ميشال حوراني لـ«الشرق الأوسط»: الفنان مسؤول عن توظيف شهرته لخدمة العمل الإنساني

الممثل اللبناني يقدّم مهرجان «إضافة» لأصحاب الهمم

يرى ضرورة توظيف الممثل شهرته في العمل الإنساني (ميشال حوراني)
يرى ضرورة توظيف الممثل شهرته في العمل الإنساني (ميشال حوراني)
TT

ميشال حوراني لـ«الشرق الأوسط»: الفنان مسؤول عن توظيف شهرته لخدمة العمل الإنساني

يرى ضرورة توظيف الممثل شهرته في العمل الإنساني (ميشال حوراني)
يرى ضرورة توظيف الممثل شهرته في العمل الإنساني (ميشال حوراني)

بعيداً عن تصوير مسلسل درامي أو فيلم سينمائي، ينشغل الممثل ميشال حوراني بنشاطات اجتماعية عدّة، منها تقديم حفل مهرجان «إضافة» لأصحاب الهمم، وذلك في 9 سبتمبر (أيلول) الحالي على مسرح «كازينو لبنان». ويستعدّ للسفر إلى كندا للمشاركة في مهرجان «أيام لبنان السينمائية». ومن ناحية أخرى، وانطلاقاً من عضويته في بلدية قريته الأم «دير ميماس»، يحضّر حوراني لمشروعات تنموية فيها.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أتحرر من انشغالات تصوير الأعمال الدرامية، أسعى لأن أكون أكثر فاعلية في مجالات متعددة، واليوم أجد الفرصة لاستثمار طاقاتي في نشاطات إنسانية وفنية وبيئية».

يشارك حوراني في مهرجان «أيام السينما اللبنانية» في كندا (ميشال حوراني)

في 9 سبتمبر الحالي، يقف ميشال على مسرح «كازينو لبنان» بصفته عرّيفاً لحفل مهرجان «إضافة»، وهو نشاط سنوي ينظمه سام سعد لتكريم أصحاب الهمم الناجحين.

يعلّق حوراني: «هذا الحفل يحمل لي معنى كبيراً، خصوصاً أنه يتميز بطابع إنساني بامتياز. وأشعر بالسعادة لاختياري عرّيفاً للحفل، خصوصاً أن لدي تاريخاً حافلاً مع هؤلاء الأشخاص في أكثر من مشروع. أرى أن على الفنان أن يوظف شهرته وصورته في دعم قضايا إنسانية من هذا النوع».

يسير حوراني عكس التيار لكونه من الممثلين اللامعين في لبنان الذين يتعاملون مع مهنتهم بجدية، فيبحث دائماً عن التجدد وتقديم أدوار تضيف إلى مشواره. لا يستخف بأي شخصية يجسدها مهما كانت مساحتها صغيرة، وتقديره للعمل الإنساني نادر بين الفنانين.

وعند سؤاله عن سبب اختياره لهذا الدور، يردّ: «سبق أن تحدثنا أكثر من مرة عن أن وسائل التواصل الاجتماعي سخّفت الذوق العام وتركت أثراً سطحياً على مجتمعاتنا. ولسوء الحظ، تهين الـ(سوشيال ميديا) عقولنا ومفهوم النجاح والصدق عند الأجيال الشابة. لا شك أنها تحمل نواحي إيجابية، ولكن السلبيات كثيرة. فنانون كثيرون لحقوا بهذه الموجة، فيما آخرون حافظوا على مكانتهم الثابتة». ويستطرد: «ماذا يميز نجوم الفن عن نجوم السوشيال ميديا؟ الطرفان يتمتعان بالشهرة، ولكننا بصفتنا فنانين لدينا القدرة على التأثير في الجيل الجديد، وهو ما يجعل أصالة هذه الشهرة قيمة إضافية لنا».

ويرى حوراني أنه يتمسّك بالقيم الفنية على عكس تلك المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، ويضيف: «مع احترامي لما يقدمه نجوم السوشيال ميديا، فهم يسهمون بشكل أو بآخر في إضعاف الذوق العام».

من ناحية أخرى، يتحدّث ميشال حوراني عن مشاركته في «أيام السينما اللبنانية» في كندا، وهو مهرجان أصبح موعداً سنوياً للجاليات العربية، لا سيما اللبنانيين المغتربين، و«يشكّل فرصة لمد الجسور الثقافية بين لبنان المنتشر والمقيم».

وبجانب كل من كارلوس عازار، وكارمن لبس، وبديع أبو شقرا، سيشكل حوراني معهم كتلة فنية ينتظرها جمهور واسع. يقول: «معاً نملك رؤية موحدة تجاه الفن الحقيقي، ونعمل على الموجة نفسها لاحترام المهنة وتعزيز مكانتها».

بصفته عضواً في بلدية دير ميماس يحمل رؤية مستقبلية لتطويرها وتنميتها (ميشال حوراني)

ينطلق المهرجان في 1 أكتوبر (تشرين الأول) ويستمر حتى 6 منه، ويشارك حوراني وزملاؤه في لقاءات مباشرة مع جمهور السينما العربية. «إنها فرصة تخدم السينما اللبنانية وتقوي رصيدنا»، ويضيف أن المهرجان يضم عروضاً سينمائية ولقاءات مع الجاليات العربية، مشيراً إلى أن هذا النوع من النشاطات يحمل إيجابيات عديدة ويحقق نجاحاً ملموساً على وسائل التواصل الاجتماعي. يقول: «الجمهور في الخارج يتابعنا دائماً، وأفتخر بموقعي بصفتي فناناً لبنانياً من خلال مشاركتي في هذا الحدث، الذي أعدّه حركة دبلوماسية وثقافية تربط الوطن بالمهجر عبر السينما والتلفزيون والمسرح».

ومعروف أن «حركة مجتمع بيروت السينمائي» تقف وراء هذا النشاط، الذي يتوسّع يوماً بعد يوم، وصار المهرجان يقام في أكثر من دولة أجنبية، منها بريطانيا.

ميشال حوراني، ابن بلدة «دير ميماس» الجنوبية، هو اليوم واحد من أعضاء بلديتها. هذه البلدة، التي شهدت حرباً قاسية ودماراً العام الماضي بسبب الحرب الإسرائيلية، تحاول اليوم النهوض من كبوة فُرضت عليها. ويعمل حوراني مع باقي أبناء البلدة على إعادة نبض الحياة ووضعها مجدداً على الخريطة السياحية في لبنان.

يقول حوراني: «هذه البلدة كغيرها من بلدات الجنوب صمدت وقاست الأمرّين في أثناء الحرب، ولكننا اليوم نعمل على تنميتها سياحياً وبيئياً. وفي 12 سبتمبر، سنطلق مساراً داخلياً لهواة المشي، يتعرفون فيه على شوارع دير ميماس وأزقتها ومواقعها التراثية والثقافية. يتألف هذا المسار من 10 محطات ويستغرق التجول فيه نحو ساعة واحدة».

ويوضح حوراني: «سيستمتع الزائر بحواسه الخمس، يرى ويلمس ويشتم ويسمع ويتذوق نكهة القرية اللبنانية الأصيلة، فالرائحة الطبيعية وزقزقة العصافير والأطباق التراثية والمناظر الخلابة ستكون بانتظاره. ونحيي ذاكرة تاريخ طويل للقرية مع أبنائها المقيمين والمغتربين، كما لدي مع زملائي في البلدية رؤية واستراتيجية مستقبليتان لدير ميماس نعمل على تحقيقهما قريباً».


مقالات ذات صلة

طبق مسروق يعود إلى كامبريدج بعد 115 عاماً

يوميات الشرق قطع قرناً ليعود إلى موطنه الأول (كلية كيوس)

طبق مسروق يعود إلى كامبريدج بعد 115 عاماً

عاد طبق زخرفي كان قد سرقه طالب في جامعة كامبريدج البريطانية من قاعة الطعام قبل أكثر من مائة عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رحلة غامضة لطائر لا تُفترض به الهجرة (باراديس بارك)

فلامينغو بريطاني يظهر في فرنسا... هروب مُذهل يتحدّى قصَّ الريش

كانت أنثى الفلامينغو، البالغة 4 أشهر، قد طارت في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، رغم قصّ ريشها، من حديقة الحيوان المحاطة بالأسوار في كورنوال...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يتضمن المعرض 3 أقسام محورها الحفاظ والترميم والمشاركة (الجهة المنظمة)

معرض «بيروت المرفأ»... مشاركة في إعادة إعماره

يهدف معرض «بيروت المرفأ» إلى وضع الرأي العام في تماس مباشر مع مشروعات إعادة إعمار المرفأ.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يتم تعطيل الحافلات الكهربائية الصينية الصنع على الطرق (هيئة النقل في لندن)

هل تعطَّل حافلات لندن الشهيرة عن بُعد؟

فتحت الحكومة البريطانية تحقيقاً واسع النطاق بعد ما اكتشفت النرويج إمكانية «إيقاف أو تعطيل» شركة صينية لمركبات «يوتونغ»، حسب صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المرشد المتجهم يستاء من الزوار وجهلهم (د.ب.أ)

مرشد «متجهم» يجذب الزوار في متحف ألماني بجولات مزعجة

ذكر متحف، في إطار تحذيره من «المرشد المتجهم»، أن استياءه موجَّه نحو بعض الفنانين والأعمال التي، لو كان له القرار، لما دخلت ضمن المجموعة الفنية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

آل الشيخ يعلن انطلاق مرحلة التسميات لجوائز «جوي أواردز 2026»

تحتفي جوائز «جوي أواردز» بنجوم السينما والدراما والموسيقى والإخراج والرياضة والمؤثرين العرب (هيئة الترفيه)
تحتفي جوائز «جوي أواردز» بنجوم السينما والدراما والموسيقى والإخراج والرياضة والمؤثرين العرب (هيئة الترفيه)
TT

آل الشيخ يعلن انطلاق مرحلة التسميات لجوائز «جوي أواردز 2026»

تحتفي جوائز «جوي أواردز» بنجوم السينما والدراما والموسيقى والإخراج والرياضة والمؤثرين العرب (هيئة الترفيه)
تحتفي جوائز «جوي أواردز» بنجوم السينما والدراما والموسيقى والإخراج والرياضة والمؤثرين العرب (هيئة الترفيه)

أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، الثلاثاء، انطلاق مرحلة التسميات لجوائز صنّاع الترفيه «جوي أواردز 2026»، التي تعدّ الأرقى والأضخم في المنطقة.

ويمكن للجمهور خلال هذه المرحلة تسمية النجوم والأعمال المفضلة لديهم عبر تطبيق «جوي أواردز»، المتوفر على «آب ستور»، و«غوغل بلاي»، وسيجري اختيار أعلى أربعة مرشحين في كل فئة للانتقال إلى المرحلة التالية.

وأتيح للجمهور إمكانية إضافة أعمال أو أسماء جديدة في حال لم تكن مدرجة ضمن القائمة المقترحة، بشرط أن تكون الأعمال عُرضت خلال عام 2025، والنجوم حققوا إنجازات بارزة خلال العام ذاته، مما يجعل عملية الترشيح أكثر شمولية ومرونة.

ويعدّ حفل توزيع جوائز «جوي أواردز 2026» أحد أهم وأبرز الأحداث الفنية والترفيهية في الشرق الأوسط، ويحتفي بنجوم السينما والدراما والموسيقى والإخراج والرياضة والمؤثرين العرب.

ويُقام الحفل، الذي تستضيفه العاصمة السعودية بمنطقة «Anb أرينا»، في 17 يناير (كانون الثاني) 2026، تحت مظلة «موسم الرياض»، وبالشراكة مع مجموعة «إم بي سي» التي ستتولى بثّه مباشرة عبر قنواتها الفضائية ومنصة «شاهد».


«الشرق» تحتفي بـ5 سنوات من النمو والريادة

من احتفاء مقر شبكة «الشرق» في الرياض بمرور 5 سنوات على انطلاقتها
من احتفاء مقر شبكة «الشرق» في الرياض بمرور 5 سنوات على انطلاقتها
TT

«الشرق» تحتفي بـ5 سنوات من النمو والريادة

من احتفاء مقر شبكة «الشرق» في الرياض بمرور 5 سنوات على انطلاقتها
من احتفاء مقر شبكة «الشرق» في الرياض بمرور 5 سنوات على انطلاقتها

تحتفي شبكة «الشرق»، التابعة لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)»، بخمس سنوات على انطلاقتها، في محطة فارقة من مسيرتها أعادت خلالها رسم ملامح الإعلام العربي ورسّخت معايير جديدة للثقة والابتكار والسرد الخبري في المنطقة.

ومنذ انطلاق بثّها الأول في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، تطوّرت «الشرق» من قناة مخصصة للأخبار الاقتصادية إلى شبكة الأخبار متعددة المنصات الرائدة في العالم العربي، وأصبحت اليوم خدمة الأخبار الاقتصادية الأكثر متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة، وحصدت أكثر من 260 جائزة دولية تقديراً لتميزها التحريري وإبداعها وجودة إنتاجها.

وأُطلقت «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» في ذروة جائحة كورونا، حاملة رسالة واضحة: تقديم المعلومة الدقيقة رغم الارتباك العالمي السائد. ومن خلال شراكتها مع «بلومبرغ»، أرست معياراً جديداً للصحافة الاقتصادية العربية؛ إذ جمعت بين عمق الخبرة العالمية والبصمة الإقليمية لتزويد صانعي القرار والمستثمرين بالمعلومة الدقيقة في وقت كانت الحاجة فيها إلى الموثوقية أكثر من أي وقت مضى.

من جانبها، قالت جمانا الراشد، الرئيس التنفيذي للمجموعة: «بدأت (الشرق) برؤية طموحة لبناء العلامة الإخبارية العربية الأكثر موثوقية»، مضيفة: «واليوم أصبحت نموذجاً يُحتذى للإعلام والصحافة العربية القادرة على المنافسة عالمياً – مستنداً إلى البيانات، رقمية في جوهرها، وقريبة من جمهورها».

وأكدت الراشد أن «(الشرق) تمثل أحد أبرز إنجازات تحول المجموعة، وتجسّد إيماننا بأن مستقبل الإعلام ينتمي لأولئك الذين يبتكرون ويقصّون القصص التي تُلهم».

بدوره، قال مايكل بلومبرغ، مؤسس «بلومبرغ إل بي» و«بلومبرغ للأعمال الخيرية»: «لقد رسّخت (اقتصاد الشرق مع بلومبرغ) مكانتها كمنصة رائدة في تقديم أخبار الأعمال الموثوقة والمعتمدة على البيانات في الشرق الأوسط، ومن خلال شراكتنا بات بإمكان ملايين الأشخاص الوصول إلى أخبار أساسية ومهمة باللغة العربية».

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، تطوّرت هذه المهمة لتصبح منظومة متكاملة من المعلومات والرؤى والابتكار، مما رسّخ مكانة «الشرق» كقناة الأعمال الأولى متعددة المنصات في المنطقة.

فمن «الشرق للأعمال» و«الشرق للأخبار» إلى «الشرق الوثائقية» و«الشرق ديسكفري» و«راديو الشرق مع بلومبرغ» ومنصّة المشاهدة عند الطلب «الشرق NOW»، لتصبح «الشرق» حاضرة على كل شاشة ومنصة، تعكس كيف يعيش الجمهور المعاصر تجربته الإخبارية اليوم.

ولا تقتصر إنجازات «الشرق» على الانتشار فحسب؛ ففي السعودية تتصدر الشبكة المركز الأول في «متوسط الوقت اليومي للمشاهدة» بين جميع قنوات الأخبار، كما حصدت الشبكة تقديراً واسعاً من منصّات دولية مرموقة، من بينها «جوائز نيويورك للتلفزيون والسينما» و«منتدى الإعلام العربي». وتم منحها لقب «شركة تيلي للعام» للسنة الثانية على التوالي، في تأكيد واضح على ريادتها الإبداعية في مجال السرد التلفزيوني والرقمي.

من ناحيته، قال الدكتور نبيل الخطيب، مدير عام الشبكة: «حين أطلقنا (الشرق) وسط أزمة عالمية، قطعنا وعداً لجمهورنا بأن تكون رسالتنا الوضوح في زمن الضبابية»، مضيفاً: «وبعد خمس سنوات، لا يزال هذا الوعد هو جوهر عملنا اليومي. تعمل قاعة التحرير في جغرافيات متعددة – من الرياض ودبي إلى القاهرة وواشنطن وسنغافورة – بنبض تحريري واحد يضع الدقة والسياق والمصداقية في مقدمة أولوياته».

ويرى الخطيب أن «السنوات الخمس المقبلة هي مرحلة ترسيخ أوسع للعلاقة مع الجمهور، وبناء أدوات أكثر ذكاءً ومحتوى أكثر تأثيراً، ونظام إعلامي أكثر ديناميكية يتماشى مع وتيرة التغيير في العالم من حولنا».

ومن تغطية محطات مفصلية مثل طرح «أرامكو» وإصلاحات «رؤية السعودية 2030»، إلى الأحداث العالمية الكبرى كقمم العشرين و«كوب» والانتخابات الأميركية، واصلت «الشرق» تقديم تغطية متوازنة تربط التطورات الدولية بالسياق الإقليمي.

وخلال اللحظات الإخبارية الكبرى، ارتفعت نسب المشاهدة بأكثر من 60 في المائة، فيما يقضي الجمهور اليوم أكثر من ساعتين يومياً في التفاعل مع محتوى «الشرق».

وتواصل «الشرق للأعمال مع بلومبرغ» احتفاظها بأكثر من 50 في المائة من الحصة الإقليمية على المنصّات الرقمية والاجتماعية في مجال الأخبار الاقتصادية باللغة العربية، مما يعزّز مكانتها كمنصّة رائدة في السوق.

وبينما تحتفي الشبكة بمرور خمس سنوات على انطلاقتها، تؤكد «الشرق» مجدداً رسالتها: أن تُقدِّم الخبر بدقة، وتمكّن الجمهور من الفهم العميق.


مصر لتوثيق التراث الثقافي غير المادي بسيناء

دير سانت كاترين بجنوب سيناء (الهيئة العامة للاستعلامات المصرية)
دير سانت كاترين بجنوب سيناء (الهيئة العامة للاستعلامات المصرية)
TT

مصر لتوثيق التراث الثقافي غير المادي بسيناء

دير سانت كاترين بجنوب سيناء (الهيئة العامة للاستعلامات المصرية)
دير سانت كاترين بجنوب سيناء (الهيئة العامة للاستعلامات المصرية)

ضمن خطة أطلس المأثورات الشعبية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية لتوثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي، أوفدت الهيئة بعثة ميدانية إلى محافظة شمال سيناء، لتوثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي بالمحافظة.

البعثة التي ترأستها الدكتورة الشيماء الصعيدي، مديرة إدارة أطلس للمأثورات الشعبية، يشارك بها نخبة من الباحثين المتخصصين، وتشمل جولات بمدينتي العريش وبئر العبد لرصد وتوثيق عناصر التراث المحلي، والتعرف على أشهر العادات والتقاليد والحرف والفنون الشعبية التي تعكس الذاكرة الثقافية الأصيلة لأهالي سيناء.

وتستمر أعمال البعثة حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، في إطار خطة هيئة قصور الثقافة لحصر عناصر التراث الشعبي وإدراجها ضمن قاعدة بيانات لتصبح «جزءاً من الهوية الثقافية وامتداداً لذاكرة المجتمع المحلي»، وفق بيان للهيئة، الثلاثاء.

بعثة أطلس المأثورات الشعبية في شمال سيناء (وزارة الثقافة المصرية)

وكانت هيئة قصور الثقافة قد أوفدت بعثتين ميدانيتين سابقتين خلال الفترة الماضية؛ الأولى في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى محافظة جنوب سيناء، شملت جولات داخل قرية الجبيل، ووادي فيران، وعيون موسى، وحمام موسى، وجبل سانت كاترين، لتسجيل عناصر التراث غير المادي في تلك المناطق، وكذلك المعتقدات المرتبطة بالأولياء والقديسين في جنوب سيناء.

بينما كانت البعثة الثانية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمحافظة مطروح، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، وشملت توثيق مظاهر الموروث الثقافي بمحافظة مطروح، ومنها مهنة الرعي، والشعر النبطي، والتاريخ الشفاهي للبادية، والأداء الجماعي للأغاني الشعبية المتوارثة.

ويقول الباحث في التراث الشعبي، شهاب عماشة، عضو البعثة بشمال سيناء، إن «الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية معنية بجمع وتوثيق التراث غير المادي، والجولة التي قمنا بها في شمال سيناء، ومن قبلها بعثة بمنطقة الطور في جنوب سيناء قائمة على توثيق العادات والتقاليد السيناوية، بالإضافة إلى الأدب البدوي بكل أنواعه، منها الشعر النبطي، والحكاية الشعبية البدوية، ثم الأزياء السيناوية والرعي»، ويضيف عماشة لـ«الشرق الأوسط»: «كما نرصد العديد من الأمور المتعلقة بالموروث السيناوي وما يطرح منه في الحياة اليومية، وهل ما زالت العناصر أو التيمات التراثية قائمة حتى اليوم في الشارع السيناوي أم لا؟».

بعثة أطلس المأثورات الشعبية في شمال سيناء (وزارة الثقافة المصرية)

ولفت إلى أن البعثات التي تقوم بجمع وتوثيق التراث الشعبي اللامادي تضم أعضاء متخصصين في هذا المجال، وتابع: «مهمتهم الرصد أولاً من خلال اللقاءات الميدانية مع الإخباريين أو المصادر من أبناء الشمال أو الجنوب»، وأكد أن البعثة الأولى التي كانت في جنوب سيناء «كانت ثرية للغاية وجمعت نحو 25 غيغا بايتس من المواد المرتبطة بالعادات والتقاليد»، وفق قوله.

أما البعثة الأخرى التي تستمر 11 يوماً فتجولت بين العريش وبئر العبد والشيخ زويد وقاطية، لتجمع المادة التي تصب جميعها في الأرشيف الأطلسي، ويوضح البحث في التراث الشعبي أن «الهدف الأساسي منها هو الحصر والتوثيق قبل مرحلة النشر»، لافتاً إلى أن إدارة أطلس المأثورات الشعبية سبق أن نشرت عدة إصدارات من بينها «أطلس الخبر» و«أطلس الموسيقى الشعبية»، وأخيراً «أطلس الفخار»، وتستعد لنشر «أطلس الحرف»، وأكد أن «أكثر المواد التراثية التي تم جمعها من شمال سيناء كانت عن الحرف التراثية، وعلى رأسها ما يتعلق بالزي السيناوي والرعي».