مظاهر الفرح تغيب عن احتفالات «عيد ميلاد المسيح» للعام الثاني على التوالي

بابا الفاتيكان يحث كل شعوب العالم على إسكات صوت الأسلحة والتغلب على الانقسامات

شخص يرتدي زي سانتا كلوز يقفز في البحر في برشلونة (رويترز)
شخص يرتدي زي سانتا كلوز يقفز في البحر في برشلونة (رويترز)
TT

مظاهر الفرح تغيب عن احتفالات «عيد ميلاد المسيح» للعام الثاني على التوالي

شخص يرتدي زي سانتا كلوز يقفز في البحر في برشلونة (رويترز)
شخص يرتدي زي سانتا كلوز يقفز في البحر في برشلونة (رويترز)

تغيب مظاهر الفرح عن احتفالات «عيد ميلاد المسيح» للعام الثاني على التوالي، وسط الظروف الصعبة التي تشهدها العديد من الدول العربية، خاصةً في المناطق الفلسطينية المحتلة ولبنان وسوريا.

ويعكس هذا الوضع حجم التهديدات والتحديات غير المسبوقة في المنطقة، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة، والاعتداءات المستمرة في مناطق الضفة الغربية، وكذلك الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان، وصولاً إلى قصف العاصمة بيروت، فضلاً عما تشهده سوريا من اضطرابات سياسية، والتوغلات الإسرائيلية في المناطق الحدودية، حيث ألقت كل هذه الأحداث بظلها على مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد في الشوارع والكنائس.

وفي رسالته التقليدية بمناسبة (الكريسماس)، حث بابا الفاتيكان، فرنسيس «جميع الشعوب في كل الأمم» على التحلي بالشجاعة خلال هذا العام المقدس «لإسكات صوت الأسلحة والتغلب على الانقسامات» التي يمر بها العالم، من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا، ومن أفريقيا إلى آسيا. وقال البابا من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، أمام حشود من المصلين: «أدعو كل فرد، وكل شعوب العالم... لكي يصيروا حجاجاً للأمل، ولإسكات صوت الأسلحة والتغلب على الانقسامات».

وفي بيت لحم، غابت زينة عيد الميلاد والحجاج بشكل ملحوظ عن ساحة المهد في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة التي تستعد لموسم احتفالي ديني هو الثاني في زمن الحرب وسط زيادة نقاط التفتيش التي تمنع حتى الفلسطينيين من دخول المدينة.

ويتقاطر آلاف السياح عادةً إلى ساحة كنيسة المهد في هذا الوقت من السنة، لكنّ داخل الكنيسة فارغ مثل ساحتها، ولا تُسمَع سوى ترانيم الرهبان الأرمن التي تتردد من أمام المغارة التي ولد فيها يسوع المسيح، وفق ما ورد في الإنجيل.

وقال حارس الكنيسة محمد صبح: «في مثل هذا اليوم، نجد عادةً ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف شخص داخل الكنيسة». وتوقفت بالكامل تقريباً زيارات السياح الأجانب الذين يقوم عليهم اقتصاد بيت لحم، ليس بسبب الحرب فحسب، بل بفعل زيادة القيود المفروضة على الحركة التي فرضتها نقاط تفتيش للجيش الإسرائيلي، والتي منعت أيضاً الكثير من الفلسطينيين من الزيارة.

كما بدت مدينة حيفا شمال إسرائيل في أبهى حللها بالإضاءة المبهرة لشجرة عيد الميلاد الكبيرة وشارع الجبل الذي تنتشر فيه المطاعم والمقاهي والمتاحف وتعلوه قبة البهائيين، بعدما كانت المدينة هدفاً لهجمات صاروخية من لبنان. وزينت بلدية حيفا شارع الجبل كما يسميه العرب، الذي يحمل رسمياً اسم بن غوريون، وهو أحد الشوارع الرئيسية في المدينة.

واكتظ الشارع بالمحتفلين الذين اعتمر بعضهم قبعة بابا نويل، فيما حمل أطفال بالونات ملونة مضيئة وانتشرت بسطات باعة الكستناء المشوية والترمس والحمص والألعاب.

أما في سوريا، فتظاهر المئات في الأحياء المسيحية من العاصمة دمشق احتجاجاً على إحراق شجرة لعيد الميلاد في مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية الأرثوذكسية في محافظة حماة، بعد أسبوعين على إطلاق فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» هجوماً أفضى للإطاحة بنظام بشار الأسد.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن المقاتلين الذين أحرقوا الشجرة أجانب وينتمون إلى فصيل أنصار التوحيد الجهادي. وقال أحد المتظاهرين ويدعى جورج: «نزلنا لأن هناك الكثير من الطائفية والظلم ضد المسيحيين تحت اسم تصرفات فردية».

وأضاف: «إما أن نعيش في بلد يحترم مسيحيتنا وبأمان في هذه الوطن كما كنا من قبل، أو افتحوا لنا باب اللجوء الكنسي حتى نغادر إلى الخارج».

وفى لبنان، تكاد تكون مظاهر عيد الميلاد التقليدية غائبة هذا العام، بفعل الأحداث المأساوية التي شهدتها البلاد أخيراً، وفى زمن الميلاد، كانت بيروت تتزين بزينة العيد، وشجرة الميلاد، والمغارات، وكانت الشوارع تمتلئ بالأنوار والمهرجانات، فضلاً عن المظاهر الاحتفالية التي كانت تشمل الشوارع والساحات بأضواء شجرة الميلاد، والموسيقى، وحفلات العيد التي كانت تقام في ساحة العاصمة، وكاتدرائيات المدن، كما كانت الشركات تعلن عن احتفالات الميلاد من خلال لوحات إعلانية، وتوزيع الهدايا والمساعدات.



الجزائرية ياسمين بلقايد تحصد لقب جائزة «نوابغ العرب 2024» عن فئة الطب ​

البروفسورة ياسمين بلقايد (الشرق الأوسط)
البروفسورة ياسمين بلقايد (الشرق الأوسط)
TT

الجزائرية ياسمين بلقايد تحصد لقب جائزة «نوابغ العرب 2024» عن فئة الطب ​

البروفسورة ياسمين بلقايد (الشرق الأوسط)
البروفسورة ياسمين بلقايد (الشرق الأوسط)

حصدت البروفسورة ياسمين بلقايد، من الجزائر، لقب جائزة «نوابغ العرب 2024» عن فئة الطب، تقديراً لتميزها في أبحاث المناعة والميكروبات والأمراض المعدية.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الحضارة العربية قادرة على تجديد مساهماتها الإنسانية في الطب والعلم، مشيداً بإسهامات بلقايد التي نشرت أكثر من 220 بحثاً علمياً.

وركزت بلقايد، رئيسة «معهد باستور» في فرنسا، أبحاثها على دور الميكروبات في تعزيز المناعة وعلاج الأمراض المزمنة، مثل كرون والصدفية. وقال الشيخ محمد بن راشد: «نبارك للبروفسورة بلقايد التي قدمت إسهامات استثنائية جعلتها نموذجاً يُحتذى».

ووفق المعلومات، فإن بلقايد تميزت باكتشافات بشأن سلاسل ميكروبية تلعب دوراً مهماً في مناعة الجلد، إلى جانب تحليلها تفاعلات الجسم مع الميكروبات وتنظيمها المناعي، مما ساهم في فهم أعمق للأمراض المزمنة.

وأنجزت البروفسورة ياسمين بلقايد مجموعة متكاملة من البحوث الدقيقة السبّاقة التي ركّزت على موضوعات تخصصية، منها دور ميكروبات الجسم في المناعة والالتهابات، وتحليل الخلايا التائية التنظيمية الطبيعية في الأمراض المعدية، ودور الخلايا الشجرية، وتحكّم البكتيريا المتعايشة في استجابة السرطان للعلاج عبر تعديل بيئة الورم السرطاني.

وقال محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لـ«مبادرة نوابغ العرب»، إن مساهمات البروفسورة ياسمين بلقايد في أبحاث المناعة وما يتعلق بها من دراسات تخصصية، والتزامها بتحقيق تقدم علمي وبحثي ومعرفي حقيقي في العلوم الطبية، جعلا منها قدوة للشباب في المنطقة والعالم.

وأضاف القرقاوي أن «أمام الأجيال العربية فرصاً كثيرة للتميّز في الأبحاث الطبية والدوائية، خصوصاً مع تطور استخدامات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي وتحليل البيانات الضخمة؛ لابتكار حلول علاجية وطبية جديدة».