يعرِض فنان مُعاد اكتشافه، يوصف بأنه «عظيم»، مكافأة مقدارها 50 ألف جنيه إسترليني للبحث عن عشرات من أعماله المفقودة.
وحصل هنري أورليك (78 عاماً)، من سويندون بإنجلترا، على 1.6 مليون جنيه إسترليني من أعماله الفنّية السريالية العام الماضي؛ وقد جاءت جميع المبيعات من معرضين.
وذكرت «بي بي سي» أنه في حين كان لديه عمل فنّي معروض إلى جانب أعمال الفنان العالمي سلفادور دالي في السبعينات، أصبح أورليك منعزلاً فنّياً منذ عقود، وهو الآن في حالة صحية سيئة.
وبعدما طُرد من مسكنه الاجتماعي في لندن خلال تعافيه من سكتة دماغية عام 2022، اختفت ممتلكاته بما فيها كمية كبيرة من أعماله، ولا يزال البحث جارياً عنها. يعيش أورليك حالياً في منزل طفولته بسويندون، حيث تُخزَّن أعمال أخرى بأمان.
وقال صديق الأسرة، جان بيتروسكا، إنه كان يفرز هذه الأعمال، وبعضها ذهبَ إلى المعارض لبيعها.
وتابع أنّ أورليك بقي يائساً من العثور على الأعمال المفقودة خلال إخلائه، و«مهمّتي إيجادها بأي ثمن»، مضيفاً أنه «يزداد ضعفاً طوال الوقت، وحالته الصحية في تدهور»، وأنه «محبط جداً لأننا لا نُحرز تقدّماً كبيراً في العثور على اللوحات».
وكشف عن أنه عندما يتعلّق الأمر بالجانب المالي، فإنه متناقض ومتردّد، وليس مهتماً حقاً. يعود الموضوع دائماً إلى سؤال: «هل يمكن استعادة اللوحات؟».
كان يُعتقد في البداية أنّ 78 عملاً فُقدت عندما طُرد أورليك من شقته في لندن ولم يتمكن من العودة إلى الداخل. والآن، يُعتقد أنّ ما لا يقلّ على 90 قطعة، وربما المئات، مفقودة؛ وأُعلن عن مبلغ 50 ألف جنيه إسترليني مكافأة لاستعادة جميع القطع، إذ لم يكن ثمة أي تأكيد حتى الآن عن مكان وجودها.
بعض الأعمال الفنّية هائلة الحجم -بحجم الإنسان الطبيعي أو ربما أكبر، ومثبتة بالفعل على إطار- ويمكن ملاحظتها بسهولة نتيجة لذلك. وكانت تجسيدات مارلين مونرو من بين هذه الأعمال.
وتابع بيتروسكا: «لا أحد بكامل قواه العقلية سيرمي تلك اللوحات في سلّة المهملات».
كثير من أعمال أورليك غير مُوقَّع عليها، ولكن أحد تخصّصاته تُسمّى «الإثارة»؛ وهي طريقته في تأليف صورة باستخدام الخطوط المتعرّجة الصغيرة. فيرسم بدقّة متناهية وحركات فرشاة صغيرة، لكنه يُتقن أساليب مختلفة.
من جهته، قال تاجر الأعمال الفنّية في مارلبورو، غرانت فورد، الذي يعمل مع بيتروسكا وينظّم معارض، إنه لم يصدّق ما رآه عندما وُضع عملٌ لأورليك أمامه. وتابع: «لم أرَ فناناً مثله. وبصفتي متخصّصاً، أعتقد أنّ خياله استثنائي»، مؤكداً أنّ أورليك «يجب أن يُعدّ أحد عظمائنا. وأعتقد أنه لو لم يُدر ظهره لعالم الفنّ التجاري في السبعينات، لكان واحداً من الأسماء الكبيرة حقاً اليوم». وختم: «الآن هو وقت حرج لأنّ صحته تتدهور».