نتفق جميعاً على أن الإنترنت مستودعٌ لا ينضب للمعلومات. لكن بحثاً جديداً من جامعة كارنيغي ميلون (CMU) وجد أنه في بعض الحالات، قد يُعيق البحث على «غوغل» جلسة جيدة لشحذ الأذهان، بل ويُعيق الإبداع، كما كتبت جينيفر ماتسون(*).
تجربة بالإنترنت ومن دونها
في الدراسة الحديثة التي نُشرت في مجلة Memory & Cognition المتخصصة بدراسات الذاكرة والإدراك، طلب الباحثون من المشاركين التفكير في طرق جديدة لاستخدام واحد من عنصرين شائعين - درع أو مظلة - سواءً مع أو من دون اتصال بالإنترنت.
وفي بعض التجارب، أتيح للمشاركين الوصول إلى بحث «غوغل». لكن في تجارب أخرى، لم يتمكنوا من استخدام محرك البحث.
ومن بين المجموعات، توصل المشاركون الذين كانت لديهم إمكانية الوصول إلى «غوغل»، في الغالب، إلى نفس الإجابات الشائعة، وغالباً بنفس الترتيب.
وأوضح داني أوبنهايمر، الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ في قسم العلوم الاجتماعية وعلوم القرار بجامعة كارنيغي ميلون، قائلاً: «هذا لأنهم اعتمدوا على (غوغل)، بينما توصل المشاركون غير المستخدمين لـ(غوغل) إلى إجابات أكثر وضوحاً وتميّزاً».
حلول مبتكرة من دون الحاجة إلى الإنترنت
بمعنى آخر، وجد الباحثون أنه بينما قد يتعزز الإبداع الفردي من خلال الوصول إلى الإنترنت، فإن المجموعات تُقدم حلولاً مبتكرة أقل عند توفرها، مما يشير إلى أن الوصول إلى الإنترنت قد يُقيد طلاقة الإبداع الجماعي.
بعبارة أخرى: «التفكير خارج الإطار المألوف يعني التفكير خارج نطاق محرك البحث».
إجابات مشابهة بدلاً من أخرى جديدة
قد يكون هذا مثالاً على «تأثيرات التعلق بفكرة معينة»، حيث يحث تقديم وعرض حلول محتملة إلى المشاركين على أن يفكروا في إجابات متشابهة، ولكنه يمنعهم أيضاً من التفكير في إجابات جديدة أو مختلفة.
الإنترنت يغير طريقة تفكير الناس
قال أوبنهايمر إنه يجب علينا تقبّل حقيقة أن الوصول إلى الإنترنت يُغيّر طريقة تفكير الناس وطريقة حلهم للمشكلات، ولكن بدلاً من حظر محركات البحث، علينا أن نتعلم كيفية استخدامها بشكل أفضل. وأضاف: «الإنترنت لا يُضعفنا، ولكن قد نستخدمه بطرق غير مفيدة».
ويعتقد أوبنهايمر ومارك باترسون، المؤلف المشارك في الدراسة والأستاذ المساعد في قسم العلوم الاجتماعية وعلوم اتخاذ القرار بجامعة كارنيغي ميلون، أن استراتيجيات هندسة الاستجابة السريعة المختلفة قد تُؤدي إلى نتائج مختلفة، بل وأفضل.
اشحذ ذهنك قبل التوجه إلى «غوغل»
وقال باترسون: «نأمل أن نتمكن، من خلال دراسة كيفية تفاعل الفكر البشري مع استخدام التكنولوجيا، من إيجاد طرق للاستفادة القصوى من الإنترنت مع تقليل العواقب السلبية».
ونصيحتهما: بادر ببعض الشحذ الذهني قبل اللجوء إلى الإنترنت.
* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».







