينو أيضاً إلى وجود مخاطر صعودية وأخرى هبوطية على توقعات التضخم. وأوضح أنه في حين أن سوق العمل اليابانية الضيقة قد تدفع الأجور إلى الارتفاع، فإن تباطؤ النمو العالمي والضرر الذي لحق بالاقتصاد الياباني جراء زيادة الرسوم الأميركية قد يؤثران سلباً على الأسعار.

وأضاف هيمينو: «بعد توقف مؤقت بسبب تباطؤ النمو نتيجةً لتأثير الرسوم الجمركية، نتوقع أن يستقر التضخم الأساسي في اليابان بنهاية المطاف حول مستويات تتوافق مع هدفنا البالغ 2 في المائة». وأضاف: «إذا تحقق السيناريو الأساسي فسيكون من المناسب مواصلة رفع أسعار الفائدة بما يتماشى مع تحسّن الاقتصاد والأسعار».

تلميحات قليلة

ولم يُقدّم هيمينو سوى تلميحات قليلة حول موعد رفع البنك المركزي أسعار الفائدة، مكتفياً بالقول إنه يرغب في التدقيق «دون أي أحكام مسبقة»، فيما إذا كانت توقعات «بنك اليابان» الأساسية ستتحقق. وقال: «يجب علينا تقييم توازن المخاطر باستمرار، سواءً صعوداً أو هبوطاً، والاستجابة في الوقت المناسب وبطريقة مناسبة لضمان احتواء الضرر بشكل جيد، حتى في حال انحراف الظروف عن السيناريو الأساسي».

وانخفض الين، وواصل مؤشر «نيكي» الياباني مكاسبه لفترة وجيزة بعد تصريحات هيمينو؛ إذ رأى بعض المتعاملين في السوق أنها أقل تشدداً من المتوقع. وكان «بنك اليابان» قد خرج من برنامج تحفيز اقتصادي ضخم استمر لعقد من الزمان العام الماضي، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.5 في المائة في يناير (كانون الثاني)، اعتقاداً منه أن اليابان على وشك تحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل مستدام.

وبينما تجاوز تضخم أسعار المستهلكين هدف «بنك اليابان» لأكثر من ثلاث سنوات، تعهد المحافظ كازو أويدا بالتباطؤ في رفع أسعار الفائدة، نظراً إلى عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الياباني... إلا أن ارتفاع تضخم أسعار الغذاء بشكل مستمر وآفاق نمو الأجور المستدام دفعا بعض أعضاء مجلس إدارة «بنك اليابان» إلى التحذير من آثار ثانوية قد تستدعي رفعاً آخر لأسعار الفائدة.

ويتوقع ما يقرب من ثلثي الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز آراءهم في أغسطس (آب)، أن يرفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام. وانتقد هيمينو، الرئيس السابق لهيئة تنظيم البنوك في اليابان، السياسة النقدية شديدة التيسير التي يتبعها «بنك اليابان»، وعدّته الأسواق من بين الأعضاء الأكثر حرصاً على رفع أسعار الفائدة في المجلس. وقال هيمينو إنه ينبغي على «بنك اليابان» تقليص حضوره في سوق سندات الحكومة اليابانية؛ لأن الاحتفاظ بأموال فائضة دون داعٍ قد ينطوي على مخاطر، موضحاً أنه «من الحكمة تقليص حجم الميزانية العمومية لـ(بنك اليابان) مع مرور الوقت»، بما في ذلك عن طريق التخلص من حيازاته من الأصول الخطرة مثل صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار العقاري. وأضاف: «سنفكر في كيفية التعامل مع حيازاتنا المتبقية من صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار العقاري اليابانية»، مستفيدين من خبرة «بنك اليابان» السابقة في بيع الأسهم التي اشتراها من المؤسسات المالية.


مقالات ذات صلة

برلمان تركيا يقرّ مشروع موازنة 2026 مع توقعات بتراجع كبير للتضخم

الاقتصاد البرلمان التركي وافق على مشروع موزانة العام 2026 في خلسة عاصفة (الموقع الرسمي للبرلمان)

برلمان تركيا يقرّ مشروع موازنة 2026 مع توقعات بتراجع كبير للتضخم

توقعت الحكومة التركية انخفاض معدل التضخم السنوي خلال عام 2026 إلى ما دون الـ20 في المائة وإعادته إلى خانة الآحاد في عام 2027.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد عامل يمر أمام بوابة أحد مشروعات شركة «تشاينا فانكي» المتعثرة في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

«تشاينا فانكي» تنجو مؤقتاً من «مقصلة التخلف»

نجت شركة «تشاينا فانكي» الصينية بصعوبة من التخلف عن السداد، يوم الاثنين، بعد أن وافق حاملو السندات المحليون على خطة لتمديد فترة السماح.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي»: البنك مرتاح لتوقعات التضخم في منطقة اليورو

أعرب مسؤول السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي، بيتر كازيمير، يوم الاثنين، عن ارتياح البنك للتوقعات المتعلقة بالتضخم في منطقة اليورو.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد رجل يمر في طريق قرب محطة كاشيوازاكي - كاريوا الكهربائية النووية شمال غربي العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

اليابان تتأهب لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية بالعالم

اتخذت اليابان الخطوة الأخيرة للسماح لأكبر محطة طاقة نووية في العالم باستئناف عملياتها من خلال تصويت إقليمي يوم الاثنين

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رجل يمر أمام شاشة تعرض سعر الين الياباني مقابل الدولار الأميركي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)

الين الياباني يترنّح قرب أدنى مستوياته رغم تحذيرات التدخل

دخل الين الياباني أسبوعاً جديداً وهو يراوح قرب مستويات تاريخية متدنية مقابل العملات الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الأردن ينفي طرح دور للهاشميين في عراق ما بعد صدام

توني بلير مستقبلاً الملك عبد الله الثاني في لندن قبل لقائهما المذكور في الوثيقة في 25 فبراير 2003 (أ.ف.ب)
توني بلير مستقبلاً الملك عبد الله الثاني في لندن قبل لقائهما المذكور في الوثيقة في 25 فبراير 2003 (أ.ف.ب)
TT

الأردن ينفي طرح دور للهاشميين في عراق ما بعد صدام

توني بلير مستقبلاً الملك عبد الله الثاني في لندن قبل لقائهما المذكور في الوثيقة في 25 فبراير 2003 (أ.ف.ب)
توني بلير مستقبلاً الملك عبد الله الثاني في لندن قبل لقائهما المذكور في الوثيقة في 25 فبراير 2003 (أ.ف.ب)

أكد مسؤول أردني أن الاجتماع بين الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في لندن، قبل غزو العراق عام 2003، لم يشهد اقتراح أي دور للهاشميين في ترتيبات عراق ما بعد صدام حسين.

وجاء حديث المسؤول إلى «الشرق الأوسط» رداً على تقارير زعمت نقلاً عن «وثائق بريطانية مسربة عن اللقاء» أن العاهل الأردني طرح هذه الفكرة على بلير. وشدد المسؤول الأردني على أن هذه التقارير «تضمنت اجتزاءات وادعاءات مغلوطة نُسبت إلى العاهل الأردني، بناء على قراءة خاطئة للوثائق».

واطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة المحضر الأردني للاجتماع الذي جرى في 25 فبراير (شباط) 2003، وتضمنت محضر الاجتماع الذي أعده أيضاً السكرتير الخاص لرئيس الوزراء البريطاني بعد الاجتماع بيوم، ولم يكن فيهما ما يفيد باقتراح العاهل الأردني دوراً للهاشميين في العراق.

وأوضح المسؤول الأردني لـ«الشرق الأوسط» أن الملك عبدالله الثاني كرر خلال الاجتماع الذي عقد قبل الغزو بثلاثة أسابيع، «رفض أي تدخل أردني بشؤون دول الجوار، وأبدى ارتياحه آنذاك من استبعاد فكرة الدور الهاشمي في العراق نظراً لتداعيات ذلك على الأمن الوطني والمخاطر المترتبة على مثل تلك السيناريوهات التي من شأنها الإضرار بمصلحة الاستقرار الأردني».

وبالعودة لما تضمنه المحضر، سجل تحذير عبد الله الثاني من أن «الحرس الثوري الإيراني ينقل أشخاصاً إلى العراق لاستغلال حالة انعدام الأمن»، كما حذر مدير المخابرات الأردني وقتها المشير سعد خير الذي حضر اللقاء من أن «إيران تعتزم تشكيل حزب الله العراقي لمحاربة القوى الأجنبية».

دعوة صدام للخروج إلى منفى

كشف المحضر الذي تحتفظ «الشرق الأوسط» بنسخة منه أن الملك الأردني تحدث عن اقتراح قبول صدام حسين الخروج إلى المنفى، مشيراً إلى أنه «على المملكة المتحدة والولايات المتحدة تقديم هذا الاقتراح، للتأكيد على دعم فرصة للسلام». وذكر المحضر أن الأردن دعم فكرة أن المبادرة الأميركية-البريطانية المشتركة ستكون «سبباً في فقدان صدام للدعم إذا اتضح أنه مصمم على جر الجميع معه إلى الهلاك».

صدام خلال اجتماع بأركان نظامه (غيتي)

وجاء في المحضر أن الملك عبد الله الثاني، ومنعاً للالتباس، أوضح حينها أن المبادرة الأميركية-البريطانية ستكون «بمثابة خطة بديلة، ومفيدة في حالة عدم صدور قرار ثانٍ عن مجلس الأمن». وجاء في المحضر أن رئيس الوزراء البريطاني رحب بالفكرة، وهو كان قد عمل على إبقاء الملف في الأمم المتحدة، وأنه متفائل بصدور قرار ثانٍ، مشدداً بالقول: «لن نترك الولايات المتحدة وحدها».

لكن توني بلير أكد للملك عبد الله الثاني أنه أخبر الرئيس الأميركي جورج بوش الابن بضرورة «إحراز تقدم في خطة السلام للشرق الأوسط، وتوضيح الجهد المبذول لتجنب الحرب»، خصوصاً «إذا نزع صدام حسين سلاحه، أو ذهب إلى المنفى، فإن الوضع سيتغير، لكن هذا غير مرجح».

وبحسب المحضر، أكد الملك الأردني «صعوبة مغادرة صدام حسين العراق»، وأنه وأمام الإصرار على استخدام القوة العسكرية ضد العراق فـ«على الجميع العمل على التفاصيل مسبقاً، بما في ذلك الأسماء، وأي عقبات محتملة».

وعن مدى انسجام فكرة الدعوة لخروج صدام حسين إلى المنفى عبر مبادرة عربية خلال القمة العربية التي عُقدت في شرم الشيخ المصرية في مارس (آذار) 2003، قال الملك في الاجتماع إن «ذلك غير موثوق، وسيعتقد الشارع العربي أن المخطط مستوحى من الولايات المتحدة على كل الأحوال». وشدد على أن هذا الطرح قد يدفع بـ«صدام حسين لاتهام الحكومات العربية بالخيانة».

استفسارات بريطانية عن الشارع العربي

وذكر المحضر أن رئيس الوزراء البريطاني استفسر من الملك عن مواقف الشعوب العربية. وقال الملك الأردني إن «الشعوب تريد إنهاء الوضع الحالي، والاعتصامات التي شارك فيها نحو ألفي شخص في عمان لم تكن لدعم صدام حسين، بل للتعبير عن قلقهم بخصوص أجندة الولايات المتحدة، والقضية الفلسطينية».

جانب من مظاهرة ضد خطط غزو العراق في عمّان فبراير 2003 (أ.ف.ب)

وفيما رحب الملك الأردني بالدور القيادي لرئيس الوزراء البريطاني في عملية السلام في الشرق الأوسط، جدد بلير التأكيد على أن «حل هذه القضية أمر ضروري، وأنه سيفعل كل ما بوسعه». وأضاف أنه قال للرئيس بوش إنه سيستمر بالضغط لتحقيق ذلك، «ويبدو أن بوش حازم بشأن تحقيق تطور بهذا الشأن».

واتفق الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني على أن هناك ثلاثة عوامل رئيسة للسير للأمام: الإصلاح الفلسطيني، البنية التحتية الأمنية المدعومة من المجتمع الدولي، وعملية للسلام، وجميع هذه العوامل قابلة للتنفيذ. على أن العاهل الأردني لفت إلى «صعوبة تحقيق تقدم واضح حتى انتهاء الأزمة في العراق».

تقديرات بريطانية عن موقف الأردن

ورأى المسؤول الأردني الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط» أن ما نسبته التقارير الإعلامية المنشورة أخيراً عن اللقاء، تضمنت «اجتزاءات، وادعاءات مغلوطة بناء على قراءة خاطئة لوثائق بريطانية أرشيفية عن لقاء سابق للملك مع رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير».

وأكد أن «الوثيقة التي تم التركيز عليها من قبل بعض الجهات الإعلامية ليست محضر اجتماع لما تمت مناقشته، بل هي عبارة عن ملف استباقي أعده السكرتير الخاص لرئيس الوزراء البريطاني للتحضير للقاء الملك وبلير في نهاية فبراير (شباط) 2003، وتناولت ما يُتوقع أن يتحدث عنه الملك خلال الاجتماع، خاصة فيما يتعلق بالحرب على العراق».

وأوضح أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني «وضع تصورات لنقاط البحث المتعلقة بالاجتماع الذي تم اجتزاء مقتطفات من مضامينه من الوثائق البريطانية المسربة، وأن الملك عبد الله الثاني قد يود بحث مقترح أن تعرض المملكة المتحدة والولايات المتحدة على الرئيس العراقي صدام حسين خيار النفي إلى خارج العراق بهدف تفادي الحرب، وكسب الرأي العام الدولي».

وأضاف أن مكتب رئيس الحكومة البريطاني «قدر في هذه الورقة التحضيرية احتمال تطرق الملك لفكرة دور هاشمي في العراق بعد صدام حسين، بناء على توقعاته ورأيه التحليلي، من دون الاستناد إلى أي مصادر رسمية، أو اقتباسات حقيقية على لسان الملك عبد الله الثاني».

جندي أميركي يغطّي وجه تمثال صدام حسين بالعلم الأميركي في ساحة الفردوس ببغداد في 5 أبريل 2003 (أ.ف.ب)

ونقل ترجمة للمحضر البريطاني الاستباقي للقاء جاء فيها أنه «من الممكن أن يتحدث الملك الأردني عن دور الهاشميين في العراق في مرحلة ما بعد صدام، وفي حال ذكر ذلك فإن الموقف البريطاني يتمسك بعدم التعامل مع مثل تلك الطروحات، لأن القرار يعود للعراقيين باختيار قيادتهم».

وأكد المسؤول الأردني أن محور المناقشات كان «أهمية إعطاء الأولوية للحل الدبلوماسي، والسياسي، لتجنيب العراق، والمنطقة ويلات الحرب التي ما زالت تؤثر على الاستقرار الإقليمي إلى اليوم، إضافة إلى ضرورة حماية المدنيين، واحترام القانون الدولي».

جدل الحرب في الأردن

في أغسطس (آب) 2002، التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأميركي جورج بوش، في ذلك اللقاء تأكد عبد الله الثاني أن الإدارة الأميركية ذاهبة لخيار الحرب على العراق، وسط تحذيرات أردنية بأن «الحرب ستفتح أبواب جهنم».

عبد الله الثاني خلال اللقاء مع جورج بوش الابن في البيت الأبيض أغسطس 2002 (أ.ف.ب)

وكانت «الشرق الأوسط» أجرت في الذكرى العشرين لغزو العراق مقابلة مع رئيس الوزراء الأردني الأسبق علي أبو الراغب (2000-2003)، تناولت جوانب وكواليس من موقف الأردن في الفترة التي سبقت غزو العراق، لخص فيها المخاوف الأردنية آنذاك: تسلل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «القاعدة»، واستغلال إيران الغزو لفرض سيطرتها على الموارد العراقية بحجة دعمها للشيعة.

بعد عودة الملك عبد الله الثاني من الولايات المتحدة، جرى التحضير لتشكيل مبادرة محلية حملت عنوان «لجان الأردن أولاً»، وتسبب هذا العنوان في أكتوبر (تشرين الأول) 2002 بجدل واسع في الأردن حول أولوية تمكين الجبهة الداخلية في مواجهة خطر الحرب المحتملة.

وبعد صدور بيان سُمي وقتها بـ«بيان التسعين»، وتصدر موقعيه بعض رؤساء الحكومات السابقين في الأردن، وكان مضمونه يتعلق بالرفض الشعبي لأي وجود أميركي يستهدف ضرب العراق من الأراضي الأردنية، دعا الملك عبد الله الثاني إلى اجتماع لرؤساء الحكومات السابقين الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض للموقف الرسمي. وغادر العاهل الأردني الاجتماع غاضباً، بعد مداخلات حادة من قِبل بعض الرؤساء الحاضرين، رغم نفي أي وجود عسكري أميركي على الأراضي الأردنية يستهدف ضرب العراق.


14 طريقة لخفض سكر الدم دون أدوية

شخص يُجري فحصاً لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة كولومبيا البريطانية)
شخص يُجري فحصاً لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة كولومبيا البريطانية)
TT

14 طريقة لخفض سكر الدم دون أدوية

شخص يُجري فحصاً لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة كولومبيا البريطانية)
شخص يُجري فحصاً لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة كولومبيا البريطانية)

يُعد خفض سكر الدم والحفاظ عليه ضمن المستويات الطبيعية أمراً بالغ الأهمية للصحة العامة، إذ يسهم في تحسين الطاقة والمزاج والقدرة على التركيز، ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة خطيرة مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وتلف الكلى، ومشكلات البصر.

وتشمل الطرق الطبيعية لخفض مستويات السكر في الدم، دون اللجوء إلى الأدوية، إدخال تعديلات بسيطة على نمط الحياة، مثل المشي بعد الوجبات وزيادة استهلاك الألياف، بحسب موقع «هيلث» الطبي.

وفيما يلي 14 طريقة مدعومة بنتائج الأبحاث لتنظيم سكر الدم بشكل طبيعي:

1- تناول الكربوهيدرات في نهاية الوجبة

تشير أبحاث إلى أن تناول الكربوهيدرات بعد الخضراوات يخفف ارتفاع سكر الدم بعد الأكل، ويوصي الباحثون بترتيب تناول الطعام كالتالي: أطعمة غنية بالماء والألياف (مثل الخضراوات)، ثم البروتين، ثم الدهون والزيوت، يليها الكربوهيدرات المعقدة بطيئة الهضم، وأخيراً السكريات أو الكربوهيدرات البسيطة.

2- زيادة الألياف القابلة للذوبان

تساعد هذه الألياف على إبطاء الهضم وتقليل الارتفاع المفاجئ للسكر، وتوجد في التفاح، والأفوكادو، والفاصوليا، والبذور.

3-اختيار الحبوب الكاملة بدلاً من المكررة

يسهم تناول الحبوب الكاملة في تحسين مستويات الغلوكوز وتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وتشمل أبرز أصناف الحبوب الكاملة: الشعير، والأرز البني، والحنطة السوداء، والشوفان، والكينوا.

4-المشي بعد الوجبات

يساعد المشي بعد الأكل الجسم على استخدام السكر بوصفه مصدراً للطاقة، مما يؤدي إلى خفض مستوياته في الدم، وحتى الوقوف قد يكون مفيداً.

5-ممارسة تمارين المقاومة

أظهرت دراسات أن تمارين القوة قبل أو بعد الوجبات تقلل من ارتفاع سكر الدم، خصوصاً لدى المصابين بمقدمات السكري.

6-الإكثار من البقوليات

تتميز البقوليات (الفاصوليا، والعدس، والبازلاء، والحمص) بمزيج فريد من البروتين والكربوهيدرات الغنية بالألياف، ما يساعد على تحسين ضبط السكر على المديين القصير والطويل.

7-تناول إفطار غني بالبروتين

يساعد الإفطار الغني بالبروتين على تقليل الارتفاعات المفاجئة في سكر الدم خلال اليوم مقارنة بالإفطار منخفض البروتين.

8-الإكثار من الأفوكادو

يحتوي الأفوكادو على دهون صحية وفيتامينات ومعادن ومضادات أكسدة وألياف. وقد ثبت أن إدخاله ضمن الوجبات يساعد على تنظيم سكر الدم.

9-الإكثار من الأطعمة المخمرة

تشمل الأطعمة المخمرة الكفير، والكومبوتشا، والملفوف المخمر، والتمبيه، والناتو، والميسو، والكيمتشي، وخبز العجين المخمر.

10-تقليل السكريات المضافة

السكريات المضافة تُمتص بسرعة، وتسبب ارتفاعاً حاداً في سكر الدم. ويوصي خبراء القلب بألا يتجاوز الاستهلاك اليومي 25 غراماً للنساء و36 غراماً للرجال، للحد من مخاطر السكري وأمراض القلب والخرف والسمنة.

11-تناول خل التفاح

قد يساعد خل التفاح عند تناوله يومياً على تحسين التحكم في سكر الدم والدهون لدى المصابين بالسكري.

12-الحصول على ما يكفي من فيتامين «د»

نقص فيتامين «د» قد يؤثر سلباً في تنظيم السكر. وأظهرت مراجعة علمية أن مكملات فيتامين «د» حسّنت ضبط السكر، وخفّضت مستويات السكر التراكمي لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني.

13-تجربة الصيام المتقطع

أظهرت دراسات أن الصيام المتقطع يحسّن النتائج الصحية لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع سكر الدم والكولسترول.

14-الحفاظ على الترطيب

يرتبط شرب كميات كافية من الماء بانخفاض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وتحسين المؤشرات الصحية العامة. كما أن شرب الماء قبل الوجبات قد يساعد على تقليل السعرات الحرارية وخفض الوزن ومحيط الخصر، ومستويات الدهون الضارة.


السودان: نزوح من كادوقلي جراء تصاعد العمليات العسكرية

جنود تابعون للجيش السوداني في شوارع مدينة القضارف شرق السودان في 14 أغسطس 2025 احتفالاً بالذكرى الحادية والسبعين لتأسيس الجيش (أ.ف.ب)
جنود تابعون للجيش السوداني في شوارع مدينة القضارف شرق السودان في 14 أغسطس 2025 احتفالاً بالذكرى الحادية والسبعين لتأسيس الجيش (أ.ف.ب)
TT

السودان: نزوح من كادوقلي جراء تصاعد العمليات العسكرية

جنود تابعون للجيش السوداني في شوارع مدينة القضارف شرق السودان في 14 أغسطس 2025 احتفالاً بالذكرى الحادية والسبعين لتأسيس الجيش (أ.ف.ب)
جنود تابعون للجيش السوداني في شوارع مدينة القضارف شرق السودان في 14 أغسطس 2025 احتفالاً بالذكرى الحادية والسبعين لتأسيس الجيش (أ.ف.ب)

نزحت عشرات العائلات السودانية من مدن كادوقلي والدلنج في ولاية جنوب كردفان، مع استمرار تمدد «قوات الدعم السريع» وحلفيتها «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في البلدات المجاورة للمدينة التي انسحب منها الجيش السوداني.

وشهدت جبهات القتال في إقليم كردفان الكبرى هدوءاً نسبياً، الأسبوع الماضي، ما عدا عمليات قصف مدفعي وهجمات للطيران المسّير التابع لـ«الدعم السريع» على مواقع داخل كادوقلي.

وأفاد سكان في المدينة بأن تصاعد المواجهات العسكرية في عاصمة الولاية كادوقلي أدى إلى فرار أعداد كبيرة من المدنيين إلى المناطق الآمنة في الأيام القليلة الماضية. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن تدهور الأوضاع الإنسانية زاد من وتيرة موجات النزوح بصورة لافتة، جراء توقف تدفق الإمدادات الغذائية والصحية، بسبب الحصار المفروض على المدينة. وتابعت المصادر أن المنظمات الإنسانية في كادوقلي شرعت فعلياً في إجلاء طواقهما العاملة هناك بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، عقب استهداف مقر بعثة الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أسفر عن مقتل وجرح العشرات من قوات حفظ السلام (يونيسفا).

لقطة من فيديو نشرته «قوات الدعم السريع» في 23 أبريل 2023 أثناء عبورهم أحد شوارع منطقة شرق النيل في الخرطوم الكبرى (أ.ف.ب)

وتجدد القتال بضراوة في مناطق واسعة من ولاية جنوب كردفان خلال الأشهر الماضية بعد انضمام «الحركة الشعبية» بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، إلى جانب «قوات الدعم السريع»، وفصائل عسكرية أخرى في «تحالف السودان التأسيسي» (تأسيس).

ومطلع الأسبوع الحالي سيطرت «قوات تأسيس» على بلدة برنو، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً من مدينة كادوقلي، وبدأت تتوغل في المناطق الجبلية المحيطة بها.

من جهة ثانية، أفادت مصادر عسكرية بأن الجيش السوداني شن هجمات بالطائرات المسيّرة الانتحارية والقتالية، على مواقع عدة لتمركزات «قوات الدعم السريع» حول مدينتي كادوقلي والدلنج، في محاولة لإيقاف تقدمها في الولاية.

وكانت منصات «الدعم السريع» قد تحدثت في الأيام الماضية عن تحشيد كبير لقواتها في مناطق بالقرب من كادوقلي بهدف تكثيف الضغط على الجيش والقوات المتحالِفة معه، وتعزيز مواقعها للارتكاز في مناطق استراتيجية بهدف تمهيد الطريق لمهاجمة المدينة.

وأدى الحصار الخانق على حاضرة جنوب كردفان إلى خلق أزمة إنسانية كبيرة جراء النُّدرة الكبيرة في السلع الغذائية والدوائية.

ويستمر، منذ أشهر، خروج الرجال والنساء والأطفال من المدينة المحاصَرة، إلى مناطق تقع بالقرب من معقل سيطرة قوات «الحركة الشعبية» في مدينة كاودا في منطقة جبال النوبة.

وتسيطر «قوات تأسيس» فعلياً على كل المناطق حول مدن جنوب كردفان، وفي الوقت نفسه تفرض رقابة مشددة على حركة التجارة، وتقطع طرق وخطوط الإمداد للجيش السوداني والفصائل المسلحة المتحالفة معه، المحاصرة داخل كادوقلي.

وفي وقت سابق سيطرت «الحركة الشعبية» على مناطق الكرقل والدشول، الواقعة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى الدلنج، ثاني أكبر مدن الولاية، التي تعاني من أوضاع مماثلة لما تشهده عاصمة الولاية. ويتهم تحالف «تأسيس» الجيش السوداني والقوات المتحالفة، بعدم السماح للمدنيين بالمغادرة واستخدامهم دروعاً بشرية، على غرار ما حدث في الفاشر.

وحسب المصادر ذاتها، إن «قوات تأسيس» تُرابط على امتداد الطرق لتأمين خروج المدنيين المرضى وكبار السن من كادوقلي الفاشر إلى كل الجهات الآمنة نسبياً، مقارنة بالأوضاع في المدينة.

وذكرت وكالات الإغاثة العاملة في المنطقة أن مئات الأسر الفارّة بسبب القصف المدفعي والمسّيرات في كادوقلي تتجه إلى المناطق الآمنة حولها، لكنها بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة.