سميحة أيوب: أرفض الاعتزال... وحنان مطاوع الأنسب لتقديم سيرتي

الفنانة المصرية لـ«الشرق الأوسط»: شائعات مرضي يُروِّجها مغرضون

الفنانة سميحة أيوب في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي (صفحتها على «فيسبوك»)
الفنانة سميحة أيوب في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي (صفحتها على «فيسبوك»)
TT

سميحة أيوب: أرفض الاعتزال... وحنان مطاوع الأنسب لتقديم سيرتي

الفنانة سميحة أيوب في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي (صفحتها على «فيسبوك»)
الفنانة سميحة أيوب في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي (صفحتها على «فيسبوك»)

أبدت الفنانة المصرية سميحة أيوب، الملقبة بـ«سيدة المسرح العربي»، استياءها من انتشار شائعات عن مرضها خلال الأيام الأخيرة، ووصفتها بـ«المغرضة»، نظراً لاستدعاء مروِّجي الشائعات إصابتها بمرض السرطان قبل 25 عاماً.

وأكدت أيوب في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها تتمتع بصحة جيدة، ولم تتعرَّض لأي إصابات، وتعيش حياتها في هدوء. وعن إصابتها قبل 25 عاماً بالمرض نفسه، قالت: «حتى إن كنتُ أُصِبتُ بالمرض سابقاً، فما الذي جعلهم يربطون هذا بذاك؟ وما المبرر للنبش في حياة الناس والحديث عن أمور خاصة لن تعود بالنفع على أحد؟».

وتصف الفنانة المصرية مروِّجي شائعة إصابتها بالسرطان، بأنهم «مغرضون يحملون بداخلهم كثيراً من الشَّر والكره والحقد»، وتساءلت: «ما الذي عاد عليهم نتيجة هذه الشائعة السخيفة التي تؤلم الروح وتُرهق النفس؟».

وأشارت إلى أن محترفي ترويج الشائعات والمعلومات الخاطئة يتعمدون «التلطيش» في أسماء فنية عريقة أثْرت الساحة الفنية بأعمال لا تزال راسخة في أذهان الناس وشكَّلت وجدانهم، وهذا أمر مرفوض ولا يمكن تقبُّله.

ونفت سميحة أيوب ما أُشيع عن اعتزالها الفن، موضحة أن «ذلك لم ولن يحدث مهما حصل، فأنا عاشقة للفن ورسالته التنويرية التي تُضيف لحياة الناس بكل الطرق والأساليب الممكنة، لكنني في مرحلة عمرية لا يمكنني خلالها تجسيد شخصيات فنية بشكل عشوائي»، لافتةً إلى أنه لا بد من اختيار أدوار بعينها مكتوبة بحرص، تلائم شخصيتها وتاريخها الطويل واسمها الفني.

وقالت: «في هذه المرحلة العمرية، أحتاج إلى تقديم أعمال ذات قيمة فنية عميقة، لكن مسألة الوجود بشكل دائم لا تعنيني، فقد قدَّمت شخصيات متنوعة خلال مشواري الفني، وشاركت في كثير من الأعمال التي تُمثِّل علامات مميزة في المجال الفني».

وعن الوسيط الفني الأسهل والأفضل في مشوارها، قالت: «لا يوجد وسيط فني سهل؛ فالعمل في السينما والمسرح والدراما، وحتى التعبير الصوتي في الإذاعة، ليس سهلاً، بيد أن حب المهنة من شأنه التغلب على أي صعاب، وحينها يزول التعب، ويتمكن الفنان من إبراز طاقات هائلة كامنة في داخله، حتى يتمكن من التأثير في الجمهور».

سميحة أيوب تحدثت عن حال الدراما المصرية (صفحتها على «فيسبوك»)

وعن عودتها إلى المسرح مجدداً، أضافت: «المسرح حياتي، وخشبة المسرح بيتي، وإذا وجدتُ شخصية تليق بعمري، فلن أتردَّد لحظة؛ بل سأرحِّب بتقديمها بحب وشغف».

وعن رأيها في الأعمال الدرامية التي تُقدَّم حالياً، قالت: «بصراحة شديدة، حال الدراما (بعافية) - أي ليس جيداً - من واقع بعض الأعمال التي شاهدتها»، وأضافت: «من طبيعتي أنني لا أُقيِّم عملاً من دون متابعته بشكل كامل، وبعيداً عن التقييم، أرى أن الفن رسالة قوية ومباشرة، ولا بدَّ من الحرص على تقديمه بشكل جيد ومتكامل».

وعن اعتماد بعض المسلسلات على ألفاظ عدّها بعضهم خارجة ولا تليق، عدّت «سيدة المسرح العربي» أن «المؤلف هو المنوط بكتابة تفاصيل العمل، لكنني أرفض بشكل خاص تقديم ذلك، ولا يمكنني الموافقة على إطلاق ألفاظ خارجة يسمعها الناس ويعتادون عليها ويردِّدونها فيما بعد في حياتهم؛ لذلك فالأمر هنا يُقيَّم بمقياس الفنان المثقف الواعي، الذي يتمتع بشخصية قوية تُمكِّنه من الإحجام عن ذلك ورفضه بشكل صريح».

وكشفت سميحة أيوب أنها كتبت سيرتها الذاتية بنفسها، وسردت كل تفاصيل حياتها الشخصية والمهنية، موضحة: «تعمدتُ التَّطرق إلى كل شيء واجهني في الحياة، لأن كتابة السيرة تتطلَّب الصراحة والوضوح، وإلا فلا داعي لها من الأساس؛ فالفنان إنسان، وله حياته ونجاحاته ومعوقاته وغيرها من التقلبات الحياتية».

وأكدت أن سيرتها التي كتبتها عبر حكايات، تحدَّثت خلالها عن شخصيات أثّرَت في حياتها، مثل زكي طليمات، وجورج أبيض، لافتة إلى أن الفنانة حنان مطاوع، التي تحدّثت عن وعيها وموهبتها، هي الأجدر بتقديم شخصيتها في عمل درامي.

وشاركت سميحة أيوب على مدار مسيرتها في أعمال فنية كثيرة في السينما، والمسرح، والتلفزيون، والإذاعة، وأحدثها كان مسلسل «حضرة العمدة»، وفيلم «ليلة العيد».


مقالات ذات صلة

كلارا خوري: الأمومة والإنكار وهواجس المرأة جذبتني لـ«غرق»

يوميات الشرق كلارا خوري تعبر عن فخرها بمشاركتها في فيلم «صوت هند رجب» (الشرق الأوسط)

كلارا خوري: الأمومة والإنكار وهواجس المرأة جذبتني لـ«غرق»

فيلم «غرق» يسلط الضوء على تحديات الأمومة والصحة النفسية في مجتمع محافظ من خلال قصة امرأة تحاول التوازن بين حياتها وعلاج ابنها المصاب باضطراب نفسي.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق المخرج المصري أبو بكر شوقي (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

المخرج المصري أبو بكر شوقي: أبحث عن عوالم جديدة في أفلامي

قال المخرج المصري، أبو بكر شوقي، إنه يبحث دوماً عن الأفلام التي تدخله عوالم جديدة، كما في فيلميه السابقين «يوم الدين» و«هجان».

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر (مهرجان البحر الأحمر)

آن ماري جاسر لـ«الشرق الأوسط»: «فلسطين 36» يربط النكبة بالمأساة الجديدة

من العرض العالمي الأول في مهرجان تورنتو للعرض العربي الأول في النسخة الماضية من مهرجان البحر الأحمر، مروراً باختياره في «القائمة المختصرة» لجوائز الأوسكار.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة صابرين تميزت بأدوارها المتنوعة (صفحتها على فيسبوك)

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: قرار ابتعادي عن الغناء الأصعب بحياتي

أعربت الفنانة المصرية صابرين عن سعادتها بعرض أحدث أفلامها «بنات الباشا» في الدورة الأحدث لمهرجان «القاهرة السينمائي» الدولي بقسم «آفاق السينما العربية».

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق أحمد رضوان قدَّم دور ابن شقيقة أم كلثوم (الشرق الأوسط)

أحمد رضوان لـ«الشرق الأوسط»: «السِّت» لا يحمل أي إساءة لأم كلثوم

لم يكن سهلاً على ممثل شاب أن يدخل إلى عالم مغلق تحيط به هالة من الرهبة، وأن يتحرك داخله، من دون أن يقع في فخ التقليد أو المبالغة.

أحمد عدلي (القاهرة )

«أمازون» تتراجع عن خطط توصيل الطلبات بطائرات مسيّرة في إيطاليا

قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
TT

«أمازون» تتراجع عن خطط توصيل الطلبات بطائرات مسيّرة في إيطاليا

قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)

قالت شركة «أمازون»، الأحد، إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا، رغم إحرازها تقدماً جيداً مع الجهات التنظيمية في مجال الطيران، لكن القضايا التنظيمية التجارية ‌الأوسع نطاقاً ‌حالت دون إتمام ‌المشروع.

ووفقاً لـ«رويترز»، وصفت ⁠هيئة ​الطيران ‌المدني الإيطالية القرار بأنه غير متوقع، وقالت في بيان أمس السبت إن الخطوة مدفوعة بسياسة الشركة، المرتبطة «بالأحداث المالية في الآونة الأخيرة ⁠التي شملت المجموعة».

وأعلنت «أمازون» في ديسمبر ‌(كانون الأول) 2024 عن إتمام الاختبارات الأولية بنجاح لطائرات التوصيل المسيّرة في بلدة سان سالفو الواقعة في منطقة أبروتسو الوسطى.

وقالت «أمازون» في بيان لـ«رويترز»، ​الأحد: «بعد مراجعة استراتيجية، قررنا التراجع عن خططنا ⁠التجارية لتوصيل الطرود عبر الطائرات المسيّرة في إيطاليا».

وأضافت «أمازون»: «رغم المشاركة الإيجابية والتقدم المحرز مع الجهات التنظيمية الإيطالية في مجال الطيران، فإن الإطار التنظيمي الأوسع للأعمال في البلاد لا يدعم، في الوقت الراهن، أهدافنا طويلة المدى ‌لهذا البرنامج».


الخزانة البريطانية تؤمّن «نسيج بايو» التاريخي بـ800 مليون إسترليني

فنية تفحص النسيج (متحف بايو)
فنية تفحص النسيج (متحف بايو)
TT

الخزانة البريطانية تؤمّن «نسيج بايو» التاريخي بـ800 مليون إسترليني

فنية تفحص النسيج (متحف بايو)
فنية تفحص النسيج (متحف بايو)

تعتزم وزارة الخزانة البريطانية تأمين لوحة «نسيج بايو» التاريخية ضد التلف أو الضرر بقيمة نحو 800 مليون جنيه إسترليني خلال فترة إعارتها إلى المتحف البريطاني، العام المقبل. ويبلغ طول النسيج نحو 70 متراً، ويصور وقائع معركة هاستينغز عام 1066.

وتشمل التغطية التأمينية عملية النقل والتخزين والعرض للجمهور، ضمن نظام التعويض الحكومي الذي يسمح بعرض أعمال فنية ثمينة دون تكاليف باهظة، وفق «بي بي سي».

وأكدت وزارة الخزانة أن هذا النظام يحمي المؤسسات العامة من أقساط التأمين التجاري المرتفعة، ويوفر لها فرصة عرض قطع نادرة بأمان مالي كبير.

وأثار نقل النسيج جدلاً في فرنسا بسبب هشاشته وكون عمره يبلغ ألف عام، لكن المسؤولين الفرنسيين أكدوا صلاحيته للسفر، وفق معايير دقيقة. وقد قُيِّم التأمين بشكل أولي، وقُدّر بقيمة 800 مليون جنيه إسترليني، مع انتظار التقييم النهائي.

عمال ينقلون النسيج في متحف بايو (متحف بايو)

ومن المقرر عرض النسيج في قاعة معارض ساينسبري بالمتحف البريطاني من سبتمبر (أيلول) المقبل حتى يوليو (تموز) 2027، بالتزامن مع ترميم متحفه الحالي في بايو الفرنسية. ويضم العمل 58 مشهداً و626 شخصية و202 حصان، ويروي صراع ويليام الفاتح مع هارولد غودوينسون على عرش إنجلترا، ليصبح أول ملك نورماني.

ويتيح نظام التعويض الحكومي عرض القطع الفنية القيمة في المملكة المتحدة بتكلفة أقل، وقد أسهم منذ إنشائه عام 1980 في إعارة أعمال مهمة، بينها لوحة «غرفة النوم» لفنسنت فان غوخ. ووفق الاتفاق، سيُعير المتحف البريطاني قطعاً أثرية إلى فرنسا، تشمل مكتشفات أنغلو-سكسونية وقطع شطرنج لويس من القرن الـ12.


«المُلحد» على شاشات السينما المصرية أخيراً بعد تجاوز الجدل والمنع

محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
TT

«المُلحد» على شاشات السينما المصرية أخيراً بعد تجاوز الجدل والمنع

محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

يصل فيلم «المُلحد» إلى شاشات السينما المصرية بعد مسار شائك من الجدل لم يكن منفصلاً عن طبيعة العمل نفسه، ولا عن القضايا التي يقترب منها بحذر وجرأة في آنٍ واحد، فالفيلم الذي لم يعرض في موعده بصيف 2025 لأسباب «رقابية» قبل أن يحصل أخيراً على الموافقة، سيطرح بالصالات السينمائية بدءاً من الأربعاء المقبل، بعد أكثر من عام ونصف العام على الانتهاء من تصويره، وأقيم العرض الخاص له مساء السبت في القاهرة.

لا يكتفي الفيلم -الذي يقوم ببطولته أحمد حاتم، ومحمود حميدة، وحسين فهمي، وصابرين، ونجلاء بدر- بطرح فكرة الإلحاد بوصفها موقفاً فكرياً، بل يحاول تفكيك السياق الاجتماعي والنفسي الذي قد يدفع شاباً إلى هذا الخيار، واضعاً التشدد الديني في قلب هذا السياق.

أحمد حاتم وحسين فهمي في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

منذ مشاهده الأولى، يضع «المُلحد» المشاهد أمام صدام مباشر لا يحتمل التأويل. الأب «حافظ»، الذي يؤدي دوره محمود حميدة، يقرر تزويج ابنته القاصر رجلاً يكبرها في السن، وفي مواجهة هذا القرار يرفض الابن «يحيى»، الذي يجسده أحمد حاتم، هذا الزواج، ويعدّه جريمة أخلاقية قبل أن يكون خلافاً عائلياً، وحينها تتفجر أزمة بين الأب والابن لا تتوقف عند حدود الأسرة، بل تمتد سريعاً إلى جوهر الإيمان ذاته.

ومع تصاعد الصدام، يتكشف أن «يحيى» لم يعد مجرد ابن متمرد، بل شاب اختار الإلحاد بعد رحلة طويلة من القهر الفكري والتناقضات التي عاشها داخل بيت يحكمه التشدد، هنا يتحوّل الخلاف من نزاع على قرار زواج إلى مواجهة وجودية، يرى فيها الأب أن ابنه خرج عن الدين، في حين يرى الابن أن ما فُرض عليه باسم الدين لم يكن سوى قسوة وتجريد للإنسان من حقه في السؤال والاختيار.

تأخذ المواجهة منحنى أكثر قتامة حين يُهدد الأب ابنه بالقتل، لا بوصفه فعلاً إجرامياً بل «واجب» (في منطق الشخصية) لتطهير العائلة، واستعادة ما يراه حقّاً إلهياً.

في هذا السياق، يُحاول الأب أن يمنح نفسه شرعية أخلاقية عبر جلسات «الاستتابة»، فيسعى إلى إعادة ابنه إلى الإيمان قبل تنفيذ تهديده، في مشاهد تتقاطع فيها القسوة مع الادعاء، والرحمة المعلنة مع العنف الكامن.

وسط هذا التصعيد يتدخل العم، الذي يؤدي دوره حسين فهمي، شقيق الأب، بوصفه صوتاً مختلفاً داخل العائلة لا يملك حلولاً جاهزة، لكنه يكشف عبر حضوره هشاشة البناء الفكري الذي يستند إليه الأب، ويطرح نماذج أخرى في العائلة مع خلفيات تكشف مزيداً من التفاصيل الحياتية حول العائلة، وما مرت به في فترات سابقة.

حسين فهمي في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

الفيلم لا يقدم «يحيى» بوصفه بطلاً مثالياً أو مالكاً لحقيقة مطلقة، بل شخصية «مأزومة» تشكّلت عبر صراع طويل بين العقل والخوف، وبين الرغبة في الفهم والرغبة في النجاة. وفي المقابل، لا يُصور الأب شيطاناً مطلقاً، بل هو إنسان اختزل الإيمان في منظومة من الأوامر الجامدة، وفقد قدرته على رؤية ابنه إلا بوصفه مشروع خطيئة ينبغي محوها.

بطل الفيلم أحمد حاتم أكّد لـ«الشرق الأوسط» أن «الجدل المصاحب للعمل لا يقلقه بقدر ما يهمه استقبال الجمهور للعمل»، مؤكداً أن «الحكم الحقيقي لا يكون إلا بعد المشاهدة، لكونها وحدها قادرة على الرد على كل شيء، فالعمل موجّه للجمهور في الأساس، ولكل مشاهد الحق الكامل في أن يراه ويفسره بطريقته الخاصة».

وأضاف أن «حماسه للفيلم جاء من إيمانه بأنه عمل مهم يناقش فكرة نادراً ما يتم التطرق إليها في السينما المصرية، معرباً عن أمله في أن يتأثر الناس بالفيلم ويحبوه، مع ترحيبه بجميع ردود الأفعال بعد المشاهدة، سواء أكانت سلبية أم إيجابية».

وعن تجسيده شخصية «يحيى»، الشاب الذي تتشكل أفكاره في ظل بيئة دينية متشددة، كشف أحمد حاتم عن تحضيرات مكثفة سبقت التصوير، موضحاً أنه جلس لفترات طويلة في مذاكرة الشخصية، واستعان بمدرب تمثيل، بهدف الوصول إلى أكبر قدر من المصداقية، عادّاً أن «التحدي الحقيقي كان في إقناع الجمهور بالشخصية، لا في إثارة الصدمة، لأن التأثير من وجهة نظره لا يتحقق إلا إذا شعر المشاهد بأن ما يراه حقيقي وقابل للحدوث، وليس مجرد تمثيل».

الناقد السينمائي محمد عبد الرحمن يرى أن «عرض (المُلحد) يفتح علامة استفهام كبيرة حول أسباب منعه في البداية»، عادّاً أن «الفيلم يناقش قضية محددة وواضحة، تتمثل في أن التشدد الديني قد يقود إلى نتيجة عكسية هي الإلحاد أو الكفر بكل المبادئ والأديان».

الملصق الترويجي للفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف أن «الفيلم يُقدّم هذه الفكرة من خلال بناء درامي متماسك، مشيداً بما عدّه نجاح المخرج محمد العدل في إيجاد معادل بصري قوي للحوارات الفكرية التي تشبه، في كثير من الأحيان، مناظرة مستمرة بين 3 أطراف؛ التشدد، والإيمان الوسطي، والإلحاد».

ويرى عبد الرحمن أن «الفيلم لا يقع في فخ الخطابة المباشرة، بل يوظف مواقع التصوير وبناء المشاهد ليُحافظ على توتر درامي مستمر، خصوصاً بعد النصف الأول من الفيلم». وخلص إلى أن «العمل لا يُقدّم صراعاً ثنائياً مبسطاً، بل يعتمد على شبكة من الشخصيات التي تخلق توازناً داخل الحكاية، بحيث لا تتحول القضية إلى مواجهة أحادية بين أب وابن فقط».