«آل شنب»... فيلم يجمع شمل عائلة متنافرة بعد حالة وفاة 

من بطولة ليلى علوي وسوسن بدر ولبلبة

عدد من الأبطال في أحد مشاهد الفيلم (الشركة المنتجة)
عدد من الأبطال في أحد مشاهد الفيلم (الشركة المنتجة)
TT

«آل شنب»... فيلم يجمع شمل عائلة متنافرة بعد حالة وفاة 

عدد من الأبطال في أحد مشاهد الفيلم (الشركة المنتجة)
عدد من الأبطال في أحد مشاهد الفيلم (الشركة المنتجة)

من خلال مجموعة العائلة عبر «واتساب» تتواصل عائلة «آل شنب»، بعد شتات أبنائها الخمسة الذين نشأوا في الإسكندرية، وانتقل بعضهم إلى القاهرة بحكم الحياة وظروف العمل، تجتمع مجدداً لكن مع فقدان الشقيقات الأربع لشقيقهم الذي نكتفي بمعرفته من صوته، وهو الخال المحبوب من الجميع الذي لم ينجح في تكوين عائلة، لكنه يحتفظ بعلاقات جيدة للغاية مع أبناء وبنات شقيقاته.

وتنطلق شارة الفيلم عبر الرسائل التي توضح الاختلافات الموجودة سواء بين الأشقاء أنفسهم أو حتى طريقة تعامل أبنائهم مع المجموعة والاهتمام بتفاصيل ما يدور فيها من مناقشات حول أمور حياتية روتينية أحياناً.

وأحداث الفيلم الذي بدأ عرضه في مصر، الخميس 31 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد تأجيل نحو عام، تدور في أقل من 100 دقيقة تتناول تفاصيل حياة العائلة أياماً عدة فقط، أربع شقيقات تقوم بأدوارهن، ليلي علوي، سوسن بدر، لبلبة، وهيدي كرم، بينما تنطلق الأحداث من الصراع بين ليلي علوي وابنتها التي تقوم بدورها أسماء جلال الموظفة في البنك، والتي تسعى لإرضاء والدتها طوال الوقت، وتخشى ردود أفعالها.

وتفاصيل كثيرة نعرفها خلال الأحداث عن حياة كل منهن، لكنها تفاصيل ليست كاملة عن جميع الشخصيات نتعرف عليها فقط من الأحاديث والمناقشات بينهن.

نقطة التحول الرئيسية في الأحداث هي لحظة الوفاة التي تبدأ من رحلة لاجتماع العائلة في منزل العائلة القديم بالإسكندرية، الفيلا التي لا تزال موجودة، وكان يعيش فيها الشقيق الراحل الذي قدم الأداء الصوتي لدوره بيومي فؤاد، لتبدأ رحلة الأبطال في منحنى آخر مرتبط بمواقف كوميدية وقعت بين الشقيقات طوال الأحداث، من بينها استعادة ذكريات في الماضي وتعليقات على مواقف في الحاضر.

اختلاف الطباع لدرجة التنافر لم يمنع أفراد العائلة من التعامل بشكل حضاري ومحاولة احتواء نقاط الخلاف باستمرار، فتظهر ليلى علوي السيدة القوية التي تطلب من الجميع الاستماع إلى كلامها، أما هيدي كرم فتظهر ضعيفة الشخصية أمام زوجها الذي يقوم بدوره خالد سرحان، ويحاول التدخل في أمور شقيقاتها لكن ليلى علوي تتصدى له.

مشهد من الفيلم (الشركة المنتجة)

على مستوى الأبناء لدى أسماء جلال حلم تسعى لتحقيقه بالسفر إلى اليابان والدراسة هناك، وهو الأمر الذي كانت تنتظر أن يبلغ خالها الراحل والدتها بشأنه، لكن وفاته المفاجئة تربك حياتها التي تسعى لاتخاذ خطوة جديدة فيها بترك وظيفتها في البنك، وهو موقف من عدة مواقف اضطر فيها الأبناء لمواجهة العائلة بشكل واضح للتعبير عن أفكارهم.

«آل شنب» هو ثالث تجربة لمخرجته آيتن أمين بعد تجربتيها «فيلا 69» و«سعاد» الذي عُرض بمهرجاني «كان» و«برلين».

وأبدت مخرجة الفيلم آيتن أمين حماسها لمعرفة انطباعات الجمهور عن الفيلم مع عرضه بالصالات لافتة إلى أن «الفكرة كانت لديها منذ فترة طويلة حتى جاء الوقت المناسب لتنفيذها».

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها «عملت على اختيار فريق العمل بشكل دقيق لحرصي على اختيار الشخصيات المناسبة للسيناريو المكتوب»، موضحة أنها كانت حريصة على الاهتمام بأدق التفاصيل في ظل وجود صعوبات عدة لكثرة المشاهد التي يجتمع فيها الأبطال خلال الأحداث.

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن «الفيلم يحتوي على (لكنة إيطالية) سربت إليَّ شعوراً بالاغتراب»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من كون العمل والأحداث مصرية فإنه يعطي انطباعاً بأنه (خيال مستورد)، وهو أمر لا يعني بالضرورة أن له مرجعية خارجية أو منقول من تجربة أخرى».

ويقول الناقد السينمائي المصري خالد محمود إن «الفيلم به مساحة من الكوميديا جيدة، ويصلح لمشاهدة العائلة»، مشيراً إلى أن «الشخصيات التي قدمها الفنانون في الفيلم لم تضف لأدوارهم السابقة، فهي تشبه أدواراً سبق أن قدموها».

وأضاف لـ«الشرق الوسط»: «يبدو أن آيتن أمين أرادت كسر الصورة النمطية عن تجاربها السينمائية السابقة، وهو حق مشروع لها، لكن في المقابل كنت أتوقع أن تقدم عملاً أقوى مما شاهده في (آل شنب)».

وظهر عدد من الشخصيات الرئيسية في الأحداث من دون إسهاب في خلفياتها وتفاصيلها، وهو الأمر الذي يفسره الشناوي على أساس أن الأحداث فرضته لكون المشاهد يدخل حياة العائلة لأيام محددة فقط، وبالتالي ليس بالضرورة أن يتعرف على تفاصيل كل الشخصيات مع تعددها.


مقالات ذات صلة

«إيميليا بيريز» و«الوحشي» يقودان قراءةً في ترشيحات «الأوسكار» الـ97

يوميات الشرق أدريان برودي في «الوحشي» (بوكستريت)

«إيميليا بيريز» و«الوحشي» يقودان قراءةً في ترشيحات «الأوسكار» الـ97

تحتوي قائمة الأفلام المتنافسة على «أوسكار» أفضل فيلم، 10 أعمال، بعضها - كما جرت العادة مؤخراً - من إنتاج غير أميركي... إليكم التفاصيل

محمد رُضا (‫صندانس (يوتا))
يوميات الشرق فيلم «انفصال» من النوع الخيالي يُحاكي العالم الآلي (أنجيلا مراد)

مُخرجة فيلم «انفصال» أنجيلا مراد: العالم الآلي يُخيفني والخطر ينتظرنا

في «انفصال»، تقدّم أنجيلا مراد رؤية إخراجية مختلفة اعتمدت فيها على شخصيات افتراضية رسمتها بنفسها. حتى أغنية الفيلم نفّذتها عن طريق الذكاء الاصطناعي.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق باسل ويوفال في مشهد من الفيلم (مهرجان برلين)

«لا أرض أخرى» يصل للقائمة القصيرة في ترشيحات «الأوسكار»

وصل الفيلم الفلسطيني «لا أرض أخرى» للقائمة القصيرة لترشيحات جوائز «الأوسكار»، ضمن الأفلام المتنافسة على جائزة «أفضل فيلم وثائقي طويل» في النسخة 97 من الجائزة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما «بلو مون» (سينيتك ميديا)

«مهرجان برلين» يرفع ميزانيته مُجابهاً التحديات

75 سنة مرّت على تأسيس «مهرجان برلين السينمائي» الذي سينطلق في 13 فبراير (شباط) المقبل ويسدل ستارة الختام في يوم 23 من فبراير.

محمد رُضا (صندانس - ولاية يوتا)
سينما  فرناندا توريس في «لا زلت هنا» (ڤيديوفيلمز)

شاشة الناقد: أنظمة عسكرية

كما في غير بقعة من العالم، خصوصاً في الدول اللاتينية، شهدت العقود المنصرمة قيام أنظمة حكم عسكرية أودت بحياة عشرات الآلاف من السياسيين والمثقفين والإعلاميين

محمد رُضا (صندانس ولاية يوتا)

عيون متحرّكة على أعمال فنّية تُحيِّر أميركيين

العيون وما تُخفيه (أ.ب)
العيون وما تُخفيه (أ.ب)
TT

عيون متحرّكة على أعمال فنّية تُحيِّر أميركيين

العيون وما تُخفيه (أ.ب)
العيون وما تُخفيه (أ.ب)

زَعَم أحد سكان بيند في وسط ولاية أوريغون الأميركية أنه وراء وَضْع بعض العيون المتحرّكة التي ظهرت على تماثيل في مختلف أنحاء المدينة مؤخراً، وأثارت ضجّة واسعة وتغطية إعلامية.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مؤسّس منظّمة «غارديان غروب» غير الربحية المعنيّة بمكافحة الاتجار بالبشر، جيف كيث، قوله إنه استخدم شريطاً لاصقاً لتثبيت العيون المتحرّكة على تمثالَيْن. وأضاف أنه زيَّن تماثيل أخرى في بيند بتنانير «الهولا» وأطواق الزهور؛ وأنّ مثل هذا المزاح كان مُتنفَّساً من الأعباء العاطفية الناجمة عن عمله.

وتابع: «المنظّمة مكانٌ للتعامل مع أعباء ثقيلة جداً»، مشيراً إلى مرور عدد من ضحايا الاتجار بالبشر الذين عمل معهم بـ«صدمات لا يمكن تصوّرها».

وشاركت بلدية المدينة صوراً للعيون المتحرّكة المُثبتة على التماثيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أنّ مثل هذه المواد اللاصقة يمكن أن تُلحِق الضرر بالأعمال الفنّية. فإحدى الصور تُظهر عيوناً متحرّكة على تمثال لاثنين من الغزلان، في حين تُظهر صورة أخرى عيوناً مُثبتة على مجسَّم للكرة الأرضية. وقال مسؤولو البلدية في وقت سابق إنّ 8 تماثيل تأثَّرت، وتكلفة إزالة العيون المتحرّكة بلغت 1500 دولار.

إثارةُ الجدل ولفتُ الإعلام (أ.ب)

وأثارت المنشورات موجة من التعليقات، إذ قال عدد من مستخدمي مواقع التواصل إنهم أحبّوا العيون المتحرّكة، ولا يتعيَّن على المدينة أن تُنفق وقتاً ومالاً لإزالتها. وغطَّت وسائل الإعلام المنشورَ وتعليقاته، حتى إنها ظهرت في فقرة ببرنامج «ذا ليت شو مع ستيفن كولبير» عبر قناة «سي بي إس».

وأضاف كيث أنه لم يتوقَّع أن تحظى أفعاله بهذا القدر من الاهتمام، كما أنه توجَّه إلى مكاتب البلدية وعرض دفع تكاليف أي أضرار.

وكانت مديرة الاتصالات بمدينة بيند، ريني ميتشل، قد أعربت في تصريح سابق عن أسفها لأنّ منشورها قد أُسيء فهمه. وأضافت أنه لم يكن ثمة نيّة لأن يكون «صارماً»، وأنّ الهدف منه كان زيادة الوعي بشأن الأضرار التي يمكن أن تُسبَّبها المواد اللاصقة لمجموعة الأعمال الفنّية العامة في المدينة.

وختم كيث المقيم في بيند منذ نحو عقدين، قوله بأنه يأمل في أن تُضفي مزحاته بعض الفكاهة والبهجة على حياة الناس اليومية.