محاكمة «عمر العجوز» بتهمة السطو على كيم كارداشيان

العصابة داهمت النجمة الأميركية في باريس وسلبتها خاتم خطوبتها

حضرت كيم كارداشيان حفل «فانيتي فير» لتوزيع جوائز الأوسكار في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
حضرت كيم كارداشيان حفل «فانيتي فير» لتوزيع جوائز الأوسكار في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

محاكمة «عمر العجوز» بتهمة السطو على كيم كارداشيان

حضرت كيم كارداشيان حفل «فانيتي فير» لتوزيع جوائز الأوسكار في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
حضرت كيم كارداشيان حفل «فانيتي فير» لتوزيع جوائز الأوسكار في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

بعد مرور 9 سنوات على الحادثة، بدأت، الاثنين، في باريس محاكمة المتهمين في السطو المسلح الذي تعرضت له نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كيم كارداشيان، في أثناء مرورها في العاصمة الفرنسية. ويَمْثُل أمام محكمة الجزاء عدد من المشاركين في السرقة، أبرزهم صاحب السوابق باسكال لعربي، 60 عاماً، وهو اسم منتحل لـ«عمر آيت خداش» الملقب بـ«عمر العجوز». ويعتقد المحققون أن المتهم الذي كان مطلوباً للعدالة طوال 10 سنوات هو العقل المدبر للعملية.

ومن المتوقع أن تكون جلسات المحكمة مليئة بالإثارة والمنعطفات. فقد أثار خبر السرقة ضجة في حينه نظراً إلى شهرة الضحية وقيمة المسروقات. وملخص القضية أن مصمم الأزياء التونسي الراحل عز الدين علايا، كان قد أقام عشاء خاصاً مساء 2 أكتوبر (تشرين الأول) 2016، بمناسبة أسبوع الموضة في باريس، استضاف فيه مجموعة مختارة من المشاهير، بينهم بيانكا جاغر، طليقة المغني مايك جاغر، والمهندس المعماري الأميركي بيتر مارينو، وماي ماسك، والدة رجل الأعمال الثري إيلون ماسك، وتاجر الأعمال الفنية ثاديوس روباك، والمصمم بيير هاردي. كما دُعيت إلى العشاء كيم كارداشيان وشقيقتها الكبرى كورتني. وارتدت الشقيقتان بدلتين من تصميم علايا، وتزينت كيم بخاتم سوليتير ذي ألماسة كبيرة تزن أكثر من 18 قيراطاً، أهداها إياه زوجها آنذاك، مغني الراب كاني ويست.

غادرت الشقيقتان الحفل بعد منتصف الليل بقليل، وذهبت كورتني لإكمال سهرتها في نادٍ ليلي برفقة الحارس الشخصي لعائلة كارداشيان. أما كيم فقد أوصلها سائقها إلى فندق فخم لا يحمل اسماً على واجهته يقع في شارع «ترونشيت» في حي المادلين ويحظى بشعبية خاصة بين النجوم بسبب هدوئه وتكتمه.

أقامت كيم، البالغة من العمر 36 عاماً، في جناح تبلغ مساحته 367 متراً مربعاً يتألف من 3 غرف نوم موزعة على 3 مستويات بسعر 15 ألف يورو لليلة الواحدة. ونحو الساعة 2:30 صباحاً اقتحم خمسة رجال يرتدون سترات تحمل كلمة «شرطة» الفندق. وكما في مشهد سينمائي أمروا الحارس الليلي بأخذهم إلى جناح «زوجة مغني الراب». وكانت كيم برداء الحمام الأبيض، وسارعت حال رؤيتهم إلى طلب رقم الطوارئ 911، وهو رقم طوارئ أميركي لا يعمل في فرنسا. لكنَّ الرجال المقنعين استولوا على هاتفها وطالبوها بتسليم خاتمها وهم يصرخون بالفرنسية «الخاتم... الخاتم». ولم تفهم ما يقولون للوهلة الأولى لكنَّ الحارس الليلي المقيَّد ترجم لها الطلب. بعد ذلك تم ربطها بشريط لاصق وحبسها في الحمام، جالسةً على الأرض.

وهرب اللصوص مع الخاتم وصندوق مجوهرات و1000 يورو نقداً واختفوا في شوارع المدينة. ولم ينتبه اللصوص إلى وجود مصفِّف شعر النجمة الذي كان هناك في الطابق الأعلى وهو الذي أطلق جهاز الإنذار. وفي تلك الساعة ذاتها في نيويورك، قطع كاني ويست حفله بسبب «حالة طوارئ عائلية».

استغرقت العملية أقل من 10 دقائق، تمت فيها سرقة مجوهرات قُدِّرت بأكثر من 9 ملايين يورو، بما في ذلك خاتم الخطوبة الشهير الذي تبلغ قيمته 4 ملايين يورو. وكانت كارداشيان قد نشرت صورته على حسابها على موقع «إنستغرام» قبل أيام قلائل من الحادث، وحازت إعجاب أكثر من 1.4 مليون شخص. ففي ذلك الوقت كانت النجمة التي اشتهرت بتسجيلاتها المثيرة توثق كل تحركاتها سواء عبر التلفزيون من خلال أحد برامج الواقع الذي يروي الحياة اليومية لعائلتها، أو على حسابها على موقع «إنستغرام» الذي يتابعه 85 مليون شخص.

أثارت السرقة ضجة مدوية نظراً لأن الضحية تعد ملكة وسائل التواصل الاجتماعي. وتناولتها كبريات الصحف في فرنسا والولايات المتحدة. فقد علقت هيلاري كلينتون على القضية قائلة: «شعرت بالأسف الشديد تجاهها». كما طمأنت عمدة باريس آن هيدالغو، السياح، قائلةً: «هذا حدث نادر للغاية وقع في مكان خاص، ولا يثير بأي حال من الأحوال تساؤلات حول عمل شرطتنا أو أمن أماكننا العامة». ومن جهته علق المصمم كارل لاغرفيلد تعليقاً لاذعاً جاء فيه: «لا يمكنك التباهي بثروتك ثم تُفاجأ بأن الناس يريدون قطعة من الكعكة».

كان من الطبيعي أن تلملم كارداشيان حاجياتها على عجل وتغادر عائدةً إلى بلدها. وفي الجناح الذي غادرته بدأت تحقيقات وحدة مكافحة اللصوصية. وكشف الشريط اللاصق وربطات اليدين عن آثار الحمض النووي لمستخدميها. وهي آثار تطابقت مع ما تملكه الشرطة في ملفاتها عن مجرم يدعى باسكال لعربي. وأظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة في الحي، دقيقة بدقيقة، وصول العصابة وهروبها. وهي مؤلَّفة من رجلين وصلا سائرَين وثلاثة آخرين على دراجات هوائية. كما أظهرت الكاميرات سيارة بيجو 508 متوقفة على بعد 500 متر من مكان قريب. وتبين أنها مملوكة لسائق يبلغ من العمر 30 عاماً ويقيم في ضاحية «كريتاي» بالقرب من باريس. وبعد التحري عن هويته تبين أنه هارميني آيت خداش، نجل المطلوب للعدالة «عمر العجوز».

لم يكن ذلك هو الخطأ الوحيد الذي ارتكبه السارقون. فبينما كانوا يغادرون سقطت من أحدهم حقيبة كان يحملها وعلقت في عجلات الدراجة. كما فقد قلادة عليها صليب من البلاتين والألماس (تبلغ قيمتها 29 ألف يورو) عثر عليها أحد المارة في المزاريب وسلمّها للشرطة. وهو نفسه الذي خطف هاتف كيم كارداشيان من يدها ثم تخلص منه بإلقائه في قناة في شمال باريس. وبسبب كل تلك الهفوات إلى جانب المراقبة والتنصت على هواتف المشتبه بهم، توصلت الشرطة إلى 10 أسماء وقبضت على 5 منهم، كما وجهت تهمة المشاركة إلى آخرين، وكلهم من أصحاب السوابق. ونظراً لأن معظمهم في الستين من العمر فقد أطلقت عليهم الصحافة تسمية «الأجداد اللصوص».

وسافرت قاضية التحقيق آرميل بريان واثنان من محامي كارداشيان إلى نيويورك لسماع شهادتها. ورغم مرور 9 سنوات على القضية فإن الإجراءات سارت بشكل أسرع من المعهود في تباطؤ العدالة الفرنسية بفضل شهرة الضحية. وتكمن المفارقةُ في سرعةُ التحقيق القضائي، من جهة، ومن جهة أخرى بطءُ الانتقال إلى جلسة الاستماع. وكانت أقوال كارداشيان تشير إلى شكوك في أن المعلومات عن مكان إقامتها في باريس جاءت «من الداخل». أي من المحيطين بها، ومنهم مايكل وجاري مادار. وكان الأول يعمل في شركة الإنتاج التي يملكها كاني ويست ثم انتقل للعمل في شركة النقل الخاصة بكيم كارداشيان، وهي التي نظّمت حفلاً في فيرساي سبق زفافهما، ثم نقلت جميع السيارات إلى موقع العرس في فلورنسا. وخلال أسبوع الموضة في باريس، تولى مايكل مادار مسؤولية دخول العائلة وخروجها إلى فرنسا، بينما أدار شقيقه غاري مراسم الاستقبال في المطار.

دار سؤال المحققين عن كيفية علم العصابة بالتوقيت المناسب للهجوم. وجاء الجواب بفضل التنصت على الهواتف والذي قاد إلى إلقاء القبض على صاحب حانة باريسية لديه سجل إجرامي واسع النطاق وعلى اتصال منتظم مع غاري مادار من جهة، وأفراد عصابة العجائز من جهة ثانية. كما تمت تبرئة شقيقه مايكل مادار دون فك اللغز الكبير المتعلق بالمسروقات. فقد عثرت الشرطة على حزم من الأوراق النقدية في منازل المشتبه بهم (140 ألف يورو في حوزة صاحب الحانة) دون أن يظهر أثر للمجوهرات أو «الحجر الكبير» كما جاء في وصف خاتم الخطوبة في ملفات التحقيق. فهل تكشف المحاكمة عن اللغز ويعترف عمر العجوز؟


مقالات ذات صلة

تلميذ يطعن 3 من زملائه في مدرسة بفنلندا

أوروبا سيارات تابعة للشرطة تظهر خارج مدرسة فهيرفي بعد حادثة طعن في بيركالا بفنلندا (رويترز)

تلميذ يطعن 3 من زملائه في مدرسة بفنلندا

تعرض 3 تلاميذ في مدرسة ابتدائية ومتوسطة في بيركالا جنوب غربي فنلندا، للطعن صباح اليوم (الثلاثاء)، واعتُقل المهاجم المشتبه به.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
الولايات المتحدة​ يقف المؤلف سلمان رشدي في جلسة تصوير قبل تقديم كتابه «السكين: تأملات بعد محاولة قتل» بمسرح «دويتشيز» في برلين بألمانيا 16 مايو 2024 (رويترز)

الحكم بالسجن 25 عاماً بحق منفّذ الهجوم على سلمان رشدي

حكم، الجمعة، على هادي مطر اللبناني الأميركي البالغ من العمر 27 عاماً، والذي هاجم الكاتب سلمان رشدي بسكين عام 2022، بالسجن 25 عاماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المؤثرة المكسيكية فاليريا ماركيز (رويترز)

مقتل مؤثرة مكسيكية خلال بث مباشر عبر «تيك توك»

قُتلت مؤثرة مكسيكية شابة بالرصاص خلال بث مباشر عبر شبكة «تيك توك»، حيث يتابعها 100 ألف شخص، حسب النيابة العامة.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
أوروبا صورة من أحد السجون (أ.ف.ب)

بسبب اكتظاظ السجون... بريطانيا تريد الإفراج عن السجناء بعد قضاء ثلث مدة العقوبة

سيُمنح السجناء حريتهم بعد قضاء ثلث مدة عقوبتهم بموجب خطط جديدة للحد الأدنى والحد الأقصى للعقوبة، أصدرتها الحكومة البريطانية لمعالجة الاكتظاظ في السجون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا شحنات بضائع في مطار فرنكفورت في ألمانيا (رويترز)

القبض على 3 أوكرانيين في ألمانيا وسويسرا وسط خطط للتخريب لصالح روسيا

أعلن الادعاء الألماني، اليوم (الأربعاء)، أنه تم اعتقال ثلاثة أوكرانيين في ألمانيا وسويسرا للاشتباه في تخطيطهم للقيام بأعمال حرق متعمد وهجمات تفجيرية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

اختبار يشخّص أورام المخ في ساعتين

استخدم الفريق هذه الطريقة خلال 50 عملية جراحية لأورام الدماغ (جامعة نوتنغهام)
استخدم الفريق هذه الطريقة خلال 50 عملية جراحية لأورام الدماغ (جامعة نوتنغهام)
TT

اختبار يشخّص أورام المخ في ساعتين

استخدم الفريق هذه الطريقة خلال 50 عملية جراحية لأورام الدماغ (جامعة نوتنغهام)
استخدم الفريق هذه الطريقة خلال 50 عملية جراحية لأورام الدماغ (جامعة نوتنغهام)

طوّر فريق من العلماء في جامعة نوتنغهام البريطانية طريقة فائقة السرعة لتشخيص أورام الدماغ.

ووفق دراستهم المنشورة، الثلاثاء، في دورية «نيورو إنكولوجي»، استخدم فريق مستشفيات جامعة نوتنغهام هذه الطريقة خلال 50 عملية جراحية لأورام الدماغ لتقديم تشخيصات سريعة أثناء العملية.

وأظهرت طريقتهم الجديدة تُقلّص الوقت اللازم لتصنيف أورام الدماغ من ثمانية أسابيع إلى ساعتين فقط.

قال البروفسور مات لوز، عالم الأحياء من كلية علوم الحياة بجامعة نوتنغهام: «هذا الاختبار ليس أكثر دقة وسرعة فحسب، بل هو أيضاً أرخص من الطرق الحالية».

وأضاف في بيان نشر، الأربعاء، على موقع الجامعة: «تبلغ تقديراتنا نحو 450 جنيهاً استرلينياً للشخص الواحد، وقد تكون أقل عند توسيع نطاقه».

وأوضح أن هناك عدة أسباب لذلك، «فطريقتنا تُغني عن إجراء أربعة إلى خمسة اختبارات منفصلة، ​​مما يُقلل التكاليف، حيث نحصل على معلومات أكثر من الاختبار الواحد الذي نُجريه. والأهم من ذلك، أنها تُقدم النتائج للمرضى في الوقت المناسب».

وأفادت النتائج بأن هذه الطريقة حققت نسبة نجاح بلغت 100 في المائة، حيث وفّرت التشخيص في أقل من ساعتين من الجراحة، بالإضافة إلى تصنيفات مفصلة للأورام في غضون دقائق من القيام بعمليات التسلسل الجيني المستخدم في هذه الحالات.

ووفق الدراسة، يُشخَّص 34 شخصاً يومياً في المملكة المتحدة وحدها بنوع من أورام المخ، أي ما يعادل أكثر من 12 ألف حالة سنوياً. وقد يكون متوسط ​​معدل البقاء على قيد الحياة أقل من عام في حالات سرطانات المخ الأكثر عدوانية.

وتتطلب أورام المخ اختبارات جينية معقدة لتشخيصها، والتي يضطر الأطباء حالياً إلى إرسالها إلى مراكز تحليل مركزية. وقد يستغرق الحصول على النتائج الكاملة من ستة إلى ثمانية أسابيع أو أكثر، لإبلاغ المرضى بنوع الورم وتوقعات سير المرض.

ووفق باحثي الدراسة يُسبب هذا الانتظار الطويل صدمة نفسية شديدة للمرضى، كما أنه يُؤخر بدء العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، مما قد يُقلل من فرص نجاح العلاج.

في الدراسة الجديدة، طوّر فريق الخبراء في نوتنغهام طريقة فائقة السرعة للتشخيص الجيني لأورام المخ، مما يُجنّبهم هذا التأخير.

تُغني التقنية الجديدة عن إجراء 4 أو 5 اختبارات منفصلة (جامعة نوتنغهام)

وقال الدكتور ستيوارت سميث، جراح أعصاب في مستشفى نوتنغهام الوطني: «كانت عملية تشخيص أورام الدماغ بطيئة ومكلفة في السابق. أما الآن، ومع التقنية الجديدة، فبإمكاننا تقديم المزيد للمرضى، إذ يمكننا الحصول على إجابات أسرع بكثير، مما سيؤثر بشكل أكبر على اتخاذ القرارات السريرية، في غضون ساعتين فقط».

وتقليدياً، كان الخبراء يفحصون العينات، حيث كان يتم تحديد الخلايا بصرياً. لكن في السنوات القليلة الماضية، تغيرت العملية، وأصبحت الأورام تُصنف بناءً على الحمض النووي والتشوهات الجينية، وهي عملية بطيئة عادةً بسبب القيود التكنولوجية.

وطوّر الباحثون طريقةً لتسلسل أجزاء محددة من الحمض النووي البشري على عمق أكبر باستخدام أجهزة التسلسل المحمولة من شركة «أكسفورد نانوبور تكنولوجيز».

وقال البروفسور لوز: «تتيح الطريقة الجديدة اختيار أجزاء الحمض النووي التي نحتاج إلى دراستها للإجابة عن أسئلة محددة، مثل نوع الورم وكيفية علاجه».

وأكد الدكتور سيمون باين، استشاري أمراض الأعصاب في المستشفى الوطني، أن «هذه التقنية ستُحدث نقلة نوعية في تشخيص الأورام»، مضيفاً: «إنها ثورية حقاً، فهي لا تزيد من سرعة توفر النتائج فحسب، بل تُحسّن أيضاً دقة التشخيص بشكل مذهل».

ويسعى الفريق الآن إلى تعميم هذا الاختبار في جميع فروع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في جميع أنحاء المملكة المتحدة.