مصر لتعظيم الاستفادة من ساحلها الشمالي عبر «المكون الفندقي»

جانب من مدينة العلمين الجديدة (إدارة مهرجان العلمين)
جانب من مدينة العلمين الجديدة (إدارة مهرجان العلمين)
TT

مصر لتعظيم الاستفادة من ساحلها الشمالي عبر «المكون الفندقي»

جانب من مدينة العلمين الجديدة (إدارة مهرجان العلمين)
جانب من مدينة العلمين الجديدة (إدارة مهرجان العلمين)

معولة على «المكون الفندقي» تتجه القاهرة لتعظيم الاستفادة من منطقة الساحل الشمالي. وأكد اجتماع للحكومة المصرية، الأحد، «اتجاه الدولة لزيادة عدد الغرف الفندقية بطول الساحل الشمالي الغربي»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، المستشار محمد الحمصاني.

وعقد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، اجتماعاً، الأحد، بهدف «استعراض موقف الأراضي وأعمال التنمية بالساحل الشمالي الغربي»، بحضور وزير الإسكان ومحافظ مطروح، وعدد من المسؤولين.

وأضاف الحمصاني أن «الاجتماع شهد التأكيد على ضرورة الاهتمام بالمكون الفندقي في القطاعات التنموية المستهدفة، وذلك في ضوء الإقبال الكبير الذي شهده الساحل الشمالي في الآونة الأخيرة، وزيادة عدد السياح الوافدين»، مشيراً إلى أنه «تم التأكيد خلال الاجتماع أيضاً على ضرورة التزام الكيانات المختلفة بتنفيذ الفنادق وفق البرامج الزمنية المقررة، والمعايير التي تلائم هذه المنطقة».

وخلال الاجتماع لفت مدبولي إلى «العمل على دفع جهود التنمية في منطقة الساحل الشمالي الغربي، لتعظيم العائد، في ضوء المزايا والفرص الواعدة التي تتميز بها، والتي تتيح آفاقاً واسعة لجذب الاستثمارات، وخلق نشاطات اقتصادية مُتعددة على مدار العام»، وفقاً لإفادة «مجلس الوزراء المصري».

وشهد الاجتماع الحكومي استعراض موقف الأراضي بالقطاعات التنموية الواعدة بالساحل الشمالي الغربي وسيوة، وحتى الحدود مع مدينة السلوم، ومقترحات التنمية بها، مع الإشارة إلى «المزايا التي يتمتع بها كل قطاع، وخصوصاً الواجهة الشاطئية المميزة، والمعالم الطبيعية الفريدة»، لا سيما «المقومات الداعمة لتنفيذ مشروعات اقتصادية مهمة، من منشآت سياحية، وتجمعات تنموية، ومناطق بيئية جاذبة»، بحسب الحمصاني.

وتطرّق الاجتماع أيضاً إلى «المشروعات التي تعزز قيمة هذه المنطقة، وأهمها شبكات الطرق، والسكة الحديد، ومسار القطار السريع، والمطارات».

وحظيت منطقة الساحل الشمالي باهتمام حكومي خلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع إنشاء مدينة العلمين الجديدة، التي تعوّل القاهرة على تحويلها من وجهة مصيفية إلى مدينة سياحية تعمل طوال العام... ويمتد نطاق الساحل الشمالي من غرب مدينة الإسكندرية مروراً بالعلمين ومرسى مطروح حتى معبر السلوم.

اجتماع مجلس الوزراء المصري (صفحة مجلس الوزراء على فيسبوك)

وقال الخبير السياحي المصري، محمد كارم، لـ«الشرق الأوسط» إن «السنوات الأخيرة شهدت اهتماماً من جانب القيادة السياسية بمنطقة الساحل الشمالي، مما يعزز إقبال المستثمرين على المنطقة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة التي باتت وجهة سياحية للمصريين والعرب والأجانب».

وأضاف أن «الإقبال السياحي على الساحل الشمالي يتطلب زيادة عدد الغرف الفندقية، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار»، لافتاً إلى أن «كثيراً من المصريين يميلون لاستئجار وحدات مصيفية خلال فترة الصيف بدلاً من الفنادق».

وتحدث كارم عن «ضرورة تنويع الغرف الفندقية في منطقة الساحل الشمالي، لتلائم مستويات عدة من الزوار، لا سيما مع ارتفاع تكلفة الإقامة في معظم الفنادق الموجودة حالياً»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن «منطقة الساحل تخاطب فئات طبقية معينة أيضاً تبحث عن الرفاهية وفنادق الخمسة نجوم».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، قال وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، في إفادة رسمية، إنه «تم تنفيذ 48 فندقاً في الساحل الشمالي بإجمالي 7252 غرفة فندقية، و3047 وحدة فندقية (أي من: الشقق - الشاليهات - الفيلات)». وأوضح أن معدل تشغيل ما تم تنفيذه بلغ 88 في المائة.

ويطالب خبراء السياحة بمضاعفة عدد الغرف الفندقية لجذب مزيد من السياح، لا سيما مع استهداف مصر الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028. وتمكّنت مصر وفق بيانات رسمية من «استقبال 15.7 مليون سائح خلال عام 2024».

ودشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مشروع مدينة «رأس الحكمة» (على الساحل الشمالي المصري)، حيث شهد الرئيسان إطلاق المشروع، واصفين إياه بأنه «يمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات».

ووقعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 50.50 جنيه في البنوك المصرية).

وبحسب الحمصاني، فإن اجتماع رئيس الوزراء، الأحد، تطرق إلى متابعة الموقف التنفيذي لأعمال تطوير مدينة «رأس الحكمة»، وإعادة تسكين العائلات داخل منطقة «شمس الحكمة»، بما في ذلك موقف تنفيذ الطرق وشبكات المرافق، وكذلك الخدمات بـ«شمس الحكمة»، وموقف تقنين الأراضي الخاصة بالعائلات المُستحقة للتعويض.


مقالات ذات صلة

«التعليم» المصرية تطلق حواراً مجتمعياً حول نظام «البكالوريا» وسط جدل متصاعد

شمال افريقيا اجتماع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لمناقشة مقترح «البكالوريا» (مجلس الوزراء المصري)

«التعليم» المصرية تطلق حواراً مجتمعياً حول نظام «البكالوريا» وسط جدل متصاعد

بالتزامن مع جدل متصاعد، أطلقت وزارة التعليم المصرية، الثلاثاء، سلسلة جلسات لحوار مجتمعي بشأن تطبيق نظام «البكالوريا» بديلاً لشهادة الثانوية العامة الحالية.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي طلاب بإحدى المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)

انتقادات لإضافة مادة الدين للمجموع في مقترح تطوير التعليم المصري

قوبل اتجاه لإضافة مادة الدين إلى مجموع درجات طلاب الثانوية، ضمن مقترح تطوير التعليم المصري، بانتقادات وجدل واسع، في ظل مخاوف عبر عنها البعض من تأثير المقترح.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (أرشيفية - واس)

«في أفضل حالاتها»... مصر توضح طبيعة العلاقات مع السعودية والإمارات

أكدت مصر قوة ومتانة علاقاتها مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واصفةً العلاقات بين الدول الثلاث بأنها «ركيزة أساسية للاستقرار».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي طورت وزارة الداخلية مراكز الإصلاح والتأهيل في السنوات الماضية (وزارة الداخلية - أرشيفية)

«الداخلية المصرية» تنفي إضراب نزلاء «مراكز الإصلاح» عن الطعام

نفت وزارة الداخلية المصرية، ما وصفته بـ«ادعاءات»، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بإضراب عدد من نزلاء أحد مراكز «الإصلاح والتأهيل» عن الطعام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا خيام نازحين سودانيين في بعض الدول (المنظمة الدولية للهجرة)

هل تفتح انتصارات البرهان الباب لعودة سودانيين من مصر؟

«انتصارات البرهان» الأخيرة تفاعل معها سودانيون يقيمون في ضاحية فيصل بمحافظة الجيزة بمصر، عبر احتفالات واسعة للجالية السودانية.

أحمد إمبابي (القاهرة )

كرات غامضة تُغلق شواطئ في سيدني... وتحيّر السلطات

عينات من الكرات المجهولة التي عثر عليها على أحد شواطئ سيدني (إ.ب.أ)
عينات من الكرات المجهولة التي عثر عليها على أحد شواطئ سيدني (إ.ب.أ)
TT

كرات غامضة تُغلق شواطئ في سيدني... وتحيّر السلطات

عينات من الكرات المجهولة التي عثر عليها على أحد شواطئ سيدني (إ.ب.أ)
عينات من الكرات المجهولة التي عثر عليها على أحد شواطئ سيدني (إ.ب.أ)

أغلقت السلطات الأسترالية تسعة شواطئ في سيدني أمام الزوار، اليوم (الثلاثاء)، بعد أن جرف الماء كرات صغيرة غامضة بيضاء ورمادية اللون إلى الشاطئ، مما أدى إلى تعطيل موسم العطلات الصيفية، وفقاً لصيحفة «إندبندنت».

أعلن مجلس الشواطئ الشمالية عن إغلاق شواطئ شهيرة مثل مانلي، ودي واي، ولونغ ريف، وكوينزكليف، وفريش ووتر، ونورث وساوث كيرل كيرل، ونورث ستاين، ونورث نارابين حتى إشعار آخر.

وقال المجلس إنهم يقومون بتطهير الشواطئ من الكرات الصغيرة وإجراء اختبارات على العينات لأنهم «لا يعرفون ما هي في الواقع».

وكتب المجلس في بيان على «فيسبوك»: «تم إغلاق تسعة شواطئ في الشواطئ الشمالية بعد العثور على حطام على شكل كرة بيضاء ورمادية جرفتها المياه على طول الشاطئ».

وأضاف أنه «تم تنبيه المجلس إلى الحطام عبر وكالة حماية البيئة، ويعمل بشكل وثيق مع الوكالة الحكومية لجمع عينات للاختبار».

وأوضحت رئيسة بلدية نورثرن بيتشيز سو هاينز أن الكرات «قد تكون أي شيء».

وقالت: «لا نعرف في الوقت الحالي ما هي، وهذا يجعل الأمر أكثر إثارة للقلق... من الواضح أن هناك شيئاً يتسرب أو يسقط أو ويطفو هناك ويتم إلقاؤه في كل مكان. لكن من الذي أسقطه أو فقده أو سربه؟ هو أمر لا أحد منا يعرفه».

عينات من المواد المجهولة التي عثر عليها على شواطئ في شمال سيدني (إ.ب.أ)

في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تم إغلاق عدد من الشواطئ، بما في ذلك بوندي الشهير شرق وسط مدينة سيدني، أمام الزوار بعد أن جرفت المياه إلى الشاطئ كرات سوداء صغيرة.

في البداية، تم الإبلاغ عن أنها «كرات قطران» من النفط الخام، لكن الاختبارات كشفت لاحقاً عن أنها كانت عبارة عن كتل من النفايات البشرية.

ووجدت وكالة حماية البيئة أن الكرات تتكون من الأحماض الدهنية والهيدروكربونات البترولية وغيرها من المواد العضوية وغير العضوية، وتحتوي على آثار من الشعر وزيت المحركات ونفايات الطعام والمواد الحيوانية والبراز البشري.

وصرح متحدث باسم شركة مياه سيدني اليوم بأنه «لا توجد مشكلات في العمليات العادية» لمحطتي استعادة موارد المياه القريبتين في واريوود ونورث هيد... تواصل شركة مياه سيدني العمل مع وكالة حماية البيئة للتحقيق في سبب ظهور هذه الكرات».