أعلن «مجلس سلامة النقل الوطني الأميركي» أنّ الانفجار الداخلي المأسوي الذي أودى بحياة 5 أشخاص في غواصة كانت في طريقها إلى موقع حطام السفينة «تايتانيك» عام 2023، كان نتيجة خللٍ هندسي فادح.
ووفق «الغارديان»، أوضح التقرير النهائي أن شركة «أوشن غيت»، المالكة للغواصة التجريبية «تيتان»، لم تُجرِ الاختبارات اللازمة قبل الرحلة، ولم تكن تدرك حدود قدرة الغواصة على التحمُّل. وكانت الشركة، التي تتّخذ من ولاية واشنطن مقراً لها، قد علَّقت نشاطها بعد الحادث الكارثي.
وأودى الانفجار بحياة كلٍّ من الرئيس التنفيذي للشركة ستوكتون راش، والمُستكشف الفرنسي الشهير بول هنري نارجوليه المُلقَّب بـ«السيد تايتانيك»، ورجل الأعمال البريطاني هاميش هاردينغ، وشاهدزادا داود، وابنه سليمان داود، وهما من عائلة باكستانية بارزة.
وأشار التقرير إلى أنّ التصميم المُعيب أدّى إلى بناء هيكل ضغط مصنوع من ألياف الكربون شابته «تشوّهات عدّة» ولم يلبِّ معايير القوة والمتانة المطلوبة. كما انتقد المجلس الشركة لتجاهلها الإرشادات المُتعارَف عليها في حالات الطوارئ، مؤكداً أنّ الغواصة كان يمكن العثور عليها في وقت أبكر لو التزمت الشركة بالبروتوكولات المُتّبعة، وإن كان الإنقاذ «غير ممكن في هذه الحالة»، وفق التقرير.
ولم يسلم من الانتقاد مناخ العمل داخل الشركة؛ إذ استشهد التقرير بشهادة أحد الفنّيين الذي سبق أن حذّر من تجاوزات مُحتملة للوائح خفر السواحل قبل وقوع الانفجار، لافتاً إلى أنّ الرئيس التنفيذي ردَّ على تلك التحذيرات بقوله إنّ «خفر السواحل إذا أصبح مشكلة، فسأشتري لي نائباً في الكونغرس لحلّها»، وفق ما أورده التقرير.
وتتوافق نتائج هذا التحقيق مع تقرير سابق لخفر السواحل الأميركي صدر في أغسطس (آب) الماضي، وصف الحادث بأنه كان يمكن تفاديه، وخلُص إلى أنّ إجراءات السلامة في الشركة كانت «معيبة على نحو خطير»، وأنّ هناك «فجوات صارخة» بين القواعد النظرية والممارسات الفعلية.
وأوصى المجلس بضرورة تحديث اللوائح المُنظِّمة للغواصات الصغيرة المُخصَّصة لنقل الركّاب، مشيراً إلى أنّ القوانين الحالية سمحت لشركة «أوشن غيت» بتشغيل الغواصة بطريقة غير آمنة. كما دعا إلى تشكيل لجنة خبراء لدراسة هذا النوع من المركبات ووضع معايير سلامة محدَّثة، وتعميم نتائج الدراسة على قطاع الاستكشاف البحري الخاص الذي يشهد نموّاً متسارعاً.
وكانت الغواصة قد بدأت رحلاتها إلى موقع حطام «تايتانيك» عام 2021، قبل أن تنفجر في رحلتها الأخيرة يوم 18 يونيو (حزيران) 2023، بعد نحو ساعتين من انطلاقها، لتفقد الاتصال بالسفينة الأم. وقد تصدَّر البحث عنها عناوين الصحف العالمية لأيام، قبل أن يتّضح أنّ الناجين معدومون، لتبدأ بعدها تحقيقات مطوّلة لمعرفة حقيقة ما جرى.
يُذكر أنّ منصة «نتفليكس» تناولت الحادث في فيلم وثائقي صدر مطلع العام الحالي.

