بعيداً عن تصوير مسلسل درامي أو فيلم سينمائي، ينشغل الممثل ميشال حوراني بنشاطات اجتماعية عدّة، منها تقديم حفل مهرجان «إضافة» لأصحاب الهمم، وذلك في 9 سبتمبر (أيلول) الحالي على مسرح «كازينو لبنان». ويستعدّ للسفر إلى كندا للمشاركة في مهرجان «أيام لبنان السينمائية». ومن ناحية أخرى، وانطلاقاً من عضويته في بلدية قريته الأم «دير ميماس»، يحضّر حوراني لمشروعات تنموية فيها.
يقول لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أتحرر من انشغالات تصوير الأعمال الدرامية، أسعى لأن أكون أكثر فاعلية في مجالات متعددة، واليوم أجد الفرصة لاستثمار طاقاتي في نشاطات إنسانية وفنية وبيئية».

في 9 سبتمبر الحالي، يقف ميشال على مسرح «كازينو لبنان» بصفته عرّيفاً لحفل مهرجان «إضافة»، وهو نشاط سنوي ينظمه سام سعد لتكريم أصحاب الهمم الناجحين.
يعلّق حوراني: «هذا الحفل يحمل لي معنى كبيراً، خصوصاً أنه يتميز بطابع إنساني بامتياز. وأشعر بالسعادة لاختياري عرّيفاً للحفل، خصوصاً أن لدي تاريخاً حافلاً مع هؤلاء الأشخاص في أكثر من مشروع. أرى أن على الفنان أن يوظف شهرته وصورته في دعم قضايا إنسانية من هذا النوع».
يسير حوراني عكس التيار لكونه من الممثلين اللامعين في لبنان الذين يتعاملون مع مهنتهم بجدية، فيبحث دائماً عن التجدد وتقديم أدوار تضيف إلى مشواره. لا يستخف بأي شخصية يجسدها مهما كانت مساحتها صغيرة، وتقديره للعمل الإنساني نادر بين الفنانين.
وعند سؤاله عن سبب اختياره لهذا الدور، يردّ: «سبق أن تحدثنا أكثر من مرة عن أن وسائل التواصل الاجتماعي سخّفت الذوق العام وتركت أثراً سطحياً على مجتمعاتنا. ولسوء الحظ، تهين الـ(سوشيال ميديا) عقولنا ومفهوم النجاح والصدق عند الأجيال الشابة. لا شك أنها تحمل نواحي إيجابية، ولكن السلبيات كثيرة. فنانون كثيرون لحقوا بهذه الموجة، فيما آخرون حافظوا على مكانتهم الثابتة». ويستطرد: «ماذا يميز نجوم الفن عن نجوم السوشيال ميديا؟ الطرفان يتمتعان بالشهرة، ولكننا بصفتنا فنانين لدينا القدرة على التأثير في الجيل الجديد، وهو ما يجعل أصالة هذه الشهرة قيمة إضافية لنا».
ويرى حوراني أنه يتمسّك بالقيم الفنية على عكس تلك المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، ويضيف: «مع احترامي لما يقدمه نجوم السوشيال ميديا، فهم يسهمون بشكل أو بآخر في إضعاف الذوق العام».
من ناحية أخرى، يتحدّث ميشال حوراني عن مشاركته في «أيام السينما اللبنانية» في كندا، وهو مهرجان أصبح موعداً سنوياً للجاليات العربية، لا سيما اللبنانيين المغتربين، و«يشكّل فرصة لمد الجسور الثقافية بين لبنان المنتشر والمقيم».
وبجانب كل من كارلوس عازار، وكارمن لبس، وبديع أبو شقرا، سيشكل حوراني معهم كتلة فنية ينتظرها جمهور واسع. يقول: «معاً نملك رؤية موحدة تجاه الفن الحقيقي، ونعمل على الموجة نفسها لاحترام المهنة وتعزيز مكانتها».

ينطلق المهرجان في 1 أكتوبر (تشرين الأول) ويستمر حتى 6 منه، ويشارك حوراني وزملاؤه في لقاءات مباشرة مع جمهور السينما العربية. «إنها فرصة تخدم السينما اللبنانية وتقوي رصيدنا»، ويضيف أن المهرجان يضم عروضاً سينمائية ولقاءات مع الجاليات العربية، مشيراً إلى أن هذا النوع من النشاطات يحمل إيجابيات عديدة ويحقق نجاحاً ملموساً على وسائل التواصل الاجتماعي. يقول: «الجمهور في الخارج يتابعنا دائماً، وأفتخر بموقعي بصفتي فناناً لبنانياً من خلال مشاركتي في هذا الحدث، الذي أعدّه حركة دبلوماسية وثقافية تربط الوطن بالمهجر عبر السينما والتلفزيون والمسرح».
ومعروف أن «حركة مجتمع بيروت السينمائي» تقف وراء هذا النشاط، الذي يتوسّع يوماً بعد يوم، وصار المهرجان يقام في أكثر من دولة أجنبية، منها بريطانيا.
ميشال حوراني، ابن بلدة «دير ميماس» الجنوبية، هو اليوم واحد من أعضاء بلديتها. هذه البلدة، التي شهدت حرباً قاسية ودماراً العام الماضي بسبب الحرب الإسرائيلية، تحاول اليوم النهوض من كبوة فُرضت عليها. ويعمل حوراني مع باقي أبناء البلدة على إعادة نبض الحياة ووضعها مجدداً على الخريطة السياحية في لبنان.
يقول حوراني: «هذه البلدة كغيرها من بلدات الجنوب صمدت وقاست الأمرّين في أثناء الحرب، ولكننا اليوم نعمل على تنميتها سياحياً وبيئياً. وفي 12 سبتمبر، سنطلق مساراً داخلياً لهواة المشي، يتعرفون فيه على شوارع دير ميماس وأزقتها ومواقعها التراثية والثقافية. يتألف هذا المسار من 10 محطات ويستغرق التجول فيه نحو ساعة واحدة».
ويوضح حوراني: «سيستمتع الزائر بحواسه الخمس، يرى ويلمس ويشتم ويسمع ويتذوق نكهة القرية اللبنانية الأصيلة، فالرائحة الطبيعية وزقزقة العصافير والأطباق التراثية والمناظر الخلابة ستكون بانتظاره. ونحيي ذاكرة تاريخ طويل للقرية مع أبنائها المقيمين والمغتربين، كما لدي مع زملائي في البلدية رؤية واستراتيجية مستقبليتان لدير ميماس نعمل على تحقيقهما قريباً».


