حوصرت داخلها... والدا طالبة توفيت بحادث سيارة «تسلا» يلقيان اللوم على عيب بالتصميم

موظف ينظف سيارة «تسلا» في صالة عرض بمدينة نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
موظف ينظف سيارة «تسلا» في صالة عرض بمدينة نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
TT

حوصرت داخلها... والدا طالبة توفيت بحادث سيارة «تسلا» يلقيان اللوم على عيب بالتصميم

موظف ينظف سيارة «تسلا» في صالة عرض بمدينة نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
موظف ينظف سيارة «تسلا» في صالة عرض بمدينة نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)

زعم والدا طالبة جامعية تُوفيت في حادث اصطدام سيارة «تسلا» أنها حوصرت داخل السيارة عندما اندلعت فيها النيران، بسبب عيب في التصميم جعل فتح الباب شِبه مستحيل عليها، بحسب دعوى قضائية رُفِعت، يوم الخميس، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وقال والدا كريستا تسوكاهارا إن الشركة التي ساعدت إيلون ماسك ليصبح أغنى رجل في العالم كانت تعلم بهذا العيب لسنوات، وكان بإمكانها التحرك بسرعة لإصلاح المشكلة، لكنها لم تفعل، مما ترك طالبة الفنون البالغة من العمر 19 عاماً محاصَرة وسط النيران والدخان الذي أودى بحياتها في نهاية المطاف.

ولم تردَّ «تسلا» على الفور على طلب التعليق.

يأتي هذا التهديد القانوني الجديد لشركة «تسلا»، الذي تم تقديمه إلى المحكمة العليا في مقاطعة ألاميدا، بعد أسابيع فقط من فتح المنظمين الاتحاديين تحقيقاً في شكاوى من سائقي «تسلا» بخصوص مشكلات الأبواب العالقة.

تأتي هذه التحقيقات والدعوى في توقيت دقيق للشركة وهي تسعى لإقناع الأميركيين بأن سياراتها ستصبح قريباً آمنة بما يكفي للركوب فيها دون وجود أي شخص في مقعد السائق.

ووفقاً للدعوى، كانت تسوكاهارا في المقعد الخلفي لسيارة «سايبرتراك» عندما اصطدم السائق، الذي كان في حالة سكر وتعاطي المخدرات بشجرة في إحدى ضواحي سان فرانسيسكو. وتوفي 3 من الأشخاص الـ4 الذين كانوا في السيارة، بمن فيهم السائق. وتم سحب شخص رابع من السيارة بعد أن قام منقذ بكسر نافذة والوصول إليه.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أورد خبر هذه الدعوى القضائية.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ أفراد من الشرطة الأميركية خلال حادث إطلاق نار سابق (أرشيف- أ.ب)

موظف يقتل 3 من زملائه ثم ينتحر في شركة بالولايات المتحدة

أطلق رجل يبلغ من العمر 21 عاماً النار، وقتل 3 من زملائه في العمل، في شركة لتوريد مستلزمات تنسيق الحدائق في سان أنطونيو، ثم توفي بعد أن أطلق النار على نفسه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ألغى العديد من كبار رؤساء الدول والحكومات مشاركتهم في قمة الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي (رويترز)

قادة أوروبا وأميركا اللاتينية لتشكيل تحالف أمني لمكافحة المخدرات والجريمة

من المقرر أن يتفق قادة أوروبا وأميركا اللاتينية على تشكيل تحالف أمني جديد لمكافحة الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة والفساد.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الولايات المتحدة​ مجلس الشيوخ الأميركي (أ.ف.ب)

«الشيوخ الأميركي» يتوصل إلى اتفاق من شأنه إنهاء الإغلاق الحكومي

توصل مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم، إلى اتفاق بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي من شأنه استئناف التمويل الفدرالي وإنهاء الإغلاق الحكومي الذي امتد لأربعين يوماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يرشح مبعوثاً خاصاً إلى روسيا البيضاء ويطالب بالإفراج عن مزيد من السجناء

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، إنه اختار جون كول، الذي أسهم في التفاوض على إطلاق سراح سجناء من روسيا البيضاء، لتولي منصب المبعوث الخاص إلى مينسك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«أغابيتو»... فيلم فلبيني يعالج قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة

عرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان «كان» السينمائي (الشركة المنتجة)
عرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان «كان» السينمائي (الشركة المنتجة)
TT

«أغابيتو»... فيلم فلبيني يعالج قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة

عرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان «كان» السينمائي (الشركة المنتجة)
عرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان «كان» السينمائي (الشركة المنتجة)

في صالة بولينغ قديمة تبدو معلّقة خارج الزمن، تدور أحداث الفيلم الفلبيني القصير «أغابيتو»، الذي تنطلق أحداثه من قيام العمال بإعادة ترتيب القوارير وجمع الكرات بأنفسهم، وكأن الزمن توقّف عن الدوران داخل جدرانها الخشبية، في المكان الذي يجمع بين الضجيج والعزلة، تعمل «ميرا»، شابة تتحمّل أعباء المهنة والعائلة معاً، وتجد في روتين العمل الصاخب ملاذاً من حياة تُثقلها المسؤولية.

وعندما يظهر شقيقها جونيور، الشاب ذو الاحتياجات الخاصة، يدخل الفيلم في مدار آخر من الحنان والوجع، حيث تتحول العلاقة بينهما إلى محور سردي يمزج الواقعي بالرمزي، في تجربة تبرز الإنسان الذي يحب دون ضجيج، ويواصل العطاء دون انتظار مقابل، وهي تجربة سينمائية اختار مخرجاها الفلبينيان أرفين بيلارمينو وكايلا دانيل روميرو الابتعاد عن الميلودراما.

الفيلم الذي بدأ رحلته مع المهرجانات السينمائية في «كان» بنسخته الماضية حصد جائزة «نجمة الجونة الفضية» بمسابقة «الأفلام القصيرة» في الدورة الماضية من المهرجان التي أقيمت الشهر الماضي، يلتقط صناعه إيقاع الحياة بصورته الطبيعية عبر نقل التفاصيل الصغيرة للحياة التي يعيشها الأبطال.

صور الفيلم في مواقع حقيقية (الشركة المنتجة)

وقال المخرج أرفين بيلارمينو لـ«الشرق الأوسط» إن «الدافع العاطفي لتقديم العمل وُلد من تجربة شخصية عميقة، حيث استلهم شخصية الشقيق (جونيور) من أخيه الراحل، الذي كان من ذوي الاحتياجات الخاصة، فكان حضوره الصامت وطيبته الهشة هما النواة الأولى للعالم العاطفي في الفيلم».

وأوضح أن شريكته في الإخراج كايلا دانيل روميرو استلهمت المكان بدورها من ذكريات والدها الراحل، الذي كان مدرباً رياضياً ومالكاً لمركز ألعاب، ومن تلك الذاكرة تشكّل فضاء «ميرا» ورفاقها في العمل، مشيراً إلى أن هذه التجارب الشخصية كانت البوصلة التي وجّهت النغمة الشعورية للفيلم وجعلته صادقاً.

وبيّن بيلارمينو أن تعاونه مع روميرو كان ثمرة ثقة متبادلة وانسجام فني نادر، فكانت جميع القرارات الإبداعية من كتابة السيناريو حتى المونتاج تُناقش حتى يشعر كلاهما بالرضا التام، وأنهما كانا يثقان بحدس بعضهما ثقة كاملة، حتى صار التصوير سلساً إلى حد كبير، وبدت القرارات الإخراجية وكأنها تصدر من عقل واحد.

وأوضح أن «المزج بين الواقعية واللمحات السريالية في الفيلم لم يكن مقصوداً بوصفه تناقضاً، بل كان تكاملاً بين لغتين تعبران عن الحقيقة ذاتها». مشيراً إلى أن «الواقعية شكّلت الأساس السردي، بينما جاءت اللحظات السريالية لتجسّد حقائق شعورية عن الحنين والفقد والاتصال الإنساني، وهو ما لم أرغب في تفسيره صراحة، بل تركته يتكشّف من تلقاء نفسه داخل إيقاع المشاهد».

المخرج الفلبيني تأثر بقصة شقيقه الراحل (الشركة المنتجة)

ولفت إلى أن توجيه الممثلة نور هوشماند، التي أدّت دور «ميرا»، ارتكز على مبدأ «الإحساس دون الإفصاح»، وعَدّ «هذا التوجّه جعل الأداء الداخلي لها أكثر صدقاً، فبدت قوية رغم التعب، وصامتة رغم العاطفة الجياشة التي تحملها نحو شقيقها».

من جانبها، قالت المخرجة الفلبينية كايلا دانيل روميرو لـ«الشرق الأوسط» إن «موقع التصوير بصالة البولينغ القديمة في مقاطعة بولاقان شكّل أكثر من مجرد ديكور، بل كان بمثابة فضاء رمزي يجمع بين الواقعي والروحي، فالصالة بآلاتها اليدوية وعمّالها القدامى تمثّل عالماً متجمّداً في الزمن، يحتضن بشراً يعيشون بروح العائلة رغم الصخب، وكثير من العاملين فيها كانوا في الأصل لاعبي بولينغ محترفين، وهو ما أضفى بعداً خاصاً على المكان».

المخرجة الفلبينية تحدثت عن الفضاء الواقعي للفيلم (الشركة المنتجة)

وأشارت روميرو إلى أن «الموسيقى في الفيلم حملت طابعاً روحياً أشبه بالتراتيل»، موضحة أن الأغنية الرئيسية ليست دينية بالمعنى الحرفي، بل أغنية عن الفقد والتحرر والوداع، وكلماتها تتحدث عن إطلاق الأحبة نحو السماء بشكل كان انعكاساً دقيقاً لعلاقة «ميرا» و«جونيو».

و«لعبت مديرة التصوير غيا دي فيرا دوراً محورياً في الفيلم لامتلاكها عيناً فريدة في التعامل مع الضوء والملمس، فطريقة تصويرها للصالة القديمة جعلتها تبدو ككائن حي يتنفّس، أشبه بشخصية ثالثة في الفيلم، تجمع بين الواقعية والصفاء الحلمي، وهو دور لم يقل أهمية عما لعبه المونتير جون روجز الذي عمل على خلق إيقاع داخلي يجمع بين السكون والانفعال»، وفق تصريحات المخرجة الفلبينية.


«الملكة والحفيدة»... معرض مصري يستعيد فنون الأسرة العلوية

لوحة من المجموعة الصوفية للفنانة ياسمين بيريتن (الشرق الأوسط)
لوحة من المجموعة الصوفية للفنانة ياسمين بيريتن (الشرق الأوسط)
TT

«الملكة والحفيدة»... معرض مصري يستعيد فنون الأسرة العلوية

لوحة من المجموعة الصوفية للفنانة ياسمين بيريتن (الشرق الأوسط)
لوحة من المجموعة الصوفية للفنانة ياسمين بيريتن (الشرق الأوسط)

في أجواء تحمل عبق الماضي، وتستدعي ملامح الحقبة الملكية للأسرة العلوية في مصر، يقدم معرض «الملكة والحفیدة» 65 لوحة تتمتع بقوة تعبيرية لافتة، وحساسية جمالية نحو اللون والإيقاع والبناء الفني.

ويجمع المعرض الذي يُقام في غاليري «ليوان» بالقاهرة بين بصمة الملكة المصرية السابقة فریدة (1921-1988)، ورؤیة حفيدتها الأمیرة یاسمین بیریتن في تجربة فنیة ممیزة، فوفق الناقد الفني مصطفى عز الدين مدير الغاليري «یتيح المعرض للزوار فرصة اكتشاف مجموعات من اللوحات الممتدة عبر الزمن».

صورة للملكة في شبابها بالمعرض (الشرق الأوسط)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «يكتسب الحدث أهمية خاصة كونه أول معرض يضم أعمالهما معاً. كما أنه يمثّل فرصة نادرة للجيل الجديد من محبي الفن ممن لم يتعرفوا إلى أعمال الملكة فريدة من قبل أن يشاهدوها على الطبيعة، ويستكشفوا الرابط الفني بينها وبين الحفيدة؛ فهو لا يُعدّ مجرد معرض عادي، إنما لقاء بين جيلَيْن».

وتابع: «ربما يكون أجمل ما في الأمر التشابه البارز بينهما في أشياء كثيرة، حتى في الملامح؛ فياسمين هي الأقرب في الشبه إلى الملكة السابقة».

لا يكتفي الحدث المستمر حتى 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بتسليط الضوء على فريدة الفنانة، لكنه كذلك يهتم بإبراز أهم ملامح شخصيتها، وتحدي المصاعب عبر الفن، وذلك من خلال مجموعة من الصور التوثيقية لمراحل مختلفة من حياتها إلى جانب أعمالها.

تكوينات درامية في لوحات فريدة تعكس حسها الفني (الشرق الأوسط)

ويقول عز الدين: «تركت الملكة فريدة إرثاً رائعاً من الأناقة والإبداع والقوة؛ بعد سنوات عاشتها ما بين الطفولة الأرستقراطية السعيدة والحياة الملكية بكل خصوصيتها، ثم المشاعر الإنسانية التي عاشتها بعد انفصالها عن الملك فاروق».

ووُلدت الملكة فريدة -واسمها الحقيقي صافيناز ذو الفقار- في الإسكندرية (شمال مصر)، وتلقت تعليماً فرنسياً رفيعاً، وحصلت على دروس في الموسيقى والرسم، وفي أثناء زيارة ملكية إلى لندن، التقت الملك فاروق، وبعد شهرين تمت خطبتهما، وتزوجا عام 1938، وكانت أول ملكة مصرية تنال محبة الشعب بصدق، وبعد انفصالهما، كرست حياتها للرسم، وأصبحت فنانة مرموقة.

إحدى لوحات الملكة فريدة (الشرق الأوسط)

ويوضح الناقد الفني أن «العالم عرف فريدة بوصفها ملكة، لكن ربما لا يعرف الكثيرون أن ولعها بالفن بدأ منذ طفولتها، ورسمت الكثير من اللوحات، وشجعها خالها الفنان التشكيلي الرائد محمود سعيد على تنمية موهبتها، لكن مسؤولياتها الملكية أبعدتها عن مواصلة إبداعها، حتى عادت إلى ممارسة الرسم عام 1954».

وأقامت فريدة العديد من المعارض الفنية في مدريد وجزيرة مايوركا، وأقامت 13 معرضاً في باريس وحدها، فضلاً عن جنيف وبلغاريا وتكساس والقاهرة، وذلك في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. كما عرضت أعمالها في معارض جماعية دولية، ونالت تقديراً واسعاً في الأوساط الفنية، وفق القيم على المعرض.

ويعكس المعرض من خلال 15 لوحة بدايات الملكة فريدة الفنية، حيث الاحتفاء بالشخوص، ثم اتجاهها في الستينات إلى رسم المناظر الطبيعية في مصر. كما يظهر احتلال النيل والريف مكانة بارزة في فن فريدة؛ لعشقها للجمال والهدوء.

يميل أسلوب فريدة إلى الفن العفوي الفطري (الشرق الأوسط)

ويميل أسلوب فريدة إلى الفن العفوي؛ حيث الانطلاق بعيداً عن القواعد التقليدية للمدارس الفنية، داعية المشاهدين إلى التواصل مع رؤيتها الشخصية ومشاعرها، في تحدٍّ لفكرة أن الفن لا يمكن أن يُبدعه إلا الدارسون له، وقد أسهم المزيج المتناغم من الألوان، والجمع بين الأشخاص والطبيعة، في التعبير عن المشاعر الإنسانية في قصة اللوحة.

ويتجلى الأسلوب العفوي لفريدة وروحه الجمالية في أعمال تعكس الثقافة الحضرية والريفية و«اللاند سكيب» وحياة الناس، وتتلاقى لوحات فريدة وياسمين في أسلوبهما الفطري، حيث انعكس مولد الحفيدة في الريف السويسري، وتأثرها بجمال الطبيعة، على رسم المناظر الطبيعية، وتجسيد الحيوانات والطيور فضلاً عن الخيل؛ إذ مارست الفروسية في طفولتها المبكرة بتشجيع من والدتها الأميرة فريال.

الحصان... صديق الفنانة ياسمين بيريتن في الحياة والفن (الشرق الأوسط)

ويقول مدير الغاليري: «وُلدت ياسمين بيريتن ونشأت في سويسرا لأب سويسري، وسط عائلة احتفت بالفن عبر أجيالها». ويتابع: «خلال فترة صعبة في حياتها، اكتشفت أسلوب (الرسم بالمشاعر) المعتمد على الحدس والإحساس؛ ليصبح وسيلتها للتعبير واكتشاف الذات، ثم بدأت لاحقاً تعليمه للآخرين». ويواصل: «بعد انتقالها إلى مصر، واصلت ياسمين الرسم والتدريس، وظل الفن مرساة لها ومصدراً لتجديد إبداعها، وتعيش راهناً مع زوجها في مزرعة بين الخيول وأشجار النخيل، حيث تستلهم الطبيعة في أعمالها».

الأميرة ياسمين بيريتن (الشرق الأوسط)

وتمزج الحفيدة ياسمين في أعمالها بالمعرض وعددها 50 لوحة بين التجريد والواقعية، وبين الألوان الهادئة والنابضة بالحياة، وبين العاطفة والطبيعة والرمزية، وتظهر الحيوانات كرموز للرشاقة والقوة والارتباط العميق بالطبيعة. كما يعد احتفاؤها بالحيوانات وسيلة لتحسين الروح وتغذيتها، وتأكيداً لقيم الحياة، لتجعل من كل لوحة لحظات تأمل ورحلة شفاء للنفس.

الأميرة ياسمين ترحب بالضيوف في المعرض (الشرق الأوسط)

وفي مجموعتها الصوفية «عشق - عشق إلهي» والمستوحاة من جوهر التفاني الصوفي؛ تتأمل ياسمين بيريتن حركات الناي، والدوران، والقوس بوصفها ثلاثة تعبيرات عن الحب، تتجاوز من خلالها حدود الشكل.


أسطورة بوليوود ريخا وفيلمها «أومراو جان» في «مهرجان البحر الأحمر»

الممثلة الهندية الشهيرة ريخا (مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي)
الممثلة الهندية الشهيرة ريخا (مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي)
TT

أسطورة بوليوود ريخا وفيلمها «أومراو جان» في «مهرجان البحر الأحمر»

الممثلة الهندية الشهيرة ريخا (مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي)
الممثلة الهندية الشهيرة ريخا (مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي)

يحتفي «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في نسخته للعام الحالي باستضافة نجمة السينما الهندية الشهيرة ريخا (بهانو ريخا غانيسان)، التي يُعدّها النقاد إحدى أبرز الممثلات في تاريخ السينما الهندية على الإطلاق. وسيكون الجمهور على موعد مع حدث استثنائي تُشارك فيه الفنانة العريقة بعرض فيلمها الخالد «أومراو جان» الصادر عام 1981، بعد إخضاعه لعملية ترميم دقيقة، وذلك ضمن عروض خاصة تُقام ضمن فعاليات المهرجان.

ويأتي هذا الفيلم، الذي يُعرض ضمن برنامج «كنوز البحر الأحمر»، بوصفه تحفة سينمائية خالدة وعملاً فنّياً كلاسيكياً يحمل في طيّاته ذكريات عزيزة على قلوب جماهير السينما حول العالم. وتنطلق أحداثه من مدينة لكناو الهندية في حقبة زمنية فارقة (عام 1857)، ليسلّط الضوء على قصة مُغنية وراقصة وشاعرة محلية، كاشفاً النقاب عن رحلتها الشخصية مع الشهرة والتألّق. ومن المقرّر أن يحظى هذا العرض العالمي الأول بحضور مميز، حيث يُشارك المخرج الأسطوري مظفّر علي، صاحب الرؤية الإخراجية الأصلية، في هذا الحدث الثقافي البارز، مما يؤكد مكانة هذا العمل بوصفه واحداً من أهم الإنتاجات السينمائية الهندية في تاريخ الفن السابع.

وفي تعليقها على عرض الفيلم في «مهرجان البحر الأحمر»، استحضرت بهانو ريخا غانيسان العلاقة الفنية والنفسية التي تربطها بهذا العمل، قائلة: «يحظى الفيلم بمكانة خاصّة في قلبي. إذ لم تكن البطولة مجرد شخصية أديتها، بل كانت مرآة عكست أعمق مشاعري وأكثر أحلامي حميمية واتساعاً. بل إنني أرى فيها تجسيداً حياً لخلجات روحي وأسرارها، وتراثاً روحانياً تتناقله الأجيال، لتحوّل قصة من صميم الواقع إلى صدى إنساني يتردد في قلوب الملايين حول العالم».

وأضافت متحدثة عن أهمية إعادة عرض الفيلم: «إن إحياء هذا العمل الكلاسيكي بعد 45 عاماً، وعرضه على جمهور (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)، يتجاوز كونه مجرد حدث، بل هو إنجازٌ ثقافي له أثر عميق في نفوس عشاق السينما الكلاسيكية الخالدة في الذاكرة الجمعية للجمهور».

وتابعت: «إنني أعتزّ غاية الاعتزاز وأنا أرى عودة التحفة الخالدة (أومراو جان) إلى الواجهة السينمائية العالمية ضمن برنامج (كنوز البحر الأحمر)، إلى جانب عمل للمخرج الأسطوري ألفريد هيتشكوك. فهذه ليست عودة للفيلم فحسب، بل هي تتويج لرحلة فنية استثنائية».

وتجدر الإشارة إلى أن فيلم «أومراو جان» مقتبس من رواية «أومراو جان آدا» الأوردية الصادرة عام 1899 للشاعر والكاتب الهندي ميرزا هادي روسوا. ويُعدّ من أبرز أعمال السينما الهندية الكلاسيكية التي تخلّدها موسيقى المؤلف خيّام، وكلمات الشاعر الأُردي شهريار، وأداء المغنية آشا بهوسلي، والممثلة ريخا ذات الجمال الآسر والأداء الاستثنائي في الدور البطولي. وقد بادر مظفّر علي، وهو فنان متعدد المواهب وخبير في الشِّعر، إلى إخراج هذا العمل الدرامي التاريخي الذي تدور أحداثه في مدينة لكناو عام 1857 احتفاءً بالثقافة العوضية. وقد أبدع في تصميم بيئة تصوير متكاملة وإطار متميز من خلال الأزياء المتألقة والإخراج الفني المتقن. ورغم أنّ الفيلم كان عملاً فنياً مستقلاً بعيداً عن السينما التجارية السائدة، فقد حقق نجاحاً ملحوظاً ووصل إلى قلوب كثيرين من محبي هذا النوع من الأفلام.

وعبّرت الممثلة ريخا عن شعورها بالقول: «أشعر بفخرٍ كبيرٍ وسعادة لا مثيل لها، وبأمل بمستقبل واعد، عندما أرى جمهوراً جديداً اليوم يتفاعل بعمق مع قصة هذا الفيلم ودلالاته المعنوية العميقة. ما من شعور أجمل من أن تبقى القصص والمشاعر حية رغم مرور الزمن، تسكن الذاكرة وتحيا في قلوب كثيرين جيلاً بعد جيل. فمثل هذه الأعمال الخالدة تنتظر الوقت المناسب لتبصر النور من جديد، وتستحوذ على اهتمام الأجيال الناشئة، وتحصل على ما تستحقه من تقدير».

واختتمت ريخا قائلة: «لطالما شعرت بامتنان كبير لما حظيت به من فرص لا تتكرر، ساهمتُ من خلالها في أعمال صنعت التاريخ. فمثل هذه الأعمال تسلّط الضوء على جوهر التجربة الإنسانية التي تنطبق على أي زمان ومكان، وتذكّرنا بأنه رغم قدرة الزمن على تغيير ظروف حياتنا، تبقى قصصنا وتفاصيل مشاعرنا وتجاربنا الإنسانية حيّة في أعماق البحار وكثبان الصحراء، وفي الحجارة والجدران والأروقة، وفي السماء التي لا حدود لها، وفي كل نجمة يسطع نورها إلى ما لا نهاية».