العملية تنجم عن إرسال إشارات من أجهزة استشعار على الجلد إلى الدماغ لدى الحيوانات (أ.ب)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
لماذا تهتز الكلاب عندما تتبلل بالمياه؟
العملية تنجم عن إرسال إشارات من أجهزة استشعار على الجلد إلى الدماغ لدى الحيوانات (أ.ب)
اكتشف علماء جامعة هارفارد الأميركية السبب الحقيقي وراء قيام الكلاب بالهز والارتجاف عندما تبتل، وذلك لأنها تتعرض للدغدغة.
في حين أن الكلاب المتسخة هي المثال الأكثر شهرة، فإن الكثير من الثدييات ذات الفراء تظهر نفس سلوك الهز، وفقاً لصحيفة «تليغراف».
وجدت التجارب على الفئران أن «هزات الكلاب المبللة»، كما وصفها الخبراء، هي نتيجة لعملية يتم فيها إرسال إشارات من أجهزة استشعار على الجلد إلى الدماغ عند اكتشاف تهيج أشبه بالدغدغة.
وضع العلماء قطرات من الزيت والماء على ظهور الفئران، بعضها تم تعديلها وراثياً لتعطيل أجهزة استشعار الجلد.
كشفت التجارب عن أن جيناً يسمى Piezo2 يدعم النظام وعندما تم إيقاف تشغيله، ارتجفت الفئران بمقدار النصف فقط.
وجد العلماء أن الجين يسمح للحيوانات باكتشاف اللمس من خلال مستقبلات متخصصة على جلدها تسمى C - LTMRs. النسخة البشرية من هذه المستشعرات هي التي تخلق الإحساس الممتع الذي يحدث عندما يتم تدليك جلد الشخص بلطف.
وأوضح العلماء في بحثهم المنشور في مجلة «ساينس»، أن «اهتزازات الكلاب المبللة سلوك لوحظ على نطاق واسع بين أنواع الثدييات المشعرة... يتكون هذا السلوك من اهتزازات سريعة للرأس والجذع العلوي، عادة بعد تعرض الجلد المشعر في ظهر الحيوانات للماء ومحفزات أخرى مزعجة أو ضارة محتملة».
وتابعوا: «تشير نتائجنا إلى أن مستقبلات C - LTMRs هي الوسيط في اهتزازات الكلاب المبللة».
وأشار العلماء إلى أنه قبل 80 عاماً، اقترحت لأول مرة فكرة أن هذه المستشعرات مسؤولة أيضاً عن الشعور بالدغدغة.
وأضافوا: «لاحظنا أن تنشيط C - LTMR يسبب اهتزازات الكلاب المبللة، وأن الحيوانات التي لديها عدد أقل منC - LTMRs تظهر انخفاضاً في كل من الاهتزازات التي تثيرها قطرات الزيت... ما يشير إلى أن تنشيط C - LTMR قد يثير بالفعل إحساساً بالدغدغة».
صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.
وتعقد اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي منذ الاثنين اجتماعاً يستمر إلى الخميس في أسونسيون عاصمة باراغواي، لبتّ إدراج 66 عنصراً جديداً رُشحَت على أنها تقاليد مجتمعية.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المنظمة أنّ الحنّة أو (الحناء) نبتة تُجفَّف أوراقها وتُطحَن، ثم تُحوَّل عجينةً تُستخدم في دق الوشوم، وتحديداً تلك التي تتلقّاها المدعوات في حفلات الزفاف. وتُستعمل أيضاً لصبغ الشعر أو جلب الحظ للأطفال.
وعلّلت «اليونيسكو» إدراج الحنّة في قائمة التراث الثقافي غير المادي بأنها «ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسية من حياته».
وترافق طقوس استخدام الحنّة أشكال تعبير شفهية مثل الأغنيات والحكايات.
وتبنّت 16 دولة عربية من بينها السعودية والجزائر ومصر واليمن ترشيح الحنّة التي تُستخدم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، ويعود استخدامها إلى مصر القديمة. ويمكن أن تدوم الأصباغ أو الوشوم التي يُستخدم فيها هذا العنصر من أيام إلى أسابيع.
صابون الغار الحلبي
كذلك أدرجت «اليونيسكو» في قائمتها حرفة صابون الغار الحلبي الشهير، وهو من الأقدم في العالم، ويُصنَّع باستخدام أساليب يعود تاريخها إلى 3 آلاف عام.
وشرحت المنظمة أنّ هذا الصابون يُصنَّع باستخدام زيت الزيتون وزيت الغار المنتجَين محلياً. وتُقطف المكوّنات التي تدخل في صناعته وتُطبخ، ثم تُصب على أرضيات المصابن التقليدية في عملية تعاونية تشارك فيها أجيال مختلفة. وعندما تبرد الطبخة، ينتعل الحرفيون أحذية خشبية عريضة تُسمَّى «القبقاب» من أجل تقطيع صبّة الصابون إلى مكعبات مستخدمين وزنهم وأداة تُشبه مشط الأرض تُسمَّى «الجوزة».
وتُختم المكعبات يدوياً بأختام تحمل اسم العائلة، ثم تجفَّف عن طريق صفّها بشكل أبراج أسطوانية أو هرمية تسهِّل مرور الهواء بين ألواح الصابون.
ويعتمد تصنيع هذا الصابون على توازن دقيق للمكوّنات وعلى صبر الحرفيين، إذ يستغرق طبخه ساعات ويمكن أن يستلزم تجفيفه أشهراً لإكمال عملية التصبُّن.
ولا يحتوي هذا الصابون الذي يمكن التعرُّف إليه من خلال رائحة الغار والزيتون على أي دهون حيوانية أو ملوّنات. وهو معروف في مختلف أنحاء العالم، وغالباً ما يكون عرضة للتقليد الذي يُحذّر منه المصنّعون.
الصابون النابلسي
وانضمّ إلى قائمة «اليونيسكو» أيضاً تقليد صناعة الصابون النابلسي في الأراضي الفلسطينية الذي يعود إلى أكثر من 1000 عام.
وشرحت المنظمة أنّ الصابون النابلسي الذي غالباً ما يكون مربّع الشكل، يُصنع يدوياً باستخدام 3 مكونات طبيعية من البيئة المحلية، هي: زيت الزيتون، والماء، والصودا الكاوية.
وتابعت: «تعمل العائلات معاً على صناعة الصابون بعد موسم قطف الزيتون، وتضع ختمها الخاص على قطع الصابون قبل تغليفها وتخزينها لمدة عام».
ويُعَد هذا التقليد مصدر دخل، وتمارسه معظم العائلات في الأراضي الفلسطينية. ويُصنع هذا الصابون في المنازل أو في ورش صغيرة منتشرة في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ولا سيما في الخليل (جنوب) ورام الله (وسط) وطولكرم (شمال)، وكذلك في غزة.
ووفق «اليونيسكو»، «يشارك الرجال والنساء في كل مراحل عملية الإنتاج ويساعد الأطفال عائلاتهم»، في حين يتولّى الآباء تقطيع الصابون وتعبئته.
وأشارت «اليونيسكو» إلى أنّ المجتمعات والحرفيين، في فلسطين والشتات، يعدّون تقليد صناعة الصابون في المدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، «أحد عناصر تراثهم الثقافي»، مضيفةً: «يجسّد استخدام زيت الزيتون الرابط الوثيق بين المجتمع والطبيعة».
يُذكر أنه سبق إدراج 3 عناصر فلسطينية على لائحة التراث الثقافي غير المادي؛ هي: الحكاية والتطريز والدبكة.