أنجو ريحان... تعدّدت الشخصيات والإبداع المسرحيّ واحد

الممثلة اللبنانية تصنع ويحيى جابر النجاح المدوّي لـ«مجدّرة حمرا» و«شو منلبس»

الممثلة اللبنانية أنجو ريحان (صور الفنانة)
الممثلة اللبنانية أنجو ريحان (صور الفنانة)
TT
20

أنجو ريحان... تعدّدت الشخصيات والإبداع المسرحيّ واحد

الممثلة اللبنانية أنجو ريحان (صور الفنانة)
الممثلة اللبنانية أنجو ريحان (صور الفنانة)

منذ كانت طالبة تتنقّل يومياً من الجنوب إلى بيروت بالحافلات وسيارات الأجرة قاصدةً «معهد الفنون» في الجامعة اللبنانية، أيقنت أنجو ريحان أنّ حلمها يستحقّ مشقّة الطريق. شابةً؛ خرجت من شرنقة القرية وتحدّت المسافات؛ لأنها أرادت أن تصير ممثلة.

لم تكن البدايات واضحة المعالم، فتعثّرت مراتٍ ومرات. لكن الذي يراها اليوم على خشبة المسرح، يدرك من المشهد الأول أنّ أنجو وجدت الطريق ومشَته بثقة. في «مجدّرة حمرا» و«شو منلبس»، المسرحيّتَين ذَوَاتَيْ العروض المتواصلة على مسارح لبنان وعددٍ من الدول العربية وبلاد الانتشار، تملأ أنجو ريحان الخشبة من أقصاها إلى أقصاها. وحيدةً على المسرح، هي وَلّادةُ شخصيات. تنفح فيها الروح وتتنقّل بينها بخفّةِ نسمة.

بين مسارح لبنان والعالم العربي ودول الانتشار تجول مسرحيّتا «مجدّرة حمرا» و«شو منلبس»... (صور ريحان)
بين مسارح لبنان والعالم العربي ودول الانتشار تجول مسرحيّتا «مجدّرة حمرا» و«شو منلبس»... (صور ريحان)

«أنجو ريحان قبل (مجدّرة حمرا) ليست أنجو ريحان بعد تلك المسرحيّة». تُقرّ الممثلة في حوارها مع «الشرق الأوسط» بأنّ هذا العمل المستمرّ منذ 6 سنوات، شكّل نقطة تحوّل في مسارها... «قبل تلك المسرحيّة، صوتٌ ما في داخلي كان يخبرني بأنني لم أُعطِ بعد كل ما أملك تمثيلاً»، تقول ريحان.

يوم أتى يحيى جابر، الكاتب والمخرج المسرحيّ اللبنانيّ المسكون بحكايات الناس ويسكبها على الورق، لمحَ في أنجو بريقاً لم ترَه هي. حرّضها على الصعود إلى الخشبة. عاندَته لسنوات قبل أن ترضخ لقدرِها الذي لا مفرّ منه؛ المسرح. كانت البداية قبل 9 أعوام في مسرحيّة «اسمي جوليا». منذ التعاون الأول، اتّضحت صورة الشراكة بين ريحان وجابر: أداءٌ مسرحيّ منفرد يمزج بين الدراما والكوميديا، ويتأرجح بين فنّ «الحكواتي» و«الاستاند أب». تكمن خصوصية هذا المسرح كذلك، في أنه يُحاكي الجمهور على اختلاف هوياته الفكريّة والاجتماعية.

الشراكة الفنية بين ريحان والكاتب والمخرج يحيى جابر مستمرة منذ أكثر من 9 سنوات (إنستغرام)
الشراكة الفنية بين ريحان والكاتب والمخرج يحيى جابر مستمرة منذ أكثر من 9 سنوات (إنستغرام)

في «مجدّرة حمرا»، أنجو هي 3 نساء في امرأة واحدة؛ «مريم»، و«فاطمة»، و«سعاد». تتداخل حكاياتهنّ لتَرويَ معاناة الأنثى مع سطوة الذكَر وتعنيفه. أنجو هي «مريم» العصريّة المتحرّرة حيناً، و«فاطمة» القرويّة خفيفة الظلّ أحياناً، ليبلغ الأداء الدرامي ذروته في شخصية «سعاد» التي أمضت عمرها صامتةً عمّا تتعرّض له من تعنيف على يد زوجها. وتُفرد الحكاية مساحةً كذلك لشخصياتٍ ذكوريّة ثانويّة تبرع الممثلة في تقمّصها.

توظّف ريحان كل أدواتها التمثيلية خدمةً لشخصياتها؛ من إيماءات الوجه، إلى نبرة الصوت، مروراً بالحركات الجسمانيّة. لكلِ شخصيةٍ تركيبتُها، والتنقّل بينها يشكّل تحدياً مسرحياً كبيراً؛ «لأنه يستوجب التحضير لشخصيات عدّة واختراقها وتجسيدها جسداً وصوتاً وحكاية». لهذه الغاية؛ تستعين ريحان بقدراتها التخيّليّة فترسم في ذهنها صورةً واضحة لكلٍ من بطلاتها وأبطالها... تمنحهم وجوهاً وأجساداً واضحة المعالم، ويحدث أن تحييَ فيهم أشخاصاً حقيقيين عبروا في حياتها.

توظّف أنجو ريحان كل أدواتها التمثيلية خدمةً لشخصياتها (صور ريحان)
توظّف أنجو ريحان كل أدواتها التمثيلية خدمةً لشخصياتها (صور ريحان)

«علّمني يحيى ألّا أقدّم شيئاً باستخفاف، وألّا أصل إلى مرحلةٍ أظنّني فيها ملكتُ المسرح». انسكبت نصائح المخرج الصديق فوق قالبٍ متينٍ لممثلةٍ مجتهدة بطبيعتها. «رغم مرور 6 سنوات على العرض، فإنني لم أشعر مرةً بالملل أو التكرار»؛ تؤكد ريحان. وتكشف أنه لا يكاد يمرّ يوم من دون أن تعيد نص المسرحية كاملاً في رأسها: «أنا لا أحفظ النص؛ بل هو يسكنني. وكلّما حلّ موعد عرضٍ جديد، شعرتُ بالقلق والرهبة وتساءلتُ: ماذا أستطيع أن أضيف لنفسي وللجمهور؟».

من فوق الخشبة وهي منغمسة في أدوارها المتعدّدة، يحلو لأنجو ريحان أن تراقب مَن أتوا ليشاهدوها. تَحيك حبلاً يربطها بهم. تَراهم يدمعون ثم تستقبل ضحكاتهم بفرح. تؤمن بأنّ المسرح مساحةٌ للتلاقي والتبادل الروحيّ: «بمجرّد أن تفتح المسرحيّة نافذة في ذكريات المتلقّي أو في قلبه، فهي تكون قد خرجت من إطارها المحَلّي وسمحت للمُشاهد، أياً كان انتماؤه، بأن يتماهى مع القصة».

إلى الإمارات وكنَدا وأفريقيا، وقريباً إلى الأردن وقطر، تحمل ريحان لهجتها الجنوبيّة وحكايات نساءِ بلادها. هي ابنةُ بيئتها، ولعلّ في ذلك أحد مفاتيح نجاحها. في «شو منلبس»، تجسّد الطفلةَ الباحثة عن هويتها الحقيقية حاملةً ذنوب أبوَيها، ثم تتحوّل إلى امرأةٍ مُثقلة بموروثات العائلة والمجتمع والجسد والحروب... «كلُ شخصٍ باحثٍ عن جذوره وطريقه في الحياة، لا بدّ من أن يجد له انعكاساً في تلك الحكايات، مهما كانت لهجته أو جنسيته».

استغرقت كتابة «شو منلبس» 4 سنوات، كانت ريحان خلالها شريكةً في إعداد النص. تخبر كيف أنّ جابر يمنح ممثّليه هامشاً لإعادة صياغة الأفكار على طريقتهم، مما يخدم الأداء المسرحيّ؛ «سكبتُ كثيراً من روحي في (شو منلبس)، فاسترجعتُ مشاهد طفولتي، واعتقال أبي على يد الإسرائيليين، ووفاة والدتي بالسرطان». يتداخل الشخصيّ بالفنّي في هذه المسرحيّة، التي شكّلت مخاضاً صعباً بالنسبة إلى ريحان، وكأنّها صعدت بها إلى الخشبة هرباً من مواجهة نفسها... لكن عندما حانت لحظة العرض الأول، تركت دموعها فوق الورق ووقفت واثقة أمام الجمهور.

لم تأتِ تلك الثقة بفعل المثابرة والتمرين المكثّف والتعب اليوميّ فحسب؛ بل هي جرعةٌ تتلقّاها ريحان من جابر بعد كل عرض... «جميلٌ ألّا يخبّئ المؤلّف والمخرج تقديره للممثّل وإعجابه بأدائه. وهذا ضاعف من مسؤوليتي، خصوصاً أنّ يحيى يتعامل مع مسرحياته بعناية كبيرة، ومع الجمهور باحترامٍ قلّ مثيله».

من مسرحية «شو منلبس» التي تتداخل فيها سيرة ريحان بالنص المسرحي (صور ريحان)
من مسرحية «شو منلبس» التي تتداخل فيها سيرة ريحان بالنص المسرحي (صور ريحان)

اليوم، وبعد مرور نحو عقدٍ على الخشبة، بات باستطاعة أنجو ريحان القول: «يمكنني العيش من المسرح، على المستويَين المادّي والجماهيري». تحكي بطمأنينةِ مَن وجدَ شغفه وما عاد يبحث عن ضالّةٍ أخرى. لكنّ ذلك لا يعني أنها لا تريد تكرار التجربة الدراميّة. فهي لمعت في مسلسلاتٍ مثل «صالون زهرة»، و«كريستال»، و«وأخيراً»، وأبوابها مشرّعة لمزيدٍ من الخبرات التلفزيونيّة؛ «شرط أن يكون الدور المقبل ذا آفاق واسعة ويفرد مساحةً لكل الأدوات الدراميّة التي بتُّ متمكّنة منها أكثر».

كان لأنجو ريحان مرور مميّز في مسلسل «صالون زهرة»... (إنستغرام)
كان لأنجو ريحان مرور مميّز في مسلسل «صالون زهرة»... (إنستغرام)

في انتظار التجربة التلفزيونية المقبلة، تستعدّ ريحان لمسرحيةٍ ثالثة من تأليف يحيى جابر وإخراجه من المفترض أن ينطلق عرضها في الربع الأخير من السنة. في الأثناء، يتواصل عرض «شو منلبس» و«مجدّرة حمرا» إلى أجلٍ غير مسمّى.

كل تلك الانشغالات الفنية لا تقف عائقاً أمام تطوّر ريحان الأكاديمي، فهي على مشارف تقديم رسالة ماجستير تبحث «إعداد الممثل». في تلك المثابرة استذكارٌ دائم لبداياتها طالبةً كانت تستقلّ الحافلة وسيارات الأجرة يومياً لساعات، حالمةً بأن تحفر اسمها يوماً على خشبة المسرح.


مقالات ذات صلة

مسرح المرأة... خشبةٌ تصرخ نيابةً عن النساء الصامتات

يوميات الشرق غالبية المسرحيات التي تُنتجها ميشيل فنيانوس تعالج قضايا المرأة وهواجسها (صور فنيانوس)

مسرح المرأة... خشبةٌ تصرخ نيابةً عن النساء الصامتات

في اليوم العالمي للمرأة، لقاء مع ميشيل فنيانوس التي تكرّس نشاطها الإنتاجي للأعمال المسرحية التي تُعنى بشؤون المرأة وحقوقها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق صورة تذكارية خلال المؤتمر الصحافي (الشركة المنتجة)

مسرحية استعراضية تروي سيرة «كوكب الشرق»

تجربة جديدة يترقبها المسرح المصري بالتحضير لعرض موسيقي ضخم يتناول سيرة «كوكب الشرق» أم كلثوم، ويستعرض مسيرتها بأسلوب ميوزيكال.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تُغيّب سابين السياسة والإيحاء المبتذل عن الكوميديا التي تقدّم (صور الفنانة)

اللبنانية سابين من لوس أنجليس: الكوميديا أبعدُ من ضحكة

تصوَّرت اللبنانية سابين نفسها على مسارح، أو أنّ اسمها سيترك وَقْعاً في شباب العمر. مع ذلك، تخصَّصت في تنظيم الأعراس، ونجحت في اعتمادها مهنتها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق ستحتضن أكاديمية الفنون عروضاً متنوعة في المهرجان (أكاديمية الفنون)

مهرجان «الفضاءات المسرحية» يراهن على اكتشاف المواهب بمصر

يراهن مهرجان «الفضاءات المسرحية» الذي تنظمه «أكاديمية الفنون» المصرية خلال شهر أبريل المقبل على اكتشاف المواهب الشابة

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر فيلم «أن تقرأ لوليتا في طهران»

نينا كافاني تقرأ «لوليتا» في طهران وتشوِّق الفرنسيين لمُشاهدة أشهر كتب آذر نفيسي

تقف نينا على المسرح منفردةً لتروي وقائع طفولتها ومراهقتها في بلد يحكُمه المتشدّدون. كما تحكي مسيرتها في بلد المنفى، ومعنى أن تنتقل من فضاء مُغلق لتصبح فنانة...

«الشرق الأوسط» (باريس)

«حسبة عمري» يثير جدلاً حول حق المرأة في ثروة زوجها

لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)
لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)
TT
20

«حسبة عمري» يثير جدلاً حول حق المرأة في ثروة زوجها

لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)
لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)

أثار المسلسل الرمضاني «حسبة عمري» جدلاً حول حقّ المرأة في ثروة زوجها، أو ما يعرف بحق «الكد والسعاية» الذي تحصل عليه لمشاركتها الزوج في رحلة كفاحه ومساهمتها في تحقيقه نجاحاً وثروة.

جذبت الحلقات الأولى من المسلسل المصري اهتماماً لافتاً على منصة «X»، حيث أشاد مغردون بالعمل لكونه أحد المسلسلات التي تطرح قضايا المرأة، فيما أشاد متابعون على «فيسبوك» بالجانب الكوميدي في المسلسل، رغم جدية القضية التي يتناولها.

المسلسل الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من رمضان على قناة ومنصة «Watch It»، وتدور أحداثه في 15 حلقة، تقوم ببطولته روجينا، وعمرو عبد الجليل، وعلي الطيب، ومحمد رضوان، ونادين. عن قصة لمخرجته مي ممدوح، وكتب له السيناريو والحوار محمود عزت، وتشارك به مجموعة من ضيوف الشرف، من بينهن الفنانات إلهام شاهين ورانيا فريد شوقي. وقدّم المطرب محمود العسيلي شارتي البداية والنهاية للمسلسل، التي كتب كلماتهما الشاعر أيمن بهجت قمر، وألحان عزيز الشافعي، يقول فيها: «متجوزين، اتنين وفيه منهم كتير، لا متلاقيش بينهم فروق، متجوزين، ورا كل رجل ست بتقويه قوي وشداه لفوق»،

روجينا بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)
روجينا بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

وفيما تبدأ أحداث المسلسل بحفل زفاف مبهج، تستقل فيه العروس «نور إيهاب» يختاً رفقة أسرتها، وهي تتأبط ذراع والدها «فاروق»، الذي يجسد دوره عمرو عبد الجليل، الذي يلفت الأنظار بعدم رغبته تسليم العروس لزوجها كما يفعل معظم الآباء، ما يثير دهشة العريس، وتنقذ والدة العروس «هند» التي تلعب دورها روجينا الموقف بأن تسلم العروس إلى زوجها، ليتكشف للمشاهد مدى تعلق الأب بابنته، ورفضه من البداية زواجها لتعلقه الشديد بها. تتفاقم أزمة الأب بعد سفر ابنته لشهر العسل، وتتفجر خلافات بينه وبين الزوجة، فيقوم بطردها من المنزل، بعدها تبدأ رحلة الزوجة في الحصول على حقها، خاصة أنها تركت عملها بناء على رغبته وتفرغت لرعاية أسرتها ومساندته حتى أصبح من كبار مهندسي الديكور.

لقطة تجمع بين روجينا وعمرو عبد الجليل (الشركة المنتجة)
لقطة تجمع بين روجينا وعمرو عبد الجليل (الشركة المنتجة)

ظهرت الفنانة إلهام شاهين بأحد المشاهد في الحلقة الثانية من المسلسل في شخصية سيدة مشردة تُقيم في الشارع، تلتقي بها «هند»، وتكتشف أن هذه المشردة تعيش قصة حزينة، بعد أن طردتها ابنتها من المنزل بتحريض من زوجها، بينما شهدت الحلقة الثالثة محاولات من شقيق هند وصديق «فاروق» للصلح بينهما.

وبحسب الناقد محمد عبد الرحمن، فإن المسلسل يتطرق لقضية لم تتناولها الدراما المصرية من قبل، رغم تطرقها لقضايا الطلاق والانفصال ومدى تأثير ذلك على الأسرة. ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المشكلة في «حسبة عمري» تبدأ من تعاظم الخلاف بين الزوجين بعد زواج الابنة الكبرى حتى استحالت الحياة بينهما، وما يتبع ذلك من مطالبة الزوجة بحقّها بعدما وجدت نفسها في الشارع في لحظة غضب من الزوج».

هذا النوع من الدراما وفق الناقد المصري يستهدف الأسرة المصرية، «ورغم أننا ما زلنا في بداية الحلقات، والحكم عليها لا يزال مبكراً، فإنه مما لا شك فيه أنه يعدّ إطلالة مغايرة للفنانة روجينا التي لمعت في هذه الأدوار من قبل في أعمال تطرح قضايا المرأة». ولفت عبد الرحمن إلى أنه «رغم جدية العمل، فإن الجانب الكوميدي كان حاضراً من خلال الأدوار التي لعبها عمرو عبد الجليل ومحمد رضوان، كما كانت هناك أيضاً لمحات كوميدية في أداء الفنانة روجينا».

الملصق الدعائي للمسلسل (الشركة المنتجة)
الملصق الدعائي للمسلسل (الشركة المنتجة)

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الفقهاء تحدثوا عن كد المرأة في بيتها، وقد قسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الأعباء بين سيدنا علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة حين قال: «عليّ يكد خارج المنزل وفاطمة داخل المنزل».

وختم كريمة أن «حقّ الكدّ والسعاية» تستحقه المرأة، كما لو كانت هناك شراكة في عمل تجاري أو صناعي تقوم به الزوجة مع زوجها، كما جاء في حادثة «بنت رزيق» حين ذهب ورثتها إلى سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقالوا إنها كانت تعمل مع زوجها في أعمال التطريز، حيث كان يعمل زوجها حائكاً، فحكم سيدنا عمر - رضي الله عنه - لورثتها بأخذ ما تستحقه عن عملها مع زوجها.