«ذاكرة المكان»... معرض فني يغوص في أعماق القاهرة التاريخية

يتضمن 40 لوحة تحتفي بالبورتريه والمشاهد اليومية

البورتريه والتفاصيل الشعبية ضمن المعرض (الشرق الأوسط)
البورتريه والتفاصيل الشعبية ضمن المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«ذاكرة المكان»... معرض فني يغوص في أعماق القاهرة التاريخية

البورتريه والتفاصيل الشعبية ضمن المعرض (الشرق الأوسط)
البورتريه والتفاصيل الشعبية ضمن المعرض (الشرق الأوسط)

يغوص الفنان التشكيلي المصري محمد الناصر في أعماق القاهرة التاريخية، ويتوغل إلى قلب الريف المصري، ويستدعي التفاصيل اليومية والبسيطة الكامنة في الشوارع والحواري والأحياء الشعبية لينسج منها لوحات معرضه «ذاكرة المكان» الذي يستضيفه «غاليري ضي» في الزمالك (غرب القاهرة) حتى نهاية يناير (كانون الثاني) الحالي.

اختار الفنان لمعرضه اسم «ذاكرة المكان» ليكون معبّراً عن الأماكن التي تجول فيها وتشبّع بها وانتهى به الأمر إلى رصدها في أعماله بحسه الفني وأسلوبه الخاص.

يقول الفنان محمد الناصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض يتضمن لوحات حديثة رسمتها مؤخراً، تتجاور مع مجموعة لوحات تمثل تجارب سابقة في نوع من التواصل والتعبير عن التطوير التقني والفني في مشواري».

العمارة الإسلامية حاضرة في أعمال الفنان محمد الناصر (الشرق الأوسط)

تتضمن لوحات المعرض طابعين أساسيين؛ الصورة الشخصية «البورتريه» والمنظر الطبيعي «اللاند سكيب»، إما بشكل فردي لكلٍ منهما أو بدمج أحدهما مع الآخر وفق ما يوضح الفنان: «لدي زاويتان في لوحاتي، البورتريه والمنظر الطبيعي، كل منهما بطل بلا منازع، وأحياناً أدمج الاثنين، فحين أرسم بورتريه في شارع شعبي لا بدّ أن تكون الخلفية معبرة عن بيئة المكان، وحين أرسم بورتريه لوجه إسكندراني مثلاً، يكون البحر في الخلفية، أو ما يعبر عن البيئة الساحلية، وكذلك البورتريه للوجوه الصعيدية أختار خلفية مناسبة تُعبّر عن بيئة البورتريه».

البورتريه من الأعمال المميزة في مسيرة الفنان (الشرق الأوسط)

لا تخلو لوحات المعرض من فلسفة خاصة تتجلّى في الألوان والمنظور والموضوعات المتنوعة التي يتناولها الفنان، بيد أن السِّمات الأساسية المميزة لأعماله تظلّ الوجوه الشخصية في بيئات مختلفة، والعمارة الإسلامية في القاهرة التاريخية بدهاليزها المليئة بالتفاصيل.

يسعى الناصر لاقتناص نقاط القوة من المكان أو البورتريه، ويقول: «هناك بورتريه يجذب الفنان لرسمه، وبورتريهات عادية، وأحياناً تمثّل الأماكن بالنسبة لي وجوهاً، فهي تُعبّر عن مرحلة تاريخية معينة، وأرى أن كل وجه له فلسفة، وقد كانت دراستي في الماجستير والدكتوراه عن البورتريه. فالماجستير كان عن مكونات الصورة الشخصية في المدرسة التعبيرية، والدكتوراه كانت الصورة الشخصية وأبعادها الاجتماعية والنفسية في التصوير المصري القديم والحديث، من أول بورتريهات الفيوم التي أُعدّها بدايات الرسم والتلوين الاحترافي للوجوه وحتى اليوم».

الأفراح والاحتفالات الشعبية في أعمال الفنان (الشرق الأوسط)

وقد انعكس الفن المصري القديم في أعمال الفنان بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ربما تظهر الروح المصرية القديمة في الألوان والتكوين والعناصر المستخدمة في اللوحات، وفق قوله.

وتُعدّ القاهرة التاريخية مكوّناً رئيسياً وعاملاً مشتركاً في كثير من لوحات الفنان، في معرضه الفردي الأحدث الذي يُعد رقم 15 في مسيرته الفنية، بخلاف عشرات المعارض الجماعية التي شارك فيها منذ مرحلة الثمانينات وحتى الآن. ويعِدّ الناقد الفني الراحل عز الدين نجيب، في كلمة تضمنها كتالوغ المعرض، الفنان محمد الناصر ممن راهنوا على الاختلاف وعلى التمسك بالروح المصرية الأصيلة في مقابل توجه أبناء جيله بالثمانينات والتسعينات للتجريب والتغريب.

البيئة الصعيدية استلهم منها الفنان كثيراً من أعماله (الشرق الأوسط)

«تُمثّل العمارة الإسلامية شغفاً بالنسبة لي، ويعود هذا الشغف لزياراتي المتكررة للقاهرة التاريخية مع الفنان حسني البناني، والتجول في شوارعها وأزقتها المختلفة من الجمالية إلى باب الشعرية، حتى أتشرب بروح المكان، وأعود بعد ذلك لرسمه بكل تفاصيله».

وبالنسبة للطقوس الشعبية في الموالد والأفراح والباعة الجائلين، التي تظهر في أكثر من عمل، عدّ الفنان هذه الطقوس رمزاً للأصالة والعمق والقِدَم وتاريخ البلد الممتد عبر السنين.

يُقدم الفنان محمد الناصر أعماله دون التفكير في جمهور معين، فهو يتمنى أن تصل للجميع، لذلك لا يكترث كثيراً ولا يتقيّد بمدرسة معينة وإن كانت المدرسة التعبيرية هي الغالبة على أعماله.


مقالات ذات صلة

«الشجن» يُخيِّم على أعمال مسابقة فاروق حسني

يوميات الشرق فاروق حسني يفتتح المعرض الجماعي للفنانين المشاركين في المسابقة (مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون)

«الشجن» يُخيِّم على أعمال مسابقة فاروق حسني

خيَّم «الشجن» على الأعمال الفنية المشاركة في الدورة السادسة من مسابقة «مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق يستكشف بينالي الشارقة في دورته الـ16 أحمال الإنسان خلال رحلة العمر (الشارقة للفنون)

بينالي الشارقة... محاولة فَهْم الهشاشة الإنسانية في المساحة المتروكة

أيُّ مسارات نخوض في التنقُّل بين الأماكن وعبر الزمن؟ ماذا نحمل عندما يحين وقت السفر أو الهروب أو الانتقال؟ البقاء أو النجاة، أيُّ أحمال يفرضان على الإنسان؟

فاطمة عبد الله (الشارقة)
ثقافة وفنون ماجد شيحة يتسلم جائزة أفضل رواية مناصفة مع محسن يونس

«القاهرة للكتاب»... الفلسفة والتاريخ ينافسان الرواية رغم ارتفاع الأسعار

هناك «قفزة» في متوسط سعر الكتاب جعلته يتراوح بين 200 و400 جنيه؛ وهو ما أثر على مبيعات دور النشر المختلفة.

رشا أحمد (القاهرة)
سفر وسياحة متحف الحرب الإمبراطوري في لندن (متحف الحرب)

يوم في متحف الحرب الإمبراطوري بلندن... يعرفك على تشرشل كاريكاتيرياً

في إحدى الصور التي ظهرت في زمن الحرب، جرى رسم ونستون تشرشل في صورة قاتل تنانين، وفي صورة أخرى، رجل عصابات مسلح. وفي وقت لاحق، ظهر عجوزاً ومكتئباً.

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق أعمال قيّمة لفنانين عالميين ولوحات بارزة لفنانين عرب (سوذبيز)

أول مزاد عالمي لـ«سوذبيز» في السعودية يسلط الضوء على تجارب فنانين سعوديين

المعرض الذي انطلق، السبت، يلقي الضوء على تجارب 4 فنانين سعوديين، ممن كانت لهم الريادة والتأثير في تطوير مشهد فنيّ حيّ، عن طريق مسيرة فنية لافتة وأعمال إبداعية.

عمر البدوي (الرياض)

رجل يعثر على 102 ثعبان أسود سام في حديقة منزله بسيدني

أحد الثعابين التي نقلتها شركة «نقل الزواحف» في سيدني من منزل (صفحة الشركة عبر فيسبوك)
أحد الثعابين التي نقلتها شركة «نقل الزواحف» في سيدني من منزل (صفحة الشركة عبر فيسبوك)
TT

رجل يعثر على 102 ثعبان أسود سام في حديقة منزله بسيدني

أحد الثعابين التي نقلتها شركة «نقل الزواحف» في سيدني من منزل (صفحة الشركة عبر فيسبوك)
أحد الثعابين التي نقلتها شركة «نقل الزواحف» في سيدني من منزل (صفحة الشركة عبر فيسبوك)

قال رجل من مدينة سيدني الأسترالية إنه كان «مندهشاً تماماً» عندما أمسك صائدو الثعابين بأكثر من 102 ثعبان سام من فناء منزله الخلفي.

واستدعى ديفيد شتاين صائدي الثعابين بعد أن رأى نحو ستة ثعابين سوداء حمراء البطن على كومة كبيرة من النشارة في منزله بضاحية هورسلي بارك غرب سيدني، الجمعة.

وقال شتاين: «كنت أرتجف وأرتعد عندما رأيتها. وبحثت زوجتي على (غوغل) ووجدت أن الثعابين تتجمع بهذا الشكل عندما تكون مستعدة لوضع البيض».

أرسل كوري كيروارو، صاحب شركة «نقل الزواحف» في سيدني، صائد الثعابين ديلان كوبر إلى الموقع، حيث وجد خمسة ثعابين كبيرة، أربعة منها كانت تحمل بيضاً داخلها. ثم بدأ بعد ذلك في العثور على الصغار.

وأضاف شتاين: «كان يكشف عن الثعابين الصغيرة الواحد تلو الآخر. كان الأمر مذهلاً تماماً، لم أستطع تصديقه».

وبالاستعانة بابن شتاين، عثر الثلاثي على نحو 40 ثعباناً، وقال كيريوارو: «كان هناك 40 ثعباناً، ثم 70، ثم 90». ووصلت الحصيلة النهائية إلى خمسة ثعابين بالغة و97 صغيراً.

تعدّ هذه الثعابين سامة، خصوصاً للأطفال الصغار والحيوانات الصغيرة، لكنها تُعدّ بشكل عام هادئة.

وفي حالة التعرض لسمّها، تشمل أعراض التسمم؛ النزيف، وتورم مكان اللدغة، والغثيان، والقيء، والصداع، وآلام البطن، والإسهال، والتعرق، وآلام العضلات والضعف.

أشار كيروارو إلى أنه من الشائع أن تتشارك إناث الثعابين ذات البطون الحمراء مواقع الولادة، مضيفاً: «لكن وجودي هناك في لحظة وضع الثعابين للبيض شيء مميز، لم أرَ شيئاً كهذا من قبل».

بموجب القانون المحلي، يجب إطلاق سراح الثعابين في نطاق 20 كم من موقع الالتقاط. وبناءً على نصيحة من المتنزهات الوطنية، تم اختيار منطقة نائية لإطلاق سراح 102 ثعبان.