أعلنت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر، المسؤولة عن إدارة التلفزيون المصري «ماسبيرو»، عن دمج وتغيير أسماء بعض القنوات المتخصصة التي تبث فضائياً، بوصف ذلك جزءاً من خطة تطوير «ماسبيرو 2030».
وبحسب بيان صدر (الأحد)، أطلق على قنوات «النيل» المتخصصة، اسم «موليوود»؛ باعتبار ذلك الاسم معبراً عن الريادة، والصناعة المصرية الإبداعية التي عُرفت بـ«هوليوود الشرق»، معلنة اختيار «موليوود الشرق» لمصر على غرار «هوليوود» في الولايات المتحدة و«بوليوود» في الهند، بالإضافة إلى «نوليوود» في نيجيريا.
وأكد رئيس الهيئة الكاتب أحمد المسلماني أن الإبداع المصري مدرسة إقليمية كبرى لها معالمها الخاصة وتقديرها العالمي؛ الأمر الذي يستوجب تعديل اسم الشهرة لصناعة الإبداع في مصر من «هوليوود الشرق» إلى «موليوود»، متطرقاً في البيان لتاريخ الفن المصري الممتد والبدايات الأولى للإذاعة المصرية قبل نحو 100 عام.
وتضمنت القرارات الجديدة تغيير اسم قناة «نايل سينما» لتكون «موليوود سينما»، ودمج قناتي «نايل دراما» و«نايل كوميدي» في قناة «موليوود دراما»، على أن يتم دمج قناتي «الأسرة والطفل» و«النيل لايف» في قناة واحدة، وهي القرارات التي ستدخل حيز التنفيذ خلال الفترة المقبلة.
وتعتزم «الهيئة» الشروع في «إنتاج برامج أطفال رفيعة المستوى ذات جودة عالية، لبثها على جميع قنوات التلفزيون المصري، بهدف تعزيز التربية الأخلاقية والقيم المصرية، في مواجهة المنصات العالمية التي تبث أعمالاً قد لا تتوافق مع قيم الأسرة والعائلة»، مع دراسة إمكانية إنشاء قناة أطفال بمواصفات عالية تكون قادرة على المنافسة المهنية، وهي الدراسة التي ستجري بين مجلس إدارة «الهيئة» والمجلس الاستشاري الذي ستعلن عنه قريباً.
وخلال لقائه مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي (الأحد)، استعرض المسلماني عدداً من المشروعات الاستثمارية التي يتم العمل عليها بما يسهم في توفير عوائد لـ«ماسبيرو» تساعد في جهود التطوير، مؤكداً وجود «سعي جاد لتطوير منظومة العمل داخل التلفزيون تحت عنوان (عودة ماسبيرو) من أجل تقديم رسالة إعلامية جادة وهادفة».
وأعلن المسلماني إطلاق «بوكادست ماسبيرو» عقب شهر رمضان لـ«مواكبة الصعود الكبير لهذا النوع من العمل الإعلامي»، مشيراً إلى «العمل على إنتاج مجموعة من البرامج السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والشبابية والرياضية».
ووفق الناقد المصري محمد عبد الرحمن، فإن قنوات ماسبيرو المتخصصة بحاجة لمزيد من الترويج على المنصات الإلكترونية المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «سقف الطموحات بشأن مخططات التطوير مرتفع ويشمل مختلف المحطات».
ورغم «التحفظات المرتبطة بتغيير أسماء رسخت في أذهان الجمهور والمتابعين على مدار سنوات»، فإن «الأهم»، بحسب عبد الرحمن، سيكون «وجود تغيير حقيقي بالمضمون والمحتوى المقدم على الشاشة، الأمر الذي يحتاج لوقت للحكم عليه وتقييمه».
رأي يدعمه الناقد المصري أحمد سعد الدين، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الملامح المعلنة للتطوير بحاجة لمزيد من الإيضاحات التفصيلية، سواء بشأن المحتوى، أو طبيعة ما سيجري تقديمه، مع تحديد الأولويات الخاصة بكل قناة بعد الدمج، والجمهور المستهدف منها».
وتعمل «الوطنية للإعلام»، التي أعيد تشكيلها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي برئاسة الكاتب الصحافي أحمد المسلماني، على خطة لتطوير المحتوى في التلفزيون والإذاعة المصرية، بدأت بمنع إذاعة الإعلانات عبر أثير إذاعة «القرآن الكريم»، وهو القرار الذي حظي بإشادات لافتة من المتابعين والعاملين بالإذاعة الشهيرة، بالإضافة إلى استعادة إدارة «القناة الأولى» و«الفضائية المصرية» من «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» التي تولت إدارتهما وتشغيلهما خلال السنوات الماضية.