7 أفلام تُرمّم الذاكرة... إسبانيا تُواجه ماضيها في بيروت

«متروبوليس» تُعيد وَصْل المُخيّلة العالمية بوجع المدينة

أفلام تُعيد الحياة إلى ذاكرة أمّة وجرحها التاريخي (متروبوليس)
أفلام تُعيد الحياة إلى ذاكرة أمّة وجرحها التاريخي (متروبوليس)
TT

7 أفلام تُرمّم الذاكرة... إسبانيا تُواجه ماضيها في بيروت

أفلام تُعيد الحياة إلى ذاكرة أمّة وجرحها التاريخي (متروبوليس)
أفلام تُعيد الحياة إلى ذاكرة أمّة وجرحها التاريخي (متروبوليس)

في كلّ مرّة تفتح فيها «متروبوليس» أبوابها لعرض سلسلة من الأفلام الكلاسيكية، يبدو الأمر أشبه بعودة إلى أرشيف العالم، وتلك اللحظات التي صُنعت فيها السينما بقلق وفكر وشجاعة. هذه المرّة، تعود بيروت إلى إسبانيا عبر 7 أفلام مُرمَّمة تُشكّل خريطة لذاكرة وطنية كُتبت بالصورة، بين القمع والحرّية والطاعة والتمرُّد.

منذ بدايات القرن العشرين، كانت السينما الإسبانية ساحة مواجهة لا تقلّ عن ميادين السياسة. تحت ظلّ حُكم فرانكو، ووسط رقابة خانقة، استطاع مخرجون كبار تحويل المشهد إلى مساحة نقد ومُساءلة. أرادوا أفلامهم وثائق ضمير لأمّة حاولت من داخل الإسكات استعادة صوتها.

من لويس بونويل إلى كارلوس ساورا، ومن لويس غارسيا بيرلانغا إلى خوان أنطونيو بارديم، مروراً بخوان أنطونيو نييبس كوندي ومونتشو أرمينداريز، تتنوَّع هذه الأفلام بين السوريالية الحارقة، والواقعية النقدية، والدراما الاجتماعية، والدفء الإنساني، لتُشكّل فسيفساء مُتكاملة عن التاريخ الإسباني الحديث، حيث الجرح والذاكرة والعنف والبحث عن معنى الحرية.

يُفتتح البرنامج في 16 أكتوبر (تشرين الأول) بفيلم «كارمن» (1983) للمخرج كارلوس ساورا، الذي نقل الرقص إلى مرتبة اللغة السياسية. عبر لوحات الفلامنكو المُشبَّعة بالعاطفة، يصوغ ساورا تأمُّلاً في الجمال والغيرة والسلطة، واضعاً الفنّ في مواجهة القهر. في هذه المقاربة الدرامية المتوهّجة من أوبرا «كارمن»، تذوب الحدود بين الواقع والخيال، ويغدو الجسد مساحة تَحرّر تُعبّر عمّا تعجز السياسة عن قوله. إنه أحد أكثر الأفلام الإسبانية تأثيراً في تعريف العلاقة بين الفنّ والهوية.

عروض تكشف عن قوة الصورة في مواجهة القمع والنسيان (متروبوليس)

وفي اليوم التالي، 17 منه، يُعرض فيلم «أخاديد» (1951) للمخرج خوان أنطونيو نييبس كوندي، وهو من أوائل المحاولات الواقعية التي واجهت النظام من داخله. يُصوّر العمل هجرة الفلاحين إلى المدينة بحثاً عن «المعجزة الاقتصادية» الموعودة، ليكتشفوا وجهاً آخر لإسبانيا: البؤس، والفساد، واللامساواة. رغم انتماء كوندي في شبابه إلى الكتائب الفالانخية، فإنه استخدم تجربته ليكشف عن تناقضات النظام ذاته، مُقدّماً فيلماً إنسانياً جريئاً وصفته الكنيسة يوماً بأنه «خطر على الأخلاق العامة». الواقعية عنده كانت فعلاً أخلاقياً قبل أن تكون أسلوباً فنياً.

التاسعة من الليلة نفسها، يُعرَض فيلم «وفاة راكب دراجة» (1955) لخوان أنطونيو بارديم، أحد أبرز الأصوات اليسارية في تاريخ السينما الإسبانية. تبدأ القصة بحادث دهس عابر، وتتحوّل إلى محاكاة للنفاق الاجتماعي الذي يُغلّف الطبقات الثريّة. كان بارديم شيوعياً في زمن الرقابة، وكتب بفيلمه بياناً ضدّ الامتيازات والجبن الأخلاقي. من خلال إيقاع متوتّر ومونتاج ذكي، رسم صورة لمجتمع يُخفي عوراته خلف واجهة أنيقة، مؤكّداً أنّ العدالة لا يمكن أن تُستعاد إلا بكسر الخوف.

لقطة تختصر روح السينما الإسبانية بين السوريالية والواقعية (متروبوليس)

وفي 18 أكتوبر (7 مساء)، يستعيد الجمهور فيلم «بلاسيدو» (1961) للمخرج لويس غارسيا بيرلانغا، أحد أعمدة الكوميديا السوداء في أوروبا. مسرح الأحداث بلدة صغيرة يُطلب من أثريائها أن «يستضيفوا فقيراً على مائدتهم في عيد الميلاد». ومن هذه الفكرة البسيطة، يُفجّر بيرلانغا هجاءً عميقاً للرياء الطبقي والتديُّن المظهري. بخفّة وسرعة كاميرا، يضحك المتفرّج، ثم يُدرك أنّ الضحك نفسه شهادة على الخوف.

في الليلة نفسها (9 مساء)، يُعرَض «فيريديانا» (1961)، التحفة التي أعادت لويس بونويل إلى إسبانيا بعد منفاه المكسيكي. أراده النظام فيلماً «يُجمّل صورة الوطن»، فجاء عكس ذلك تماماً. قدَّم بونويل عملاً يهزّ أُسس العقيدة الكاثوليكية ويُدين التحالف بين الكنيسة والسلطة. من خلال الراهبة التي تُحاول إنقاذ المتسوّلين فتغرق في عبثهم، بنى المخرج أكثر مَشاهده رمزيةً واستفزازاً، وجعل من «فيريديانا» فيلماً عن استحالة الخلاص في مجتمع يُعيد إنتاج خطاياه كلّ يوم.

وبعد عام، أكمل بونويل تأمّلاته بفيلم «الملاك المبيد» (1962) الذي يُعرض في 19 أكتوبر، حيث تُحتجز مجموعة من الأرستقراطيين داخل قصرهم من دون سبب واضح. تتعرَّى البورجوازية أمام غرائزها، ويكشف بونويل عن تصدُّع الحضارة عندما تُسلب منها القواعد. في هذه العزلة الجماعية، تتحوَّل الوليمة إلى جحيم، وتصبح السوريالية تكثيفاً للواقع أكثر من الخيال.

إسبانيا تُطلّ من جديد عبر أفلام مرمَّمة على شاشة بيروتية (متروبوليس)

من الجيل اللاحق يأتي مونتشو أرمينداريز بفيلمه «تاسيو» (1981)، الذي يُختتم به البرنامج (19 أكتوبر، 9 مساء). يستعيد المخرج من خلاله سيرة عامل ريفيّ يعيش بين الغابات والفقر، لكنه يحتفظ بحرّيته الداخلية مثل مَن يملك العالم. الفيلم، القائم على بحث ميداني طويل، يُقدّم صورة نادرة للفقراء الإسبان بكرامة وذكاء، مُظهراً أنّ التمرّد ليس دائماً ثورياً، فيمكن أن يكون في البقاء نفسه، ورفض الانكسار أمام التهميش.

ضمير جماعي بين الفنّ والسياسة

ليس الانتماء الجغرافي وحده ما يجمع هذه الأفلام، وإنما أيضاً الرغبة المُشتركة في تحويل السينما إلى ذاكرة جماعية. كلّ مخرج في السلسلة كتب فصلاً من التاريخ الإسباني: بونويل عبَّر عن العصيان، وساورا عن الحرّية، وبارديم عن الذنب، وبيرلانغا عن السخرية، وكوندي عن الخيبة، وأرمينداريز عن التواضع الإنساني في وجه العنف. بهذه الأفلام السبعة، تُعيد «متروبوليس» طرح سؤال الفنّ والسياسة، لتؤكد بأنّ الصورة، مهما مرَّ عليها الزمن، قادرة على إعادة فتح الجرح كي لا يُنسى، وتحويله إلى ضوء.

العروض الإسبانية تحوّل الوجع إلى جمال بصري (متروبوليس)

وبسؤال مُنسّقة البرمجة في «متروبوليس» نسرين وهبة عن الدافع لاختيار هذه الأفلام لإعادة عرضها في بيروت، وما إذا كانت الفكرة قد وُلدت من رغبة في استعادة الذاكرة الإسبانية ذاتها أم من شعور بأنّ تجارب القمع والمُساءلة في تلك السينما تشبه ما نعيشه هنا، تقول: «أولاً، أردنا إحياء الشراكة بين جمعية (متروبوليس) والسفارة الإسبانية لدى بيروت، وثانياً التركيز على الأفلام الكلاسيكية المُرمَّمة التي أصبحت مُتاحة بجودة عالية. وأيضاً، لاحظنا حماسة الجمهور وإصراره على مُشاهدتها في صالة سينما حقيقية».

وتُضيف نسرين وهبة أنّ التعمُّق في تاريخ الأفلام المُختارة وظروف إنتاجها يُظهر تقاطعاً لافتاً بين التجربتَيْن الإسبانية واللبنانية، خصوصاً فيما يتعلّق بالعدالة والمساواة والبحث عن الحقيقة. وتوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ الصالات التجارية نادراً ما تُبرمج أفلاماً جمالية ذات قيمة فنّية خالصة، «وهذا ما يجعل من (متروبوليس) مساحة بديلة تُقدّم سينما مختلفة. نحن نسعد برؤية وجوه جديدة تجد لدينا ما تفتقده في الصالات الأخرى. صحيح أنّ الصورة الجميلة والمؤثرات والصوت عوامل مهمّة، لكنّ الأهم هو الغوص في التاريخ والاحتفاء بأفلام أُعيد ترميمها».

وترى نسرين وهبة أنّ مرور العقود على إنتاج هذه الأفلام لم يُفقدها راهنيّتها، وإنما أعاد طرح أسئلتها من منظور جديد: «المتفرّج اليوم يتعامل مع العمل السينمائي بوعي مختلف بفضل التكنولوجيا ووسائل المعرفة، لكنّ الأسئلة الكبرى تبقى هي نفسها؛ تلك المتعلّقة بالحرّية والعدالة والإنسان في مواجهة السلطة. ما يتغيَّر هو الطريقة التي تُطرح بها. هذه الأفلام الإسبانية تُحاور زمننا، وإن وُلدت قبل عقود. عرضها اليوم يبدو كأنه ابن اللحظة».


مقالات ذات صلة

«إن غاب القط»... كوميديا رومانسية تتناول العلاقات «التوكسيك»

يوميات الشرق أبطال الفيلم بين المخرجة والمؤلف في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

«إن غاب القط»... كوميديا رومانسية تتناول العلاقات «التوكسيك»

يجمع الفيلم المصري «إن غاب القط» بين الكوميديا والرومانسية ومشاهد الأكشن في أجواء مثيرة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«المُلحد» على شاشات السينما المصرية أخيراً بعد تجاوز الجدل والمنع

يصل فيلم «المُلحد» إلى شاشات السينما المصرية بعد مسار شائك من الجدل، مسار لم يكن منفصلاً عن طبيعة العمل نفسه، ولا عن القضايا التي يقترب منها بحذر وجرأة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق صورة أرشيفية لباردو تقبّل كلبة ضالة خلال زيارتها لمأوى كلاب في بوخارست

رحيل بريجيت باردو... هرم فرنسا المعتزل

لم تكن تحت العين وقيد السمع، لكن بريجيت باردو، الممثلة التي رحلت عن 91 عاماً، كانت هرماً فرنسياً حاضراً في الأذهان رغم اعتزالها وعزلتها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق المخرج داود عبد السيد (فيسبوك)

البحث عن الحقيقة المتوارية في أفلام داود عبد السيد

عجز المخرج داود عبد السيد منذ 2022 عن تمويل فيلم جديد، وكان «قدرات غير عادية» (2015) آخر أفلامه قبل اعتزاله.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق زمنٌ بكامله انعكس على ملامح امرأة (أ.ب)

بريجيت باردو خرجت من الصورة وبقيت في الزمن

حين تتحوّل المرأة إلى أيقونة، يُسلب منها حقّ التعب وحقّ التناقض وحقّ الشيخوخة. فالأيقونة يجب أن تبقى ثابتة، بينما يتغيَّر الإنسان. وبريجيت باردو تغيَّرت كثيراً.

فاطمة عبد الله (بيروت)

ادخل 2026 بقرارات ذكية وصحية... إليك 10 منها لتحصين النفس والجسد

TT

ادخل 2026 بقرارات ذكية وصحية... إليك 10 منها لتحصين النفس والجسد

2026 سنة العناية الصحية والنفسية (بكساباي)
2026 سنة العناية الصحية والنفسية (بكساباي)

عندما سألت شركة «ستاتيستا» العالمية للإحصاءات عيّنةً من الألمان والأميركيين عن قراراتهم للسنة الجديدة، أجمعَ المستطلَعون على أجوبةٍ تقليدية تتكرّر مع حلول كل عامٍ جديد. في صدارة الوعود التي قطعوها على أنفسهم: توفير مزيد من المال، والالتزام أكثر بممارسة الرياضة، وتناول أطعمة صحية، وخسارة الوزن.

لكن ما هي أذكى الصيحات الصحية التي ستتصدّر الاهتمامات في 2026، وفق أحدث الدراسات العلمية، والطبية؟

اذهب عميقاً في دمِك

ما عاد تحليل الدم السنوي الروتيني كافياً للاطّلاع على الصورة كاملةً. ينصح الأطباء بالذهاب أبعد من مجرّد فحص مستوى الكولسترول، والسكّري، والفيتامين د؛ تشمل تلك الفحوص المتقدّمة معاينة مقاومة الإنسولين، والالتهابات، ومؤشرات الأيض، وحتى استكشاف المخاطر الجينية. وقد تساعد تلك التحاليل المعمّقة في إجراء التغييرات الملائمة على النظام الغذائي، ونمط الحياة بطريقة تقي من الأمراض المزمنة.

فحوص الدم المعمّقة والمتطورة ستزداد رواجاً (رويترز)

أوزمبيك وأخواتها... وبنات عمّها

عقارات «أوزمبيك»، و«ويغوفي»، و«مونجارو» وغيرها ممّا يهجس به كل من يرغبون في إنقاص وزنهم، ستجد مَن ينافسها في القطاع الصحي. إلا أنّ المنافسة لن تتجاوز حدود عائلة الـ«ببتيد» والتي تنتمي إليها أوزمبيك وأخواتها. أصناف متعددة من الببتيد تدخل سوق الدواء بقوة في 2026، في طليعتها تلك الخاصة بتحفيز إفراز هرمون النمو، ومنظّمات الأيض.

في العام الجديد، سيزداد الحديث عن الببتيد التي تدعم نمو العضل، وتقاوم الشيخوخة، وتعزّز المناعة. ووفق توقعات كبرى شركات تصنيع الدواء، فإنّ قيمة سوق الببتيد العالمي سترتفع إلى 260 مليار دولار بحلول 2030، بعد أن قُدّرت بـ224 مليار في 2024.

عضلاتٌ للصحة لا للاستعراض

الصحة السليمة في العضل السليم. هذا آخر ما توصّلت إليه الدراسات الطبية التي أثبتت أن الضمور العضلي ليس سببه التقدّم في السن فحسب، لكنه قد يصيب أي شخص حتى وإن كان في الـ30 من العمر.

يؤثّر انخفاض كتلة العضلات في الجسم سلباً على مقاومة الإنسولين، ويقلّل من المرونة الأيضيّة (التمثيل الغذائي)، ويؤثّر سلباً على الصحة عموماً على المدى الطويل، كارتفاع ضغط الدم، ومعدّلات السكّري. بالتالي فإنّ الحفاظ على كتلة عضليّة وازنة، وخالية من الدهون من خلال الرياضة، وتناول البروتين، ما عاد لأهداف جماليّة استعراضيّة فحسب، بل صحية أولاً.

الحفاظ على العضل لأهداف صحية وليست جماليّة (أ.ف.ب)

اعرف عدوّك: الأطعمة المصنّعة

وفق دراسة صادرة حديثاً عن مجموعة «سبرينغر نايتشر» العلمية، فإنّ الأطعمة المصنّعة تضاعف مخاطر الوفاة بنسبة 15 في المائة. أما «المكتبة الوطنية الأميركية للطب» فقد أشارت إلى أن حميةً مرتكزة إلى الأطعمة المصنّعة تزيد من التدهور الذهني بنسبة 28 في المائة.

يكمن الحلّ في العودة إلى الأطعمة الأقرب إلى شكلها الطبيعي، مثل الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، واللحوم، والأسماك غير المصنّعة. في الموازاة، يجب الابتعاد قدر المستطاع عن كل ما هو مصنّع مثل رقائق الشيبس، والمشروبات الغازية، وحبوب الإفطار المحلّاة، والنودلز سريعة التحضير، وناغتس الدجاج، والهوت دوغ...

حمية مرتكزة على الأطعمة المصنّعة تزيد من مخاطر التدهور الذهني (رويترز)

حافظ على دماغك

فضحت جائحة كورونا هشاشة الدماغ مع تزايد حالات ضعف الذاكرة، والتركيز، والتشتّت الذهني، لا سيّما وسط فئة الشباب. أكثر من أي وقت، تفرض حماية الذهن والدماغ نفسها، وذلك من خلال الحفاظ على حجم الدماغ، وسلامة المادة البيضاء، والحد من الالتهابات العصبية فيه.

يكمن جزء من الوقاية في مكوّنات غذائية معينة، مثل البروبيوتيك في اللبن (الزبادي)، والألياف في الحبوب، إضافةً إلى الثوم، والفاكهة الحمراء. كما تلعب بعض المكمّلات الغذائية دوراً في هذا الإطار، من بينها الأشواغاندا، والروديولا، والجنسنغ.

من المفيد بالتالي أن يضاف إلى لائحة قرارات السنة الجديدة الاستثمار في تطبيقات التدريب المعرفي، والمرتكزة معظمها على ألعاب محفّزة للذاكرة، وفي الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات التي تتابع أداء الدماغ، وتَعافيه.

الحفاظ على صحة الدماغ من أولويات 2026 (بكساباي)

نوم العافية

قد تكون 2026 سنة العودة إلى مقولة الأجداد: «نام بكّير وفيق بكّير، وشوف الصحة كيف تصير». فما عاد من المُخجل الاعتذار عن حضور سهرة لمجرّد الخلود المبكر إلى النوم، ولعلّ الجيل زد هو الأكثر إدراكاً لهذا الواقع المستجدّ بأنّ النوم الجيّد ليس ترفاً، بل أولوية.

ومع دخول الأجهزة الإلكترونية الذكية الخاصة برَصد نوعية النوم، بات من الأسهل التحكّم بالأمر. في 2026، استعدوا لسماع المزيد عن تلك الوسائل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، سواء للحدّ من حالات انقطاع النفس خلال النوم، أو لتقديم تدريب شخصي على النوم الجيد. كما ستسعى الفنادق إلى تزويد النزلاء بوسائل تُعطي الأولوية لنوم هانئ.

2026 سنة الوعي بأهمية النوم باكراً (بكسلز)

شهيق زفير

بما أن الصحة النفسية لا تقلّ أهميةً عن الصحة الجسدية، فإنّ الاعتناء بها سيتصدّر في 2026. والبداية مع ازدياد رواج تمارين التنفّس. هذه الحركة الأبسط والأسهل التي تستخفّ بها الأكثرية هي الأساس للاستقرار النفسي. تساعد تمارين التنفّس على تنظيم الجهاز العصبي، بمجرّد الشهيق والزفير.

تمارين التنفس مفتاح لصحة نفسية وجسدية أفضل (بكسلز)

لا داعي للتوتّر في العمل

بقَدر ما تمنح أولويةً لإنتاجيتها، فإنّ الشركات العالمية باتت تحرص أكثر من أي وقت على الاستقرار النفسي لموظّفيها. بالموازاة، تَضاعف الوعي بأنّ التوتّر في العمل يؤثّر سلباً على الصحة النفسية والعصبية. وتشير الدراسات والأبحاث إلى أنّ رؤساء مجلس إدارة كبرى الشركات الذين يمنحون أولويةً للنوم السليم، والرياضة، والتأمّل يبرهنون عن ذكاء عاطفي متقدّم، وعن قدرة أكبر على اتخاذ القرارات الصائبة.

باختصار، انقضت الأيام التي كان يضحّي الموظّفون فيها بصحّتهم وأعصابهم من أجل النجاح المهني، وإرضاء مديريهم.

ولّت أيام التضحية بالصحة والأعصاب من أجل العمل (بكسلز)

ارمِ الهاتف جانباً

في 2026، من المتوقع أن يزداد الوعي بضرورة الانقطاع عن العالم الرقمي من أجل تحصين الصحة النفسية. على اختلاف أجيالهم، سيعود الناس إلى اهتماماتٍ كانت رائجة في الماضي، مثل الحِرَف اليدوية، والتلوين، وكتابة اليوميات، والأنشطة الرياضية الجماعية. سيتعمّق مفهوم التخلّص من السموم الرقمية، والانقطاع عن العالم الافتراضي، والابتعاد قدر المستطاع عن الهاتف.

الثراء الروحي

سيشهد عام 2026 عودةً للاهتمام بإثراء الروح بالتوازي مع الاعتناء بالجسد. وتؤكد أحدث الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون طقوساً روحية راسخة مثل التأمّل، واليوغا، وتمارين التنفس، والتطوّع لأهداف إنسانية، لا يعيشون حياة أطول فحسب، بل حياة أفضل أيضاً.


مصر لإعادة هيكلة «ماسبيرو»

مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

مصر لإعادة هيكلة «ماسبيرو»

مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)

تستعد «الهيئة الوطنية للإعلام» بمصر، لإعادة هيكلة «ماسبيرو»، من خلال «خطة حكومية»، تمكنه من تحقيق أهداف مع زيادة موارده المالية، إذ تم استعراض الخطة التي تهدف للإصلاح الهيكلي ورفع الكفاءة، خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مع رئيس لجنة إصلاح وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية، من بينها الهيئة الوطنية للإعلام، بحضور رئيسها أحمد المسلماني، الاثنين، إلى جانب الحديث عن عدد آخر من الهيئات الاقتصادية بمصر.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع على دور «الهيئة الوطنية للإعلام» في تنمية الوعي «الثقافي والاجتماعي» ونشر «المعرفة والتنوير»، والمساهمة بأثر إيجابي في «بناء الشخصية المصرية الوطنية، و«تعزيز الانتماء»، و«ترسيخ القيم والثوابت المجتمعية»، مؤكداً على «ضرورة مواكبة كل ما هو حديث في المنظومة الإعلامية»، واستعداده لتقديم الدعم لاستعادة الهيئة مكانتها.

ونوه رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، بوجود لجنة خاصة بإعادة حوكمة الهيئات الاقتصادية التابعة للدولة، وهي لجنة «إصلاح وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية»، وتتولى دراسة التحديات التي تواجه كل هيئة، وآليات إعادة هيكلتها، وفقاً لما تمتلكه من مقومات.

رئيس الوزراء مصطفى مدبولي وأحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

وتعليقاً على خطة التطوير المنتظرة لـ«ماسبيرو»، أكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميدة كلية الإعلام في جامعة القاهرة سابقاً، أن تطوير التلفزيون الحكومي مطلوب بشدة، فلا بد من وجود قنوات بارزة تعبر عن سياسة الدولة، لافتة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المنصات والتطور التكنولوجي لم يصلا لكل الناس، خصوصاً الفئات الأقل من الناحية الاقتصادية، التي تحتاج لإعلام يخاطبهم ويعبر عن اهتماماتهم، وهو دور إعلام الدولة».

وأوضح رئيس لجنة إصلاح وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية، الدكتور حسين عيسى، أنه بعد دراسة 59 هيئة في المرحلة الأولى، تم الاتفاق على بقاء 39 هيئة اقتصادية، وتصفية وإلغاء عدد 4 هيئات، ودمج 7 مع غيرها، وتحويل 9 هيئات من اقتصادية إلى عامة، لافتاً إلى «التوافق على عدد من الهيئات الاقتصادية، التي يجب الإبقاء عليها، وضرورة رفع كفاءة أدائها، وإعادة هيكلتها، وأن تكون هناك خطة لتشغيلها، وزيادة مواردها».

واستعرض عيسى ما تملكه «الهيئة الوطنية للإعلام» من مقومات تمكنها من تحقيق «الاستدامة المالية»، كما تم طرح عدد من المقترحات التي تسهم في زيادة موارد الهيئة المالية.

وكشف أحمد المسلماني، خلال الاجتماع، عن خطوات الإصلاح التي تمت بالفعل، من بينها دمج وتطوير بعض القنوات، بجانب الإجراءات التي تم اتخاذها أخيراً، من بينها التعاقد مع إحدى شركات «السوشيال ميديا»، والإعداد لإطلاق منصة رقمية خاصة بـ«ماسبيرو»، بهدف استغلال رصيده، بالإضافة للعمل على إصلاح شركة «صوت القاهرة»، ووكالتها الإعلانية. ومتابعة فض «التشابك المالي» بين الهيئة وأحد البنوك.

ونوه المسلماني لخطط الهيئة القادمة، مثل «إعداد خطة شاملة للتطوير»، ستُعرض آخر يناير (كانون الثاني) المقبل، وتشمل «إعادة الهيكلة ورفع الكفاءة».

ووفق تصريحات عميدة كلية الإعلام سابقاً، فإن «القائمين على خطة التطوير لا بد أن يعلموا أن الهدف ليس الربح، بل تجاوز بعض المشكلات الاقتصادية الموجودة بالفعل منذ سنوات والتصدي للمعوقات التي تواجه أبناء (ماسبيرو)»، مؤكدة أن «هذا المبنى العريق هو كيان إعلامي يتمتع بدور مهم وتاريخي في معالجة القضايا التي تهم المجتمع».

في السياق، عقدت اللجنة الرئيسية لـ«تطوير الإعلام»، الاثنين، اجتماعها الختامي، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، رئيس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، وتم خلال الاجتماع مناقشة سبل إعداد التقرير النهائي للجنة في شكل توصيات قابلة للتنفيذ.

واختتمت ليلى عبد المجيد حديثها لـ«الشرق الأوسط» مؤكدة على «ضرورة أن يتم التطوير وفق هدف ورؤية وخطة مدروسة في ضوء المتاح، مع الاهتمام بفئات بعينها واستهدافهم بشكل مباشر مثل سابق عهد (ماسبيرو)»، ما سيؤدي، وفق قولها، إلى «نتائج مجتمعية ملموسة بالمقام الأول وليست اقتصادية».


«القدية» تفتتح أولى وجهاتها الترفيهية وتطلق مفهوماً جديداً للترفيه

من حفل افتتاح أولى وجهات القدية (تصوير: بشير صالح)
من حفل افتتاح أولى وجهات القدية (تصوير: بشير صالح)
TT

«القدية» تفتتح أولى وجهاتها الترفيهية وتطلق مفهوماً جديداً للترفيه

من حفل افتتاح أولى وجهات القدية (تصوير: بشير صالح)
من حفل افتتاح أولى وجهات القدية (تصوير: بشير صالح)

افتتحت مدينة القدية، أولى وجهاتها الترفيهية الكبرى، متنزه «Six Flags» رسمياً للجمهور، ليكون الأول عالمياً الذي يحمل تلك العلامة الشهيرة خارج أميركا الشمالية، حيث يضم 28 لعبة موزعة عبر 6 فضاءات مختلفة، يتميز كل واحد منها بطابعه الفريد.

وأعلن الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، الافتتاح الرسمي للوجهة الترفيهية، خلال الحفل الذي رعاه وأقيم في المتنزه، وقال إنه «يمثل أولى ثمار مدينة القدية»، متمنياً التوفيق للعاملين فيها.

الأمير فيصل بن بندر لدى إعلانه الافتتاح الرسمي لمتنزه «Six Flags» في القدية (إمارة الرياض)

من جانبه، أكد عبد الله الداود العضو المنتدب لشركة «القدية» للاستثمار، أن تدشين أولى محطات مدينة القدية، متنزّه Six Flags يُشكّل محطة مفصلية في مسيرة المشروع، وانطلاقة لتجارب فريدة ترسخ مكانة «القدية» بوصفها عاصمة عالمية للترفيه والرياضة والثقافة.

وأضاف الداود خلال افتتاح المتنزه: «بفخر واعتزاز، نحتفي الليلة بتدشين أولى محطات مدينة القدية، متنزّه (Six Flags)، والتي تجسد مفهوم قوة اللعب، وتعيد رسم ملامح أسلوب الحياة العصرية».

الألعاب النارية أضاءت سماء مدينة القدية مع الافتتاح (تصوير: بشير صالح)

وتفتح «القدية» أبوابها للجمهور لأول مرة، انطلاقاً من يوم الثلاثاء، للاستمتاع بعوالم متنزّه «سيكس فلاغز القدية»، الذي يمثل أول تشغيل فعلي لأحد أصول المدينة الضخمة، وأول حضور للعلامة العالمية خارج أميركا الشمالية منذ تأسيسها عام 1971.

ويضمّ المتنزه 6 عوالم مستقلّة، لكلّ منها طابعه السردي والبصري وتجاربه الخاصة، في حين جاء التصميم فريداً، مُقدّماً نموذجاً جديداً للمدن الترفيهية في الشرق الأوسط.

مدينة القدية تبدأ نمطاً جديداً في مفهوم اللعب (تصوير: بشير صالح)

وتُعد مدينة القدية أول وجهة عالمية تُبنى بالكامل على مفهوم قوة اللعب (Power of Play)، وتتميز المدينة بموقعها في قلب جبال طويق، على مسافة 40 دقيقة من الرياض، وتجمع المدينة النابضة بالحياة بين الترفيه والرياضة والثقافة في تجربة غير مسبوقة على مستوى العالم.

وصُمم متنزه «Six Flags» لاستقبال نحو 10 آلاف زائر يومياً، ومن المتوقع أن يتجاوز أعداد زوار المتنزه مليوني زائر خلال 2026، بينما تم الانتهاء من أكثر من 95 في المائة من متنزه «أكواريبيا» المائي، وسيُفتتح خلال العام المقبل.

الجمهور يتطلع لاستكشاف تفاصيل المتنزه الجديد (تصوير: بشير صالح)

ويقدم المتنزه مستويات جديدة من المتعة والتشويق وتجارب لا تنسى للعائلات والأفراد ومحبي المغامرة من داخل السعودية وخارجها، حيث يضم 28 لعبة وتجربة تشمل تجارب وألعاباً عالمية محطمة للأرقام القياسية.

ونجح متنزه «Six Flags» بالقدية في كسر عدد من الأرقام القياسية، وذلك من خلال 5 ألعاب في مكان واحد، من أبرزها لعبة «أفعوانية الصقر» التي تحطم 3 أرقام قياسية كأطول أفعوانية في العالم، وأسرع أفعوانية في العالم، وأعلى أفعوانية في العالم.