طارق العريان: «ولاد رزق 3» لا يروِّج للبلطجة

أكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ السعودية هي السوق الأهم للسينما المصرية

المخرج المصري طارق العريان يرفض علاقة فيلمه بالبلطجة (صفحته في فيسبوك)
المخرج المصري طارق العريان يرفض علاقة فيلمه بالبلطجة (صفحته في فيسبوك)
TT

طارق العريان: «ولاد رزق 3» لا يروِّج للبلطجة

المخرج المصري طارق العريان يرفض علاقة فيلمه بالبلطجة (صفحته في فيسبوك)
المخرج المصري طارق العريان يرفض علاقة فيلمه بالبلطجة (صفحته في فيسبوك)

أكد المخرج المصري طارق العريان أنّ الجزء الثالث من فيلمه «ولاد رزق» غايته التسلية وليس الترويج للبلطجة، مضيفاً أن جزأه الرابع لا يزال فكرة مطروحة لم يتم الاستقرار على تفاصيلها، خصوصاً وسط تعدُّد التصوّرات حولها، وإذا ما كان فريق العمل سيواصل العمل على «التويستات» المفاجئة التي تغيّر مسار الأحداث أو سيقدّم التجربة بشكل مختلف.

وأوضح، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «صعوبة (ولاد رزق) الأساسية تكمن في الفكرة التي يجري بناء الأحداث عليها، وطريقة الحديث التي ستُعتَمد»، لافتاً إلى الحرص على تقديم العمل بطريقة لا يتوقّعها المشاهد، أسوةً بالأجزاء الثلاثة السابقة.

وتصدَّر فيلم «ولاد رزق 3» شباك التذاكر في السينما المصرية بإجمالي إيرادات تجاوزت 254 مليون جنيه (الدولار يساوي 48.95) خلال عرضه بالصالات في الصيف الماضي، ليصبح الأعلى إيراداً بتاريخ السينما المصرية وبفارق يُقارب الضعف عن أقرب منافسيه.

وقال العريان إنه لن يستطيع منافسة الإيرادات التي حققها فيلم «ولاد رزق... القاضية 3» بأي عمل آخر سوى بجزئه الرابع، مؤكداً أنّ أي تجربة جديدة سيقدّمها ينبغي ألا تُقارَن به على مستوى الإيرادات.

خلال تحضيرات الجزء الثاني من «ولاد رزق» (صفحته في فيسبوك)

وعن تهمة ترويج الفيلم للبلطجة، ردَّ: «ذلك ليس حقيقياً على الإطلاق، ففي العمل فانتازيا تقبّلها الجمهور من الجزء الأول وتواصلت مع الأحداث وتحرّكات الأبطال»، لافتاً إلى أنهم عرضوا فكرة الجزء الثالث على المسؤولين والرقابة في السعودية، فرحّبوا به ونظروا إليه بوصفه «عملاً مسلياً» وقدّموا الدعم والمساعدة لتصوير المَشاهد المطلوبة في الرياض.

أما عن مشروع فيلم «الشايب» من بطولة آسر ياسين، ويعتمد على شخصيته في فيلم «ولاد رزق»، فأكد العريان أنّ «الفكرة والمشروع قائمان ويجري العمل عليهما. وحتى إنْ لم أخرج هذا الفيلم، فسأكون أحد صنّاعه».

تطرّق إلى عرض نسخة مرمَّمة من فيلمه «السلم والثعبان» في «الجونة السينمائي»، فأوضح المخرج المصري أنّ «الصورة جُدِّدت في هذه النسخة باستخدام تقنيات الألوان التي تبرز المَشاهد بشكل أفضل، مع إزالة أي علامات غير جيّدة بعد مرور أكثر من 23 عاماً على العرض»، لافتاً إلى أنّ «الفيلم تحوّل مع الوقت إلى ما يشبه (الأيقونة السينمائية) التي يُشاهدها جيل بعد آخر، وبقي مع الجمهور سواء بالعرض عبر الشاشات أو من خلال المنصات المختلفة».

وأضاف: «الجزء الثاني منه سيرى النور في العام المقبل مع الاستعداد لبداية تصويره في يناير (كانون الثاني). وهو سيحمل اسماً مبدئياً (السلم والثعبان 2: أحمد وملك)، ويؤدّي بطولته عمرو يوسف، في انتظار حسم موقف منى زكي النهائي حول العمل الذي يرصد تقلّبات العلاقات العاطفية».

طارق العريان تحدث عن جزء جديد من «السلم والثعبان» (صفحته في فيسبوك)

وعُرض الجزء الأول من «السلم والثعبان» في صيف 2001، من بطولة هاني سلامة، وحلا شيحة، وأحمد حلمي؛ وكان التجربة الروائية الثالثة لطارق العريان سينمائياً بعد فيلمَي «الباشا» و«الإمبراطور».

وبعد تجربة التصوير وعرض فيلمه «ولاد رزق 3» بشكل ناجح في السعودية، أشاد العريان بـ«التطوّر الكبير الذي تشهده المملكة في مجال صناعة السينما، وسط تعطُّش الجمهور السعودي للفنّ السابع، الأمر الذي جعل من بلاده، بحكم فارق أسعار التذاكر، السوق الأهم بالنسبة إلى السينما المصرية بعدما أصبحت تشكّل ما بين 50 و75 في المائة من الإيرادات بالنسبة إلى المنتجين والموزّعين»، لافتاً إلى أنّ «خطوة افتتاح الاستوديوهات الجديدة في الرياض ستبشّر بفرص كبيرة لتصوير أعمال مهمّة فيها».

وأضاف أنّ التصوير في المملكة سيضمن أيضاً إيرادات كبيرة لصنّاع الأفلام المختلفين مع توافر الدعم لتصوير الأفلام وإنجازها بأفضل صورة، لافتاً إلى أنه يعمل حالياً على دراسة ما يمكن تقديمه مستفيداً مما تحقَّق عبر مشروع مصري - سعودي.


مقالات ذات صلة

«أرزة» ينافس على جائزة «الأوسكار» لعام 2025

يوميات الشرق المخرجة ميرا شعيب أثناء تصوير الفيلم (ميرا شعيب)

«أرزة» ينافس على جائزة «الأوسكار» لعام 2025

يُنظّم فريق «أرزة» حملات مكثفة لعرضه في مهرجانات سينمائية تسبق الحدث.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما (أ.ف.ب)

كيف علّق أوباما على قرار ابنته التخلي عن اسم عائلتها مهنياً؟

أكد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما أنه يدعم ابنته ماليا بنسبة 100 في المائة فيما يرتبط باختيارها استخدام اسم احترافي لصناعة الأفلام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق اختيار المشاهدين نوع الأفلام مرتبط بكيفية معالجة أدمغتهم للعواطف (رويترز)

أفلامك المفضلة... ماذا تكشف عن دماغك؟

بعد انتهاء يوم متعب وطويل، وعند الاستقرار أمام شاشة التلفاز لمشاهدة فليم أو مسلسل على منصة «نتفليكس»، ما هي الفئة التي تتصفحها أولاً؟

سينما روبن أوستلند خلال التصوير (إمبرتڤ إنترتاينمنت)

روبن أوستلند يسخر من ركاب طائرة بلا ترفيه

يعود المخرج السويدي روبن أوستلند إلى الشاشات في العام المقبل بفيلم جديد عن الترفيه... أو - بالأحرى - عن عدمه.

محمد رُضا‬ (لندن)
سينما «الفتاة ذات الإبرة» (نوردسك فيلم برودكشنز)

شاشة الناقد: أزمات لا تنتهي

اهتمامات المخرج مانغوس ڤون هورن بالقضايا الاجتماعية قادته إلى كتابة هذا السيناريو المُعتم عن حالات يائسة تمرّ بها بطلة الفيلم تباعاً منذ بداية الفيلمز


مزاد فنّي خيري من أجل لبنان وإنسانه الملوَّع بالحرب

يعمّ الضرر الكبير ويصيب ملايين فتتجلّى أهمية التحرُّك (إنستغرام)
يعمّ الضرر الكبير ويصيب ملايين فتتجلّى أهمية التحرُّك (إنستغرام)
TT

مزاد فنّي خيري من أجل لبنان وإنسانه الملوَّع بالحرب

يعمّ الضرر الكبير ويصيب ملايين فتتجلّى أهمية التحرُّك (إنستغرام)
يعمّ الضرر الكبير ويصيب ملايين فتتجلّى أهمية التحرُّك (إنستغرام)

اختارت 3 شابات من خلفية فنّية مفردة «خَلَصْ»، وتعني «كفى»، لتُشكّل رجاءً بما هو آتٍ. أسماؤهنّ: كميل حجار، وسارين سمرجيان، وياسمينا حمود؛ مولعات بالفنون وقلوبهنّ بيضاء للخير. يوم تفجَّرت المدينة باغتيال مينائها في أغسطس (آب) 2020، هرعن يُلملن التشظّي ويُساعدن بقدر المستطاع. بطرحهنّ مزاداً خيرياً عبر الإنترنت لنجدة بشر تحت الصدمة، هُشّمت منازلهم وفقدوا مصادر الدخل، جمَعْن نحو 100 ألف دولار. أمام الهول الراهن وتمادي الخسائر، يحاولن من جديد.

تُخبر كميل حجار «الشرق الأوسط» أنّ مفردة «خلص» متداوَلة في اللغة المحكية العربية، وتكاد تكون تعبيراً مشتركاً عن الحاجة إلى طيّ الصفحات الأليمة. تأتي المبادرة في وقت عصيب، يعلو فيه نداء الخلاص بشكل أو بآخر. بالآه ربما أو الأمل أو الدمع. «خلص» التي اعتمدتها الشابات عنوان المرحلة، لها أصداء تتردّد في دول موجوعة. للثلاث صوت واحد: «علينا فعل شيء».

مؤسِّسات المبادرة مولعات بالفنون وقلوبهنّ بيضاء للخير (حسابهنّ الشخصي)

تجتمع خبرة في إدارة المزادات مع الشغف بالفنون في هذه الثلاثية. يعمّ الضرر الكبير ويصيب ملايين، فترى الشابات أهمية التحرُّك: «بدأنا التواصُل مع فنانين للإعداد للمزاد. لكل منّا طريقة للوصول إليهم بأكبر عدد. كان التجاوب لافتاً. فنانون كثر أبدوا استعداداً للتحوّل جزءاً من هذه المبادرة. آمنوا أنه وقتٌ ينبغي للجميع فيه العطاء. نُكمل مراحل المزاد بعد التأكيد بأنّ مرحلته الأولى القائمة على التجاوُب حقّقت نتيجة محسوبة».

بالنسبة إليهنّ، خَلْق مجال واسع لاحتمال بَيْع الأعمال هو الأهم. فالقِطع، وهي هنا ليست لوحات فحسب، وإنما «كل أنواع الفنّ، مثل المنحوتات والديجيتال آرت، وما يبتكره الذكاء الاصطناعي، مع ما يشمل المفروشات...»، تُراوح أسعارها من 200 دولار إلى نحو 4000 مثلاً. يُعطين هذا الرقم التقريبي للقول إنّ المزاد للجميع فلا يُحاكي حصراً الأثرياء. الخيارات المتنوّعة مقصودة، وعدم اقتصاره على اللوحات هدفه بلوغ عشاق الفنّ بتعدُّد الأمزجة والأهواء.

لمزيد من الصدقية، يتعاون المزاد مع جمعيات يُشهد لها بحُسن السُّمعة وطيب الأثر، منها «الصليب الأحمر» و«فرح العطاء». تقول كميل حجار إنّ البحث عن الجمعية المناسبة استند إلى اهتمامها بـ3 أولويات: الطعام والصحة والتعليم. وهي الغايات المُستهدَفة في المبادرة، مع التركيز على الجانب المتعلّق بتلقّي الأولاد ما أمكن من دراسة، خصوصاً مَن تحوَّلت مدارسهم مراكزَ إيواء وتعطَّل نظامهم التعليمي.

تأتي المبادرة في وقت عصيب يعلو فيه نداء الخلاص (إنستغرام)

وليس التشديد على دعم التعليم يعني إهمال أهمية الحاجات الأساسية منها الطعام والسقف؛ «فهي ضرورية جداً، لكنّ كثيرين يهتمّون بها؛ جمعيات ومبادرات فردية ومساعدات دولية، أما وَضْع الأولاد النازحين، مجدداً، وسط مناخ تعليمي، وإعادتهم نوعاً ما إلى مقاعد الدراسة، فتلك غاية نبيلة ينبغي ألا تُغفل».

باحتدام الحرب بين أذربيجان وبلدها الأم، أرمينيا، حشدت سارين سمرجيان الجهد والإمكانات لعون شعبها. وأمام الاشتعال اللبناني، لم تتردَّد. تقول مع كميل حجار وياسمينا حمود إنّ مبادرتهنّ مزدوجة الهدف: «أولاً لجَمْع المال فنساعد مَن اختنقوا بثقل هذه الأيام، وثانياً لإتاحة منصة عرض لفنانين بعدما أرغمت الحرب غاليريهات على الإقفال، وأشغالاً على التوقّف، ومعارض على تجميد فضاءاتها. كون المزاد الخيري افتراضياً، فذلك ليحاكي أي فنان في العالم بالإضاءة على نتاجه ووضعه ضمن مساحة تتيح التعبير عن نفسه ونشر ما يُنجز، ضمن آمال تنشد استقبال العدد الأكبر من المساهمين والأعمال المعروضة».

صرخة «خَلَصْ» تُشكّل رجاءً بما هو آتٍ (صفحة المبادرة في «إنستغرام»)

تُكمل الشابات بالحديث عن «عمل دائم الأثر». يُردن المزاد مساحة مفتوحة في أي وقت، أو ما يُشبه الفضاء المُتاح للعرض المستمر؛ وإنْ تشتعل حركته في الأزمات ويصبح حاجة مُلحَّة في المآسي اللبنانية. ذلك لأنّ «فنانينا يزخرون بإرث غني، ومنابع إلهامهم تتعدَّد. لدينا تراث يحفّز على الإبداع وقضايا توجب الحديث عنها».

تستكين الأعماق لتحقيق استجابة يصفْنَها بالمُشجِّعة، ففنانون لم يتردّدوا في وَهب الأعمال أو إبداء التعاون من أجل إنسان لبنان. تؤكد الشابات خضوع المال المرجو من المزاد لمسار موثَّق، ضمن حلقة ثلاثية الأطراف: هنّ والفنانون والجمعيات، فتتصدَّر الشفافية ولا يُشكّ بالنيات الصادقة.

ويطمحن للتوسُّع في مرحلة مقبلة، فيشمل المزاد الأزياء والموسيقى. يتطلّعن إلى الفنون فيجدنها مُهمَلة، قلّما تلتفت إليها جهة حكومية أو تدعمها ميزانيات كبرى: «لدينا مواهب لا تُعدّ. لسوء الحظّ الفرص قليلة والتشجيع خجول».