مصر: إعلان لـ«دورة رمضانية» بمنطقة ريفية يخطف الأنظار

نال إشادات لوضوح رسالته وأسلوبه الاحترافي

لقطة من الإعلان التشويقي الخاص بالدورة الرمضانية بمركز شباب البعالوة الصغرى
لقطة من الإعلان التشويقي الخاص بالدورة الرمضانية بمركز شباب البعالوة الصغرى
TT

مصر: إعلان لـ«دورة رمضانية» بمنطقة ريفية يخطف الأنظار

لقطة من الإعلان التشويقي الخاص بالدورة الرمضانية بمركز شباب البعالوة الصغرى
لقطة من الإعلان التشويقي الخاص بالدورة الرمضانية بمركز شباب البعالوة الصغرى

استطاع إعلان قصير يروج لدورة كرة قدم رمضانية في مصر أن يخطف الأنظار بقوة خلال الساعات القليلة الماضية، عقب طرحه عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما أنها ستقام في أجواء ريفية بسيطة، في إحدى القرى بمحافظة الإسماعيلية (130 كيلومتراً شرق القاهرة)، ولكنه نُفذ بتقنيات وأفكار إبداعية وفق متابعين.

وتشهد الكثير من القرى المصرية منافسات كروية شعبية يتم تنظيمها خلال شهر رمضان، وأصبحت أحد المظاهر التي تميز شهر الصيام في مصر، خصوصاً بعد أن شهدت تطوراً في منافساتها وأجوائها لتضاهي البطولات الكبرى، مع إدخال التقنيات الحديثة من بث مباشر للمباريات، ولوحة تبديلات إلكترونية، بالإضافة إلى الاستعانة بتقنية الفيديو «فار».

وجاء الإعلان التشويقي الخاص بالدورة الرمضانية بمركز شباب البعالوة الصغرى، بمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، ليواكب هذا التطور، وهذه المرة ينصبّ بشكل أكبر على الدعاية والترويج للدورة، داعياً إلى متابعة حفل قرعة البطولة، يوم الجمعة المقبل.

وحمل الإعلان، الذي يستمر 3 دقائق و29 ثانية، إشارة إلى أجواء شعبية من القرية، وتفاصيل الحياة اليومية، مثل حركة البيع والشراء، وجلسات المقاهي، على خلفية صوت إنشاد الراحل العربي فرحان البلبيسي، أحد أشهر المنشدين في مصر.

بعدها ينتقل السيناريو من المشهد العام إلى المشهد الخاص بكرة القدم، والتحدي والتنافس فيها، والتشجيع الحماسي من الجماهير؛ إذ يشتهر سكان الإسماعيلية بحبهم الشديد لكرة القدم، ما جعلهم يطلقون على النادي الإسماعيلي، ممثل المحافظة، لقب «برازيل الكرة المصرية».

وفور نشره على صفحة مركز شباب البعالوة الصغرى، لفت الإعلان أنظار مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، الذين التقطوه سريعاً لينتشر بين المنصات المختلفة.

وثمَّن كثير من رواد «السوشيال ميديا» التفاصيل التي ظهرت بالإعلان، وخروجه بشكل مدروس وبرسالة واضحة.

وتضمن الإعلان مشهداً يظهر فيه «بوستر» للراحل إيهاب جلال، المدير الفني للإسماعيلي ومدرب منتخب مصر الأسبق، مع عبارة: «في الجنة يا إيهاب»، بينما تتعلق به أنظار المشجعين واللاعبين، وهو ما ثمَّنه رواد كثيرون، معتبرين أنه لحظة وفاء للراحل، بينما أشار بعضهم إلى تأثره بهذا المشهد.

كذلك، حمل الإعلان ملمحاً سياسياً خارج إطار كرة القدم، بظهور العَلَم الفلسطيني في أيدي المشجعين وعلى أكتافهم، خلال متابعة المباريات. وهو الملمح الذي تَوَقَّفَ أمامه كثير من الرواد، مؤكدين أنه إجادة في محلها، وفي وقتها. كما وجَّه كثيرون الشكر إلى فريق عمل الإعلان، مؤكدين أنه عمل احترافي وإبداعي في تصويره وإخراجه ومونتاجه، بأبسط الإمكانات.

أحمد صلاح البعلي، عضو اللجنة المنظمة للدورة الرمضانية بمركز شباب البعالوة الصغرى، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «فريق عمل الفيلم يضم نحو 30 فرداً من أبناء القرية، وخلال العام الماضي قدمنا فيديو قصيراً بمناسبة مئوية تأسيس النادي الإسماعيلي، لاقى انتشاراً وإعجاباً من جماهير النادي، وهو ما دفعنا هذا العام أن نفكر في تنفيذ فيلم يخص مركز شباب البعالوة الصغرى، ويروّج للدورة الرمضانية بشكل أكبر بعد أن ذاع صيتها خلال السنوات الماضية».

ويشير إلى أن «فكرة الإعلان جاءت بشكل جماعي، واختيارها تَطَلَّبَ جهداً ووقتاً طويلاً من فريق العمل، بينما تم التنفيذ في 6 أيام، مؤكداً أن «التركيز كان منصبّاً على أن يحمل الفيلم رسالة بأن الحارات الشعبية والملاعب الترابية في القرى تعد مصنعاً للمواهب الكروية، إذ أفرزت لاعبين كرة ذوي شهرة في مقدمتهم محمد صلاح».

وتابع: «أردنا إيصال هذه الفكرة لتسير الأجيال الجديدة على نهج من سبقوهم، كما أردنا إيصال رسالة وفاء للراحل إيهاب جلال، المدير الفني للإسماعيلي ومدرب منتخب مصر الأسبق، الذي رحل عنا قبل 5 أشهر، ولكن رغم رحيله لا تزال سيرته الحسنة باقية».

وأضاف البعلي: «أردنا كذلك أن نوصل رسالة من القرية بأن شباب مصر جميعاً قلباً وقالباً مع القضية الفلسطينية، وأن قضيتهم هي قضية العرب جميعاً، وعبّرنا عن ذلك بظهور علم فلسطين خلال الفيديو بوصفه رمزاً للتضامن مع الأشقاء الفلسطينيين، والتأكيد أننا ضد سياسة تهجيرهم». وفي الختام يبيّن عضو فريق العمل أنهم سعداء بما وصل له الفيلم من انتشار وإشادة؛ لأنه يعني أن رسالته وصلت للجميع، وهو ما يعطيهم دفعة لتنظيم دورة رمضانية قوية، تكون الأبرز في مصر.


مقالات ذات صلة

نوريس: مكلارين المرشح للفوز باللقب تعلم من العام الماضي

رياضة عالمية لاندو نوريس سائق فريق مكلارين (أ.ف.ب)

نوريس: مكلارين المرشح للفوز باللقب تعلم من العام الماضي

أظهر لاندو نوريس أنه وفريقه مكلارين المرشح الأوفر حظاً للفوز بلقب بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات تعلما من العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية دينزل دومفريس أُصيب في مواجهة أتالانتا وإنتر في الدوري الإيطالي (أ.ب)

دومفريس خارج تشكيلة هولندا... وشكوك حول مشاركة دي يونغ

قال الاتحاد الهولندي لكرة القدم، الاثنين، إن دينزل دومفريس انسحب من تشكيلة هولندا لمواجهة دور الثمانية في دوري الأمم الأوروبية أمام إسبانيا.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية روبي فولر سيقود فريق الشمال (رويترز)

من يكسب التحدي... شمال إنجلترا أم جنوبها؟

قبل زمن طويل من الفترة التي حوّل فيها الدوري الممتاز كرة القدم الإنجليزية إلى صناعة ترفيهية عالمية تضم لاعبين من جميع أنحاء العالم، كان هناك جدل محلي محدود.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية محمد صلاح لم يفعل شيئاً في المباراة (رويترز)

ما الخطأ الذي حدث لليفربول في ويمبلي؟

بحلول الوقت الذي قاد فيه آرني سلوت لاعبيه المحبطين إلى أعلى الدرج لتسلم ميداليات الوصيف، كان نصف ملعب ويمبلي مهجوراً من مشجعي ليفربول.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية سيرجينيو (نادي سانتوس)

تشكيلة الصين تتحدى الأخضر ببرازيلي وإنجليزي

ضمّت الصين إلى تشكيلتها التي ستخوض مباراتين مهمتَيْن في تصفيات مونديال 2026، لاعب الوسط البرازيلي المولد سيرجينيو، بعد أقل من أسبوع على حصوله على الجنسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

اكتشاف ملابسات سرقة لوحة لفان دايك عام 1951

ادّعى رامزي أنه اشترى اللوحة من كشك في سوق «هيميل هيمبستيد» بلندن (صندوق بوكليوش للتراث الحي)
ادّعى رامزي أنه اشترى اللوحة من كشك في سوق «هيميل هيمبستيد» بلندن (صندوق بوكليوش للتراث الحي)
TT

اكتشاف ملابسات سرقة لوحة لفان دايك عام 1951

ادّعى رامزي أنه اشترى اللوحة من كشك في سوق «هيميل هيمبستيد» بلندن (صندوق بوكليوش للتراث الحي)
ادّعى رامزي أنه اشترى اللوحة من كشك في سوق «هيميل هيمبستيد» بلندن (صندوق بوكليوش للتراث الحي)

في عام 1951، زار خبير فني بريطاني بارز قصراً فخماً في مقاطعة نورثهامبتونشير البريطانية، وشاهد عن كثب لوحات كبار الفنانين القدامى التي كانت مُعلقة في القصر، لكنه كان بمفرده بسبب مرض مالكه، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وبعد مرور 6 سنوات، دخلت زوجة مالك قصر «بوتون» التاريخي إلى متحف أميركي، حيث لفتت انتباهها لوحة فنية نابضة بالحياة لأمير ألماني من رسم أنتوني فان دايك، بدت مشابهة تماماً للوحة كانت موجودة في منزلها، ثم اكتشفت لاحقاً أنها اللوحة نفسها التي رسمها في القرن السابع عشر الفنان الفلمنكي الذي كان يعمل في بلاط الملك تشارلز الأول، والتي سُرقت منهم.

والآن، بعد مرور 35 عاماً على وفاته، تم الكشف عن الجاني، الذي كان هو نفسه خبير اللوحات إل جي جي رامزي، وفقاً للعمل الاستقصائي الذي قامت به الدكتورة ميريديث هيل، المحاضرة البارزة في تاريخ الفن بجامعة إكستر البريطانية.

وكان رامزي، الذي كان يشغل منصب رئيس تحرير مجلة «Connoisseur» الفنية الرائدة، شخصاً يحظى باحترام كبير في ذلك الوقت، لكن هيل اكتشفت أدلة تُثبت أنه لم يكن سوى «لص أنيق»، قام، أثناء زيارته لقصر «بوتون»، بسرقة لوحة بورتريه الأمير فولفغانغ فيلهيلم من أسرة بفالتس-نويبورغ.

وُلد فولفغانغ في 1582 وكان ينتمي إلى أسرة نبيلة ألمانية، وهو معروف بدوره في السياسة الأوروبية في تلك الفترة، وتعدُّ هذه اللوحة من أعمال فان دايك المتميزة التي تتميز بالأسلوب الباروكي في تصوير الشخصيات الملكية والنبلاء، حيث كان معروفاً بقدرته على إظهار الفخامة والهيبة في أعماله.

وربما اعتقد رامزي أن أحداً لن يلاحظ اختفاء هذه اللوحة الصغيرة من «قصر فرساي الإنجليزي»؛ اللقب الذي أُطلق على قصر بوتون التاريخي بسبب تصميمه الفاخر وديكوراته المُبهرة الشبيهة بقصر فرساي في فرنسا، الذي كان مليئاً باللوحات والأثاث والمفروشات.

وفي عام 1954، بِيعت اللوحة في مزاد عبر «دار كريستيز» للمزادات في لندن، التي أكدت حصولها على شهادة «غولدشايدر» التي تقدم ضماناً بأن اللوحة أصلية ولها تاريخ معين أو مصدر موثوق.

وعلى الرغم من أن البائع كان مجهولاً، فقد اكتشفت هيل أنه تم تسليم اللوحة نيابةً عن رامزي من قبل تاجر يُدعى يوجين سلاتر من شارع بوند الشهير في وسط لندن، الذي يعد واحداً من أكثر الشوارع الفاخرة والمعروفة في المدينة، ويُشتهر بمتاجر العلامات التجارية الفاخرة والمجوهرات والتحف والمعارض الفنية، بالإضافة إلى كونه وجهة مفضلة للمشترين من النخبة والمشهورين.

واشترى أحد جامعي التحف اللوحة من المزاد مقابل 189 جنيهاً إسترلينياً، ثم باعها إلى تاجر آخر، الذي باعها عام 1955 مقابل 2700 دولار لجامعة تحف من نيويورك، الولايات المتحدة، تُدعى ليليان مالكوف، التي أعارتها في عام 1957 إلى متحف فوغ للفنون في جامعة هارفارد الأميركية.