غانا: لمحة عن ثقافة جنائزية مفعمة بالفرح

توابيت مُصمَّمة على شكل حذاء رياضي من «نايكي»

نجار يعمل على توابيت ملونة وغير عادية تُمثل حياة المتوفى (غيتي)
نجار يعمل على توابيت ملونة وغير عادية تُمثل حياة المتوفى (غيتي)
TT

غانا: لمحة عن ثقافة جنائزية مفعمة بالفرح

نجار يعمل على توابيت ملونة وغير عادية تُمثل حياة المتوفى (غيتي)
نجار يعمل على توابيت ملونة وغير عادية تُمثل حياة المتوفى (غيتي)

عندما تطأ قدماك الورشة المتواضعة لإيريك كباكبو أدوتي، الواقعة على أطراف العاصمة الغانية أكرا، لا يمكن لعينيك تفويت ذلك التابوت الضخم، المُصمَّم على شكل هاتف «نوكيا» القديم، أو تلك التصاميم الغريبة الأخرى المتراصة في الزوايا، حسب صحيفة «الإندبيندنت» البريطانية.

فعلى هذا الطريق المزدحم، بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي في غانا، يعمل إيريك وفريقه الصغير من الحرفيين يومياً، وسط رطوبة خانقة، لتحقيق الأمنيات الإبداعية لأصحابها.

ويقول إيريك، وهو يتنقل بين تابوت على شكل حذاء رياضي من «نايكي»، وآخر على شكل سمكة وردية بتفاصيل دقيقة: «في معظم الأحيان لا يبكي الناس عندما يرون هذه التوابيت». ويضيف وسط أصوات الطرق، ونشر الخشب، التي تملأ المكان: «ينسون أن هناك جثة داخل التابوت، فالكل ينشغل بالتصميم، والفن، والشكل... وهنا تتغير الأجواء تماماً».

صحيح أن زيارة صانع توابيت قد لا تكون من بين أولويات كثير من المسافرين، لكنها تستحق أن تكون كذلك إذا زرت غانا، ففي هذه الدولة النابضة بالحياة في غرب أفريقيا، لا يُحزن الموت بالطريقة التقليدية التي قد نتوقعها جميعاً، بل يُحتفى به من خلال طقوس ملونة تعجّ بالموسيقى والرقص، وقد تستمر لعدة أيام.

ومن التقاليد الفريدة التي أصبحت جزءاً من الثقافة الجنائزية الغانية، استخدام «التوابيت الخيالية» التي تنقل الموتى إلى الحياة الآخرة، مثل تلك التي يصنعها إيريك منذ أكثر من 25 عاماً.

وتُعرف هذه التوابيت محلياً باسم «أبيبّو أديكاي»، أي التوابيت الرمزية، وتُستخدم بشكل رئيسي من قبل شعب «غا»، أحد المجموعات العرقية في غانا، منذ خمسينات القرن الماضي تقريباً. وغالباً ما تُصمم هذه التوابيت لتعكس مهنة المتوفى، أو ترمز إلى العمل الذي سيواصل القيام به في الحياة الآخرة، مثل حبة كاكاو لمزارع الكاكاو، أو سمكة لصياد.


مقالات ذات صلة

شابٌ يُنصفه القضاء بعد عامين من الجحيم في مطعم فاخر

يوميات الشرق تتحقّق العدالة ولو بعد حين (إنستغرام)

شابٌ يُنصفه القضاء بعد عامين من الجحيم في مطعم فاخر

حكمت هيئة محلَّفين في هونولولو بأنّ كازوتومو روبرت، مالك مطعم «مارغوتو»، مُلزَم بأن يدفع 3.15 مليون دولار لموظّف سابق اعتدى عليه رئيس الطهاة يوهي ياغيشيتا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الشوكولاته طعام «مريح» يرتبط بالذكريات الجميلة (رويترز)

«اشتهاء الشوكولاته»... رسالة من جسمك ليخبرك بأشياء معينة... ما هي؟

قد يشعر الإنسان بأنه يشتهي الشوكولاته لأسباب مثل الجفاف أو التوتر أو التعب... فلماذا تشعر إذن باشتهاء الشوكولاته؟ وما الرسائل التي يريد جسمك نقلها إليك وقتها؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق بقايا الشجرة التي هزّت بريطانيا... الآن يمكن احتضانها (غيتي ومتنزه نورثمبرلاند الوطني)

نُصب فنّي يُحيي ذاكرة الشجرة التي أبكت بريطانيا

تقرَّر عرض جزء من شجرة «سيكامور غاب» ذات الشهرة العالمية، التي قُطعت بطريقة غير قانونية قبل نحو عامين، في مقاطعة نورثمبرلاند البريطانية، وذلك بشكل دائم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ستلمع كأنها لم تسقط يوماً (غيتي)

«مولان روج» يدور من جديد: المراوح تعود إلى سماء باريس

بعد 14 شهراً من سقوطها العرضي، تعاود مراوح ملهى «مولان روج» الدوران لتحيي بذلك تقليداً عمره أكثر من 135 عاماً جعل من هذا الملهى الشهير نقطة جذب سياحية في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق قدّمت ماجدة الرومي مجموعة من أغانيها الشهيرة (الشرق الأوسط)

ماجدة الرومي توقظ العاصمة من كبوتها وتشعل الأجواء طرباً

لأني من الحلو والمُرّ، ومن الدمعة والبسمة، تعلّمت كيف أكون إنسانة.

فيفيان حداد (بيروت)

أكوام من الأرز تُجسّد البشر... والناس يضحكون ويبكون

البشر... حبَّات أُرز (فيسبوك)
البشر... حبَّات أُرز (فيسبوك)
TT

أكوام من الأرز تُجسّد البشر... والناس يضحكون ويبكون

البشر... حبَّات أُرز (فيسبوك)
البشر... حبَّات أُرز (فيسبوك)

يواصل معرض يتخيَّل إحصاءات السكان البشريين في أكوام من الأرز بأحجام مختلفة، رحلته العالمية بتوقّفه في مقاطعة سوري بجنوب شرقي إنجلترا.

وتجوَّل معرض «من الناس كافة في جميع أنحاء العالم» في أستراليا، والبرازيل، والولايات المتحدة الأميركية؛ وهو يتكيّف مع كل موقع وجمهور.

في هذا السياق، نقلت «بي بي سي» عن المدير الفنّي لفرقة «ستانز كافيه»، جيمس ياركر، قوله: «نستكشف العالم من خلال الإحصاءات».

وأُقيم المعرض للمرّة الأولى عام 2003، ومنذ ذلك الحين، يتنقّل مرات عدّة في كلّ عام.

يمكن أن تشمل الإحصاءات الموضَّحة في أكوام الأرز الموسومة عدد سكان البلدات والمدن، وعدد الأطباء، وعدد الأشخاص الذين يُولدون كل يوم، وغير ذلك.

وأضاف ياركر: «الأمر المُذهل هو أنّ الاستجابة متشابهة تقريباً في كلّ مكان. هناك لمحة إنسانية حقيقية وأصيلة وراء العرض، وهو ينجح لأنّ الناس يتعاطفون بعضهم مع البعض الآخر؛ لذا ترى قصص البشر الآخرين في العرض».

وتابع: «قد يبدو الأمر سخيفاً، لكنك ترى الناس يضحكون ويبكون بمجرّد النظر إلى حبّات الأرز».

افتُتح المعرض، الجمعة، بالقاعة الكبرى، في «فارنهام مالتينغز»، ويستمر حتى الثلاثاء.

بدورها، قالت الفنانة ليكسي ووكر، خلال إعداد المعرض في فارنهام، إنه بالنسبة إلى السكان الأكثر عدداً، يُوزن الأرزّ، بحيث يمثّل نحو 60 شخصاً في غرام واحد منه.

وأضافت: «يمكن أن يكون الأمر صعباً جداً. إذا كان عدد السكان قليلاً، فقد أُضطر إلى عدّهم جميعاً يدوياً. أفضل شيء هو مدى تأثّر الجميع عندما يأتون لرؤية هذا المعرض».

أما الرئيس التنفيذي لـ«فارنهام مالتينغز»، بيتر غلانفيل، فقال: «لقد جابت هذه التركيبات الفنّية أنحاء العالم. وبالإضافة إلى الإحصاءات العالمية، فهي محلّية جداً، لذا نأمل أن تكون هناك بعض الإحصاءات المثيرة للاهتمام حول بعض الأماكن في مقاطعة سوري أيضاً».