تمكنت البعثة الأثرية المصرية - الكندية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة أونتاريو، من تحديد هوية صاحب مقبرة «كامب 23» بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر (جنوب مصر)، والتي تم الكشف عنها في سبعينات القرن الماضي.
ووفق الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فإنه على الرغم من معرفة المقبرة من قبل، لم يستطع علماء الآثار تحديد هوية صاحبها وألقابه، ومن خلال أعمال الحفائر التي قامت بها البعثة المصرية - الكندية خلال الفترة الماضية، تم التعرف على هوية صاحب المقبرة، وأنها تخص شخصاً يُدعى «آمون مس»، عمدة مدينة طيبة خلال عصر الرعامسة، كما تم التعرف على عدد من ألقابه.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى أن هذه البعثة هي أول بعثة تعمل داخل المقبرة منذ اكتشافها في سبعينات القرن الماضي، مؤكداً استمرار أعمال الحفائر ودراسة النقوش بالمقبرة لمعرفة المزيد من المعلومات حول صاحب المقبرة ودوره في التاريخ المصري القديم.
واعتبر شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، هذا الكشف «خطوة جديدة» تُضاف إلى سجل إنجازات البعثات المصرية - الأجنبية المشتركة العاملة في مصر، ويعكس عمق التعاون العلمي المثمر مع المؤسسات الأكاديمية العالمية.
وأضاف أن هذا «الكشف يمثل إضافة نوعية لفهمنا لحياة كبار المسؤولين في الدولة المصرية القديمة».
وأكد محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن هناك العديد من القطع الأثرية والنقوش التي تم الكشف عنها من قبل في أماكن متفرقة بالبر الغربي بالأقصر تحمل ألقاباً أخرى لشخص يُدعى «آمون مس»، من بينها «مستشار الملك»، و«الأب الإلهي لآمون»، و«جامع الضرائب»، و«رئيس خدمة المحاجر لبعثة الملك رمسيس الرابع إلى وادي الحمامات».
ورغم ذلك يقول عبد البديع إنه لم يتم حتى الآن التأكد من أن هذه الألقاب تخص صاحب المقبرة «Kampp23» أو هي لشخص آخر يحمل الاسم نفسه.
وقالت الدكتورة كيسي كيركباتريك رئيسة البعثة من الجانب الكندي، إن البعثة مستمرة في أعمالها للكشف عن المزيد حول صاحب المقبرة، معربة عن آمالها أن تحسم مواسم الحفائر القادمة للبعثة الجدل حول شخصية صاحب المقبرة.
وأوضح عبد الغفار وجدي، رئيس البعثة من الجانب المصري، أن هناك بعض الأدلة على إعادة استخدام المقبرة فيما بعد؛ إذ عثرت البعثة على بقايا من الجص الملون الذي يغطي النقوش على الجدران المشيدة من الحجر الجيري، وبقايا جانبَي المدخل الرئيسي المشيد من مواد مختلفة، وأجزاء من بعض اللقى الأثرية كتماثيل الأوشابتي.
وتتميز المقبرة بأنها منحوتة في الصخر ولها فناء مفتوح محاط من ثلاث جهات ببقايا جدران من الطوب اللبن، وبقايا صرح كبير من الطوب اللبن على الجانب الشرقي، كما يحيط بمدخل المقبرة نيشتان محفورتان في الجدران.
ويشبه التخطيط المعماري للمقبرة تخطيط مقابر عصر الرعامسة على شكل حرف «T»، وبها دهليز يؤدي من المقصورة إلى حجرة الدفن، كما تضم تماثيل منحوتة في الصخر في الصالة المستعرضة والمقصورة.