طوّر باحثون في جامعة «كامبيناس» الحكومية في البرازيل، طريقة مبتكرة لإنتاج عسل طبيعي بنكهة الشوكولاته، عبر دمج عسل النحل المحلي مع قشور حبوب الكاكاو باستخدام تقنية متطورة.
وأوضح الباحثون أن هذه التقنية تتيح نقل المركبات الحيوية الموجودة في القشور، مثل الكافيين والمركبات الفينولية، إلى العسل، مما يمنحه نكهة الشوكولاته إلى جانب قيمة غذائية مضافة، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية (ACS Sustainable Chemistry & Engineering).
وتُعد قشور الكاكاو عادةً نفايات صناعية منخفضة القيمة، إذ تُزال في أثناء تصنيع الشوكولاته وتُترك دون استغلال، رغم احتوائها على مركبات طبيعية مفيدة. وعلى مدى سنوات، ظلت هذه القشور تُستخدم في أفضل الأحوال سماداً أو علفاً منخفض الجودة، مما جعلها مورداً مهملاً في قطاع يعتمد غالباً على البذور فقط. ومع ازدياد الاهتمام بالاستدامة وإعادة تدوير المخلفات الزراعية، بدأ الباحثون في إعادة النظر في هذه المادة واستكشاف إمكاناتها في إنتاج مكوّنات غذائية ذات قيمة مضافة أو استخدامها في صناعات بديلة.
واعتمد الفريق في دراسته على عسل النحل المحلي عديم اللسع، وهو العسل الناتج عن فصائل نحل أصغر حجماً ولا تمتلك إبرة للدغ، ويعيش في المناطق الاستوائية.
ويتميز هذا العسل بقوام أخف ولزوجة أقل ومحتوى مائي أعلى مقارنةً بعسل النحل التقليدي، إضافةً إلى نكهات أكثر حموضة وتنوعاً، حسب مصادر الزهور المحلية، مما يجعله مذيباً طبيعياً مناسباً لاستخلاص المركبات من القشور.
وتبدأ عملية التحضير بخلط العسل مع القشور داخل وعاء مخصص، ثم تُغمر أداة معدنية تشبه القلم داخل الخليط، لتطلق موجات عالية التردد تُحدث فقاعات دقيقة تنفجر داخل المزيج. وهذه الفقاعات تولّد حرارة موضعية تكسر جدران الخلايا في القشور، مما يسمح بنقل مركباتها الحيوية إلى العسل. بعد انتهاء العملية، يُصفّى الخليط للحصول على عسل غني بمركبات الكاكاو وبنكهة شوكولاته طبيعية.
ويُقدم هذا العسل الهجين مجموعة من الفوائد الصحية، إذ يحتوي على الثيوبرومين والكافيين المعروفين بدورهما في دعم صحة القلب وتعزيز النشاط الذهني واليقظة. كما أسهم دمج قشور الكاكاو في زيادة محتوى العسل من المركبات الفينولية ذات الخصائص المضادة للأكسدة والالتهاب، مما يجعله غذاءً وظيفياً يسهم في مكافحة الجذور الحرة ودعم المناعة، حسب الفريق.
وأشار الباحثون إلى أن التقنية تمثل فرصة لمنتجي الكاكاو وعسل النحل المحلي لإضافة منتج عالي القيمة إلى محفظتهم التجارية، بما في ذلك الأسواق الفاخرة.
وحسب الفريق، تختلف نكهة العسل حسب نسبة القشور إلى العسل، وقد تصل إلى مذاق شوكولاته قوي، فيما تستمر الدراسات في تقييم الطعم والخصائص الحسية الأخرى.
ويعمل الباحثون حالياً على دراسة تأثير الموجات فوق الصوتية في القضاء على الكائنات الدقيقة داخل العسل، وهو ما قد يقلل الحاجة إلى التبريد أو البسترة، ويرفع من ثبات المنتج ومدة صلاحيته.





