تُجري شرطة العاصمة الاسكوتلندية، إدنبره، تحقيقاً حول ادّعاءات تتّهم أحد فناني الشوارع بتخريب مبنى سكني مُدرج في قائمة التراث، بعدما نقش على جداره رسماً يصوّر شخصين يهويان من سطح المبنى.
ووفق «بي بي سي»، كان الفنان المعروف بـ«الدب المتمرد» حصل على موافقة مبدئية من بلدية مدينة إدنبره لتنفيذ عمله المُعنون «السقوط في الحب» بارتفاع 15 متراً على واجهة مبنى «كابلز ويند هاوس» المصنَّف ضمن الفئة «أ» للتراث في حيّ ليث. وإنما كانت الموافقة النهائية مشروطة بالحصول على إذن سكان المبنى أنفسهم، وهو الشرط الذي لم يتم الوفاء به. ورغم الاعتراضات، فإن الفنان باشر عمله مستخدماً رافعة، مما أثار استياء السكان الذين وصفوا العمل بأنه «مُقلق» ويحمل إيحاءات مرتبطة بحوادث الانتحار والعنف الأسري. وبادرت البلدية إلى إعلان عزمها على إزالة الجدارية «في أقرب فرصة ممكنة».
وكان المجلس البلدي قد منح موافقة تخطيطية على المشروع في أبريل (نيسان) الماضي، بشرط أن يحصل الفنان أيضاً على إذن السكان والمستأجرين في المبنى، المعروف محلياً باسم «شقق الموز»؛ بسبب شكله المنحني غير المعتاد. غير أنّ مجموعة سكان «كابلز ويند هاوس» رفضت الخطة.
وقد فوجئ السكان حين شاهدوا الفنان على الرافعة، الخميس، وهو يرسم الجدارية، رغم اعتراض مدير المبنى وموظّفي المجلس. وطالبت المجموعة مؤخراً بفتح تحقيق في الحادث، قائلةً في بيان: «اختار الفنان رسم صور مُقلقة تُجسّد الانتحار والعنف الأسري، بل وحتى جرائم القتل التي انتهت بالانتحار التي حدثت هنا بالفعل».
ورغم رفض المجلس منح الإذن لهذا العمل، فإن الفنان مضى قُدماً متجاهلاً القوانين وسكان المبنى الذين يعيشون في ظلّ العواقب. وبالنسبة إلى بعضهم، فقد «جسَّد هذا العمل المزعوم فنّاً مؤلماً بشدة، وأثار ذكريات أليمة عن مآسٍ حقيقية وقعت في مجتمعنا». وأضاف البيان: «قرَّر الفنان أن يُقدّم غروره على رفاهية السكان. تسبَّب هذا الغرور في إلحاق أذى حقيقي بالناس، وبات أشخاص من المُفترض أن ينعموا بالأمان في مجتمعهم يواجهون تذكاراً يومياً للفواجع».
ذاع صيت هذا الفنان المُلقَّب بـ«بانكسي الاسكوتلندي» الذي لا تزال هويته الحقيقية مجهولةً خلال الإغلاق الوبائي بفضل أعمال فنية مرتبطة بـ«كوفيد - 19». من جهته، قال مجلس بلدية إدنبره إنه يبحث عن طريقة لإزالة العمل دون إلحاق ضرر بالمبنى، مضيفاً أنه سيُطلَى فوقه مؤقتاً.
وكان المبنى المعروف بـ«شقق الموز» قد حصل عام 2017 على تصنيف «أ» من «هيئة البيئة التاريخية» في اسكوتلندا بوصفه «نموذجاً بارزاً للمدرسة الوحشية في العمارة الاسكوتلندية».
من جانبها، قالت مسؤولة قطاع الإسكان في المجلس، المستشارة ليزلي ماريون كاميرون: «رغم أن تصريح التخطيط قد مُنح لتنفيذ العمل الفنّي، فإنه لا يشمل الموافقات الضرورية الأخرى، منها إذن مُلاك المبنى، وهم المجلس وبعض مُلاك المبنى. وبناءً عليه، ومن أجل حماية السلامة العامة، طالب الموظفون الفنانَ بوقف العمل على أن تُزال الجدارية في أقرب وقت».
وأكدت الشرطة أنّ التحقيقات في الحادث لا تزال جارية.



