انطلقت، الخميس، فعاليات «مهرجان الممالك القديمة 2025» في محافظة العلا (شمال غربي السعودية) بحفل استضافه موقع «الحِجر» التاريخي، أحد أهم المواقع الأثرية المدرجة على قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي، حيث شهد عرضاً غنياً بالتاريخ والثقافة والقصص المحلية.
وشارك رواة العُلا الحضور حكايات عن تاريخ المدينة ودورها المحوري على طريق البخور، استناداً لخبرات اكتسبوها من معارف متوارثة وارتباط وثيق بالأرض، وتفاعلهم المستمر مع علماء الآثار، ما يجعل حضورهم جزءاً أساسياً من أصالة التجربة، ويعكس التزام المحافظة بتقديم تاريخها من منظور تُسهم فيه المجتمعات المحلية.
وشارك الزوار في تجربة إشعال البخور الرمزية بحضور شخصيات نبطية، مستوحاة من تجربة «مساء الحِجر» الفائزة بعدة جوائز، التي تستحضر عادات قديمة ازدهرت على طريق البخور، معلنة بداية فعاليات المهرجان لهذا العام وسط أجواء تراثية فريدة.

وفي فقرة لاحقة، استمتع الحضور بعرض «قصص من السماء»، وهو عرض لطائرات الدرون التي أضاءت سماء الحِجر لتروي عبر تشكيلات ضوئية تاريخ المنطقة وحضاراتها المتعاقبة، وتبرز مكانتها في مشهد التراث العالمي.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الرحمن السحيماني نائب الرئيس للثقافة في الهيئة الملكية للمحافظة، أن العُلا تُعد اليوم واحدة من أبرز المناطق الأثرية عالمياً، وأهميتها التاريخية باتت أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، لافتاً إلى أن المهرجان يُسلّط الضوء على الإرث الثقافي العريق لشمال غربي الجزيرة العربية.

وأضاف السحيماني أن التراث بالنسبة للعُلا ليس مجرد إرث يُحفظ، بل هو جوهر تُسهم الفعاليات في إحيائه واستعراضه أمام العالم، مبيناً أن فعاليات مثل «شتاء طنطورة، والممالك القديمة» تُعزز مشاركة المجتمع المحلي، وتُسهم في تمكين المواهب وتوفير فرص جديدة للأهالي، مؤكداً اعتزاز الهيئة برؤية الخبرات المحلية في صميم هذا العمل.
ويستند «مهرجان الممالك القديمة»، الذي يستمر حتى 6 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، هذا العام إلى موضوع «رحلات عبر الزمن»، داعياً الزوار لاكتشاف تاريخ العُلا العميق، وحضاراتها المتعاقبة، وتقاليدها الأصيلة.

ويُقدِّم المهرجان مجموعة تجارب غامرة تستحضر أكثر من 7 آلاف عام من التاريخ البشري، من بينها تجربة طريق البخور، وعرض «قصص من السماء»، ومسار المشي بين المعالم الجيولوجية في الحِجر، وجولة مخصصة للأطفال، وفعاليتَا «أسرار النقوش القديمة» في جبل عِكمة، و«بيت الهروب» بالبلدة القديمة.
كما يشهد عودة تجربة «مساء الحِجر» ابتداءً من 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى جانب مجموعة تجارب ثقافية وتراثية تمنح زوار العُلا تجربة لا تُنسى عبر محطات تاريخية ومعرفية متكاملة.







