فنانون عرب ينافسون بمؤلفاتهم في «القاهرة للكتاب»

هيدي كرم ودوللي شاهين ومنذر رياحنة يقدمون أعمالاً جديدة

غلاف كتاب هيدي كرم (دار النشر)
غلاف كتاب هيدي كرم (دار النشر)
TT

فنانون عرب ينافسون بمؤلفاتهم في «القاهرة للكتاب»

غلاف كتاب هيدي كرم (دار النشر)
غلاف كتاب هيدي كرم (دار النشر)

تشهد الدورة الحالية من «معرض القاهرة الدولي للكتاب»، وجود عدد من الفنانين العرب بإصدار كتب جديدة، مع الترويج لها عبر حفلات توقيع تُنظّم ضمن فعاليات المعرض الذي يُعدّ الحدث الثقافي الأبرز لإصدارات الكتب والروايات الجديدة في مصر.

ومن بين هؤلاء، الفنان الأردني منذر رياحنة الذي يُشارك الكاتبة مارغو حداد في رواية «عالم يتنفس الموت» التي تحمل قصصاً مستوحاة من شخصيات حقيقية، في حين أعلن رياحنة اعتزامه تحويلها لفيلم سينمائي، بالإضافة إلى العمل على مشروع أدبي ثانٍ مع الكاتبة الشهيرة.

أما الفنانة اللبنانية دوللي شاهين فأصدرت رواية «هودو» بمشاركة الروائي محمد المخزنجي التي سيُنظّم لها حفل توقيع الثلاثاء المقبل، في المعرض، ضمن خطة الترويج لها بإقامة حفلات توقيع عدّة مع الجمهور، ومناقشتها في الرواية التي تدور حول عائلة عاشت في خمسينات القرن الماضي تواجه مواقف عدّة بعد قتلهم لخادمة بسبب السّحر، وسط تفاصيل عن حوادث غريبة وأحداث ممتدة داخل العائلة.

غلاف رواية منذر رياحنة (دار النشر)

وأصدرت الفنانة هيدي كرم كتابها الأول «هيدي وأخواتها» الذي احتفلت بمناقشته قبل يومين من افتتاح «معرض الكتاب»، وتحدّثت خلال توقيعه عن رغبتها في الكتابة للتسجيل عن حياة الفتيات والسيدات في المراحل العمرية المختلفة، مبدية سعادتها بالتجربة الأولى لها في الكتابة.

وأكدت هيدي أن الكتابة لا يشترط فيها أن تكون معمّقة للغاية، ويمكن أن تكون بمثابة رصد ليوميات أو خبرات حياتية، لافتة إلى أن الثقافة عنصر مهم في أدوات الممثل؛ كونها تُضيف لموهبته وتساعد على توظيف أدواته بشكل جيد في الأدوار التي يقدمها.

غلاف كتاب هيدي كرم (دار النشر)

ويشهد المعرض وجود طبعة جديدة من كتاب «الكتيبة 26» للفنان المصري لطفي لبيب الذي يتناول ذكرياته خلال فترة حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 حين كان جندياً في القوات المسلحة المصرية، وهو الكتاب الذي أُعِد منه سيناريو لفيلم سينمائي لم يرَ النور بعد بسبب حاجته لميزانية كبيرة.

ولا يَعُدّ شوكت المصري أستاذ النقد الحديث في المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، وجود إصدارات جديدة لبعض الفنانين ظاهرة غريبة في ظل وجود عدد من الممثلين الذين لديهم مواهب أخرى، ولكن في المقابل يكون الحكم على هذه الأعمال بعد قراءتها وتقييمها وفق المعايير الأدبية.

وأضاف المصري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن إصدار هذه الكتب بالتزامن مع الدورة الجديدة من «معرض الكتاب» أمر يعكس اهتمام كتّابها من خلال وجودهم في الحدث الأكبر بمصر للترويج للكتب، خصوصاً مع إمكانية إقامة حفلات توقيع عدّة ضمن المعرض ولقاء الجمهور ومناقشتهم، لافتاً إلى أن إصدار أي من المشاهير كتباً خاصة بهم أمرٌ يضمن لها رواجاً مسبقاً في الدعاية.

وهو ما يتّفق معه إسلام وهبان، الكاتب المتخصص في الشأن الثقافي ومدير إحدى مجموعات القراءة على موقع «فيسبوك»، الذي يؤكد أن جمهور الفنانين يكون متحمساً لشراء أعمالهم الجديدة، وبالتالي تكون دُور النشر أمام فرصة لبيع إصداراتها، الأمر الذي يجعل فرص الفنانين في العثور على دار نشر أسهل بكثير مقارنة بالكتّاب الشباب.

غلاف رواية دوللي شاهين (حسابها على «فيسبوك»)

وأضاف وهبان لـ«الشرق الأوسط»، أن الظاهرة ليست سلبية في مجملها؛ لأنها تحمل تشجيعاً على القراءة والمناقشة، ورأى أن العادة جرت سابقاً على أن يكون للفنانين كتب تتناول تجربتهم الحياتية أو توثّق لسيرتهم الذاتية بشكل أكبر، مع الاستعانة بكُتّاب وأدباء لتسجيلها وتوثيقها، وهو الأمر الذي تغيّر في السنوات الأخيرة.

وينتقد شوكت المصري طريقة الترويج لرواية «هودو»؛ إذ اتّهم كاتب الرواية بـ«استغلال اسم الطبيب والأديب الكبير محمد المخزنجي في الترويج لعمله الجديد بالمعرض»، لافتاً إلى أن جزءاً من الجدل حول الرواية يعود إلى تشابه الاسمين، وعدّ ذلك «أسلوباً غير نزيه في الدعاية»، وفق تعبيره.


مقالات ذات صلة

مئوية «المُصوّر» تفتح نافذة على ذاكرة الصحافة المصرية

يوميات الشرق جانب من أغلفة وصور مجلة المصوّر في المعرض (مجلة المصور)

مئوية «المُصوّر» تفتح نافذة على ذاكرة الصحافة المصرية

تبدو كل صورة في المعرض كأنها تفتح كادراً واسعاً على التاريخ والحكايات السياسية والاجتماعية والفنية.

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق مشاعر الحنين إلى الوطن وذكريات الطفولة في أعمال غادة جمّال (الشرق الأوسط)

معرض «من القلب إلى الوطن» للبنانية غادة جمال: أماكن مألوفة تُثير التوقّعات

في معرضها «من القلب إلى الوطن» في غاليري «آرت أون 56» ببيروت، تُقدّم التشكيلية اللبنانية غادة جمّال لزائره مساحة حرّة، فيتلقف موضوع كل لوحة وفق رؤيته الخاصة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تحوّلها إلى وسائد «أمر علاجي» (أ.ف.ب)

ملابس محاربين في الجيش البريطاني تتحوَّل إلى وسائد

تعود السترات التي يرتديها قدامى المحاربين في الجيش البريطاني إلى الحياة من جديد، قبل أن تُعرض في معرض تشيلسي للزهور.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع يستمع لشرح عن صناعات عسكرية (وام)

مليار دولار إجمالي صفقات «آيدكس» و«نافدكس» في يومهما الأول

شهد اليوم الأول من معرضي الدفاع «آيدكس» و«نافدكس 2025» المنعقدَين في العاصمة أبوظبي عن توقيع 13 صفقة بقيمة إجمالية 3.97 مليار درهم (1.08 مليار دولار)

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
يوميات الشرق لوحة تعبر عن سلطة الجرس وفلسفته (الشرق الأوسط)

«الجرس»... معرض قاهري يعكس ثنائية الإرادة الحرة والخضوع

يعتمد الفنان التشكيلي المصري محمد التهامي على ثيمة «الجرس» ليمنحها معاني فلسفية ودلالات متنوعة عبر لوحاته الفنية وجاء معرضه تحت هذا العنوان ليقدم أكثر من تصور

محمد الكفراوي (القاهرة )

نينا وريدا بطرس... حان وقت العودة

شكَّلت الشقيقتان نينا وريدا بطرس حالة فنية خاصة في فترة التسعينات (أرشيف الفنانتين)
شكَّلت الشقيقتان نينا وريدا بطرس حالة فنية خاصة في فترة التسعينات (أرشيف الفنانتين)
TT

نينا وريدا بطرس... حان وقت العودة

شكَّلت الشقيقتان نينا وريدا بطرس حالة فنية خاصة في فترة التسعينات (أرشيف الفنانتين)
شكَّلت الشقيقتان نينا وريدا بطرس حالة فنية خاصة في فترة التسعينات (أرشيف الفنانتين)

هما اليوم نينا الحايك وريدا خوري. تفصل بينهما 3 ساعات بالطائرة تمتدّ مسافةً بين ولايتَي أوهايو وهيوستن الأميركيتَين.

لكن في الماضي القريب، عُرفتا بـ«نينا وريدا بطرس»، الثنائي النسائي الغنائي الأول والأشهر في العالم العربي، والمؤلّف من شقيقتَين. جمعت بينهما آنذاك الحفلات والأغنيات والفيديو كليبات، التي ما زال يذكرها جيلٌ كامل من جمهور الموسيقى العربية.

رغم المسافات الجغرافية والسنوات الكثيرة التي وضعت الديو الشهير في الأرشيف، فإنّ احتمال العودة الفنية واردٌ أكثر من أي وقت، وفق ما تؤكّد الشقيقتان نينا وريدا بطرس في حوارٍ مع «الشرق الأوسط».

عندما تُسأل الفنانتان اللبنانيتان عن إمكانية الغناء مجدّداً، تجيبان بصوتٍ واحد: «نفكّر جدياً بالأمر». تَشي اللهفة في نبرتهما بأنهما افتقدتا عالماً كانتا فيه نجمتَين خلال حقبة التسعينات.

ما زالت أغنيات مثل «لولي لولي»، و«بأمارة إيه»، و«البلدي وبس» عالقة في ذاكرتَيهما، وهي أعمالٌ ردّدها الجمهور من المحيط إلى الخليج. حدثَ ذلك قبل أن تغادر نينا الديو بداعي الزواج والسفر، لتغرّد ريدا وحيدةً بضع سنوات التحقَت بعدها بشقيقتها.

نينا وريدا بطرس في أحدث إطلالاتهما (صور الفنانتين)

عام 2002، حزمت الأخت الكبرى نينا حقائبها ولبّت نداء قلبها. «عندما التقيت بزياد الحايك، الذي أصبح لاحقاً زوجي، وقعنا فوراً في الغرام»، تتحدّث نينا عن الحب الذي استطاع أن يغلب شغفها بالفن.

تضيف أنّ اتخاذ قرار الزواج والسفر كان الأصعب في حياتها، «خصوصاً أنه كان عليّ التضحية بأختي ريدا». لكنّ الشقيقة الصغرى، ورغم غصّة الفراق والقلق من مصيرٍ فني مجهول، وقفت سنَداً لنينا وشجّعتها على الارتباط بالرجل الذي أحبّت.

نينا بطرس وزوجها زياد الحايك (صور الفنانة)

نينا بطرس اليوم أمٌ لثلاثة أولاد تتراوح أعمارهم ما بين 17 و21 عاماً، وهي تكرّس وقتها لهم. «أوهايو ولاية باردة جداً لكنّي محاطة هنا بعائلة كبيرة وهذا يمنحني الدفء». ما عادت تشعر بالضيق كلّما شاهدت حفلاً غنائياً لأحد زملائها على التلفزيون، مثلما كان يحصل في بداية انتقالها إلى الولايات المتحدة وانسحابها من تحت الأضواء.

تقيم نينا بطرس مع عائلتها في ولاية أوهايو الأميركية (صور الفنانة)

أما ريدا فكان عليها انتظار 10 سنواتٍ إضافية حتى تلتقي بالرجل الذي خفق له قلبها. في الأثناء، تابعت مسيرتها الغنائية منفردة وواصلت الإصدارات والحفلات. تقرّ بأنّ «الفترة الأولى بعد مغادرة نينا كانت صعبة ولم تخلُ من بعض الإحباط والضياع». إلّا أنّ الحظّ ابتسمَ لها مجدّداً على هيئة عقدٍ وقّعته مع شركة «سوني ميوزيك» العالمية، التي اختارتها من بين فنانين كثر لتُصدر لها ألبوماً.

تذكر سباقات الأغاني على الإذاعات العربية أغنيتَين تصدّرتا الاستماعات آنذاك، هما «علّقتني» و«ماشي يا زمن». غنّت ريدا بطرس من كلمات وألحان مروان خوري، فكانت النتيجة «أغنيتَين لا تموتان»، وفق ما كان يكرّر لها الموسيقار ملحم بركات.

من بيتها البعيد، راقبت نينا فخورةً نجاح أختها التي تمكّنت من التحليق بجناحٍ واحد. كانت في تلك الآونة منشغلةً بتربية ابنتها البكر التي منحتها اسمَ توأم روحها، فتوزّع اهتمام نينا على ريدا الصغرى وريدا الكبرى. «حتى بعد ابتعادي عن الساحة الفنية، كنت أتواصل معها يومياً لمناقشة الأفكار والمشاريع ومتابعة تفاصيل قراراتها».

توالت نجاحات ريدا بطرس باللهجات العربية كافةً، فدخلت أغنية «شكلك ما يطمّنش» المصريّة بدَورها السباق الموسيقي العربي عام 2006. وحتى عام 2011، واظبت ريدا على نشاطها الفني، إلى أن التقت بجورج خوري. «هو الشخص الوحيد الذي شعرت بأنني أستطيع أن أكمل حياتي معه»، تقول. تردّ نينا ممازحة: «بقيت خلفها حتى سحبتُها خلفي».

ريدا بطرس وزوجها جورج خوري (صور الفنانة)

بعد مسيرةٍ حافلة، عاد القدَر بريدا بطرس إلى أحَبّ الناس على قلبها. اجتمع شمل الشقيقتَين، فاستقرّت ريدا في أوهايو حيث أنجبت ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و12 سنة، وتحمل الكبرى من بينهم اسمَ خالتها.

بين الشقيقتَين ذكرياتٌ لا تُحصى وسِماتٌ مشتركة كثيرة، في طليعتها القناعة والرضا بطريقٍ أخذهما إلى الاستقرار العائلي، حتى وإن أبعدَهما مؤقّتاً عن الشهرة والأضواء. تسترجعان مقولةً كان يردّدها لهما الوالد: «أنا فخور بنجاحكما لكن هذا كلّه مجد باطل ولا يدوم».

تقيم ريدا بطرس وعائلتها في ولاية هيوستن الأميركية (صور الفنانة)

اليوم، وأكثر من أي وقت، تستشهد نينا وريدا بحكمة والدهما. لكن ذلك لا يعني أنّ القابليّة ليست مفتوحة على عودةٍ تكون بمثابة إحياءٍ لصورتهما وصوتهما في ذاكرة جيل التسعينات، وتعريفٍ للجيل الجديد على هويّتهما الفنية التي شكّلت حالة استثنائية قبل 20 عاماً.

لم تبتعد ريدا كلياً عن المجال فهي واصلت حفلاتها في الولايات المتحدة، لا سيّما في هيوستن حيث تقيم حالياً. كما حافظت الشقيقتان على علاقاتهما مع زملاء المهنة من مغنّين وشعراء وملحّنين. «في كل مرةٍ نزور لبنان ونغنّي نزولاً عند رغبة الحاضرين في سهرةٍ ما، نسمع تعليقاتٍ جميلة على أدائنا كما نشعر بشوق الناس إلى إطلالتنا»، هذا يحفّز نينا وريدا على التفكير جدياً للعودة الفنية.

تفكّر الشقيقتان بطرس جدياً بالعودة إلى الغناء وهما في طور البحث عن الأغنية المناسبة (صور الفنانتين)

هما حالياً في طور الاطّلاع على مجموعة من الألحان والنصوص، بحثاً عن أغنيةٍ تحمل ما يكفي من التميّز كي تفتح باب الرجوع على مصراعَيه. تؤكّدان بالصوت ذاته الذي تملأه الحماسة: «العودة قريبة ونحن بانتظار الأغنية المناسبة».

في الماضي، كان الوالد يساعد ابنتَيه أحياناً في اختيار الأغاني، كما وقف إلى جانبهما كبار المهنة. تذكران من بين هؤلاء المنتج طوروس سيرانوسيان الذي ابتكر فكرة الديو «نينا وريدا بطرس»، والموسيقار ملحم بركات الذي كان «بمثابة عرّابٍ لنا ومنحَنا لحناً من ألحانه».

من الإطلالات القليلة لنينا وريدا بطرس بعد الزواج والسفر (صور الفنانتين)

اليوم، القرار لهُما وحدَهما. وهو قرارٌ دعائمه مصنوعةٌ من شوقٍ كبير. تقول ريدا إنها تشتاق إلى أيامها وأختها، إلى «السفر والضحك والحزن والنجاح، إلى المشوار الصعب الذي كانت نينا تؤنسني فيه»، أما نينا فتحنّ إلى «أحلى أيام عمرنا خلال تلك السنوات الـ10، والتي أمضيناها معاً بحلوِها ومُرِّها».