حذاء عملاق لـ«أديداس» يركُل فوق «الأكروبوليس» يثير غضب اليونان

أثينا تقاضي «الشركة» بسبب عرض ضوئي استفزازي

حذاء من علامة «أديداس» التجارية «يركل» فوق الأكروبوليس (شايترستوك)
حذاء من علامة «أديداس» التجارية «يركل» فوق الأكروبوليس (شايترستوك)
TT

حذاء عملاق لـ«أديداس» يركُل فوق «الأكروبوليس» يثير غضب اليونان

حذاء من علامة «أديداس» التجارية «يركل» فوق الأكروبوليس (شايترستوك)
حذاء من علامة «أديداس» التجارية «يركل» فوق الأكروبوليس (شايترستوك)

تقدّمت الحكومة اليونانية بدعوى قضائية ضد عملاق الملابس الرياضية «أديداس»، بسبب عرض ضوئي مثير للجدل، اُستخدمت فيه طائرات من دون طيار، رُوّج فيه لمنتَج رياضي في سماء أثينا، حيث ظهرت صورة حذاء عملاق بدت وكأنها «تركُل» موقع الأكروبوليس الأثري، رمز الحضارة اليونانية، مما اعتُبر استخداماً تجارياً غير مصرح به لهذا المعلم التاريخي، حسب صحيفة «ميترو» اللندنية.

وتُظهر الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي طائرات من دون طيار مضيئة تشكل صورة حذاء، مع وجود قلعة أثينا القديمة في الخلفية، كما ظهر شعار الخطوط الثلاثة لـ«أديداس»، إلى جانب عبارة «Feel Fast» باستخدام الأضواء.

وقالت وزيرة الثقافة اليونانية، لينا مندوني، الجمعة، إن العرض استخدم الأكروبوليس لأغراض تجارية في انتهاك للقانون الوطني، مشيرة إلى أن ذلك حدث دون الحصول على موافقة وزارة الثقافة.

وفي تصريح لإذاعة «سكاي» المحلية، قالت مندوني: «الأمر بدا وكأن حذاء (أديداس) يركُل الأكروبوليس»، مضيفة: «لقد تم بالفعل رفع دعوى قضائية ضد المسؤولين عن ذلك».

ومن جانبها، قالت شركة «أديداس» في بيان أصدرته، إنه «قد تم الحصول على جميع التصاريح اللازمة والالتزام بها»، مؤكدة أنه «لم يتم استخدام أي صورة لنصب الأكروبوليس في الإعلان أو لأي أغراض أخرى».

وقد تولّت شركة «Essence Mediacom» تنظيم العرض الضوئي بوصفه جزءاً من حملة إعلانية لـ«أديداس». وتشير بعض التقارير إلى أن الشركة تقدمت بطلب للحصول على الإذن في 30 أبريل (نيسان) الماضي، وتمت الموافقة على العرض مقابل رسوم «لا تتجاوز 380 يورو (423 دولاراً) فقط».

وقد تم إطلاق الطائرات من دون طيار من مبنى «زابيون» الكلاسيكي الحديث، الذي تديره لجنة معينة من الدولة تحت إشراف وزارة الاقتصاد الوطنية.

وتابعت مندوني: «كان ينبغي على إدارة زابيون الحصول على موافقة وزارة الثقافة قبل منح مثل هذا التصريح»، مشيرة إلى أن هناك «انتهاكاً لقانون التراث الأثري».

ويُذكر أن القوانين التي تنظم استخدام المواقع الأثرية في اليونان، التي يعود تاريخ العديد منها إلى أكثر من 2500 عام، تُعتبر صارمة للغاية.

ويقع الأكروبوليس على تلة في أثينا، وقد تم بناؤه في عام 432 قبل الميلاد تكريماً لآلهة أثينا، ويُعد من أكثر المواقع الأثرية زيارة في العالم.

وقد اتهم حزب «باسوك» المعارض، الحكومة بالإهمال، قائلاً: «لا يمكن التعامل مع الأكروبوليس، وهو رمز عالمي للثقافة والديمقراطية، كخلفية للاستخدام التجاري».


مقالات ذات صلة

متحف لندني يفتح كنوزه «على الطلب»... الفنّ في متناول اليد

يوميات الشرق آلاف القطع تنتظر أن تُكتشف بلمسة (أ.ف.ب)

متحف لندني يفتح كنوزه «على الطلب»... الفنّ في متناول اليد

هذا المكان هو مخزن «ستورهاوس» التابع لمتحف «فيكتوريا أند ألبرت»، وهو فرع من هذا المتحف اللندني الكبير للفنون الزخرفية...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق باريس تُكرّم سمراءها اللامعة (غيتي)

آية ناكامورا... أولى صاحبات البشرة الداكنة في متحف غريفان

يرتدي تمثالها الشمعي، الذي تصفه المغنّية بأنه «من الأنجح» في المتحف، فستاناً بنّياً من تصميم جان بول غوتييه...

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)

لماذا يميل المصابون بالخرف إلى الإفراط في تناول الطعام؟

كشفت دراسة جديدة عن أن نسيان أي وجبة قد يتسبب في الشعور بالجوع المفرط، الأمر الذي قد يفسر ميل الأشخاص المصابين بالخرف إلى تناول كميات كبيرة من الطعام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق «لابوبو»... من دمية إلى ظاهرة (رويترز)

دمية «لابوبو» بحجم إنسان تُباع بمبلغ خيالي

أصبحت هذه الدمى موضة رائجة على تطبيق «تيك توك» بعدما ارتداها مشاهير آخرون، منهم ريهانا ودوا ليبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تعدَّدت الملامح والاسم واحد (صور المعرض)

كليوباترا في باريس... الملكة المتمرّدة أيقونة تتجاوز الزمن

بفضل انتحارها، أفلتت كليوباترا من أسر الرومان، وصنعت أسطورتها الخالدة: الموت البطولي لملكة بالغة الجاذبية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

فنانون مصريون يثيرون جدلاً حول «قافلة الصمود»

هند صبري (صفحتها على فيسبوك)
هند صبري (صفحتها على فيسبوك)
TT

فنانون مصريون يثيرون جدلاً حول «قافلة الصمود»

هند صبري (صفحتها على فيسبوك)
هند صبري (صفحتها على فيسبوك)

أثار عدد من الفنانين بمصر جدلاً واسعاً بعد التعبير عن آرائهم حول تداعيات أزمة «قافلة الصمود»، التي أثيرت على نطاق واسع خلال اليومين الماضيين، وتصدرت «التريند»، بمواقع التواصل منذ إعلان توجهها إلى مصر، بمشاركة أفراد من بعض دول المغرب العربي. وتفاعل فنانون عبر حساباتهم «السوشيالية»، مع التعليقات والمشاركات حول هذه القافلة، كان أبرزهم: هند صبري، وخالد يوسف، وصبري فواز، وطه دسوقي؛ حيث تضامن البعض منهم مع الحدث، وحرية التعبير، بينما أكد آخرون تأييدهم للموقف السياسي المصري الذي أكد على ضرورة اتباع الإجراءات القانونية لدخول البلاد.

ونشرت الفنانة هند صبري منشوراً عبر خاصية «ستوري»، بحسابها في موقع «إنستغرام»، أوضحت خلاله أن «الناس في مطار أمستردام يهتفون لفلسطين، وهم في طريقهم للانضمام إلى المسيرة العالمية إلى غزة عند معبر رفح في مصر».

وفي منشور آخر أشارت هند إلى أن غزة من دون «إنترنت» لليوم الرابع على التوالي، وخلال الـ24 ساعة الماضية قتلت إسرائيل ما يقارب 100 شخص، والكثير تعرض لإطلاق النار، ومن بينهم أطفال، بينما العالم ينشغل بإيران، في حين تكثف إسرائيل هجماتها على غزة، وفق ما نشرت.

المخرج خالد يوسف (صفحته على فيسبوك)

وكتب المخرج خالد يوسف عبر حسابه الشخصي بموقع «فيسبوك»، معبراً عن رأيه حول أزمة «قافلة الصمود»، وتأييده للموقف الرسمي المصري المناهض لتهجير أهل غزة، موضحاً أن «القافلة تواصلت مع بعض الشخصيات السياسية، للتنسيق بشأن مرورها ووصولها إلى رفح، لكن طلبهم قوبل بالرفض بعد دراسة الموقف الأمني والسياسي».

وأضاف المخرج المصري أنه «لا يستطيع الجزم بأن قرارهم بالاستمرار في المسيرة، رغم إبلاغهم برفض السلطات المصرية، هو إخلاص وحماس في السعي بوازع وطني وإنساني أم لإحراج مصر، أم لأهداف أخرى، وفي كل الأحوال لا بد أن نشيد بأي جهد في العالم لكشف وفضح الحصار الجائر وإدانة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة».

وعبر يوسف عن أمنيته بمرور القافلة في حال كان غرضها دعم ومناصرة القضية الفلسطينية.

ويرى نقاد أن الفنان لا بد أن يشارك برأيه في كل قضايا مجتمعه بشكل إيجابي، والتعبير عما بداخله، وقال الناقد الفني المصري، عماد يسري، إن «الفنان إنسان في المقام الأول، وتفاعله مع قضايا وطنه العربي الأكبر أمر طبيعي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المشاركات والآراء المهمة، تجاه القضايا، لا تنطبق على نجوم مصر فقط، بل إنها موجودة في العالم أجمع، ولهم دور مهم وملموس تجاه كل القضايا الإنسانية المختلفة».

ويوضح يسري أنه «في عصر (السوشيال ميديا)، أصبحت مواقف الفنانين أسرع وصولاً من قبل ولها شعبية ومتابعة واسعة، وهذا يدعم القضية المطروحة».

ولفت إلى أن «آراء الفنان ربما تؤثر بالسلب أو الإيجاب على مسيرته وجماهيريته، ولدينا نجوم كثر تأثروا بهذا الأمر»، وقال إن «قافلة الصمود جعلت الآراء منقسمة بشكل واضح بين الرفض والقبول والدعم والقلق، ولكن بالنهاية أمن مصر يجب أن يكون فوق كل شيء».

الفنان صبري فواز (صفحته على فيسبوك)

في السياق ذاته، أكد الفنان صبري فواز على حرية الرأي سواء كانت بالرفض أو الدعم، وكذلك للدول التي سمحت لمواطنيها بالمشاركة في القافلة، أو الرفض، مؤكداً أن الحرية أمر رائع.

وكتب طه دسوقي عبر حسابه الشخصي في «فيسبوك»، تعليقاً على أزمة «قافلة الصمود»، منشوراً تضمن فقدان الأمل في الإنسانية، وفق تعبيره. وكتب دسوقي أنه «متضامن مع الحركات الشعبية التي تهدف لكسر الحصار على غزة، وكذلك مع بلده الذي يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة».

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن الفنان جزء من المجتمع، ومن حقه التعبير عن رأيه في كل القضايا وليست السياسية فقط، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أؤيد إبداء الرأي، ولكن لا بد من وعي الفنان وإلمامه بكل تفاصيل القضية التي يدافع عنها أو يرفضها، وما هي تحفظاته عليها، خصوصاً القضايا الشائكة والمتعددة الأوجه التي تحتمل أكثر من قراءة».