المخرجة التونسية مريم جعبر لـ«الشرق الأوسط»: «ماء العين» يركز على «العائدين من داعش»

نال جائزة أفضل فيلم عربي في «الجونة السينمائي»

مشهد من الفيلم  (مهرجان الجونة)
مشهد من الفيلم (مهرجان الجونة)
TT

المخرجة التونسية مريم جعبر لـ«الشرق الأوسط»: «ماء العين» يركز على «العائدين من داعش»

مشهد من الفيلم  (مهرجان الجونة)
مشهد من الفيلم (مهرجان الجونة)

تترقب المخرجة التونسية مريم جعبر عرض فيلمها «ماء العين» في الصالات السينمائية خلال العام المقبل مع انتهاء جولته في المهرجانات السينمائية الدولية، معربة عن أملها في أن يثير الفيلم وقصته أسئلة لدى الجمهور، يفكر فيها ويبحث عن إجابات لها.

وحصل الفيلم التونسي على جائزة أفضل فيلم عربي مناصفة، في النسخة الماضية من مهرجان «الجونة السينمائي» في أول عرض له بالمنطقة العربية، وهو من بطولة صالحة النصراوي، ومحمد حسين قريع، وآدم بيسا.

وتدور أحداث الفيلم، الحاصل على دعم من صندوق البحر الأحمر، في الريف التونسي، حول عائلة لديها ثلاثة أبناء، تستيقظ الأم في أحد الأيام على رحيل اثنين منهم للانضمام إلى تنظيم متطرف (داعش)، ويعود أحدهما بعد شهور برفقة زوجته الحامل، مما يضع العائلة أمام أعباءً مرتبطة بطريقة التعامل معهما، في استكمالٍ لفيلمها القصير «إخوان» الذي قدمته جعبر ووصل إلى القائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير عام 2018.

وتقول مريم جعبر لـ«الشرق الأوسط» إن «العودة لتصوير الفيلم الروائي الطويل بعد 5 سنوات من فيلمي القصير أمر لم يكن سهلاً، لكن وجود فريق العمل نفسه والعلاقة الإنسانية التي نشأت بيننا واستمرت، ساعداني على الاستمتاع بالتجربة خلال التصوير». وأشارت إلى أن تعايشها مع الشخصيات الرئيسية خلال السنوات الماضية كان من الأمور التي جعلتها وفريق العمل يعملون بحرية أمام الكاميرا، سواء من الممثلين أو سكان القرية التي جرى فيها التصوير.

صالحة النصراوي في مشهد من الفيلم (مهرجان الجونة)

وأضافت أنها «فور الانتهاء من الفيلم قمت بعرضه على بعض التونسيين الذين أعجبوا بالعمل وأحبوه بشدة وتعاملوا معه من منظور إنساني»، لافتة إلى أنها «كانت ترغب في التركيز على الجانب الإنساني، وسعدت بوصول هذه الفكرة إلى من شاهدوا العمل أولاً».

ورغم أن مريم جعبر تعيش معظم الوقت في الولايات المتحدة، فإنها تشعر بالارتباط الشديد بتونس، وتحب تصوير أعمال فيها وعنها باستمرار، وأوضحت: «بحكم مرافقتي لعائلتي، كانت نشأتي بين كندا والولايات المتحدة وتونس، حيث قضيت وقتاً كبيراً مع عائلتي في الجنوب الذي يحمل عادات وتقاليد مختلفة عن شمال تونس الذي شهد تصوير الفيلم».

وذكرت مريم أنها قضت فترة طويلة في القرية بعد اختيارها لتصوير الأحداث فيها حتى تفهم طبيعة عادات أهلها وتقاليدهم وطريقة تعاملهم، لافتة إلى أن دعم الأهالي لها ولفريق العمل ومساندتهم للفيلم عبر فتح منازلهم ومساعدة المصورين والفنيين خلف الكاميرا؛ كلها أمور ساعدت كثيراً في خروج الفيلم للنور، و«ستكون حريصة على مشاهدته معهم».

وأشارت مخرجة الفيلم إلى أن العمل يركز بشكل أكبر على ما يدفع الأشخاص للقيام بأعمال شديدة التطرف، وهو الأمر الذي التفتت إليه خلال وجودها في تونس عام 2016 مع رصد تزايد الملتحقين بتنظيم «داعش» في سوريا وعدة مناطق أخرى من دون أن يكون هناك وجه للتشابه بين هؤلاء الأشخاص أو دوافع مشتركة لهم، لكونهم ينتمون لخلفيات مختلفة.

وتوضح مريم أن «طبيعة المشكلات التي يعيشها الشباب في تونس تختلف عن المشكلات التي يعيشها غيرهم من الشباب، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة وحتى في بعض الدول العربية والإسلامية؛ الأمر الذي جعلني أركز على معالجة القصة من جانب إنساني بحت»، مشيرة إلى أن تعدد أماكن إقامتها وتنقلها وفّرا لها فرصة لمراقبة الأحداث ورؤيتها بشكل مختلف.

وأضافت: «أسعى في تجاربي السينمائية للبحث عن الأشياء التي تتيح مساحة للترابط الإنساني، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة والانتباه للروابط الاجتماعية التي تجمع الأفراد في المجتمع»، وأوضحت أنها «عملت على إبراز هذا الجانب من خلال العلاقات بين الأبطال، بالإضافة إلى طريقة التصوير التي تناقشت فيها مع مدير التصوير لإيصال فكرة الفيلم».

تشعر مريم جعبر بأنها كانت محظوظة بتوافر الإمكانيات المادية والدعم مقارنة بغيرها من المخرجين العرب الذين يجدون صعوبة في تمويل مشاريعهم السينمائية الجديدة، لافتة إلى «أهمية العمل على تسهيل دعم صناعة السينما بشكل أكبر في ظل الحاجة إلى تقديم أفلام مختلفة».

وتابعت أن «جزءاً من المعاناة التي يعيشها صناع السينما العرب لمسته عندما واجه عدد من فريق العمل بالفيلم صعوبة في السفر لحضور عرضه في النسخة الماضية من مهرجان برلين، في حين لم أواجه المشكلة نفسها لكوني أحمل جواز سفر أميركياً».


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

«وظائف الأحلام»... ما المهن الأكثر شعبية في العالم؟

وظيفة الطيار ظهرت بوصفها المهنة الأكثر طلباً بفارق كبير (رويترز)
وظيفة الطيار ظهرت بوصفها المهنة الأكثر طلباً بفارق كبير (رويترز)
TT

«وظائف الأحلام»... ما المهن الأكثر شعبية في العالم؟

وظيفة الطيار ظهرت بوصفها المهنة الأكثر طلباً بفارق كبير (رويترز)
وظيفة الطيار ظهرت بوصفها المهنة الأكثر طلباً بفارق كبير (رويترز)

إذا كنت تحلم بالتحليق في الجو ليلاً ونهاراً، فأنت لست وحدك. تعدّ مهنة الطيار الوظيفة الأكثر رغبة في العالم بينما تصدرت فكرة مضيف الطيران القائمة في الولايات المتحدة، وفقاً لخريطة تصور الوظائف الأكثر شعبية في العالم، بحسب تقرير لصحيفة «نيويورك بوست».

صرح مزود الخدمات المالية «رميتلي»، الذي حلل استطلاع مهن الأحلام بأن «الدخول إلى قمرة القيادة لا يزال حلماً للآلاف في جميع أنحاء العالم».

لاستنتاج أكثر الوظائف المرغوبة على وجه الأرض، قام «رميتلي» بتحليل اتجاهات البحث العالمية على «غوغل» لـ186 دولة على مدار العام الماضي، وفحص الأدوار التي تثير فضول الناس في كل ركن من أركان العالم.

لقد فحص الخبراء عمليات بحث مثل «كيف تكون طياراً؟» لرصد تطلعات وفضول أولئك الذين يحلمون بالحصول على الوظيفة المثالية.

بعد ذلك، تم تجميع هذه النتائج في خريطة وترميزها بالألوان للإشارة إلى الخيارات المهنية الأكثر شعبية في كل دولة.

وظهرت وظيفة الطيار بوصفها المهنة الأكثر طلباً بفارق كبير مع 432 ألفاً و360 عملية بحث مذهلة عن «كيفية أن تكون طياراً» (وترجماتها) في العام الماضي وحده.

تم تصنيف الوظيفة التي تتطلب السفر بالطائرات على أنها الأكثر طلباً في دول مثل جمهورية التشيك ومصر وسلوفاكيا.

وجاءت مهنة المحاماة في المرتبة الثانية بسوق العمل العالمية، حيث قفزت 17 مرتبة عن آخر استطلاع أُجري في عام 2022.

وقد حصدت هذه المهنة أكثر من 393 ألفاً و380 عملية بحث عالمية خلال العام الماضي.

في الواقع، كان المجال القانوني المعقد أحد أكثر المسارات المهنية المرغوبة بشكل ساحق، حيث احتل بحث «كيفية أن تكون مدعياً عاماً» المرتبة الثامنة، بينما احتل سؤال «كيف تكون قاضياً؟» المرتبة العاشرة.

احتلت مهنة إنفاذ القانون المرتبة الثالثة من حيث الشعبية (272 ألف عملية بحث)، بزيادة قدرها 440 في المائة في الاهتمام منذ عامين. وكان هذا اختياراً مفاجئاً نظراً لطبيعة الوظيفة الصعبة والخطيرة.

واستكملت قائمة أفضل خمس وظائف مرغوبة في العالم مهنة الصيدلة (272 ألفاً و630 عملية بحث)، والتمريض (248 ألفاً و720 عملية بحث).

كما لعبت شعبية التأثير دوراً، حيث يبدو أن الشباب الباحثين عن النفوذ يفضلون بشكل متزايد القيام بالمقالب عبر الإنترنت وفتح الصناديق أمام الكاميرا على العمل من الساعة 9 صباحاً إلى 5 مساءً.

احتلت مهنة «يوتيوبر» المرتبة الثالثة عشرة الأكثر رغبة (171 ألفاً و840) على مستوى العالم، وتصدرت القائمة في 13 دولة، بما في ذلك إنجلترا وأسكوتلندا وسنغافورة وإندونيسيا.

أما بالنسبة للولايات المتحدة فقد كانت وظيفة مضيف الطيران هي الأكثر طلباً (المرتبة 17 عالمياً بواقع 154 ألفاً و810 عمليات بحث) على الرغم من الحوادث العديدة التي تقع في أثناء الرحلات الجوية والأجور المنخفضة أحياناً.

وهنا تجد قائمة أكثر عشر وظائف مرغوبة على وجه الأرض، بحسب التقرير:

الطيار.

المحامي.

ضابط الشرطة.

الصيدلي.

الممرضة.

المعالجة الفيزيائية.

القابلة.

المدعي العام.

الممثل.

القاضي.