رماد قشّ الأرزّ يُضاعف طاقة البطاريات

الاكتشاف يُعزّز قدرة العالم على مواجهة تحدّيات المستقبل

رماد قش الأرزّ يجعل البطاريات أكثر كفاءة واستدامة (جامعة ميشيغان)
رماد قش الأرزّ يجعل البطاريات أكثر كفاءة واستدامة (جامعة ميشيغان)
TT

رماد قشّ الأرزّ يُضاعف طاقة البطاريات

رماد قش الأرزّ يجعل البطاريات أكثر كفاءة واستدامة (جامعة ميشيغان)
رماد قش الأرزّ يجعل البطاريات أكثر كفاءة واستدامة (جامعة ميشيغان)

اكتشف باحثون أميركيون أنّ رماد قش الأرزّ الناتج عن حرق القشّ الصلب الذي يغلّف حبوبه يحتوي على نوع من الكربون الصلب يمكن أن يضاعف تقريباً كثافة الطاقة في بطاريات الليثيوم أيون والصوديوم أيون.

وأوضح الباحثون من جامعة «ميشيغان»، أنّ الدراسة تمثّل خطوة مهمّة نحو تطوير بطاريات أكثر كفاءة وصديقة للبيئة؛ مما يعزّز قدرة العالم على مواجهة تحدّيات الطاقة المستقبلية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Advanced Sustainable Systems».

وقش الأرز أحد المخلفات الزراعية الناتجة عن زراعة الأرزّ، إذ يمثّل الطبقة الخارجية الصلبة التي تغلف حبّته. وعلى الرغم من أنّ معظم هذا القش ينتهي في مكبات النفايات، فإنّ حرقه يمكن أن يوفر مصدراً محايداً للكربون لإنتاج الكهرباء. على سبيل المثال، تنتج شركة في وادي ساكرامنتو بكاليفورنيا نحو 200 ألف ميغاواط/ساعة من الكهرباء سنوياً عن طريق حرق قش الأرزّ، وهو ما يكفي لتزويد نحو 22 ألف منزل بالطاقة.

وأفاد الباحثون بأنّ هذا الاكتشاف يُعدّ أول دليل على إنتاج الكربون الصلب عبر عملية الاحتراق، وهو ما يناقض الفرضية السابقة التي رأت أنّ الكربون الصلب لا يمكن إنتاجه إلا بتسخين المخلفات الزراعية إلى حرارة عالية تصل إلى 1200 درجة مئوية في بيئة خالية من الأكسجين.

ويحتوي رماد قش الأرزّ على نحو 90 في المائة من السيليكا، و10 في المائة من الكربون. ويمكن استخدام السيليكا المستخلصة لإنتاج السيليكون النقي المستخدم في الخلايا الشمسية وأشباه الموصلات. أما الكربون المتبقي فقد كشفت التحليلات عن أنه يحتوي على أجزاء صغيرة من الغرافيت.

وعندما اختبر الباحثون خصائص الكربون الصلب المستخرج من رماد قش الأرزّ، تفوّق على الكربون الصلب التجاري والغرافيت كأنود (القطب السالب) في بطاريات الليثيوم أيون.

وأظهرت النتائج أنّ غراماً واحداً من الكربون الصلب المستخرج من الرماد يمكن أن يخزّن أكثر من 700 مللي أمبير/ساعة، مقارنة بـ500 مللي أمبير/ساعة للكربون الصلب التجاري، و370 مللي أمبير/ساعة للغرافيت.

ووفق الباحثين، توفّر هذه التقنية حلاً صديقاً للبيئة مقارنةً بطرق إنتاج الغرافيت الحالية التي تنبعث منها كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ حرق قش الأرزّ يولّد كهرباء خضراء، إذ يُعدّ الكربون المنبعث من العملية محايداً؛ لأنه يعادل الكربون الذي امتصته نباتات الأرزّ في أثناء عملية البناء الضوئي.

وفي الولايات المتحدة، يُنتَج نحو 20 مليار رطل من الأرز سنوياً؛ مما يوفّر فرصة لتوسيع استخدام رماد قش الأرزّ بوصفه مصدراً للكربون الصلب. يمكن أيضاً استخدام السيليكا الناتجة عن الرماد لإنتاج السيليكون عالي النقاء في الخلايا الشمسية وأشباه الموصلات.

ويسهم الاكتشاف في تلبية الطلب المتزايد على البطاريات في السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة مع تقليل التكاليف والانبعاثات. وقد حصل الفريق على براءة اختراع ويبحث عن شركاء تجاريين لتطوير التكنولوجيا.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد ترمب يعلن عن استثمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وبجواره (من اليمين) سام ألتمان رئيس «أوبن إيه آي» وماسايوشي سون رئيس «سوفت بنك» ولاري إليسون مدير «أوراكل»... (أ.ف.ب)

ترمب يعلن عن مشروع «ستارغيت» لبنية الذكاء الاصطناعي التحتية بـ500 مليار دولار

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن مشروع ضخم لإنشاء بنى تحتية للذكاء الاصطناعي بقيادة مجموعة «سوفت بنك» اليابانية وشركتَي «أوراكل» و«أوبن إيه آي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«عِلم» للحلول الرقمية تستحوذ على «ثقة» من «السيادي» السعودي مقابل 906.2 مليون دولار

وقَّع «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي وشركة «عِلم» اتفاقية بيع وشراء أسهم تستحوذ بموجبها «عِلم» على شركة «ثقة لخدمات الأعمال».

يوميات الشرق «تيك توك» استأنف خدماته بعد تأكيدات ترمب بأن الشركة وشركاءها لن يواجهوا غرامات باهظة (إ.ب.أ)

رغم تأجيل الحظر... استمرار غياب «تيك توك» عن «أبل» و«غوغل» في أميركا

ظل «تيك توك» غير متاح على «أبل» و«غوغل» في الولايات المتحدة بعد يوم من توقيع الرئيس الجديد دونالد ترمب على أمر تنفيذي يؤجل لمدة 75 يوماً تنفيذ الحظر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)

غرسة دماغية يمكنها تحسين المزاج

ستخضع غرسة دماغية، يمكنها تحسين الحالة المزاجية باستخدام الموجات فوق الصوتية، للتجربة من قِبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية» يسعى لدورة «مميزة» تتحدى ضعف الميزانية

المخرجة هالة جلال وفريق عمل المهرجان خلال المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
المخرجة هالة جلال وفريق عمل المهرجان خلال المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
TT

مصر: «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية» يسعى لدورة «مميزة» تتحدى ضعف الميزانية

المخرجة هالة جلال وفريق عمل المهرجان خلال المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
المخرجة هالة جلال وفريق عمل المهرجان خلال المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)

كشف مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة عن برنامج دورته الـ26، التي تقام خلال الفترة من 5 إلى 11 فبراير (شباط) المقبل، وتحمل اسم المخرج علي الغازولي، أحد رواد السينما التسجيلية في مصر، وتشهد تكريم نُخبة من أبرز رواد مخرجي الأفلام التسجيلية والقصيرة، من بينهم: نبيهة لطفي، وعطيات الأبنودي، وتهاني راشد، وماهر راضي، وسمير عوف، إضافة للمخرجين الكاميروني جان ماري تينو، والأميركي روس كفمان، اللذين يعقد معهما المهرجان لقاءات متخصصة حول مسيرتهما.

وأعربت المخرجة هالة جلال، رئيسة المهرجان، خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد بعد ظهر الأربعاء، عن تمنياتها بأن تكون هذه الدورة فرصة للقاء السينمائيين لعمل مشاريع مشتركة، مؤكدة دعوتها لسينمائيين من مختلف العالم «على قدر الإمكان»، وعَدّت المهرجان فرصة للأفلام الجيدة لكي تفوز بجوائز حتى لو كانت ضئيلة، مؤكدة أن التكريم لأي سينمائي يكمن في عرض فيلمه بالمهرجان، وأن ينال استحسان النقاد. وأشارت إلى الاهتمام بوجود تنوع كبير في جنسيات الأفلام بمشاركة أفلام من أفريقيا وأميركا اللاتينية والهند وأوروبا والمنطقة العربية ومصر.

ولفتت رئيسة المهرجان، التي تقوده للمرة الأولى، إلى أن فريق العمل بذل جهداً كبيراً لتحقيق برنامج متميز في ظل ميزانية ضئيلة جداً، وأكدت حرصها على اختيار أفلام جيدة، مؤكدة أن المهرجان لجأ إلى شراكات مع عدة جهات، من بينها: هيئة تنشيط السياحة، والهيئة العليا للإعلام، ومصر للطيران، التي قدمت دعماً عينياً للمهرجان، إضافة لدعم بعض السفارات وشركات إنتاج مصرية.

جانب من حضور المؤتمر الصحافي الخاص بالإعلان عن تفاصيل المهرجان (إدارة المهرجان)

واستحدث المهرجان هذه الدورة جائزة خاصة، من خلال ورشة يقيمها بعنوان «ذاكرة المكان»، حيث تقدم من خلالها مشاريع أفلام يجري تصوير جزء منها بالقاهرة وجزء آخر بالإسماعيلية ومدن القناة، وتقام بإشراف المخرجين تغريد العصفوري وشريف فتحي اللذين أكدا أن الهدف من الورشة هو الحفاظ على ذاكرتنا في الأحياء والمدن وعلاقة الإنسان بالمكان، ويشارك بها شباب من 6 جامعات مصرية، وتقام بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري وشركة «الإسماعيلية».

ويقيم المهرجان ثلاث مسابقات للأفلام الطويلة والقصيرة وأفلام الطلبة التي تم تغيير اسمها إلى «أفلام النجوم الجديدة»، ويشارك بمسابقة الأفلام الطويلة 10 أفلام هي: «السهر ليلاً» من الكونغو، و«فدائي» من فلسطين، و«شهيد» من إيران وألمانيا، و«كان مساء وكان صباحاً يوماً واحداً» من مصر، و«خط التماس» من لبنان، و«يوميات العبث» من كوبا، و«الاتحاد» من أميركا، و«برناو بارك» من سويسرا، و«حين تمنح الأشجار الحياة» من الأرجنتين، و«الليل لا تزال تفوح منه رائحة البرود» من موزمبيق، ويرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة المخرج الكاميروني جان ماري تينو الذي يكرمه المهرجان.

فيما تضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة 24 فيلماً؛ وكشفت المخرجة ماجي مرجان، مديرة البرنامج، عن اختيار هذه الأفلام من بين 2300 فيلم تقدمت للمهرجان عبر مشاركة عدد كبير من المبرمجين، ويرأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الفرنسية سولونج بوليه.

أما مسابقة «النجوم الجديدة» فتضم 17 فيلماً لمخرجين من القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وأسوان، وتترأس التونسية إنصاف وهيبة لجنة تحكيمها.

ملصق الدورة الـ26 من المهرجان (إدارة المهرجان)

وخارج المسابقة تشهد هذه الدورة برنامج «سينما العالم»، ويضم 25 فيلماً، وذكرت المخرجة حنان راضي المشرفة على البرنامج أن غالبية الأفلام المشاركة حازت على جوائز من مهرجانات مرموقة.

وأشاد المخرج أشرف فايق بقدرة فريق عمل المهرجان برئاسة المخرجة هالة جلال، في أول دورة تترأسها، على تقديم برنامج متكامل للدورة 26 تميز باستحداث برامج جديدة واختيارات فيلمية جيدة، في ظل ميزانية ضئيلة لم تتجاوز الـ3 ملايين جنيه (الدولار يوازي 50.33 جنيه مصري) لمهرجان دولي يقام خارج القاهرة ويدعو صناع أفلام من كل أنحاء العالم، كما أن هالة جلال تغلبت على ذلك بالعمل وفريق عملها كمتطوعين.

وأشار المخرج المصري إلى أن هذه الدورة لم تكن لتقام في ظل عدم تعيين رئيس للمركز القومي للسينما المنوط بالإنفاق على المهرجان، وأيضاً في غياب تعيين رئيس للرقابة حتى الآن مما يعرقل عمل المهرجان.