صمَّم باحثون في جامعة استوكهولم السويدية مقياساً جرى التحقّق من صحته علمياً، يقيس مدى رضا الأشخاص عن علاقاتهم العاطفية. ويتضمَّن مقياس الحبّ الذي أُطلق عليه أيضاً «مقياس فالنتاين» الإجابة عن 7 أسئلة بسيطة لتحصل على مؤشر لكيفية سير علاقتك الرومانسية في الوقت الحالي.
ووفق نتائج دراستهم التي نُشرت في دورية «العلاج السلوكي المعرفي»، والمتزامنة مع اقتراب موعد «عيد الحبّ» هذا العام، فإنّ العلاقات الرومانسية من أهم عوامل الرفاهية النفسية للبشر، ويمكن أن تُسهم في تحسين نوعية الحياة ومنع مشكلات الصحة العقلية.
«رغم ذلك، غالباً ما يكون ثمة نقص في الأدوات الموثوقة سهلة الوصول لقياس حالة العلاقات الرومانسية. وهنا يلعب مقياس (عيد الحبّ) دوراً مهماً»، كما يقول أستاذ علم النفس في جامعة استوكهولم، وأحد باحثي الدراسة، بيار كارلبرينغ.
ويضيف: «يتيح هذا المقياس الحصول بسرعة وكفاءة على استنتاجات واضحة عن كيفية سير العلاقة، من دون الحاجة إلى الخضوع لمقابلات أو استبيانات طويلة ومعقَّدة. ويمكن استخدامه حتى في أثناء استشارة الأزواج لمراقبة التقدُّم في العلاقة الزوجية مع الوقت».
ويتألّف من 7 أسئلة تتناول جوانب رئيسية للعلاقة، مثل التقارب العاطفي والثقة بين الشريكين والقدرة على حلّ النزاعات. وتُصاحب النتائج نصائح ملموسة حول القيام بتمارين في الحياة اليومية يمكن أن تساعد على تقوية هذه العلاقة.
وأظهرت النتائج التي شارك فيها أكثر من 1300 مشارك أنّ «مقياس فالنتاين» يتمتّع بموثوقية عالية. كما وجدت أنّ له ارتباطات قوية بمقاييس أخرى راسخة لرضا العلاقة، مثل مقياس التكيّف الثنائي وجودة العلاقات الثنائية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه أسهل في الاستخدام ومتاح مجاناً مقارنةً بعدد من المقاييس الأخرى.
ووفق الدراسة، تُعدُّ العلاقة العاطفية بين الشريكين من أهم أهداف الحياة بالنسبة إلى البشر. فالعلاقات الرومانسية يمكن أن تعزّز السلوك الصحي وتمنع تطوّر الاضطرابات النفسية.
وهو ما يُعلّق عليه كارلبرينغ بالقول: «يمكن لهذا المقياس التنبؤ بالتحسينات في جودة الحياة والإسهام في الحدّ من مشكلات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب من خلال توفير صورة واضحة وبسرعة عن كيفية سير العلاقة العاطفية بين الطرفين، وبالتالي عمليات تمكين التدخّل المبكر».
ويشير إلى أنه ينبغي النظر إلى «مقياس فالنتاين» بوصفه أداة للتأمّل والحوار، وليس تقييماً نهائياً لمستقبل العلاقة. فالهدف هو تشجيع التواصل المفتوح والتفاهم، وليس خلق ضغوط غير ضرورية، مشدّداً على أنه «إذا أثارت نتيجة الاختبار مخاوف، فقد يكون من الجيّد التحدّث عما يكمن وراء الإجابات. فالعلاقات بطبيعتها ديناميكية وتتأثّر بعوامل أخرى. قد يكون ذلك بسبب الضغوط أو صعوبات التواصل. ومن خلال التفكير معاً، يمكنكما إيجاد طرق للمضي قُدماً، سواء كان ذلك من خلال تعزيز العلاقة أو اتخاذ قرارات أخرى».


