بعد صمت طويل، وقبل 3 أشهر من بدء عرضه، كشف نجوم المسلسل السعودي «شارع الأعشى» الستار عن أول ملامح موسمه الثاني، وهو أحد الأعمال المحلية التي حققت نجاحاً جماهيرياً غير مسبوق خلال شهر رمضان الماضي، في نص مأخوذ عن رواية الدكتورة بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى»، ويقدم التحولات الاجتماعية التي عاشتها العاصمة السعودية الرياض في الماضي، بما في ذلك علاقات الجيران، والحب بين الجنسين، وتحديات العائلة، والتحولات الفكرية آنذاك.

ونشرت الممثلة إلهام علي أولى صور الكواليس بطريقة هادئة، لكنها لاقت صدى واسعاً بين الجمهور. وتقدم إلهام في المسلسل شخصية «وضحى»؛ المرأة البدوية التي تواجه تحديات كبيرة للاندماج مع سكان «شارع الأعشى»، في حين يمر أبناؤها بصراعات وعلاقات متشابكة مع أهل الحارة، مما يجعل الجمهور مترقباً لما ستؤول إليه أحوال أبناء وبنات «وضحى».
كما لمّح الممثل خالد صقر قبل أيام عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى أن الموسم الثاني سيكون مليئاً بالمفاجآت. ويجسّد صقر شخصية «أبو إبراهيم»؛ ربّ العائلة التي تدور حولها معظم صراعات «شارع الأعشى»، وهو المسلسل الذي تصدّر نسب المشاهدة في السعودية ودول الخليج طوال شهر رمضان الماضي.
نجاح الموسم الأول
تميّز الموسم الأول بحضور نسائي لافت؛ إذ لم تكن شخصيات مثل «عزيزة» و«عواطف» و«وضحى» و«عطوة» و«الجازي»، مجرد عناصر مكملة، بل كانت محركة للصراع وصدى لصوت المرأة السعودية في لحظة تاريخية شديدة التعقيد. وقد نجح العمل في تقديم هذه الشخصيات دون مبالغة، فالتقط الجمهور هذا الطرح وتفاعل معه، وأعاد إنتاج مشاهد منه على منصات التواصل حتى بعد انتهاء شهر رمضان.

وقد حصد المسلسل جوائز عدّة، أبرزها جوائز «مهرجان الدانة للدراما الخليجية» في مملكة البحرين: أفضل نص درامي للكاتبتين بدرية البشر وأوزليم بوسيل، وأفضل إخراج للمخرجة جول ساريالتن، وأفضل ممثل (خالد صقر)، وأفضل ممثلة (إلهام علي). كما تُوّج «شارع الأعشى» أيضاً بصفته أفضل مسلسل اجتماعي، إضافة إلى جائزتين بتصويت الجمهور، هما أفضل مسلسل وأفضل ممثلة (لمى عبد الوهاب)، إلى جانب جائزة «أفضل وجه صاعد» للممثلة آلاء سالم.
وجوه جديدة
ورغم التكتم الرسمي من قِبل «MBC»، فإن الوسط الفني بدأ يتداول أسماء جديدة انضمت إلى تصوير الموسم الثاني، من بينها الممثل السعودي ناصر الدوسري، وهو اسم قادر على تغيير ديناميكية الشخصيات، خصوصاً أنه أحد الوجوه التي أثبتت حضوراً قوياً في الدراما الخليجية مؤخراً. مع فتح إمكانية إدخال خطوط صراع جديدة تمنح العمل طاقة إضافية.

ويبدو أن الموسم الثاني سيواصل الاعتماد على عناصره الجوهرية التي صنعت نجاحه؛ من أجواء السبعينات، وبيئة الرياض القديمة، والعلاقات المتشابكة بين سكان الحارة. ومن المتوقع، وفق طبيعة الموسم الأول، أن يمنح الجزء الجديد مساحة أوسع للشخصيات الجانبية التي كانت تتحرك في الخلف، وأن يذهب أبعد في تقديم مفاتيح اجتماعية واقتصادية جديدة لتلك الفترة، مستفيداً من نجاحه السابق في رسم عالم يمكن العودة إليه من دون أن يفقد واقعيته.
ومع اقتراب العد التنازلي لرمضان، بعد نحو ثلاثة أشهر من الآن، يدخل المسلسل أكثر مراحله حساسية: مرحلة السباق بين الوقت والتوقعات. ومع كل ما حققه سابقاً، يبدو أن الرهان على الموسم الثاني ليس مجرد امتداد لنجاح سابق، بل اختبار لقدرة الدراما السعودية نفسها على تكرار النجاح وتطويره.

