36 معملاً سعودياً لتعزيز الابتكارات في «صحة الإنسان»

تحصل على تمويل بحثي يتجاوز 135 مليون ريال

المعامل الصحية تنتشر في نحو ٢٢ جهة تشمل الجامعات والمختبرات ومراكز الأبحاث في مناطق المملكة (واس)
المعامل الصحية تنتشر في نحو ٢٢ جهة تشمل الجامعات والمختبرات ومراكز الأبحاث في مناطق المملكة (واس)
TT

36 معملاً سعودياً لتعزيز الابتكارات في «صحة الإنسان»

المعامل الصحية تنتشر في نحو ٢٢ جهة تشمل الجامعات والمختبرات ومراكز الأبحاث في مناطق المملكة (واس)
المعامل الصحية تنتشر في نحو ٢٢ جهة تشمل الجامعات والمختبرات ومراكز الأبحاث في مناطق المملكة (واس)

يعمل ‏36 معملاً صحياً في السعودية على دعم العقول المبتكرة الطامحة إلى تقديم حلول نوعية تضمن جودة حياة صحية، وتعزيز البنية التحتية البحثية ومساهمتها في مواجهة التحديات الوطنية والأبحاث الرائدة ضمن أولوية «صحة الإنسان» التي تأتي على رأس قائمة الأولويات السعودية في قطاع الابتكار التي أُعلنت لأول مرة عام 2022.

وقالت هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار في السعودية إن المعامل الصحية التي تعمل بدأب في نحو 22 جهة تشمل الجامعات والمختبرات ومراكز الأبحاث في مختلف مناطق المملكة تحصل على تمويل بحثي تتجاوز قيمته 135 مليون ريال لتطوير أعمالها وتعزيز مخرجاتها العلمية والابتكارية.

وكشفت الهيئة في منشور لها على منصة «إكس» أن المختبرات والمراكز البحثية تعمل في مجالات صحية حيوية متنوعة، تشمل مسار اكتشاف الأدوية وتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والأبحاث التشخيصية وسواها من المجالات التي تنسجم مع وضع السعودية «صحة الإنسان» ضمن الأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في يونيو (حزيران) من عام 2022 لتكون نبراساً للقطاع خلال العقدين المُقبلين، بما يعزز من تنافسية وريادة المملكة عالمياً، وتستند خريطة الأولويات على 4 مجالات، هي صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل.

41 % من التمويل لـ«صحة الإنسان»

وأعلنت هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار في مارس (آذار) الماضي عن إطلاق أولى حزمها التمويلية بمبلغ 312 مليون ريال سعودي، وذلك من خلال برنامج دعم المختبرات البحثية في المملكة، وتطوير البنية التحتية عن طريق تطوير المراكز والمختبرات البحثية في المملكة بما يتوافق مع الأولويات البحثية الوطنية.

وتم الإعلان عن 30 جهة بحثية فائزة خلال حفل توقيع اتفاقيات التعاون البحثي مع الجامعات والمراكز البحثية من مختلف مناطق المملكة، واشتملت الجهات على جامعات ومختبرات وطنية ومستشفيات وجهات خاصة في مختلف المجالات العلمية، منها 41 في المائة من المعامل والمختبرات في أولوية صحة الإنسان، و27 في المائة لاستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، و19 في المائة للريادة في الطاقة والصناعة، و13 في المائة ضمن اقتصاديات المستقبل، وعُدّ البرنامج خطوة مهمة نحو تعزيز المجال البحثي مما يعكس التزام المملكة بدعم المؤسسات العلمية في إطار رؤية 2030.

أعلنت السعودية مارس الماضي إطلاق أول حزمة تمويلية بمبلغ 312 مليون ريال لدعم المختبرات البحثية لديها (واس)

ورسَمت هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، خلال أسبوع الابتكار في الصحة الذي انطلق ضمن معرض الصحة العالمي المنعقد مؤخراً في الرياض، ملامح المشهد البحثي في القطاع الصحي خلال العقد المقبل حيث دشنت الهيئة حزمة مبادرات لمواجهة التحديات الصحية وتحسين جودة الحياة، وذلك ضمن أولوية صحة الإنسان، وتعزيز الجهود البحثية والنتائج العلمية التي تحقق أهدافاً وطنية مهمة في هذا الإطار.

كما أطلقت الهيئة خلال أسبوع الابتكار في الصحة قائمة المهام الوطنية لتقليل الإصابات بالأمراض المعدية وغير المعدية بنسبة 50 في المائة خلال السنوات الــ10 المقبلة، تشمل إطلاق تحالفَيْن بحثيَّيْن يدعمان الأبحاث في مجالات أمراض السرطان والأمراض المعدية، إضافةً إلى تخصيص 120 مليون ريال لدعم أكثر من 100 مجموعة بحثية من القطاعين الخاص والعام والجامعات؛ بهدف إيجاد حلول جذرية لهذه التحديات الصحية.

مجالات بحثية تشمل استكشاف الأدوية وتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي والأبحاث التشخيصية (واس)

وتتطلع مراكز الأبحاث وصناعة الأفكار والابتكار للانخراط في حقبة جديدة يشهدها القطاع، بعد أن رسم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ملامح المرحلة، ووضع الأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار للعقدين المُقبلين كبوصلة للمبتكرين في خلق الحلول، وتحليل التوجهات، وبناء المستقبل.

ومنذ ذلك الحين، تقطع فرق ومراكز وأفراد ناشطون في قطاع البحوث والابتكارات في السعودية أشواطاً لتسجيل تقدم على مستوى الأولويات الوطنية التي اتخذتها السعودية علامات الطريق في رحلتها لإطلاق مرحلة جديدة لقطاع الابتكار والبحث، تركز على خلق بيئة موائمة للابتكار، واستقطاب أفضل العقول من داخل البلاد وخارجها، لتنويع الاقتصاد الوطني، وخدمة الأغراض العلمية والتقنية، ومجالات المستقبل، ونفع البشرية.


مقالات ذات صلة

ولي العهد السعودي يلتقي قادة ورؤساء في الرياض

الخليج ولي العهد السعودي خلال لقائه ملك بوتان في العاصمة الرياض الثلاثاء (واس)

ولي العهد السعودي يلتقي قادة ورؤساء في الرياض

التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في الرياض، رئيس السنغال، وولي العهد الأردني، ورئيسي الوزراء الباكستاني والفيتنامي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج السعودية جددت تضامنها مع «الأونروا» في مهمتها الإنسانية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)

السعودية تدين حظر «الكنيست» أنشطة «الأونروا» في فلسطين

أدانت السعودية بأشدِّ العبارات إقرار الكنيست الإسرائيلي مشاريع قوانين تحظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق محمد الشدي... تساؤلات مبكرة عن مستقبل الصحافة الورقية في السبعينات

محمد الشدي... تساؤلات مبكرة عن مستقبل الصحافة الورقية في السبعينات

المقال تطرق إلى مجموعة من التساؤلات التي كانت تُعدّ غير مألوفة في تلك الفترة حول مستقبل الصحافة التقليدية في ظل التطورات التقنية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)

السعودية تتطلع لإجراءات عملية من اجتماع «تحالف حل الدولتين»

تَطَلّعَ مجلس الوزراء السعودي لأن يتوصل أول اجتماع رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين الذي تستضيفه الرياض إلى خطوات عملية لدعم جهود ومساعي السلام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاركون في إحدى الجلسات خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (الشرق الأوسط)

ماذا قال كبار المديرين التنفيذيين في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض؟

اجتمع قادة الأعمال والتكنولوجيا والمال العالميون في العاصمة السعودية لحضور المؤتمر السنوي لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» في نسخته الثامنة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أماني جميل وسمر ششة: نتطلع لإتاحة فرص متكافئة للمرأة كمخرجة

سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)
سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)
TT

أماني جميل وسمر ششة: نتطلع لإتاحة فرص متكافئة للمرأة كمخرجة

سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)
سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)

مثلما جمع المسلسل الكوميدي «جايبة العيد» الذي عرضته منصة «نتفليكس» بين الفنانتين السعوديتين أماني الجميل وابنتها سمر ششة، جمعهما «مهرجان الجونة السينمائي» مجدداً في جلسة حوارية، الثلاثاء، أدارتها الإعلامية زهرة رامي.

رصدت الجلسة الاختلاف بين جيلي الأم والابنة، وكيف جاءت خطواتهما الفنية الأولى، وتطلعاتهما في ظل الفرص الواسعة التي تتيحها جهات سينمائية متعددة بالمملكة لصناع الأفلام والمواهب الصاعدة.

قالت الفنانة أماني الجميل إنها نشأت في بيت يؤمن بالفن والثقافة، وقرأت منذ صغرها روايات إحسان عبد القدوس وأعمال كبار الأدباء التي كان يشتريها والدها، وتعلمت الكتابة منه، مشيرةً إلى أن عائلتها تضم مواهب عديدة، وقد كانت تتطلع لأن تدخل مجال الفن، لكن كانت نظرة المجتمع والأسرة تمنعها، فعملت في مهن كالتعليم وإدارة الأعمال حتى أتيحت لها الفرصة مع الانفتاح الفني الذي تشهده المملكة، وفق قولها.

ورغم أن الابنة استهواها المسرح المدرسي، لكنها لم تفكر في دخول مجال التمثيل ثم واكبت التغيير في نظرة المجتمع للفن، مؤكدة: «السعودية تغيّرت سريعاً ونحن تغيرنا معها بالسرعة نفسها، وأصبح المجتمع أكثر تقبلاً لهذا التغيير».

أماني الجميل وسمر خلال الجلسة الحوارية مع الإعلامية زهرة رامي (إدارة المهرجان)

وتوضح الأم: «جيل ابنتي أكثر حظاً منا، وسمر هي من شجعتني ورشحتني لمسرحية بالفصحى تعرض بـ(موسم الرياض)، وطلبت مني أن أخوض تجارب أداء ونجحت فيها لأكتسب ثقة كبيرة بنفسي».

فيما تقول سمر: «والدتي كان لديها الطموح والرغبة في الاستكشاف، وكل ما قمت به أنني فتحت أمامها الباب فقط، فانطلقت وأثبتت وجودها».

تؤكد كل من سمر ووالدتها أماني أن بعض الأسر لا ترحب بعمل المرأة في الفن حتى الآن، لكن سمر توضح: «لا أخاف من الجمهور، بل أخاف من أقاربي، وفي عائلتنا من يتقبل عملنا ومن يرفض، وهناك أيضاً من يدعمنا».

ومع اتجاه السينما السعودية لتمكين المرأة، ترى سمر أن «هناك دعماً حكومياً ومؤسسياً كبيراً للسينما، لكن لا يوجد دعمٌ لحضور المرأة في السينما، فلا نجد فيلماً من إخراج امرأة، مع أن نحو 60 بالمائة من العاملين بالسينما من النساء، يقولون إن المخرجات لا يستطعن تحمل مسئولية فيلم، كما يصرون على تصدير صور نمطية للمرأة السعودية فهي إما واقع عليها ظلم أو خائنة أو يخونها زوجها، لذا اتجهنا للكتابة لتغيير هذه الصورة وأنا أتطلع للإخراج أيضاً والتحقت بورش عديدة في مصر والسعودية والكويت لأجل ذلك».

سمر تطالب بإتاحة الفرصة للمخرجات السعوديات في السوق السينمائية (إدارة مهرجان الجونة)

وتؤيدها الأم قائلة: «لا بد من إتاحة الفرص للمخرجات، لأن لديهن طموحاً لتقديم قصصهن».

وعن مسلسل «جايبة العيد» الذي جمعهما على «نتفليكس»، تقول أماني: «المسلسل عُرض عليّ أولاً لأؤدي دور امرأة متسلطة، ثم اكتشفت أن بطلته ابنتي فقد تركوها لي مفاجأة، ووجودها معي يطمئنني لكن لأننا كنا نتشاجر طوال الوقت في مشاهد المسلسل اتفقنا ألا نتكلم في البيت طوال فترة التصوير حتى لا يؤثر تقاربنا على أدائنا».

وتوضح سمر: «أعجبني أن المسلسل 4 حلقات فقط، كما أعجبت بالسيناريو، وكنت أضحك وأنا أقرأه، وأنا لا أتصور نفسي أقدم مسلسلاً من 30 حلقة».

تخوض كل من الأم والابنة تجربة الكتابة، إذ كتبت الأم سيناريو فيلم قصير ستخرجه ابنتها بعنوان «الغمرة»، ومسلسل ستنتجه الابنة، كما تقوم بكتابة سيناريو فيلم روائي طويل، وكتبت سمر سيناريو مسلسل بعنوان «مين الآن».

وعن جمعها بين التمثيل والتأليف والإخراج، تقول سمر: «ما زلنا في البداية ومن حقنا أن نجرب أنفسنا، وينقصنا النضج الذي تثريه تجاربنا المختلفة، ويجعلنا نحدد توجهنا».