احتفاءً بإرث رجل استثنائي، رمَّمت جمعية بريطانية شاهد قبر شيخ دين محمد، الهندي الذي جلب نكهة الكاري المُبهجة والشامبو إلى بريطانيا.
ولم يكتفِ هذا الرجل بإثراء المائدة البريطانية، بل كان أيضاً أول هندي يؤلّف كتاباً باللغة الإنجليزية، مُحقّقاً بذلك إنجازاً أدبياً فريداً في زمانه.
وذكرت «بي بي سي» أنّ شيخ دين أمضى 4 عقود من حياته في مدينة برايتون، وتحديداً في شارع غراند باريد، ووافته المنية عام 1851، حيث وجد مرقده الأخير في مقبرة كنيسة القديس نيكولاس. ومع مرور الزمن، كاد قبره يندثر تحت غطاء من الأعشاب ويتحوَّل إلى أطلال، لكنّ «جمعية ريجنسي في برايتون وهوف» تدخَّلت لإنقاذ هذا الموقع التاريخي بترميم شاهد القبر، وإعادة تثبيت الحواف والحجر السفلي، وتنظيف المنطقة المحيطة به حفاظاً على «التراث الغني والمتنوع» للمدينة.

وفي هذا السياق، قالت عضوة الجمعية، فرنسيس ليندسي هيلز: «شيخ دين محمد أحد أكثر الأشخاص إثارة وابتكاراً في برايتون على الإطلاق، لذلك فإنّ العمل على صيانة قبره بشكل لائق يُعدّ تكريماً مناسباً لحياته وعمله».
وُلد شيخ دين عام 1759 في مدينة باتنا شمال شرقي الهند، وافتتح أول مطعم ومقهى هندي في بريطانيا، وهو «بيت القهوة الهندوستاني»، في لندن عام 1810.
وترى الجمعية أن إسهامات شيخ دين في برايتون كانت «ذات أهمية خاصة»؛ فقد افتتح حمامات داخلية في «بول فالي» على الواجهة البحرية عام 1814، حيث قدّم أسلوب التدليك العلاجي الهندي المعروف بـ«حمامات الشامبو».
ازدهر عمله وجذب عملاء أثرياء، كما عُيِّن «اختصاصيَّ التدليك بالشامبو» الخاص بالملك جورج الرابع والملك ويليام الرابع.
وعلَّق نائب رئيس جمعية ريجنسي، جيمس تولي، أنّ ترميم قبر محمد «يضمن استمرار رواية قصته والحفاظ على إرثه للأجيال القادمة».

