لـ7 سنوات، كانت إوزة بعين واحدة تُدعى «بيلي» تتمايل في ساحات المنازل وعلى الأرصفة في حيّ سكني بمدينة باتون روج في ولاية لويزيانا الأميركية، مُرحِّبةً بالسكان الذين عرفوا اسمها، وكانت تعيش كل يوم كأنه عيد «الهالوين».
«بيلي»، التي لم تكن قادرة على الطيران ووصلت إلى الحيّ من دون تفسير، سرعان ما أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المكان - تميمة الحي.
وفي هذا السياق، نقلت «سي بي إس نيوز» عن راشيل جاكسون، وهي من السكان القدامى، قولها: «لقد كانت تميمتنا. أعني، الجميع هنا يعرف (بيلي). لا نعرف من أين جاءت. لقد ظهرت هنا فجأة».
كان روتين «بيلي» اليومي يشمل زيارة منازل متعدّدة للحصول على الطعام، خصوصاً الخبز الدافئ الذي كان الجيران يسخّنونه لها في الميكروويف. ولم يكن كثير من السكان يدركون أنها كانت تقوم بجولات على كل منزل في الحيّ. وقالت آمي واليس، صديقة «بيلي»: «من المثير للاهتمام أنها كانت تقوم بخدعة للحصول على الحلوى من كلّ منزل في الحيّ، ولم نكن جميعاً نعلم بذلك».
كانت واليس تطلق صافرة لـ«بيلي» كلّ صباح، فتردّ الإوزة عليها. ومع الوقت، طوّرتا معاً شكلاً خاصاً من التواصل.
تابعت واليس: «كانت (بيلي) مثل طفل صغير آخر. كانت تحاول التحدُّث. كانت تصدر صوت (صفير) لك، وأنت تردّ عليها بالمثل».
ولم تكن «بيلي» مجرّد وجه مألوف، وإنما عملت أيضاً «وصيّة» على المجتمع. حتى إنها كانت تراقب بطّات الحيّ: «إيفي»، و«إيلي»، و«إيمي».
قالت جاكسون: «كانت (بيلي) تُرى وهي تسبح مع صغار ليست صغارها؛ لأن الأهل كانوا بحاجة إلى استراحة، كأنها تقول: (حسناً، سأقوم بواجب المربية)».
وثِق السكان بها بما يكفي للسماح لها بالتفاعل بحرّية مع أطفالهم، مما أكسبها في النهاية لقب «الأم الإوزة» للحيّ.
علَّقت جاكسون: «لقد كانت نوراً ساطعاً بالنسبة إلينا. اهتمام الجميع وتعلّقهم بها أمران مُبهجان بحق. وقد أظهر لي ذلك مدى تأثيرها في حياة كثيرين».
عندما تعرَّضت «بيلي» لهجوم الشهر الماضي، على الأرجح من تمساح، هرع الجيران بها إلى مستشفى بيطري قريب. لكن الأطباء البيطريين قرَّروا إنهاء حياتها رحمة بها.
أثار نفوقها سيلاً من الذكريات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كاشفة عن مدى عمق اندماجها في نسيج الحيّ.
قالت بريتا لايز، وهي صديقة أخرى لـ«بيلي»: «بعد نفوقها، كان هناك كثير من الأشخاص الذين نشروا كلمات على وسائل التواصل، ورأيت كم أحبَّها الناس. وفي معظم الأوقات، قد تظنّ أنها مجرد إوزة عشوائية في الحيّ، وربما مصدر إزعاج لكثيرين، لكنها في الواقع لم تكُن كذلك قط».
أقام المجتمع نصباً تذكارياً واحتفلوا بحفل وداع عند غروب الشمس تكريماً لـ«بيلي»، مع عبارة «بيل-ريتاس». كما ركَّبت واليس نصباً تذكارياً معدنياً دائماً كُتِب عليه: «(بيلي)، المحبوبة إلى الأبد».


