كشفت دراسةٌ، أجراها باحثون من «كليفلاند كلينك» بالولايات المتحدة، أن برنامجاً افتراضياً للعلاج باليوغا قد يُمثّل خياراً آمناً وفعّالاً لعلاج آلام أسفل الظهر المزمنة.
وأوضح الباحثون أن هذا البرنامج، الذي يمتد على مدار 12 أسبوعاً، يُعزّز خيارات العلاج غير الدوائي المتاحة لمرضى آلام الظهر، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «غاما نتورك». وتُعدّ آلام أسفل الظهر المزمنة من الحالات الصحية الشائعة على مستوى العالم، حيث يعانيها ما يصل إلى 20 في المائة من البالغين بشكل مستمر أو متكرر.
وفي الحالات الشديدة، قد تُعوق هذه الآلام الحركة والنوم والعمل والأنشطة اليومية. وتوصي التوجيهات الطبية باستخدام العلاجات غير الدوائية بوصفها خياراً أول للتخفيف من آلام الظهر، مثل العلاج الطبيعي أو جلسات اليوغا الحضورية.
وهدفت الدراسة إلى تقييم فعالية دروس اليوغا الافتراضية كعلاج لهذه الآلام. وتعتمد هذه الدروس الافتراضية على استخدام مقاطع فيديو مسجلة أو بث مباشر عبر الإنترنت لجلسات يقودها مدربون متخصصون، ما يُتيح للمشاركين ممارسة التمارين من منازلهم أو أي مكان يختارونه، دون الحاجة إلى الحضور الشخصي لمراكز اليوغا. وتُقديم هذه الدروس عبر منصات مثل تطبيقات الفيديو أو برامج مخصصة.
وشملت الدراسة 140 مشاركاً يعانون آلام أسفل الظهر المزمنة، بمتوسط أعمار 48 عاماً. وقُسّم المشاركون عشوائياً إلى مجموعتين؛ إحداهما خضعت لجلسات يوغا افتراضية لمدة 12 أسبوعاً، بينما استمرت المجموعة الأخرى في تلقي الرعاية الطبية الاعتيادية، مع إتاحة فرصة لاحقة للمشاركة في دروس يوغا خارج الدراسة.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين مارسوا اليوغا عبر الإنترنت أفادوا بانخفاض واضح في شدة الألم وتحسن ملموس في وظائف الظهر.
وبعد انتهاء البرنامج، أبلغ المشاركون في مجموعة اليوغا الافتراضية عن انخفاض بمعدل ستة أضعاف في شدة الألم، وتحسن بمعدل 2.7 ضِعف في وظائف الظهر، مقارنة بالمجموعة الأخرى. كما أشاروا إلى انخفاض استخدامهم للأدوية المسكِّنة بنسبة 34 في المائة، وتحسّن جودة النوم بمعدل عشرة أضعاف، مقارنة بالمجموعة الأخرى.
وذكر الباحثون أن تحديات حضور دروس اليوغا بشكل شخصي تجعل البرنامج الافتراضي خياراً آمناً وفعّالاً لمرضى آلام أسفل الظهر المزمنة.
وأكدوا أن اليوغا تُقدم نهجاً شاملاً لإدارة هذه الآلام، ما يُعزز خيارات العلاج غير الدوائي؛ فبدلاً من الاعتماد فقط على الأدوية المسكِّنة، التي قد تُسبّب آثاراً جانبية أو تؤدي للإدمان، يمكن للمرضى ممارسة اليوغا عبر الإنترنت من منازلهم، ممّا يقلّل تحديات حضور الجلسات شخصياً.
ويعتزم الفريق البحثي توسيع نطاق الدراسة في المستقبل لتشمل عيّنة أكبر وأكثر تنوعاً من المرضى؛ لزيادة التّحقق من فعالية العلاج الافتراضي لآلام أسفل الظهر المزمنة.